استكمالا لحديثنا عن السيرة الذاتية للإمام حسن البنا و قد انتهينا فى المقال الفائت إلى أن عند التحاقه بدار العلوم دفع الأمام حسن البنا ما رأه من فساد في القاهرة إلي تكوين فرقة طلاب الأزهر ودار العلوم وتدريبهم علي الوعظ والأرشاد في المساجد والمقاهي وغيرها ودعوة العلماء لمهاجمه الفساد .
وذهب يبدي برأية للشيخ حسن الدجوي والذي استشار حسن البنا فيما يراه مناسبا لتفعيل دور الدعوة الاسلامية فاشار عليه الامام حسن البنا وقال له أن يحسر اسماء من يتوسم فيهم خيرا وقد حدث بالفعل وذلك كي ينشطوا حركه الوعظ والارشاد ونتيجه لذلك ظهرت مجلة الفتح الأسلامية والتي كان من ثمرتها جمعية الشبان المسلمين .
وفي سنه 1928 أسس حسن البنا جماعه الأخوان المسلمين والتي كانت تدعو لتطبيق الشريعة الأسلامية في شؤون الحياة ونشر الدولة الأسلامية في صورة الخلافة . ودعا إلي هذه الجماعة من خلال إعادة نشر جريدة المنار التي كان يرأسها حينئذ رشيد رضا ولقد أشار البنا إلي فضل السيد رشيد رضا حيث أنه من أشار عليه بفكره أنشاء هذه الجماعه والتي جاءت خلفا لجماعة الدعوة والارشاد .
ولقد بدأت النشأة الحقيقية لجماعة الأخوان عندما جاء سته من أصحاب حسن البنا إليه وهم حافظ عبد الحميد و فؤاد أبراهيم و عبد الرحمن حسب الله واسماعيل عز وزكي المغربي , وذلك في الاسماعيلية حيث كان يعيش حسن البنا , واستشاروه في رغبتهم لاقامه جماعه يدعون بها الي الاسلام وتعاليم الاسلام وذلك بعد الغاء الخلافه الاسلاميه في تركيا حيث حلت اوضاع الفساد بالبلاد وخاصة القاهرة الكبري .
واختار الامام البنا اسم الاخوان المسلمون لانهم كانوا اخوانا مسلمون تعاونوا علي نصرة دين الاسلام .
وعندما كان البنا في دار العلوم كتب موضوع انشاء يعبر فيه عن طموحاته فقال " وهو ان اكون مرشدا ومعلما اذا قضيت في تعليم الابناء سحابة النهار ومعظم العام قضيت ليلي في تعليم الاباء هدف دينهم , ومنابع سعادتهم ومسرات حياتهم تارة بالخطاب والمحاورة واخري بالتأليف والكتابة وثالثة بالتجول والسياحة " وبالفعل قد تحققت رغبته بانشاءة جماعه الاخوان في مارس عام 1928.
ولقد لقي فكر الاخوان معارضة كبيرة من جانب الاحزاب المصرية وبخاصة حزب الوفد انذاك وبالرغم من خوض البنا الانتخابات عدة مرات في دائرة الدرب الاحمر حيث كان مقر الجماعه في القاهرة الا انه لم يفز مرة واحدة .
وفي عام 1938 نشطت حركه الاخوان المسلمين في الجيش خلال صحيفة " النذير" والتي ناقشت فيها اخطاء وقضايا الجنود والضباط بالجيش المصري وهذا الوقت كان يسيطر الضباط الاحرار علي الجيش .
وكان الامام حسن يتحدث في الوحدات العسكرية في المناسبات الدينية ولقد لاقت خطبه القبول لدي الضباط والعسكر وكان اللقاء الاسبوعي يوم الثلاثاء في دار المركز العام لكل الراغبين في سماع المزيد من الامام حسن البنا .
ومن ثم فكر البنا في انشاء قسم " الوحدات العسكرية " للاخوان في بداية الاربعينيات وكان لهذا القسم دعاة مدنيون يقومون بتعريف الجنود دينهم بجانب الدعاة الجنود مثل عباس السيسي وغيره
ولما كثر عدد المنتسبين من الجنود خصص لهم مرشد الاخوان قسم خاص بهم يرأسه الصاغ محمود لبيب .
وفي عام 1944 كانت الاسرة الاولي مكونه من 7 من الضباط وهم :
1 بوزباشي عبد المنعم عبد الرؤوف
2 بوزباشي جمال عبد الناصر حسين
3 بوزباشي كمال الدين حسين
4 بوزباشي سعد حسن توفيق
5 بوزباشي خالد محيي الدين
6 بوزباشي حسين محمد احمد حمودة
7 بوزباشي صلاح الدين خليفة
وانقطعت اجتماعات هذه الاسرة للاسف بسبب حرب فلسطين
والجدير بالذكر ان البوزباشي جمال عبد الناصر كان دائم التشكك في هذه الجماعه ولقد اشار لذلك في مذكراته وكانت الفكره الرئيسية لديه هي ان لهم اطماع سياسية في البلاد
وفي شهادة لخالد محيي الدين في مذكراته " الان اتكلم "
اشار الي ظهور جماعه الاخوان انه فيما معناه انه في عام 1944 تعرف علي الصاغ محمود لبيب عن طريق عبد المنعم عبد الرؤوف وانه عندما احس الاخوان انهم سيفقدون جمال عبد الناصر وانه يشك في نواياهم هو وبعض من الاعضاء السبعه في الاسرة اتوا بهم في غرفه مظلمه في الدرب الاحمر وجعلوهم يقسمون علي مصحف وعليه مسدس وذلك ليضمنوا ولائهم
ويضيف خالد محيي الدين انه عندما اتجه الي المنحي اليساري ترك جماعه الاخوان .
وللحديث بقية
المصادر:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق