سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 14 سبتمبر 2013

مقالات سياسية: المؤامرة المزعومة بقلم/ مروان محمد

يتحدثون عن سعى الأمريكان لفرض خارطة شرق أوسط جديد.

و يحدثونك أكثر عن مؤامرة صهيو أمريكية لتفتيت و تقسيم الدول العربية.

ثم يحدثونك أكثر و أكثر عن مؤامرة كونية من أخطر المؤامرات فى التاريخ لإفناء العرب و المسلمين .

يصورون لك أن العالم كله خلق من أجل أن ينكد على العرب حياتهم و فقط.

هذه هى الغاية من الحياة لكل البشر أن يكونوا مصدر تعاسة و نكد للعرب و المسلمين .

أن يكونوا شماعات نعلق عليها تأخرنا و تخلفنا.

أن تعيش فى فكرة أنك المستهدف من كل دول العالم و خاصة شياطين العالم الغربى.

أن تعيش داخل صندوق أن العالم كله ينظر إليك و يحقد عليك و يريد أن يأكل لحمك حيا!

كأن هذا العالم الكبير و خاصة المتقدم منه لا يشغله فى العالم كله ألا الشرق الأوسط.

يكاد المرء يتصور أن الله خلق البشر أجمعين من أجل أن يحيكوا المؤامرات فقط على الشرق الأوسط !

كل التقدم الذى تنعم به الدول الاوربية و أمريكا فقط من أجل التنكيد و التآمر على العرب !

كل الأوجه الحضارية و أحترام قيم الديموقراطية فى العالم الغربى أنما صنعت خصيصا للوصول إلى الهدف الأسمى و هو إتعاس حياة كل مواطن شرق أوسطى !

لازال من الحمقى من يسجد لمثل هذه الادعاءات, لازال هناك من يسبح بحمد هذه الكلمات.

لقد تحدث بلال فضل فى واحدة من مقالاته عن المؤامرة و أننا فعلا نتعرض للتآمر و لكن ليس من الخارج و لكن المتآمر علينا من الداخل , نحن بالفعل مستهدفون و لكن ليس من الخارج و لكننا نستهدف بعضنا البعض, كم من شخص سيهز رأسه لدى سماعه لهذا الكلام و يقول صحيح ثم ينصرف فى النقاش إلى شخص يجاوره عن المؤامرات الكونية التى يخطط لها العالم منذ بدأ الخليقة لتدميرنا و تعذيبنا و قهرنا.

هذه هى الحقيقة باختصار شديد و لكن يجب أن تتحدث فيها مئات المرات و لا حياة لمن تنادى فكل فاشل لا يعلق أبدا فشله على نفسه و لكن يحب أن يعلقها على غيره و أن يظهر هو فى دور الضحية التى لولا تربص كل المخلوقات التى خلقها الله بها لكانت وكانت و كانت!

عقدة الأضطهاد أو مرض الأضطهاد الذى من الممكن أن تحيل عليه فشلك الذريع و التخلف و الجهل و الرجعية و الظلامية و التبعية!

الأنظمة العربية الحاكمة حتى التى تغيرت بعد الثورة و تحكم دول الربيع العربي تلعب على نفس الوتر, و هو المؤامرات الكبرى على دولنا التى فيها خيرات الدنيا كلها و يرفل أهلها فى النعيم و يريد الغرب الذى يرتدون الصوف و يعيشون فى الكهوف أن يسرقوها منا!

تحب أن تظهر كل هذه الانظمة العربية الحاكمة على أنها مستضعفة , المؤامرات أكبر من أن تصدها جميعا و كلما نجحت فى وأد مؤامرة وليدة نبتت لها أخرى فشغلتها عن النهوض بأمتها, فيبدو لنا جميعا أن الحاكم فى بلادنا العربية مغلوب على أمره , ما الذى يستطيع أن يصنعه أمام المؤامرات الدولية الكونية عليه و على بلاده فيجب أن نعيش جوعى و عرايا و فقراء مذلولين مقبوض علينا بحجة الأمن القومى تمتهن كرامتنا بحجة المؤامرات و الأجندات الحمراء و الزرقاء و الصفراء , بحجة العمالة و الخيانة و خرائط تقسيم مصر !

لقد حفظنا عن ظهر قلب كل هذا العبث كأنها أضحت أسمائنا و لم نعد نحتاج لمن يعيدها علينا فى القنوات و الجرائد , لقد حفظتها الأجيال التى سبقتنا و التى ستلينا و لازال من الحمقى من يتخذها أذكار الصباح و المساء, المؤمرات تحاك على الحاكم أو النظام الذى يقاوم الهيمنة الغربية و خاصة أوجه الاستعمار الاقتصادى لبلده, , لماذا تدبر أمريكا و الدول الاوربية المؤامرات ضد الأنظمة العربية على أختلاف أشكالها و هى خير خادم مخلص أمين وفى للدول الغربية و لو لفظتها و داست عليها و ألقتها فى الزبالة, فهل هناك أخلاص و وفاء و تبعية أكثر من هذا؟, لماذا ترهق أمريكا نفسها و الدول الغربية بأن تحيك المؤامرات لأنظمتنا العربية التى تطيعها فى كل شىء و تسجدبكرة و أصيلا لكل حاكم غربى و خاصة الصنم الأعظم أمريكا .

يجب أن تكون هناك علة وراء المؤامرة, نظام ممانع يرفض التبعية يبحث عن الاستقلال , يريد أن تنهض أمته بدون الأعتماد على الأصنام الغربية و نقودهم و قروضهم و منحهم فهذا نظام بالتأكيد تحاك ضده المؤامرات, هل هذا هو حالنا فى العالم العربى؟, أضحك على نفسك و صدق ذلك.

تعالوا نستعرض دولنا العربية و أنظمتها الآبية كيف خدمت الاستعمار و والته و تقديم فروض الطاعة , سوريا التى يتبجحون بأن نظامها البعثى الأسدى القومى الاشتراكى مناهض للأمبريالية و قلعة للعروبة هو أحد خدام أمريكا و إسرائيل, بعد حرب 73 لم يطلق هذا النظام و لو رصاصة واحدة على إسرائيل!, رصاصة واحدة لأكثر من أربعة عقود كاملة, أضف إلى ذلك أن المخابرات الأمريكية كانت ترسل المعتقلين الذين تخطفهم أمريكا من حول العالم إلى المخابرات السورية و المصرية لتعذيبهم و استخراج المعلومات منهم لصالح المخابرات الأمريكية, الجيش السورى الحر عندما استهدف اجتماع لوزير الدفاع السابق قتل فيه مسئول أمنى رفيع المستوى فى المخابرات الإسرائيلية !

الجيش العربى السورى الذين يلطمون كل يوم على أنه يتفكك بفعل المؤامرة الكونية لم يطلق رصاصة واحدة على الغزو الإسرائيلى لبيروت و قد كان وقتها الجيش السورى هو الحامى للبنان! عام 1983 و مذبحة صابرا و شتيلا, لم يحرك الجيش السورى ساكنا فعن أى جيش سورى عظيم يرعب الشرق الأوسط نتحدث و هو وقف موقف المتفرج لم يخرج بتصريح مندد حتى !

تعالوا إلى العراق التى يقال أن أمريكا احتلت العراق لأن صدام كان من الجيوش العربية العظيمة فى الشرق الأوسط و التى يجب تدميرها لخطرها البالغ على إسرائيل, طوال فترة حكمه لم يطلق رصاصة واحد باتجاه إسرائيل ألا الكتيبة العراقية التى شاركت فى حرب 73 بجانب القوات المصرية و تهديده الأجوف بتدمير نصف إسرائيل و أطلاقهلعدة صواريخ لم تصب أى أهداف حيوية فى إسرائيل و سقطت كلها فى الصحراء و استغلت إسرائيل هذه الحماقة أو قل هذا الترتيب المسبق بينها و بين صدام لتسويق قضيتها أمام دول العالم و لتجمع مليارات الدولارات تبرع لصالح دولة إسرائيل المنكوبة المسكينة بسبب جيرانها الوحوش!, يعنى إسرائيل خرجت من هذا الأمر مستفيدة, فهل أصدق أن صدام كان يريد تدميرها فعلا أم أن هناك تنسيق ما تم بينهما؟!

أمريكا دفعت و حثت صدام حسين على الحرب مع نظام الخمينى فى إيران لإسقاط هذا النظام الغير موالى لأمريكا بعد أن خلعوا نظام الشاه الموالى لأمريكا و قد مر سنة على الثورة الإيرانية و دفع صدام حسين بجيوشه لحرب مريرة مدتها ثمانى سنوات كاملة , تسبب هو فيها بإضعاف الجيش العراقى و أوهن هو الجيش العراقى بنفسه و بعد أن خرج منتصرا من الحرب إعاد للإيرانين كل الأراضى التى أستولى عليها!

الذى يقول أن صدام لم يكن عميلا للأمريكان , فأدعوك لمشاهدة الأفلام الوثائقية التى تتحدث عن عمالة صدام لأمريكا , فى أنه خاطب السفيرة الأمريكية فى بغداد لإطلاعها على رغبته فى غزو الكويت!, و يحب أن يعرف ما هو الموقف الأمريكى, بمعنى أوضح ينتظر منهم الضوء الأخضر لغزو الكويت فلما أطلعت القادة فى البيت الأبيض على رغبة صدام فى غزو الكويت وافقوا على الفور!

و بعد ذلك نقول صدام حسين البطل الذى وقف فى وجه الامريكان, أى أمريكان وقف فى وجههم, و أما القذافى الذى كان يسب أمريكا ليلا نهارا بعد ما رأى من غزو أمريكا للعراق بحجة الأسلحة النووية , أعلن عن تدمير ترسانته من الأسلحة النووية و تسليمها لأمريكا و دعاهم للحضور و تسلم ترسانته , من الذى فكك الجيش الليبى هل هى أمريكا و حلف الناتو؟, ذلك الجيش الذى أتضح فيما بعد أنه من المرتزقة الأفارقة و عبارة عن كتائب مملوكة للقذافى, ثم يقولون تفتيت الجيش الليبى و تدميره و التآمر عليه, القائم عليه هو من تآمر عليه, هو من ترك ليبيا بدون جيش لأربعة عقود من حكمه!

هذا الذى كان يدعى النضال فى وجه الاستعمار الامبريالى هو من اشترى صفقة طائرت حربية فرنسية لا يريد أن يشتريها أحد فى العالم أسمها رالف بمليارات اليورو!, هذا الكلب المدعى للاشتراكيةو القومية أودع ببنوك الولايات المتحدة الأمريكية من أموال النفط الليبية 140 مليار دولار !

فعن أى نفط تقولون أن الولايات المتحدة تطمع فيه, أمريكا كانت تحصل عليه كاملا بدون خسارة جندى واحد أو حتى طلقة بدون داعى, كل ما فى الأمر أن الوقائع على أرض الواقع تغيرت و الشعب هب فجأة على غير ما تتوقع أمريكا و الدول الغربية لخلع حاكمه فعاند و استكبر و استخدم الأسلحة التى أشتراها من الغرب ليضرب بها شعبه فتركتهم الدول الغربية يضربون حتى كاد يفنيهم ثم هبت لأنقاذهم فى اللحظة الأخيرة لما اتفقت مع التنظيم السياسى للثوار المسلحين أن تستمر الدول الأوربية فى سياسة نهب النفط الليبى و ليس للشروع فى نهبه و لكن الاستمرار فقط فى نهبه كما كان الأمر أيام القذافى !!!

من الذى فتت السودان و جعلها بلدين؟, نخادع أنفسنا و عقولنا و نزيدها غشاوة حينما نقول الأمريكان و الغرب, هم نسجوا خيوط المؤامرة صحيح و لكن من سهل لهم الأمر و جعلها تنجح, عمر البشير, جعلها تنجح عندما كان يسرق النفط من جنوب السودان لعقدين من الزمن و لا يمن على أهل الجنوب بأى تنمية تذكر, السكك الحديدية التى تربط جنوب السودان بشمالها خط سكة حديدى واحد " مفرد" إذا ذهب للشمال على أهل الجنوب أن ينتظروا حتى يعود !, أنظروا إلى جوبا عاصمة الجنوب مجرد صحراء جرادء قاحلة, أنظروا إلى أهلها جوعى, أنظروا إلى أهل درافور كم هم جوعى و فقراء و معدمين و يعيشون على الفطرة و هم من أهل الشمال و يحاربون البشير الذى يضن عليهم بأدنى حد من البنية التحتية و الخدمات الأساسية و يرتكب فيهم المجازر و أن كنت ستحتج بأنهم مسيحيون أحب أن أقول لك أنهم مسلمون مثلهم مثله!

أنفق الملايين على الحرب مع جون جارنج حتى أنتهى الأمر إلى تقسيم السودان , ألم يكن قادرا على أن يستفيد بعوائد النفط لينمى أقليم الجنوب و الشمال, لو كان فعل ذلك فهل كانت وصلت الأمور إلى مرحلة التقسيم؟, هم أرادوا التقسيم حتى يستطيعوا أن يضعوا أيديهم على النفط الموجود فى أراضيهم و يكون خيره لهم أهل الجنوب و لا أن يقفوا متفرجين على البشير يسرقه, أو ليس هو نظاما إسلاميا, هل تحرك و لو خطوة واحدة باتجاه دعوة أهل الجنوب من أصحاب الديانات الوثنية و المسيحية إلى الإسلام, لم يفعل بل تركهم على أمرهم هذا, كل ما كان يفكر فيه نهب المزيد و المزيد و المزيد من عوائد النفط و وافق أن يكون رئيسا فقط على الخرطوم فى مقابل أن يظل يحكم, من الذى حاك المؤامرة على أهل السودان؟ من أنجح المؤامرة هو من خان و باع, من سرق قوت شعبه و أذلهم فلما تبين لهم طريق للخلاص منه سعوا إليه غير مبالين بالعواقب فلن يكون أسوأ مما هم فيه فى ظل حكمه الأسود.

هل نضللأنفسنا و نقول الغرب هم من أورثونا الفقر و الجوع و الذل و الهوان, لا و الله أنما نخادع أنفسنا بهذه الكلمات, الدول الغربية تستغل ضعف الحكام و حبهم لخيانة أوطانهم فتتفق معهم فى التآمر علينا!, ركز جيدا فى هذا الأمر, يتفق حاكم بلادنا المبجل مع الدول الغربية فى التآمر علينا, و كل الدول التى حاولت أمريكا التآمر عليها مثل كوبا و فنزويلا و إيران فشلت فى كل مؤامرتها, الواحدة تلو الأخرى و عجزت السى أى أيه أن تسقط أنظمة هذه الدول أو أن تجعل شعوبها تنقلب عليها, لان هذه أنظمة تعمل من أجل شعوبها, لأنها أنظمة تلتحم مع شعوبها, لأنها أنظمة منتخبة و شعوبها تثق فيها و بينهم جدار الثقة قوى و منيع, أنظمة ليست خائنة أو عميلة, أمريكا والدول الغربية يفرضون سيطرتهم فقط على الدول التى يحكمها المتآمرن و الفاسدون و الخائنون مثل أوطاننا العربية فهذا هو حال كل الأنظمة العربية القائمة حاليا سواء فى الدول العربية التى لم يمسها الربيع العربى أو التى كانت من ضمن الربيع العربى.

ما الذى يمكن أن أقوله فى حكام بلاد الخليج, فالقواعد الأمريكية على أراضيهم,احتلال العراق و الهجمات الجوية من على أراضى دول الخليج, إدارة الحرب على العراق كانت من الخليج, بترول الدول الخليجية كله بلا أستثناء فى جيب أمريكا و أمريكا الآمر و الناهى فى بترول دول الخليج, من الذى أعطاهم هذه الرخصة و تركهم يضعوا أيديهم على كل مقدرات الدول الخليجية , الحكام العرب, لما يأتوا و يركلوا الحكام العرب فى مؤخراتهم و يقولوا شئتم أم أبيتم سنستولى على نفطكم, لم نسمع فى أى صفحة من صفحات التاريخ أن هذا حدث بل ما قرأناه أن الحكام العرب فى دول الخليج سلموا النفط و الغاز إلى الأمريكان و هم راضون بذلك فرحون ممتنون, حتى عوائد النفط التى هى أقل من المستحق التى يأخذونها من الدول الغربية يودعوا أكثرها فى البنوك الغربية و الأمريكية, الودائع السعودية فى المصارف و البنوك الأمريكية تصل إلى 10% من الودائع و المدخرات فى البنوك الأمريكية !

فبأى منطق تأتى و تحدثنى عن مؤامرات, لقد نالت أمريكا كل شىء تريده, فما الداعى لأى مؤامرات, ما الداعى؟

تخيل معى هذه الفكرة الهزلية أمريكا وضعت خططها المؤامراتية لتدمير العرب و تفكيك دولهم و تحطيم جيوشهم الجرارة الجبارة منذ عشرات السنين و حتى الأن لم تنفذها أو تحاول و تفشل دائما لعقود كثيرة مضت و ربما لأخرى قادمة على حسب هوى الحكام العرب!, لا أفهم كيف تعقلون الأمور و كيف لا تجمعون الأحجية و قطع البازل بجوار بعضها ليتبين لكم عوار ما تأمنون به صما بكما عميانا,من يتآمر هو من يريد شىء لا يستطيع الحصول عليه, فهل هذا هو وضع أمريكا فى العالم العربى؟!, أنها تحصل على كل شىء و أى شىء تريده من خلال حكامنا الخونة !

ألم نسمع تصريحات المسئولين الإسرائيلين عقب خلع مبارك أنهم قالوا أن مبارك كنز استراتيجى لإسرائيل, ألم يوقع نظامه على إتفاقية الكويز التى تتيح التبادل التجارى الموسع بيننا و بين إسرائيل و كان على أثرها أن قامت شركة الشرق المتوسط للغاز التابعة لحسين سالم بتصديرالغاز المصرى لإسرائيل لنغرق نحن فى الظلام و تبيعه لإسرائيل بأقل مما نشتريه نحن مدعم من الحكومة !

ألم يشترك نظام مبارك مرارا و تكرارا فى حصار قطاع غزة مع إسرائيل فى أوقات العدوان عليها و كانت تسمح للكتائب الإسرائيلية من العبور عبر الأراضى المصرية لضرب قطاع غزة, ألم يذهب مبارك فى أكتوبر 1981 إلى واشنطن ليعلن عن نفسه كخليفة للسادات و أنه الخادم المطيع لأمريكا و الاتفاق على تفاصيل التخلص من السادات.

ألم يفعل جمال مبارك نفس ما فعله والده و ذهب فى عدة زيارات لواشنطن ليعرض نفسه كخليفة محتمل لأبيه و يتمنى أن يحظى بمباركة الأب الأمريكى على رئاسته لمصر, مالكم كيف تحكمون و تعقلون؟

بعد أنقلاب 30 يونيو العسكرى عرفنا إن إسرائيل تضغط على واشنطن لتعترف بالحكومة الانقلابية فى مصر و أن تدعمها عسكريا و ماديا و ألا تهدد بقطع العلاقات, لماذا ترغب إسرائيل بشدة فى دعم النظام القائم حاليا فىمصر, هل لأنه ممانع و مناهض للعدو الصهيونى و التواجد الأمريكى بالمنطقة, يعنى قليلا من المنطق و العقل!

الملك الراحل حسين ملك الأردن بعد أن حضر الاجتماع مع السادات و استعدادته لشن هجوم مفاجىء على القوات الإسرائيلية بسيناء فى حرب 73 , اتجه بطائرته إلى إسرائيل و قابل جولد مائير و أخبرهاعن ميعاد الضربة المصرية ! و خلفه أبنه عبد الله ليكون خير خادم و عبد للبيت الأبيض لا يستطيع أن يدخل إلى حمام قصره ألا بموافقة و مباركة أمريكية!

عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية والمستولى على السلطة أبنه حاصل على ترخيص شركة هواتف نقالة من إسرائيل فى الصفة الغربية!, بعد موت ياسر عرفات كشفت سهى عرفات عن 9 مليار دولار فى حسابات خاصة لعرفات جمعهم من تبرعات الاتحاد الأوربى و الأمم المتحدة و المعونات الأمريكية للسلطة الفلسطينية و قادة هذه الدول يعلمون تمام العلم أن السواد الأعظم من أموال المعونات يسرقه القائمون على السلطة الفلسطينية و يودعونه فى حساباتهم الخاصة فى نفس تلك الدول الغربية المانحة و هم يعبترونها رشوة تقدم لهؤلاء فى صورة معونة من أجل ضمان عمالتهم و خيانتهم لأوطانهم!

كل هذه أنظمة عميلة و مستأنسة من قبل القوة الأمريكية و من ثم تأتى و تحدثنى عن مؤامرات, و هل تحتاج أمريكا لأى مؤامرت؟!, المؤامرة تمت منذ قرنين من الزمان قبل أن تولد أنت و أبوك و جدك و أحكمت خيوطها و وزعت الدول الغربية و على رأسها بريطانيا ثم خليفتها أمريكا نموذج حكومات قرضاى الأفغانى على كل الدول العربية و دمتم بشر و تبعية و حكام خونة!

و ما غضبة اليسارين أو الاشتراكيين على التبعية المصرية لأمريكا ألا غضبة على التبعية التى تأتى فى المكان الخطأ و ليس على مبدأ تبعية مصر من الأساس, أغلبهم يرى أن التبعية يجب أن تكون لروسيا أولا و يمكن أن تكون تابعة أيضا للصين, فهؤلاء ليس لديهم أدنى مشكلة فى مبدأ التبعية للغير و لكن من نتبع, فاليسارين بشكل آلى يولون وجوههم شطر دول شرق آسيا و بالأخص روسيا التى لم تعد لا شيوعية و لا اشتراكية و الليبراليون يولون وجوههم شطر البيت الأبيض و الدول الغربية.

من فضلكم حدثونى أكثر و أكثر عن المؤامرات الكونية اللولبية التى نخلل أدمغتنا فيها حتى تتعفن و تصبح غير قابلة للاستعمال, و لكن تتحول إلى أوعية لتستقبل فقط أفكار بالية عفنة مثل المؤامرات و التفكيك و التقسيم و نحن المستهدفون و الدور القادم سيكون علينا فى خطة أمريكا الكونية لتكدير صفو الشعوب العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق