سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 11 مايو 2012

مختارات إبداعية: زواج أوربا يعرضها لكم / مروان محمد




أحاول أن أقدم سيرة مختصرة لهذا الشاعر الفذ بيرم التونسى بما يليق بمكانته فى الزجل العامى و الذى يعد بيرم التونسى من الأباء المؤسسين له و قد ولد الشاعر الشعبي محمود بيرم التونسي في الإسكندرية في 4 مارس 1893م، وسمي التونسي لأن جده لأبيه كان تونسياً قدم إلى مصر سنة 1833م, وقد عاش طفولته في حي الأنفوشي بالسيالة، التحق بكُتّاب الشيخ جاد الله، ثم كره الدراسة فيه لما عاناه من قسوة الشيخ، فأرسله والده إلى المعهد الديني وكان مقره مسجد المرسي أبو العباس، توفى والده وهو في الرابعة عشرة من عمره، فانقطع عن المعهد وارتد إلى دكان أبيه ولكنه خرج من هذه التجارة صفر اليدين, صدر مجلة المسلة في عام 1919م وبعد إغلاقها أصدر مجلة الخازوق ولم يكن حظها بأحسن من حظ المسلة. نفي إلى تونس التي يحمل جنسيتها بسبب مقالة هاجم فيها زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد، ولكنه لم يطق العيش في تونس لما شهده من قمع من المستعمر الفرنسي فسافر إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء مرسيليا لمدة سنتين، وبعدها استطاع أن يزوّر جواز سفر له ليعود به إلى مصر، فيعود إلى أزجاله النارية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار آنذاك، ولكن يلقى عليه القبض مرة أخرى لتنفيه السلطات إلى فرنسا ويعمل هناك في شركة للصناعات الكيماوية ولكنه يُفصل من عمله بسبب مرض أصابه فيعيش حياة ضنكاً ويواجه أياماً قاسية ملؤها الجوع والتشرد، ورغم قسوة ظروف الحياة على بيرم إلا أنه استمر في كتابة أزجاله وهو بعيد عن أرض وطنه، فقد كان يشعر بحال شعبه ومعاناته وفقره المدقع.
في عام 1932م يتم ترحيل الشاعر من فرنسا إلى تونس لأن السلطات الفرنسية قامت بطرد الأجانب وهناك أعاد نشر صحيفة الشباب. ثم فأخذ بيرم يتنقل بين لبنان وسوريا ولكن السلطات الفرنسية قررت إبعاده عن سوريا لتستريح من أزجاله الساخرة واللاذعة إلى إحدى الدول الأفريقية ولكن القدر يعيد بيرم إلى مصر عندما كان في طريق الإبعاد لتقف الباخرة التي تُقلّه بميناء بورسعيد فيقف بيرم باكياً حزيناً وهو يرى مدينة بورسعيد من بعيد، فيصادف أحد الركّاب ليحكي له قصته فيعرض هذا الشخص على بيرم النزول في مدينة بورسعيد، وبالفعل استطاع هذا الشخص أن يحرر بيرم من أمواج البحر ليجد نفسه في أحضان مصر.
بعدها أسرع بيرم لملاقاة أهله وأسرته، ثم يقدم التماساً إلى القصر بواسطة أحدهم فيعفى عنه وذلك بعد أن تربع الملك فاروق على عرش مصر فعمل كاتباً في أخبار اليوم وبعدها عمل في جريدة المصري ثم في جريدة الجمهورية، وقد قدّم بيرم أعمالاً أدبية مشهورة، وقد كان أغلبها أعمالاً إذاعية منها سيرة الظاهر بيبرس وعزيزة ويونس وفي سنة 1960م يمنحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية لمجهوداته في عالم الأدب. وإثرها تحصل على الجنسية المصرية, و عرفانا بهذا الشاعر الجميل و ماقدم من إنتاج سياسى ساخر فى قالب شعرى من نوع الكوميديا السوداء المضحك المبكى فهو شخصية شهر يناير يتم فيها عرض اعماله تباعا على امتداد شهر يناير بما يتوافق فى هذه الايام مع المزاج و الحالة الثورية التى تيعشها مصر و هذه أولى أعماله الغير ثورية!! و لكن تناقش ظاهرة من الظواهر الاجتماعية السلبية فإليكم هذه القصيدة الرائعة لبيرم التونسى
الشاعر/ بيرم التونسى

يعرفوا الجوز فى القهــــــوة ودعوة على غدوه و عشوه

و تانى يوم هيـــــه و هـــوه يتــــوجـــهـــــــوا ع البلدية

واكتب كتابنــــا يا مســــــجل بدون مـــقـــدم و مـــــــأجل

و فى المســـــا عندهـــا ينقل او تنتـــــــقل عنده هيــــــه

غرف بلادهم مفروشــــــــــة و رخيـصة على قد العيشة

ينيلك يام غــــويشــــــــــــــه و يبــــــــتــلــيـكـى برزيــة

تحطى مهر ابنك عشـــــــره و عايزه فرش لكـام حجره

صالون و نوم و اودة سفـره يا مـــــولودين على طبلية

و أن كان عويشة المخطوبة يخلى جوزها كركوبــــــــه

و تواعدى من طوبه لطوبه و كل يوم عايـزه هديـــــه

لو كنت أقول كل جــــــوازه فيها نكد يكفى جنــــــــازة

لكنت أنطم أليـــــــــــازه مصرية بدل اليونانيـــــــة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق