سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 1 فبراير 2012

مقالات دينية: الرياء بقلم / عماد منسى

الرياء في كل شئ




في بداية هذا المقال المتواضع عن صفه من الصفات التي لاأحمدها في أي من اصدقائنا سواء كانوا اناثا أوذكورا .. أو في جميع الاخوه المسلمين عامة ..يسعدني أن اقدم لكم التهاني بقدوم عيد الفطر المبارك اعاده الله علي الجميع باليمن والخير والبركات ... وان يبلغنا ربنا ليلة القدر في تلك الليله المباركه التي اتمني ان تكون ليلة عفو مغفره لنا جميعا فاللهم انك عفو تحب العفو فأعفو عنا .

وموضوع مقالنا لهذا اليوم يتحدث عن الرياء في كل شئ ولكن قبل أن نبدأ يجب أن نضع تعريفا ولوبسيطا عن الرياء لتتضح معالمه امام الجميع ... هذا وقد ورد في فتح الباري ج11 ص344 أن الرياء ( كلمه مشتقه من الرؤيه ، والمراد بها اظهار العباده ليراها الناس فيحمدوا صاحبها .

لذا فان مقالتنا تلك سوف ينصب علي الرياء في العباده .. مع وعد عن الحديث في انواع اخري منه في مقالات اخري ...لان الله قد حذرنا من الرياء في الاقوال والافعال وذلك في كثير من ايات القرأن الكريم ، وبين لنا سبحانه أن الرياء يحبط الاعمال الصالحه .

قال الله تعالي في محكم اياته ( يأيها الذين امنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذي كالذي ينفق أمواله رئاء الناس ولايؤمن بالله واليوم الاخر ) صدق الله العظيم ( سوره البقره ).

قال ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الايه : لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذي كما تبطل صدقه من راءى بها الناس فأظهر لهم أنه يريد وجه الله، وانما قصده مدح الناس له أو شهرته بالصفات الجميله ، ليشكر بين الناس أو يقال أنه كريم جواد ونحو ذلك من المقاصد الدنيويه مع قطع نظره عن معاملة الله تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه ولهذا قال سبحانه وتعالى ( ولايؤمن بالله واليوم الاخر ).

وقال سبحانه : ( ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الي الصلاه قاموا كسالى يراءون الناس ولايذكرون الله الا قليلا ).

وقال ابن كثير في هذه الايه : لااخلاص لهم ولامعامله مع الله ، بل أنهم يشهدون الناس تقية لهم ومصانعة ، ولهذا يتخلفون كثيرا عن الصلاه التي لايرون فيها غالبا غالبا كصلاة العشاء في وقت العتمه وصلاة الصبح في وقت الغلس .

فأحذر أخي المسلم ونحن في هذه الايام المباركه من الرياء لأنه صفه من صفات المنافقينالذين قال الله عنهم في كتابه العزيز ( ان المنافقين الذين قال الله عنهم في كتابه العزيز ( ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ). وقال سبحانه وتعالي :( قل انما أنا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرق بعبادة ربه أحدا ).

قال ابن كثير في قوله تعالي ( فليعمل عملا صالحا ) أي ماكان موافقا لشرع الله ، وقوله ( ولايشرك بعبادة ربه أحدا ) وهو الذي به وجه الله تعالي وحده لاشريك له .

وقال جل شأنه ( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون )... قال مجاهد في معني هذه الايه : عملوا أعمالا توهموا أنها حسنات فأذا هي سيئات وقال سفيان الثوري في هذه الايه : ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء ، هذه ايتهم وقصتهم .

وقال سبحانه موضحا عقوبة المرائين يوم القيامه ( فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون ، الذين هم يراءون ، ويمنعون الماعون ) صدق الله العظيم . والنبي علية الصلاة والسلام يحب لنا الخير ويحرص علي ارشادنا لما فيه سعادتنا في الدنيا والاخره ، قال تعالي ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) صدق الله العظيم .من اجل ذلك حذرنا النبي الكريم في كثير من احاديثه الشريفه من الرياء لأنه يحبط الاعمال الصالحه ويجعلها هباء منثورا .

روى أحمد عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " ان أخوف ماأخاف عليكم الشرك الآصغر " قالوا : وماالشرك الاصغر يارسول الله : قال الرياء . يقول الله عز وجل لهم يوم القيامه اذا جزى الناس بأعمالهم : " اذهبوا الي الذين كنتم تراؤن في الدنيا فأنظروا هل تجدون عندهم جزاء ".

وروى مسلم عن أبي هريره أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : قال الله تبارك وتعالى " انا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا ، أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).. وروى أبوداود عن ابي هريره أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله ، لايتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنه يوم القيامه ". عرف الجنه ( ريحها ).

روى الترمذي عن كعب بن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس اليه أدخله الله النار ".

روى مسلم عن ابي هريره أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " ان أول الناس يقضي عليه ، رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فماعملت فيها ؟ قال قاتلت فيك حتي أستشهدت . قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جرئ ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب علي وجهه حتي القي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرأن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرأن ، قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم ، وقرأت القرأن ليقال هو : قارئ ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب علي وجهه حتي القي في النار . ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها . قم قال : فماعملت فيها ؟ قال : ماتركت من سبيل تحب أن ينفق فيها الا انفقت فيها لك . قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال هو جواد. فقد قيل ، ثم أمر به فسحب علي وجهه ثم القي في النار .

قال بعض الحكماء : مثل من يعمل رياء وسمعه كمثل من ملأ كيسه حصي ثم دخل السوق ليشتري به ، فاذا فتحه بين يدي البائع ، افتضح وضرب به وجهه فلم يحصل له به منفعه سوى قول الناس : ماملأ كيسه ، ولايعطى به شيئا ، فكذلك من عمل للرياء والسمعه ، لامنفعه له في عمله سوى مقالة الناس ولاثواب له في الاخره .. قال تعالى ( وقدمنا الي ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) أي الاعمال التي قصد بها غير وجه الله تعالى يبطل ثوابها ، وصارت كالهباء المنثور وهو الغبار الذي يري في شعاع الشمس .

ويمكننا تقسيم الرياء الي انواع سنذكرها في صورة مختصره حتي لانطيل عليكم ... ومنها :
( عمل فيه رياء خالص ) بحيث لايراد به سوى مراآة المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم وهذا الرياء الخالص لايكاد يصدر من مسلم في فرض الصلاه والصيام ولكن قد يصدر منه في الصدقه الواجبه أو الحج وغيرهما من الاعمال الظاهره او التي يتعدى نفعها ، فان الاخلاص فيها عزيز ، وهذا العمل لايشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبه .

( وعمل لله مع رياء ) وهو ان يكون العمل لله ويشاركه الرياء ، فان شاركه في أصله ، فالنصوص الصحيحه من السنه تدل علي بطلان هذا العمل وحبوط ثوابه . وهناك ( عمل يخالطه غير الرياء ) مثل الجهاد مثلا أن خالط نية الجهاد مثلا نية أخري غير الرياء ، مثل أخذ أجرة للخدمه أو أخذ شئ من الغنيمه أو التجاره نقص بذلك أجر المجاهد ولم يبطل بالكليه .

وهناك نوع رابع ( عمل خالص لله ثم يطرأ عليه نية الرياء ) فاذا كان اصل العمل لله وحده ثم طرأت عليه نية الرياء ، فان كان خاطرا ودفعه فلا يضره بغير خلاف بين العلماء ، فان استرسل معه ، فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك ويجازي علي اصل نيته .

ولقد ذكر لنا الاستاذ صلاح نجيب الدق في احدي ارائه ومقالاته عن هذا الموضوع ان هناك بقسما خامسا يمكن ان يضاف الي الاقسام السابقه وهو ( عمل لله يصاحبه ثناء الناس ) والمقصود به هو العمل الخالص لوجه الله تعالي ثم القي الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك ، ففرح المسلم بفضل الله ورحمته واستبشر به لم يضره ذلك .

وبعد فأنني اتمني أن اكون قد وفقت في عرض هذا الموضوع بأمانة وصدق داعيا الله أن يضعه في ميزان حسناتي وحسناتكم وان يلهمنا العمل الصالح لوجه الله دون رياء أو مرائيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق