سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 2 أبريل 2014

المقالات الفلسفية: مفهوم الحنان على المستوى الفلسفي. بقلم/ بنيحى على العزاوى

من منا لا يعشق الحنان؟ ومن منا لا يحب من يحن عليه ولو من بعيد...؟ أو عبر مكالمة هاتفية أو شات"كويس" أو مجاملة مفعمة بالتخمة والمشاعر الجياشة السانفونية..؟ من منا لا يحتاج إلى أفكار جديدة تغذي عقله وفكره لأن الإنسان محتاج إلى طاقة جديدة تنير له طرق شتى في هذا الزمان الجافي الذي يهمش الفكر ويناصر أصحاب المال.. ..هؤلاء أصحاب المال من أين جاؤوا به.؟؟.ومن أين أتوا بهذه الثورة المتواجدة بكثرة التكاثر في المصاريف العالمية...وعلى رأس كل عام يكفّرون عن سيئاتهم أمام الحاكم خوفا من أن ينزل عليهم "التعزيرات" بحجة تبيض الأموال أو قانون وضعي يسمى الضرائب المباشرة.. لهذا يكون سبَاقا لتفعيل الزَكاة بالتطبيل والمزامير التي لا تتعدي بعض الدراهم لبعض الفقراء الذين يظنون أنفسهم أذكياء لكن في واقع الأمر هم أغباء في خبرة " تبلعيط وقوالبية كما يقول المثل المغربي" في الكذب المباح لإشهار الرجل صاحب المال "البلعوط الكبير"البرلماني في المدية..و يقول الفقير "القولبي البلعوط" للمغفلين الذين هم من سلالة المسحوقين: " الحاج الفلاني متقي الله، لو تقصده لا يبخل عليك في كل شئ(( ربي أعطاه المال))!!! للأسف الحاج العلاني هو أصلا قد ضٌربت عليه المذلة والمسكنة وعلى وجهه حجاب من شجر "الصنط" فأصبح لا يبصر ولا يستبصر أفلا يتذكّرون.. ويتفكرون..ويعقلون، هؤلاء المافيا في مجتمعنا العربي؟... لكن لا يبقى الحال من المحال...هو وأمثاله آية من آيات الله أمام الشعب المغفل المخدَر بأفيون الميتافيزيقا وما هو وأصنافه كشجرة الزقوم يأكلون في بطونهم نارا...سبحان الله ،إن لم تستحيي افعل ما شئت ولا تنسى "يا السيد الحاج ابن الحاج" أن عجلة الزمان تدور وخاصة في هذا القرن 21 ..تغير كل شئ وسيتغير مفهوم الدولة في العالم أجمع كما ستتغير دواليبها ومفاصلها وأسسها...هذا ما يؤكده عليه "علم " المستقبليات..ألم تلاحظوا معي أن في هذا الزمان الموبوء بالفيروسات أصبح كل صفيق يمارس السياسة" عيني عينك" متحديا علم السياسة..وما أكثرهم في –شبه- البرلمانات العربية تجدهم على رأس اللائحة... حار العقل في هؤلاء الأذكياء الأبالسة الذي يتسلقون ويتقنون لعبة فن الحيَل الشيطنة من أجل السطو على أموال الشعوب بغير حق ، باعوا أنفسهم للشركات العالمية الكبرى مبدعة عالم مافيا البيزنيس مان business manوقوة الحديد والنار،متخذين سحر هاروت وماروت على مستوى طرق "الماركو-تينغ marketing".. كل شئ عندهم سهل المنال..حركاتهم مشروعة ولا حاجة لتبيض الأموال. عندهم السلطة:=/المال الكاش/ الذكاء الزئبقي/واللعب على مشاعر عامة الناس باسم"تأويل التأويل " والكهنوت الرجيم..إذا كانت الرياح شرقية يرشقونها وإذا كان غربية يغربلونها وإذا كانت شمالية يشملونها وإذا كانت جنوبية يجنبونها سواء كان هذا التأويل سماوي أو وضعي ,وفي أوربا يستغلون جميع المفاهيم للعنصرية للوصول إلى سدة السلطة "الحنان"وما أدراك ما حنان الكرسي اللذيذ...الكرسي الحكم, وفي البلدان المتخلفة يٌروّج للقبيلة والجهوية باسم العرف السائد الأسطوري المروج له هو من طرف شيخ القبيلة ويعتبر من السُنن المحمودة التي رسّخت لها الديكتاتوريات ((الاستعمار الشمالي باسم الجنس السامي, ثم عند دول الجنوب التي تتحكم فيها السلطة الدينية المعروفة عندكم,..إيران مثلا وما جاورها.. تمنع الفقير المسحوق حتى من المظاهرات السلمية لأنها تمس شعائر وطقسية ولي الأمر الذي يلتصق بالكرسي –السلطة المطلقة -"الحنان" ويتحدث باسم الله، وحتى وان جعت وتظاهرت بلافتة تعبٍر فيها عن جوعك تحبس أو تجلد أو تنفى كما هو شأن أبي ذر الغفاري الغريب....شعوب الجنوب وحتى أنام الشمال محتاجة إلى "/الحنان/" القانوني الذي ينصف الإنسان ويصون كرامته...
كلنا محتاجين للحنان, وحتى حكامنا يشكون من الانفصام في الشخصية, مرضى بجمع المال بأية طريقة كانت.., الحلال يحلَلونه بالأسعار الغالية والحرام عند مفهومنا يروجون له بإشاعات طبية"الضرورات تبيح المحرمات.."...ما أقبح الحنان حين تجد نفسك مع"صفيق"...الصفيق له لسان طويل وفي كل المجامع تجده..يستطيع أن يبلور الكذب بأشكال مختلفة الإيقاعات حسب الجو والمكان المتواجد فيه .. ما أحوجنا إلى الحنان الصادق وخاصة عندما يكون بين فكرين متوازيين في الأخذ والعطاء, الحياة هي أخذ ثم عطاء وتدبير..والناس بالضرورة محتاجين إلى الحنان لكن طيب القلب يؤدي ضريبة المجاملات لأنه بحاجة ماسة إلى الحنان.كلنا بحاجة إلى الحنان وخاصة إن تحول إلى هيام جميل سعته كسعة البحر العظيم, يعشقونه الرومانسيون وذوي الألباب الذين يعرفون القيمة الجمالية العليا للهيام العذري وما أدراك من الهيام الجميل الذي يتولد أصلا من فلسفة الحنان....هل داخل مجتمعاتنا في الجنوب حنان أصدقاء "صح" أم أنتم كما أشعر أنا بالغربة واغتراب الحنان؟
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق