هذه قصة للإمام أبي حنيفة ، أحد الأئمة الأربعة مع بعض الملحدين ، أوردها الشناوي في كتاب (الأئمة الأربعة) تبين أن أهل اللإلحاد من أضعف الخلق حجة ، وأن أهل الحق منصورون إلى قيام الساعة . فإليكم القصة :
كان الإمام أبوحنيفة نائما ورأى فى منامه رؤيا عجيبه , فقد رأى خنزيرا ينحت فى شجرة وكاد أن يًسقطها إلى أن أتى فرع صغير من هذه الشجرة فضرب الخنزير فتحول الخنزير إلى عبد صالح جلس يعبد الله تحت الشجرة . فلما استيقظ الإمام أبوحنيفة ذهب مسرعا إلى شيخه ومعلمه الشيخ ( حماد بن سلمان ) حتى يفسر له ما رآه فى منامه - وكان الامام أبو حنيفة فى ذلك الوقت لم يتجاوز الثانية عشر من عمره - فعندما وصل الإمام أبوحنيفة إلى شيخه وجده يعلوه الهم والحزن فنسى أبو حنيفة ما كان من أمر رؤياه وسئل شيخه " ماذا حدث يا شيخى فإنى أراك مهموما " قال الشيخ حماد " يا أبا حنيفة لقد أرسل إلى الخليفة يريدنى أن أجادل مجموعة من الملحدين الذين لا يؤمنون بالله ويقولون أن ليس للطبيعة خالق وإنه والله لأمر جلل فنحن لا نعرف قدر الذات الإلاهية حتى نجادل فيها " فقال أبو حنيفه لشيخه " يا شيخى دعنى أذهب انا مكانك لمجادلتهم فإن حججتهم فما بال الشيخ الكبير , وإن حججونى فما أنا إلا تلميذ صغير " فقال له شيخه اذهب على بركة الله يا أبا حنيفة فذهب الإمام أبوحنيفة إلى قصر الخليفة فوجد قوم من الناس جلوس عند الخليفة فقال الإمام أبوحنيفة ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فلم يرد عليه السلام إلا الخليفة وبعض قليل من جلسائه . فقال الخليفة أين شيخك حماد بن سلمان لقد أرسلت فى طلبه فلما لم يحضر ؟ فقال أبوحنيفة " لقد أرسلنى شيخى لأمثله " فجلس الإمام أبوحنيفة عند القوم يطلب منهم أن يسألوه أسئلتهم ليرد عليها . فقال رجل - وهو رأس الملحدين – يا أبا حنيفة لماذا لم يحضر شيخك أليس لديه من العلم الكثير ليحاججنا ؟ فقال أبو حنيفة إن شيخى هو شجرة تثمر علما ولكنكم لستم أهل لأن تجلسوا مع شيخى حماد بن سلمان . فقال الخليفة هيا لنبدأ الحوار : ( وبدأت المجادلة بسؤال من الملحدين )
الملحدون يسألون : يا أبا حنيفة هل رأيت ربك ؟
أبو حنيفة يرد : سبحانه ربى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار .
الملحدون يقولون : نحن لا نؤمن بمثل هذا من الكلام , نحن نؤمن بالطبيعة فأتى لنا بمثال من الطبيعة .
أبوحنيفة يقول : إذا هذا مثال ( إذا كنتم جلوسا عند رجل حضرته سكرات الموت فعندما يموت الرجل ماذا يخرج منه ؟
قالوا : تخرج روحه .
قال الإمام : تخرج روحه أمامكم فهل ترونها ؟
قالوا : لا
قال الإمام : هكذا الروح فقد خلقها الله ولا ترونها فكيف ترون الخالق ؟
وهكذا طغت عليهم الحجة ولكنهم أرادوا أن يتداركوا الموقف فسألوه سؤالا آخر .
قال الملحدون : يا أبا حنيفة - فى أى اتجاه يتجه ربك ؟
قال الإمام : أينما تولوا فثم وجه الله .
قال الملحدون : نحن لا نؤمن بالقرآن ائتنا بمثال من الطبيعة .
قال الإمام : إذا كنتم فى غرفة مظلمة وأضئتم مصباحا ففى أى اتجاه يكون النور ؟
قالوا : يكون النور فى كل الإتجاهات .
فقال أبوحنيفة : هكذا ربى يكون فهو نور على نور .
وأخذوا يسألون الإمام أبوحنيفة ويرد عليهم بالحجج إلى أن وصلوا إلى سؤالهم الأخير .
قال الملحدون : يا أبا حنيفة تقولون فى دينكم أن الجان قد خلق من النار فكيف يعذبه الله فى النار ؟ أى كيف يعذب النار بالنار ؟
قال الإمام أبوحنيفة : إن هذا السؤال يحتاج إلى وسيلة إيضاح من الطبيعة , فانحنى الإمام أبوحنيفة والتقط قالب من الأرض وضرب به رأس رجل من الملحدين .
, فقال الخليفة : ماذا تفعل يا أبا حنيفة ؟!!
قال الإمام : إن هذا مجرد مثال للإيضاح فإن هذا القالب قد خلق من طين فانظر كيف عذب الطين بالطين , كذلك يعذب الله النار بالنار .
فأعجب الجميع من فصاحة الإمام وعلمه وتوجه رأس الملحدين إلى الإمام أبوحنيفة قائلا يا أبا حنيفة دلنى على شيخك لأكون تلميذا تحت قدميه .
وهكذا علم أبوحنيفة تأويل رؤياه التى رآها فى منامه فالخنزير هو رأس الملحدين والشجرة هى شجرة العلم وهى ( شيخه حماد بن سلمان ) أما الفرع الصغير فهو أبوحنيفة الذى حاجج الملحدين وجعلهم تلاميذ عند شيخه حماد بن سلمان .
جميلة جدااااااااااا
ردحذف