سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

شعر: عامية - فصحى: وصل الربيع لقصركِ بقلم/ حسين كاظم الزاملي

لا تعجلي ... وتغادري أسواري
هذا القرارُ .. قراركِ وقراري
لا تجمعي خبرائَكِ وجنودَكِ 
وتجددين مظالمي وحصاري 
زمنُ التعسفِ انتهت أيامه
والثائرون تحشدوا بجواري
بعض الشعوب تحررت ...وتيقني
أنَّ الشعوبَ مصانعُ الأقدارِ
وصلَ الربيعُ(1) لقصركِ ... فتأملي
كيف انتهى الطغيانُ... بالثوارِ
زمنُ السكوتِ تبعثرتْ أوراقهُ
يكفي السكوتُ ..أما ترينَ دماري 
إنا تعاهدنا قديما أنكِ
عندي تكوني لحظة الإعصار
كالظل لا ينأى ، ويترك أصله
كالظلِ مجبورٌ على الأسفار 
هذا الوفاءُ ... وغيره وهمٌ وهل
خُلقَ الوفاءُ لباقةِ الأزهارِ
هو أن تكوني غايتي ...ورفيقتي 
بالعسر ...بالأحزان... بالأخطارِ
أن أفتديكِ ... وأن أحصنَّ أسمكِ
أن لا أراكِ ضحية الأعذار
إني فهمت العشقَ فوق غرائزي 
ورأيته كالسّيرِ فوق النارِ
هو أن ترى الأشياءَ في منظارِها
والعينُ لا تقوى على الإبصارِ
هو أن تظلَّ بوحشةٍ مجنونةٍ 
لا ترتوي من كلِّ ماء جاري 
هو غاية التقديس ... ليس دنائة 
أو رغبة أو أي شيءِ هارِ 
تُستبدل الأوطانُ تلك خرافةٌ
وطني... حياتي ... فافهمي أفكاري 
****
لا تعجلي ... وتزلزلي أقطاري
وتصادرين ركائزي وحواري 
لا تُخطئي ... كالغاضبين أميرتي 
وتهاجمين مراكبي وقطاري 
أحرقتي كل قصائدي ...وجميعها 
فيكِ ... فيا أسفي على أشعاري
ألفتها وأنا على سحبُ الهوى
أنا في الهيامِ بعيدة أوكاري
صمتي بجنبكِ ضجتي ، ومقالتي
هيا أسمعي وتسلقي أخباري 
من قال أن الصمتَ ...صمتٌ مطلقٌ
لو تقرئين الحزن في أنظاري
مليون مأساة بها وتأكدي
بكِ قد وصلتُ نهاية المشوارِ 
لا توغلي وتنقبي في ما مضى
كلُّ الرجالِ تنوء بالآثارِ
أنا مثلهم جربتُ ساحاتَ الهوى
وبحثتُ في الأعماقِ عن أسراري
ورجعتُ مكتوف اليدين مؤسراً
لا شيء غير جماجمِ الأفكارِ 
في راحتيَّ حكايتي ..أين التي
تستخرجُ المخفيَّ من أغواري؟
في رحلتي سبعين ألف حكايةٍ
في مركبي سيلٌ من التذكارِ
إني رجعتُ ... وقد ندمتُ لأنني
أبحرتُ قبل مواسم الإبحارِ
ألقيت في البحر البعيد دفاتري
ودفنتُ في أمواجه آثاري
ورجعتُ احتطبُ القديمَ كأنني
شخصٌ يعاني أزمة التكرارِ
بالأمسِ جناتٌ جميع مناظري
كل الطيور تنام في أشجاري 
واليوم صحراء الحجاز منافذي
وجداولي ترنو إلى الأمطارِ
لسنا صخوراً لا تحس ولا ترى
لسنا تماثيلاً من الأحجار
في كلِّ قلبٍ نابضٍ عشقٌ فهل
قلبي يخالفُ سنةَ الجبارِ؟
حتى الوحوش عزيزتي تهوى وكم
شاهدتُ من عشقٍ لوحشٍ ضاري 

(1) : المقصود بالربيع هو الربيع العربي الذي زلزل عروش الطغاة وما زال يتحرك ليقلع ما تبقى ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق