- ايه حكاية فيليبس يا عم كمال ؟
- اصلي ممسوك في قضية سرقة راديو فيليبس.
تطوع احد الواقفين:
- احكي لهم الحكاية ياسطى وبلاش تخبي!
شرح عم كمال بأختصار:
- البنت كان لازم لها عملية وما كانش معايا. وفي يوم تعبت قوي وقعدت تتوجع وتأن، قلبي وجعني وماقدرتش اقعد في البيت، مشيت في وشي، لقيت راديو في شباك خدته وخبيته في الجلابية قلت ابيعه يمكن يساعد، واتمسكت.
عاد المتطوع يلح ثانية:
- ما تكمل وتقول ايه اللي خلاهم يمسكوك!
قال عم كمال بأبتسامة:
- ابدا ، اصل الراديو كان شغال على اخره وهو جوه الجلابية.
قال المتطوع :
- من غشوميته خد الراديو وهو شغال، ام كلثوم والحب كده، جديد في الكار.
ضحك الواقفون، ابتسم عم كمال بطيبة:
- ما سمعتوش، الله يلعن الفكر، مش هو اللي خلى الهدهد يغلب النسر!
- ازاي ياعم كمال؟
- ماتعرفوش حكاية الهدهد والنسر؟
وقص علينا القصة.
تجبرالنسر وطغى علي الهدهد، فهدده الاخير باحضار الفكر ليؤدبه. اختفى النسر وعاد بعدايام شاحبا هزيلا قلقا، وسأل الهدهد ( ماهو هذا الفكر وماذا سيفعل بي؟) اعلن الهدهد منتصرا ( ماهو جالك، ح يعمل فيك اكتر من كده ايه!)
نظر الينا عم كمال مبتسما مزهوا بعد ان قص قصته الحكيمة.
سأله احد زملاؤنا:
- وبنتك عملت ايه؟
التفت اليه عم كمال شاردا:
-حا تعمل ايه، ماتت وانا في الحجز بعد ما اتمسكت بيومين، ماتت من غير ما اشوفها ولا احضنها، دي كانت اعز عيالي.
كانت الدموع تسيل من عينيه دون صوت، قطع احد المساجين الصمت:
- ما تصلي على النبي اومال ياعم كمال .
أكمل عم كمال حديثه :
- ما يهمكم شي، كلها يومين ويخرجوكم، انتوا ولادنا، انتوا رجالة جدعان.
كانت الدموع المنهمرة تتخلل التجاعيد التي تغطي وجهه الطيب المبتسم، وهو يطمأننا أن حبسنا لن يطول.
· سجن الاسئناف 1968

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق