سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 8 سبتمبر 2013

كلمة الشهر: دعاة الشرف بقلم/ هانى مراد

كلمة شهر ستمبر 2013

كانت أمى رحمة الله عليها تذكرنى دائماً بمقولة "يعيش المعلم ولا يتعلم"، مرت الأيام والسنوات وأثبتت بمرورها صدق كلماتك يا أمى حقاً كلما ظن الإنسان نفسه عالماً فهو بذلك قد أقترب من الجهل. 
ينطبق هذا الكلام على علاقتك بالأخرين عموماً فكلما تخيلت أنك عرفت إنسان أو حكمت على معدنه من بعض الكلمات الرنانة وقت الفسحة والرحابة, كلما أثبتت لك المواقف الصعبة عكس ذلك تماما. 
أحياناً نُخدع فى إنُاس نعتقدهم أمناء مخلصين لنا أو لغيرنا أو حتى للأوطان ثم تمر علينا المحنة فنكتشف إدعاء البعض للشرف وقت لا يكون هذا الشرف مكلفاً لا مال ولا مجهود أما عندما يحتاج الشرف لأثبات وجوده ولو بجنيه تجدهم ينسحبون يقفون فى آخر الصف ولربما أنضموا للصف الآخر مخافة مطالبتهم بهذا الجنيه.
الكلمة يا سادة أمانة أثقل من أمانة المال وربما يلقى المرء بالكلمة لا يلقى لها بالاً تقذف به فى جهنم سبعين خريفاً وربما ترفعه لأعلى مراتب الجنة وذلك لخطورة الكلمة وتأثيرها على الرأى العام وحتى وقت الفتن واختلاط الحابل بالنابل, قال لنا المصطفى الهادى البشير: ألزم بيتك أى لا تنجر ولا تندفع وراء هذا أو ذاك فما بالكم بمن يخرج من بيته ليساعد فى فتنة الناس وتأجيج مشاعر الكراهية لظنه أنه سيحقق انتصار مزيف سرعان ما ينفض ويكشف عورته.
كلما قرأت أو تذكرت قول المصطفى صل الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت), عرفت مدى أهمية الكلمة ومدى المنزلة التى ينزلها الله لأصحاب الكلمة الصادقة التى لا تحض على كراهية ولا عنف ولا فوضى ولا تنتصر لقوة على حساب ضعف ولا تساعد ولو بالتحريض على إراقة دم مخلوق حتى ولو كان غير مسلم ... تحياتى لصدق الكلمة وأمانتها.
كما أن دوام الحال من المحال فأى إنسان قد يتعرض لظرف أو واقعة قد تغير رأيه أو تُحيده لفترة مؤقتة أو دائمة طويلة أو قصيرة ولكن فى النهاية يبقى أصحاب الفكر فى مكانة لا يتمكن أن يصل لها أنصاف المتلعثمين وعديمى الثقافة وغائبى الضمير.
عندما يكون الإنسان على قناعة بأمر ما فليس من الضعف ولا القوة ولا الندالة ولا الشجاعة أن يُحيد قناعاته نتيجة لموقف مر عليه أفقده عزيز أو أفقد أهله عزيزهم .
عندما لا يحاول الشخص التصادم مع هؤلاء الأحبة أحتراماً ًلمشاعرهم وحباً لهم و وفاء لعشرة وقربى فهذا قمة الأخلاص والوفاء ولا يمكن أن يسمى ذلك نفاقاً وخصوصاً أن كان الله قد أنعم عليه وأغناه عن حاجته لهم أو لغيرهم ألا صلة للرحم واحتياجا لدفء مودتهم ورغبة فى الوقوف إلى جانبهم فى مصابه ومصابهم .
لا يعنى كل ما سبق لأن المواقف تبدلت نفاقاً أو رياءً أو حتى خوفا وجبناً بل أن أصحاب المبادئ و أصحاب الشرف من يراعى ظروف ذويه ويكون إلى جوارهم وقت أحتياجهم إليه وليس من الحكمة أن يجرحهم أو يصطدم بهم بل من الفراسة والحكمة أن يفوت على أصحاب النفوس الضعيفة دعاة الأنتماء لهؤلاء كنوع من النفاق والرياء بحثاً عن رضى لا يفيد ومنافع لن يحصدوها ومحبة للوقيعة بينهم وبين محبيهم الصادقون .
لا يعرف الرجال ألا فى أوقات الشدة ولا تظهر المعادن ألا وقت الضيق, رسالة أوجهها لمن أحبهم بصدق ولا أريدهم أن يعطوا الفرصة لقاذورات المجتمع أن تصطاد فى الماء العكر للوقيعة بينهم وبين ذويهم ومحبيهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق