سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

مختارات إبداعية: أمنية للشاعر إيليا أبو ماضى تقديم/ محمد حامد

تعريف بالشاعر/ إيليا أبو ماضى 

إيليا أبو ماضي هو ذلك  الشاعر اللبناني و يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين, نشأ أبو ماضي في عائلة بسيطة الحال لذلك لم يتمكن سوى من أتمام المرحلة الابتدائية ؛ فدخل مدرسة المحيدثة القائمة في جوار الكنيسة.
رحل إيليا إلى مصر عام 1902 مع عمه الذى كان يعمل بمهنة تجارة التبغ، وهناك التقى بأنطون الجميل، الذي أنشأ مع أمين تقي الدين مجلة "الزهور" فاُعجب به إعجابا شديدا و عرض عليه الكتابة بالمجلة، فنشرأولى قصائده، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع أشعاره في ديوان أطلق عليه إسم " تذكار الماضي " وقد صدر في عام 1911م عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي إينذاك يبلغ من العمر 22 عاما.
أتجه أبو ماضي إلى نظم الشعر في الموضوعات الوطنية والسياسية، فلم يسلم من مطاردة السلطات، فأضطر للهجرة إلى الولايات المتحدة عام 1912 حيث أستقر أولا في سينسيناتي بولاية أوهايو و أقام بها مدة الأربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه البكر مراد، ثم رحل إلى نيويورك ثم بروكلين، و هناك شارك في تأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.
أصدر مجلة " السمير" عام 1929م، و التى تعد مصدراً أساسياً من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي فنشروا كثيراً من إنتاجهم الأدبي شعراً ونثراً, واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام 1957م .
المصدر: من ويكبيديا

قصيدة: أمنية 

            جـعــت والـخـبـز وثـيــر فــــي وطــابــي                والسّـنـا حـولـي وروحــي فــي ضـبــاب
وشــربـــت الــمـــاء عـــذبـــا ســائــغــا    وكــأنـــي لـــــم أذق غـــيـــر ســــــراب
مـحـنــة لــيــس لــهـــا مــثـــل ســـــوى   محـنـة الــزّورق فــي طـاغــي الـعـبـاب
لــيـــس بــــــي داء ولــكــنــي امــــــرؤ   لـسـت فــي أرضــي ولا بـيـن صـحـابـي
مـــــرّت الأعـــــوام تــتــلــو بـعـضــهــا  للـورى ضحكـي ولــي وحــدي اكتئـابـي
كـلّــمــا اســتــولــدت نــفــســي أمــــــلا   مـــدّت الـدّنـيــا لــــه كــــفّ اغـتـصــاب
أفـلــتــت مــنـــي حـــــلاوات الــــــرؤى  عـنـدمـا أفــلــت مــــن كــفّــي شـبـابــي
بــــت لا الألــهــام بـــــاب مـشــرع لــي   ولا الأحــــلام تـمـشــي فـــــي ركــابـــي
أشـتـهـي الـخـمـر وكـأســي فـــي يـــدي   وأحـــس الـــروح تـعــري فـــي ثـيـابــي
ربّ هـــبـــنـــي لــــبـــــلادي عـــــــــودة وليـكـن للـغـيـر فـــي الأخـــرى ثـوابــي
أيّــهـــا الآتـــــون فـــــي ذاك الـحــمــى    يــا دعــاة الخـيـر ، يــا رمـــز الـشّـبـاب
كـــــم هـشـشـتــم وهـشـشـنــا لـلـمـنــى     وبـكـيــتــم وبـكـيــنــا فــــــي مـــصــــاب
واشـتـركـنـا فــــي جــهـــاد أو عـــــذاب   والـتـقـيـنـا فـــــي حـــديـــث أو كـــتـــاب
وعـــرفـــتـــم وعـــرفـــنـــا مــثــلـــكـــم   أنّــمــا الــحــقّ لـــــذي ظــفـــر ونـــــاب
كــــــلّ أرض نــــــام عــنــهــا أهــلــهــا   فــهـــي أرض لاغـتــصــاب وانـتــهــاب
زعــمــوا الأنــســان بـالـعـلـم ارتــقـــى    وأراه لـــــم يــــــزل أنـــســـان غــــــاب
أنـــه الثـعـلـب مــكــرا وهــــو كـالـسّــر   طـــــان غـــــدرا وحـكــيــم كــالــغــراب
يــــــا رفـــاقـــي حــطّــمــوا أقــداحــكــم  لـيــس فـــي الـدّنـيـا رحـيــق لانـسـكـاب
جــفّ ضــرع الشّـعـر عـنـدي وانـطـوى ولــكــم عــــاش لـمــرعــى واحــتـــلاب
أيّــهـــا الـســائــل عــنـــي مـــــن أنـــــا    أنــا كالشّـمـس ألــى الـشّـرق انتسـابـي
لــغـــة الــفـــولاذ هــاضـــت لــغــتــي     لايعـيـش الـشـدو فـــي بـحــر اصـطـخـاب
لـسـت أشـكـو إن شـكـا غـيـري الـنّـوى    غـربــة الأجــســام لـيـســت بـاغـتــراب
أنــا فـــي نـيـويـورك بالـجـسـم و بـالــرّ   وح فـي الـشـرق عـلـى تـلـك الهـضـاب
فـي ابتسـام الفجـر فــي صـمـت الـدّجـى   في أسى " تشرين " في لوعة " آب "
أنــــا فــــي الـغـوطــة زهــــر و نـــــدى  أنـــا فـــي لـبـنــان نــجــوى و تـصـابــي
أنّـــنــــي ألـــمــــح فـــــــي أوجــهــ         كـــمدفـقــة الـنّــور عـلــى تــلــك الــرّوابــي
و أرى أشــــبــــاح أيّــــــــام مــــضــــت  فـــــي كـــفـــاح و نـــضـــال و وئــــــاب
و أرى أطـــيــــاف عـــصــــر بــــاهــــر طـالـع كالشّـمـس مــن خـلـف الحـجـاب
لــيــتـــه يـــســــرع كـــــــي أبـــصــــره  قــبــل أن أغــــدو تــربــا فــــي تــــراب 

هناك تعليق واحد:

  1. قــبــل أن أغــــدو تــربــا فــــي تــــراب

    ردحذف