سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 4 أبريل 2014

المقالات الأدبية: فجأة استيقظت خائفا مهزوما بقلم/ بنيحيى علي عزاوي

في زمننا هذا كل شئ تغيّر.. والعالم الكوني ماضي في طريق التغيّر، لكن أتساءل أين غاب القلب ومشاعره الزكية الطيبة؟ هل مات الحب؟
أحاسيسنا أصابها مرض عضال بسبب الشرور المنتشر في كل جزء من العالم على الخير الذي أصبح في الإنعاش هذه سنوات بدون عناية تذكر من طرف السلطة التنفيذية التي يترأسها العقل ولا اهتمام من لدن السلطة التشريعية التي تدار من قبل إرادة الإنسان، ما السبب ...؟ماذا جرى لحواسنا المعطلة التي لم تعد نشيطة بصفة طبيعية كما خلقت منذ الأزل من لدن الرحيم الرحمن؟؟ هذا الكلام وجهه الرقيب للعقل سلطان للذات ..سكت العقل ثم ضغط على زر جهاز أمامه وقال: 
تسألني عن الحواس الخمسة ؟ أجاب الرقيب : أجل سيدي العقل العظيم..لاحظت أن حواس الإنسان تعطلت لماذا؟ رد العقل بصوت رخيم: ولمَ لا تقول تغيرت..." ضحك العقل ضحكات مسترسلة حتى تفاجأ رقيب الذات من شكل الضحكات المخيفة ...نظر العقل بقوة نور عيونه الزئبقية إلى الرقيب حتى طأطأ الرقيب رأسه ثم بعد صمت دام أكثر من دقيقة ونصف ،ضغط على زر الجهاز وقال بصوت جوهري": ألا ترى يا رقيب أن الحياة كلها تغيرت وستتغير بفضل أبحاث الإنسان الكوني اللاً متناهية!! تسألني على حاسة الذوق أقول لك من كثرت الروتين تعودت على الملح من عدمه ثم الحلو من مره وجميع ما يقوم به اللسان تكلّف به البطن  وان سألتني عن اللمس أقول لك اختصارا بحكم تغير الزمان فقد حاسته لأن كل شئ أصبح أملس ههههه وأما عن حاسة السمع فطبلة الأذن تخرّبت من كثر الموسيقى المزعجة فعوضها الأطباء بآلة لا تسمع إلا المصلحة المادية  وأما حاسة الشم من كثرة العطور الكيماوية تكيفت حتى أصبحت تشم كل ما حول محيطها طيب ورائع،حتى وان كانت الروائح نتنة  وهكذا إلى أن تتغير مناعتها تمهيديا للعيش في كواكب أخرى ذات جمال أجمل... أما حاسة النظر فإنها أصبحت ترى كل شئ وردي  الحروب والقتل والجوع والفقر وجميع أنواع الشرور،وهي تتلذذ بسادية لذة شر الشرور بعيون وردية،... جميل هذا الزمان وغريب ، زمان التغير يا رقيب..وأنت لم يطرأ عليك تغيرا..!! لماذا؟ انتظر أين تمضي ،؟ قال الرقيب بحشرجة عجائبية: سأرحل إلى الأبد وستبقى وحيدا مع ديكتاتوريتك ...(( قهقه العقل قهقهات الجبروت وقال: انتحر أو لا تنتحر فالحياة ستستمر والبشر قرر أن يرتقي إلى ما هو أفضل وأجمل ....((فجأة استيقظت مهزوما خائفا من هذا الحلم المزعج...وقلت مع نفسي ،هل الرقيب هو الضمير ؟...وهل صحيح أنه مات!!!!؟ ممكن؟ ربما لأن المصلحة المادية
طغت على المشاعر الإنسانية..عجيب عصر القرن21.)) 
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق