سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

شعر: عامية - فصحى: أنتَ بقلم/ أحمد عبد الرحمن جنيدو


أفقْ من نومِكَ المخمورِ،
واصعدْ من رمادِ الخوفِ،
دقّتْ ساعةُ الغضبِ.
هي الأرحامُ تطرحُنا،
وعشبُ الثورةِ الحمراءِ في جسدِ الحقيقةِ
ينجبُ الأوراقَ في الحطبِ.
كفاكَ مهانةً،
شرفٌ يداسُ بعهرِ كفرٍ،
يصلبُ الإحساسَ في الخشبِ.
وصمتُ الذلِّ يلتحفُ الوجودَ،
وأنتَ مكتئبٌ على الطربِ.
تضيفُ تفاهةً في الموتِ يا عجبي.
وتدعو خلف جدرانِ الحياةِ لموتِنا،
في الخصيتين تعلّقُ الأعلامَ بالسحبِ.
فتعتمرُ الكؤوسَ،
وفي دعابتِهِ يصلّي للشهيدِ بفرجِ عاهرةٍ،
ويبتلعُ الشهامةَ،
والشهامةُ بالقضيبِ وليس بالنصبِ.
أخي،والقتلُ يحكمُنا،
يحاصرُنا النزيفُ على الحريقِ على الدمارِ،
وأنتَ تشربُ نخبَكَ الملعونَ من دمِنا،
ستلقى ظلمةَ التربِ.
أفقْ من سجنِكَ المنحوسِ،
أنتَ خلاصةُ التاريخِ في الكتبِ.
يفوحُ الياسمينُ من الشآمِ إلى الفراتِ مقيّداً بفمٍ،
وعاصي الصبرِ يحملُ سرَّهُ بعنينِها دوماً،
وأنتَ بقمقمٍ،
تبني البلادَ على دروبٍ،
تنتهي لسدىً،
يطهّرُها دمُ الشهداءِ،
آخرُ لفظةٍ نسجتْ دمي سببي.
غريبٌ حين تأتينا بفلسفةٍ،
وسيفُ الظلمِ يبترُ،
يبطشُ الأرواحَ،
يسبقُ سلْطةَ العزلِ البسيطِ بشهوةِ الكَلَبِ.
تناسيتَ الأخوّةَ،
أنتَ عاقدُها،
فأنتَ الأصْلُ في النسبِ.
عجيبٌ في انفصالي تنطوي،
أنتَ الوقوفُ على صراطِ الماءِ والجربِ.
صراطِ الحقِّ والكذبِ.
صراطِ الذلٍّ والشهبِ.
ــــــــــــــــــــــــــ
20/6/2013
حمص دير فول

شعر: عامية - فصحى: حواريَّةٌ مع السنينِ بقلم/ أحمد عبد الرحمن جنيدو


أتلكَ الســـــــــــنينُ تولّي سواها؟!
وعشــــــــــقُ الضحيّةِ عثْرٌ يطيبُ.
حبيبُ الفؤادِ يطيحُ بعشــــــــــــقٍ،
يعودُ وراءَ اشــــــــــــتياقي حبيبُ.
فينســـــــــجُ ظلّي ملامحَ بعضـي،
وماءُ الوجوهِ إليكَ يغيــــــــــــــبُ.
أعاتبُ صبحاً يطرّزُ حلمــــــــــي،
بخيـــطِ اللقاءِ فيُبْعثُ غيْـــــــــــبُ.
أحبّكَ في وجعِ المنتهـــــــــــى يا..
نداءً بنارِ الحنيـــــــــــــــنِ يذوبُ.
شــــــــــممْتُ ترابَكَ بالوجدِ عمقاً،
لســـــــــرِّ التصاقٍ تفوحُ الطيوبُ.
كأنَّ المدى للعيونِ ســــــــــــؤالٌ،
يعلّقُ ردّي بلغزٍ يجيـــــــــــــــبُ.
هممتُ أطاردُ ســــــــرْبَ الأماني،
أراكَ ابتســـــــــامي وأنتَ الكئيبُ.
أعانقُ في الأغنياتِ خيـــــــــــالاً،
يزولُ بصحوي،فتصحو الخطوبُ.
بكلِّ الثواني تعيـــــــــــشُ بروحي،
من الشـــــوقِ أبني وجودي،أغيبُ.
أكنتَ هناك؟! وكنتَ بعيـــــــــــــداً،
نلامـــــــــسُ خصْرَ الكمان ِ،نتوبُ.
على شــــــــــــــفتيكَ بلادي يقينٌ،
كنبضٍ يهيمُ،وقلْــــــــــــبٌ يؤوبُ.
أضمُّ الســــــــطورَ بدمعٍ،وأشدو،
لأنَّ لقيطَ الغناءِ غريــــــــــــــــبُ.
وأنتَ حكاياتُ أمّي وشــــــــــــالٌ،
يعيدُ الصباحَ،ليبكـــــــــي الغروبُ.
أتلك التي ما عشـــــــــقْتَ سواها؟!
نفورَ تحدٍّ يراها الشـــــــــــــحوبُ.
ســــــــــلاماً لغصنٍ تدلّى بحزنٍ،
يقاومُ مـــــــــــــدَّاً ،وزندي هبوبُ.
أغنّـــــي بلادي على خبْزِ جوعي،
كفافُ الرغيــــــــفِ بجوفي يثوبُ.
أقبّلُ وجهَ المــــــــــــــــساءِ بقهرٍ،
دعاءُ الليالي بعزمــــــــــــي يتوبُ.
هنيئاً عرفتُ خلاصـــــــــــي قتيلاً،
فأينَ الغداةُ؟! وأين الوجـــــــوبُ؟!.
بعينيــــــــــــكَ تاريخُ جدّي امتدادٌ،
لنطْقِ الطفولــــــــــــــةِ أمّي تعيبُ.
وشـــــــــعرُكَ شلالُ عشقٍ غزاني،
يغازلُ صدري،وصـــــدري لعوبُ.
فينبتُ عجزي من الغيـــــبِ صبراً،
أرى مقلتيكَ بصبرٍ يشــــــــــــــيبُ.
فســــــــــــادُ النفوسِ نتيجةُ خوفٍ،
صلاحُ الحياةِ بنفــــــــــــسٍ تطيبُ.
كأنَّ الأنينَ لقومــــــــــــــــي لزومٌ،
يقــــــــــــولُ الخبيثُ وينأى القريبُ.
حبيبي كفانا نشــــــــــــــــرّعُ موتاً،
يقطّعُ فينا، وتنـــــــــــسى الدروبُ.
يشقُّ الســــــــــــــتائرَ خيطُ دخانٍ،
يدمّرُ عصفورةً لا تهيــــــــــــــــبُ.
فأفتحُ عمري لفجـــــــــــــرٍ جديدٍ،
هديلُ الحمامِ عليَّ يجـــــــــــــــوبُ.
وصوتُ الأذانِ يطوّعُ حسّـــــــــي،
على الأمويِّ دمائي صليــــــــــــــبُ.
وعذراءُ تنجبُ شــــــــيخاً بسطري،
ونخْبُ انتصاري شــــــرابٌ يشوبُ.
لأنّكَ عشــــــــــــرونَ صيفاً بعيني،
وقوسُ الضياءِ الخجولُ الســـــــليبُ.
أطهّرُ ذاتي بنبلِ قدومـــــــــــــــــي،
كأنَّ الظهورَ بعمْقـــــــــــــــي تريبُ.
تلمّظْتُ ماض ٍ،فتابَ شــــــــــهيقي،
طريدُ الســـــــــماتِ بوجهي هروبُ.
إذا الحقُّ يرضى وجودي ســــــراباً،
فإنَّ حياتي بكسـْــــــــــــــــــرٍ تخيبُ.
وصوتُ الضميرِ ترهّلَ بعْـــــــــدي،
ترى بحريقِ النوايا شــــــــــــعوبُ.
ترابي دمٌ بالشـــــــــــرايينِ يجري،
وهذي الحقيقةُ آتٍ طـــــــــــــروبُ.
أيا وطنَ الكلماتِ ســـــــــــــــلاماً،
وأنتَ القتيلُ وأنتَ الطبيــــــــــــــبُ.
تراكمُ جرحي على أمنياتــــــــــــي،
يســــــــــدُّ الصباحَ فهلْ يستطيبُ؟!.
تخونونَ أرضي بقتل ِانتمائــــــــي،
خسيسٌ يثورُ ويســــــــــمو عجيبُ.
وهلْ موتُنا صارَ حقّاً لكفْــــــــــر ٍ،
هنا الصعبُ حينَ يخونُ الحليــــــبُ.
إذا الأرضُ يوماً أرادتْ ســــــــماءً،
فإنَّ النجومَ ترابٌ خصيــــــــــــــبُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيار/2011

شعر: عامية - فصحى: أجيالٌ وأسلافٌ بقلم/ أحمد عبد الرحمن جنيدو


ظواهرُنا حمـــــــــــــــــــــاقاتٍ تقولُ.
معلّقةٌ على وجــــــــــــــــــــعٍ تصولُ.
بواطنُنا بســــــــــــــــــرِّ العيشِ كبحٌ،
على أرضِ انبعاثٍ لا يشـــــــــــــــيلُ.
حقائبُنا دمـــــــــــــــــــــوعٌ،ذكرياتٌ،
وأشــــــــــــــــــــــواقٌ وأحلامٌ تزولُ.
فنحملُ ســـــــــــــرْبَ أشلاءٍ بخوفٍ،
فيضحـــــــــــــكُ من خرافاتٍ ذهولُ.
على ركْـــــــــــــــبِ الموّدعِ حالماتٌ،
تخونُ مســــــــــــافرَ الوعْرِ السهولُ.
تكــــــــــــلّمَ عنك لونٌ في اختلافٍ،
يســـــــــــوقُ مغاربَ الصبرِ الأفولُ.
هي الســـــــــــــــاعاتُ ندركها لظلٍّ
تخـــــــــــفّى،يطربُ الغيمَ الهطولُ.
تجوع ُالأمنيــــــــــاتُ على جفافٍ،
ويعلو في خمائلِــــــــــــــــها الذبولُ.
يطيرُ الأفــــــــــقُ في عينيكِ حلْماً،
بخاطرِنا أغانيـــــــــــــــــــــهِ تجولُ.
أحبّكِ،والمـــــــــــــــــــساءُ تأمّلاتٌ،
على قمـــــــــــــــــرٍ أتوبُ،ولا أميلُ.
حملتُ جدائلَ الظلماءِ عمـــــــــراً،
تلذّذَ من معــــــــــــــــــــاناتي قتيلُ.
يطولُ الشـــــــــوقُ،والأميالُ تبكي،
وفي جرح ٍمآســــــــــــــــينا تطولُ.
أراقبُ دمـــــــــــعةً دُحضتْ بعينٍ،
ودمــــــــــــــعُ القهرِ في ردٍّ جميلُ.
تغيبُ ملامحُ النســـــــــــيانِ منّي،
وفي النســــــــــيانِ قلبي يســــتقيلُ.
أعاتبُـــــــــــــــــها عناقاً من حميمٍ،
فترتســــــــــــــمُ الحكايةُ،والفصولُ.
وترتجفُ الســــــــطورُ على لهاثي،
وأشـــــــــــــــــــبعُ ظنّهُ لغزاً يغولُ.
أتمتمُ حســــــــرتي في سحرِ ماضٍ
كسيرٍ،تشـــــــــعلُ الذكرى الحقولُ.
أضمُّ برغبتي نيـــــــــــــرانَ حظّي،
فيبني لحظتــــــــــــــــــي آتٍ،يؤولُ.
هي الأســـــــــماءُ والأشياءُ بعضي،
هي التاريخُ في صـــــــــدري يعيلُ.
تغادرني البدايةُ في خريـــــــــــفٍ،
يضيفُ بصــــــوتِهِ اللحنُ الخجولُ.
ســــــــواءَ رحلتُ فيكِ على خيالٍ،
فإنّي عاشـــــــــــــــــقٌ، لغدي أقولُ.
وخيرُ الصــــــــــــــدِّ مرآةٌ بوجهٍ،
تفاصيــــــــــــــلُ النهايةِ لا تخولُ.
حســـــــــــبْتكِ جنّتي في أغنياتٍ،
كأنَّ العلـــــــــمَ في خدري ضئيلُ.
يصيح ُالمكـــــرُ من جنباتِ خبْثٍ،
ويغدقُ في انكســـــــــاراتي النبيلُ.
يمزّقُـــــــــــهُ الحنينُ على فراقٍ،
يطوّحُــــــــــــــهُ على لفْظٍ خمولُ.
فكيفَ لزرعِنا ينمو بريــــــــــحٍ،
وغصنُ الزيزفونِ هو الســــــيولُ.
عجبتُ لناينا يبكي صـــــــــــلاةً،
وتزعقُ في الخراباتِ الطبـــــولُ.
يغنّي في ضجيــــــــجٍ من جنوني،
نداءُ الخوفِ في كــــــــسرٍ عويلُ.
فقدْ حضرَ الغيابُ على هـــــواني،
وجاءَ الصعبُ، يشـــكو، والرحيلُ.
تراقصُنا حكايتُهُ بقســــــــــــــــرٍ،
ويمشـــي الذئبُ والكبشُ الفحولُ.
ويرعى عشـــــــــــبَهُ ضبعٌ فجورٌ،
يفتّتُ لحمَــــــــــــــهُ كلبٌ (هبيلُ).
ويســـــــــــــــرقُ قوتَهُ لصٌّ حقيرٌ،
ويملكُ أرضَـــــــــــــــهُ فأرٌ دخيلُ.
ويجلسُ فوق أجســـــــــــــادٍ دميمٌ،
كأنَّ الشـــــــــــــــــعبَ مدّاحٌ ذليلُ.
ولدْنا من حضارتِنا شــــــــــــهاباً،
من القرآنِ قلنا، والرســـــــــــــولُ.
فكيف نكــــــونُ أزلاماً(تطاطي)،
نبيعُ الحــــــــــقَّ، كي تعمى العقولُ.
دمُ الشـــــــــــــــهداءِ مسعانا،هدانا،
هو الإصرارُ فينا والســــــــــــــبيلُ.
هو الأنوارُ تهــــــــــــــدينا طريقاً،
هو التوحيــــــــــــــــــدُ فينا والدليلُ.
بلادُ اللهِ والإشــــــــــــــــراقُ وجهٌ،
وقبلتُهُ على الخـــــــــــــــــدِّ الدخولُ.
(دمشـــــــقُ) تحاصرُ الأوجاعَ نبلا ً،
ويقطفُ ياســـــــــــــــــميناً مستحيلُ.
خيامُ الجوعِ تلهــــــــــــو في رغيفٍ،
عراءُ شـــــــــــــــــعوبِها أمرٌ جليلُ.
تحفّزُها القيودُ على صـــــــــــعابٍ،
بســــــــــاطُ الأرضِ من فقري قليلُ.
جباهُ الثورةِ الســـــــــــمراءِ نبضي،
وشــــــــــرياني انتصاراتٌ، وصولُ.
ســـــــــــــــــؤالٌ لا الإجابةُ تعتريهِ،
ويســـــــــــــألُ أينَ كيفَ متى أبولُ.
فواجعُها فوانيــــــــــــــــــسٌ أنارتْ،
يهدهدُ من عزائمِــــــــــــها الصهيلُ.
تعاتبني الليالي في ســـــــــــــهادٍ،
(حماهُ)الصبـــــــــرُ والحبُّ الجميلُ.
وأشــــــــتاقُ الوئامَ وحضْنَ عطفٍ،
(حماهُ)القلــــــــــــبُ والأخُ والخليلُ.
و(درعا) مهْــــــــــــدُ أمّي يا حليباً،
كســــــــــــــاحاتِ البطولةِ يا خيولُ.
و(حمصُ) شـــــــهامةُ الأولادِ مدّتْ
يديها، كي يعلّمُـــــــــــــــــــها القتيلُ.
دمي أعلى بهاءٍ في ســــــــــــكوتٍ،
و(ديرُ الزورِ) روحي، والأصــــــولُ.
أيا (حمصَ) البســـــــــالةِ أين أرخي
ظلالَ الرعــــــــــبِ في عتبٍ يهولُ.
و(قامشــــــــــــــــــلو)يجمّعُها شهيدٌ،
وأكرادُ الأخــــــــــــــــــوّةِ يا أصيلُ.
يشـــــــــــــــيّعُ نظرتي أملٌ صغيرٌ،
وراءَ الركنِ يلــــــــــــــــحقُهُ الثقيلُ.
ســــــــــــــــــــتعلو حرّةً،حرّيّةً ما
علتْ(دوما)دعتْ فينا شـــــــــــــمولُ.
على الأمويِّ صــــــــــوتُ الله أعلى،
وبعدَ أذانِهِ يســـــــــــــــــــمو الهديلُ.
أنا الــــــــــــــسوريُّ يا وطني أنادي
بلاداً، قدْ يؤصّلُـــــــــــــــــــها النخيلُ.
فيبعثُ من جراحاتي فـــــــــــــراتٌ،
ويدفقُ ماءَهُ المعـــــــــــــــسولَ نيلُ.
هنا التاريخُ يكتبُ ســـــــــــطرَ قتْلٍ،
وحرفُ الأبجديّةِ لا يســــــــــــــــيلُ.
ورايتُهُ على لــــــــــــــــــــحْدٍ تعاني،
ويرفعُ شـــــــــــــــــــأنَهُ ذاك المثولُ.
ويســــــــــــــــــمعُ نزْفَهُ رحمٌ ترابٌ،
غدُ العشّاقِ فجٌّ ســـــــــــــــــــــلسبيلُ.
هي الأرضُ التــــــــــي ولدتْ دماءً،
ســــــــــــيطرحُ من بكارتِها الذبولُ.
نســــــــــــــــائمُ فجرِها طفلٌ ذبيحٌ،
شـــــــــــــــــــــقائقُها مداراتٍ تزيلُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشرين الأول/2011

المقالات الاجتماعية: السفينة الجانحة بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر


يوم الأربعاء الماضي، انطلقت عبارة الموت في طريقها المعتاد نحو جزيرة جيجو وعلى متنها 476 كوريا بالإضافة إلى طاقم السفينة. لكن العبارة التي حملت ثلاثة أضعاف وزنها لم تعد من قلب المحيط، ولم ترسل إشارات استغاثة لأن الأمور كانت تحت السيطرة كما تبجح قائد الجنوح الهارب. ولم ينج من ماء المحيط المالح إلا 174 محظوظا حملتهم القوارب المطاطية نحو شواطئ الحياة ليمارسوا ذكرياتهم المرعبة كل يوم آلاف المرات، ويواصلوا دفن من تتلقفه أيادي فرق الإنقاذ من اللحم البشري المملح، وليضعوا زهورا حتما ستذبل فوق قبور لا تشم رائحة الياسمين ولا تتطيب بالسوسن الأسود وإن كثر المشيعون. 
يوما سيعود الفارون من ظلمة الغرف الغارقة إلى صفوفهم، لكنهم سيشعرون بالوحدة حتما كلما نظروا إلى المقاعد الشاغرة في المدرسة المنكوبة. فمن بين 339 طالبا خرجوا من حصار البوابات الحديدية ذات يوم إلى زرقة البحر، لم يعد إلا القليل. ومن طاقم التدريس المرافق لم يتبق إلا المؤرخون الذين سيكتبون يوما قصائد رثاء فيمن غرسوا أظافرهم الطرية في لحم السفينة القاسي ليخرجوا من أكفانهم العائمة قبل أن يخلدوا لليأس المقيم والظلام البارد. 
متهم قائد السفينة ورفاقه بالإهمال الجسيم الذي تسبب في بقاء أطفال في حجم الزهور في أقبيتهم المظلمة حتى النفس الأخير، ومدان هو وطاقمه الفار بالتخلي عن الصرخات اليائسة وركوب أول الزوارق الفارة من عمق الأزمة. وسيواجه المتهمون بالفرار أدلة إدانة دامغة ممن ظلت أنفاسهم على قيد الألم حتى موعد المحاكمة. ولن يغفر حاملوا النعوش الطائرة لتجار الأرواح حصاد أكثر من ثمانين بالمئة ممن خرجوا للتريض في عرض البحر، فلم يعودوا بدفاترهم ولا بضحكاتهم المجلجلة.
كذب من قال أن كوريا ليست كمصر، فتجار الموت على الجانبين يقتاتون على شهقات الأطفال وصرخاتهم اليائسة. وخشب السفن في كوريا قديم ومتآكل كقلوب أصحاب العبارات في بلادنا، وحاملوا جوازات الموت في كوريا مستعدون لإلقاء الجثث المشوهة عند أي باب، فالغرقى يتشابهون في الملامح المشوهة، ولا وقت للمشيعين لانتظار فحص الدي إن إيه. ولأن أصابع الصغار تهشمت جراء محاولاتهم العبثية للخروج من ظلمات البحر، فلن يجد الباحثون عن بصمات مختلفة بدا من توزيع الجثث على ذوي الضحايا ليتقاسموا الألم والحزن. 
لكن أزمة كوريا لم تخل كالعادة من طاقات نور في نفق المعاناة، فقد نجحت الكارثة في إذابة جليد العواطف بين الكوريتين، واضطرت أزمة العبارة العابرة كوريا الشمالية إلى التخفيف من لهجتها القاسية تجاه جارتها في الجنوب، وفي رسالة غير تقليدية، بث رئيس الشمال الكوري جاره اللدود مواساته الحارة فيمن فقد ومن تحلل ومن ذاب في قاع السفينة من أبناء الجنوب. ولأن الكارثة أكبر من الحمق الذي مارسه الجانبان على مدار عقود من الكراهية، كان الفقد أسرع من صواريخ الشمال الموجهة إلى قلب سيول.
وها هو رئيس وزراء كوريا الجنوبية يخرج من صمته كيوم ولدته أمه، ليعترف بالمسئولية الأخلاقية عن أزمة العبارة، ويشهر سيف التحدي في وجوه الرابضين فوق كراسيهم في بلادنا مهما توالت الأزمات. صحيح أن استقالة الرجل لن تعيد إلى أصحاب الوجوه المشوهة ملامحهم القديمة، ولن تعيد إلى أصحاب الأطراف المبتورة بصماتهم المميزة، لكنها تعيد الأمل إلى قلوب السيوليين في غد يمكن تحمله، وحكومة قادرة على تحمل مسئولياتها الملحة. 
سيستمر نزيف الألم في كوريا حتى توارى أجداث الأطفال مراقدها، ولن يهدأ الباحثون في ظلام السفينة عن البقايا المتحللة حتى توضع الأطراف المبتورة مع أجساد أصحابها في ثلاجة واحدة. وسيستمر الملتاعون في توديع أطفالهم وكتابة عبارات الرثاء فوق جدران مدارسهم الخاوية، وستتوالى الحكومات التي تتقدم باستقالاتها عقب الأزمات، لكن شيئا من هذا لن يوقف نزيف الأرواح في لجة اليأس حتى تخرج القوانين عن عجزها لتطارد أصحاب السفن البالية. تحتاج كوريا إلى التخلص من تجار الفساد قبل أن تعلن انتصارها على الموت، وتحتاج مصر إلى رؤساء وزراء من فصيلة تشنج هونج ون كي يتوقف الجنوح وتستوي سفينة الوطن على الجودي.
عبد الرازق أحمد الشاعر
Shaer129@me.com

ما قل و دل: فتاوي (وفته ) بقلم/ محمد حسن عبد العليم

أين الأزهر ؟, أين شيخ الأزهر ؟, هل أنتهى دور الأزهر برحيل محمد مرسي العياط عن حكم مصر.
الفتاوي مستمرة ولم يحرك الأزهر ساكنا .... إرضاع الكبير .... وإباحة ترك الرجل لزوجته تغتصب .... هل هذا هو الدين ؟
وهل هذه الفتاوي وقتها أن تثار ؟ 
الشعب متعب منهك بسبب الأحداث التي تمر بها مصر طوال ثلاث أعوام .... 
أوقفوا الفتاوى التي تدعوا إلى الإنحلال ... أوقفوا الفتاوى التي تدعو إلى السخرية من الدين ..
أوقفوا الفتاوى يا رجال الأزهر ...
وأقترح أن تشكل هيئة قانونية من الأزهر تتحرك لمقاضاة كل من تسول له نفسه التلاعب بمقاليد الدين بإصدار فتاوي من شأنها الإضرار بتعاليم الأديان كلها 

ما قل و دل: الرقص على آشلاء الغير بقلم/ محمد حسن عبد العليم

لم نعد نحن .... هكذا قالها الرجل المسن أثناء زيارتي له .... الجميع يضحك ويفرح و(يشمت ) في المصائب .
فقديما كان الجيران يشمتون في مصائب جيرانهم وكانت المصائب تتمثل في احتراق ملابس تحت المكواه ، او رسوب احد ابناء الجيران ...وكانت الشماته حينئذا نوع من انواع الغيرة الحمقاء ولا تتعدى ذلك ، لكننا نجد الان الناس تشمت في الموت ... تشمت في المرض هذا ما يبعدنا عن التصنيف البشري مطلقا ....
فلا شماته في الموت ولكن للآسف هذا ما اصبحنا عليه ولم يؤثر فينا شئ ... ونسينا تعاليم الاديان السماوية السمحه .... ولن ادافع عن احد ضد أحد ... ولكن هل من المعقول أن نسعد لقتل احد المتظاهرين لمجرد انه مختلف معنا في الرأي ؟.... هل من المعقول أن نرقص ونتباهي بالرقص بسبب قتل ابنة أحد المضللين ؟
هل نفرح بسبب هذا ؟ الموت والمرض مصيبتان فكيف نطلق على انفسنا بشر ونحن نتراقص على آشلاء الغير 

شعر: عامية - فصحى: تباشير عشق بقلم/ عائشة المؤدب

يُوقِظُنِي مَطَرُ اللَّهْفَةِ

قَبْلَ ارْتِعَاشَةِ الأُفُقِ

يَسْبِقُنِي تَحَفُّزُ الْحَوَاسِّ

تَنْطَلِقُ زَغَارِيدُ اللَّهْفَةِ إِلَى هَطْلِ اللِّقَاءِ

يَسْتَعِيرُ الصَّبَاحُ بَسْمَةَ الرَّبِيعِ

و يَنْتَشِي

صَبَاحَ الْحُبِّ ،

يَا سَمَاءً تَبْسِمُ سُحُبًا وَرْدِيَّةَ النَّدَى

يَا صَوْتًا كَتَبَ عَلَى الأَثِيرِ شِفَاهًا

قَبَّلَهَا اللَّيْلُ ثُمَّ نَامَ

صَبَاحَ الْحُبِّ

أَيُّهَا الْخَافِقُ بِشَغَفِ اللِّقَاءِ عِنْدَ إشْرَاقَةِ الْوَرِيدِ

تُسَابِقُ إلَيْهِ الشَّوْقَ

و تَقْفِزُ عَلَى شَهَقَاتِ الْحَنِينِ

صَبَاحَ الانْعِتَاقِ

يَا يَوْمًا وُلِدَ مِنْ عَيْنِ الْمُسْتَحِيلِ

فَأَشْرَقَ

يَا سَيِّدَةَ الأَلَقِ الْمُخَضَّبِ بِالوَرْدِ حَتَّى الامْتِلاَءِ

صَبَاحَ الْجُنُونِ

أَيُّهَا النَّبْضُ الرَّاقِصُ عَلَى فَالْسِ الْمَعَانِي الْمُتْرَعَةِ عِشْقًا

حَتَّى الانْعِتَاقِ

يَا غَفْلَةَ القَدَر الْمُتَآمِرِ ضِدَّ انْهِيَارِ الزَّمَنِ

مُتَدَفِّقًا زَخَّاتِ وَهَجٍ

أَقِفُ أَمَامَ لَهْفَتِي

عَلَى مَرَايَا الانْتِظَارِ

أُسَاِيرُ تَمَاوُجَ خَصَلاَتِ الْحَنِينِ الْمُتَنَاثِرَةِ

عَلَى كَتِفَيَّ

تُلاَمِسُ هُطُولَ الشَّوْقِ الْمُرْتَجِفِ

أَكْتَحِلُ أَمَلاً يَسْتَعْجِلُ الدَّقَائِقَ الْمُنْسَابَةَ عَلَى مَهَلٍ

خَلْفَ شَفَافِيَّةِ الْمُقَلِ

بَرِيقًا

طِلاَءُ النَّظَرَاتِ مَكْشُوفُ الْمَسَاعِي

مَفْضُوحُ النَّوَايَا

أَضَعُ عَلَى ظمَئِي شَفَقًا انْحَلَّ كُثْبَانَ اشْتِهَاءٍ

عِنْدَ بَوَّابَةِ الْحُلْمِ أَنْتَـعِلُ قَبْضَةَ حَيَاةٍ

سَفِينَةَ طُوفَانٍ

وَيَنْتَـعِلُنِي حَفَاءُ الطَّرِيقِ الْمَسْرُوقَةِ مِنْ هُرُوبَاتِ الْمَدَى

حَيْثُ أُلْقِي نَظْرَةً أخِيرَةً عَلَى أَلَقٍ طَافِحِ الاسْتِبْشَارِ

أَتَصَفَّحُ تَنَاسُقَ الْمَشَاعِرِ عَلَى وَجْنَتَيَّ

وَأُطلِقُ تَبَاشِيرَ اللِّقَاءِ

أَتَأَبَّطُ مَوْعِدِي الأَوَّلَ مَعَ السَّمَاءِ

لأَبْدَأَ فَتْحًا جَدِيدًا مِنَ الْفَرَحِ

الاثنين، 28 أبريل 2014

شعر: عامية - فصحى: كالكيلاتور بقلم/ احمد محسن

حسابات
الدنيا فى زيادة
فطرحت العمر كالعادة
ف اتبقى خدوش
فا قعدت و لمت حسباتى
جمعت الباقى
على ساعة فرح
كانت بنا
على ضحكة كانت فى اللمة
على حب شقاوة ما بين
اصحاب ,على وقت كان بيسعنا
و مابنسعهوش!
فا سويت الباقى بأحلامى
و الحب الى ما كان على بالى
طلع الناتج كان قوس فاضى
فرسمت المسقط على راسى
ربعت سنين عمر حياتى
نسيت المطلوب!
ما انا تايه اصلا طول عمرى
لحظة فرحى تساوى حزنى
فا طبيعى جدا
مبقاش موجود
ما انا ناى
مشقوق
نغمى فى نفخة واحد عازف
ماهر جدا ,مبقاش مسموع
فانا ناتج طالع مش عارف
انا مين و ازاى
متأكد جدا فى الاخر
!انى ب فاى

مقالات اقتصادية: سرقة الشعب بالقانون‎ بقلم/ محمد فرعون

في يوم الثلاثاء (22 ) ابريل 2014م أقر الرئيس ( المؤقت ) عدلي منصور قانونا جديدا لتحفيز الاستثمار وجذب المستثمرين الى مصر من جديد ، القانون الجديد الذي صدر ( بليل أسود) يقصر الحق في الطعن على عقود الأعمال التجارية والصفقات العقارية التي تبرمها الدولة أو أحد أجهزتها على أطراف التعاقد دون غيرهم.
يهدف هذا القانون الجديد ( حسبما قيل ) الى إنعاش الإقتصاد بتشجيع المستثمرين الأجانب والذين طال انتظارهم لمثل هذا القانون لما يرون فيه من حماية لإستثماراتهم.
قد يتصور البعض أن هذا القانون جاء ليسد فراغا قانونيا لم يكن موجودا من قبل لجذب الاستثمارات وتشجيع المستثمرين للحضور الى مصر بأموالهم ، وفي الحقيقية فهذا القانون ما هو إلا إضافة لسلسة من التعديلات التي أجريت على قانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم ( 8 ) لسنة 1997 م ، والذي تم تعديله عدة مرات خلال الفترة من 2009 م الى نهاية 2013 م : فبتاريخ (23 ) فبراير 2009 صدر قرار رئيس الجمهورية بمشروع قانون بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم (114 ) لسنة 2008 م بتعديـل أحكام قانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم ( 8 ) لسنة 1997 م .
وفي (15 ) يونية 2010 م وافق مجلس الشعب برئاسة الدكتور فتحي سرور على مشروع قانون لتعديــل بعض أحكام قانون ضمانات وحوافز الاستثمــــــــار . 
وبتاريخ (1 ) نوفمبر 2011 م أعلن اسامة صالح رئيس الهيئة العامة للإستثمار عن قيام الهيئة بإجراء دراسات لتعديل قانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم (8 ) لسنة 1997 م .
وفي (9) يناير 2012 م أصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة مرسوما بقانون رقم (4) لسنة 2012 م بتعديل بعض أحكام قانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم (8 ) لسنة 1997 م .
وفي ( 20 ) فبراير 2013 م وافق مجلس الوزراء على تعديل المادة رقم (7 ) مكرر من المرسوم بقانون رقم (4 ) لسنة 2012 م بشأن ضمانات وحوافز الاستثمار. 
وبتاريخ (15 ) مايو 2013 م وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل بعض احكام قانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم (8 ) لسنة 1997 م .
وبتاريخ (7) نوفمبر 2013 م وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بمشروع قانون بشأن تعديل لبعض أحكام قانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم (8 ) لسنة 1997 م . 
كان الهدف في كل مرة من التعديلات السابقة هو توفير المزيد من عوامل الجذب والتشجيع والضمانات للمستثمرين لحماية إستثماراتهم داخل مصر ، بدعوى أن الإقتصاد المصري متهالك ويحتاج الى ضخ المزيد من الإستثمارات في عروقه لإنعاشه وإعادة العافية اليه من جديد.
إذن فالقانون ( الجديد ) الذي أقره الرئيس عدلي منصور جديد فقط في الشكل ، وهو مسخ جديد للقانون رقم (8 ) لسنة 1997 م الذي لم يعد له شكلا من كثرة التعديلات التي تمت عليه بهدف جذب المستثمرين ، وفي الوقت نفسه يفتح الباب على مصراعيه من جديد لأصحاب الذمم والضمائر الخربة الذين ائتمنهم الشعب على أملاكه فباعوا بعضها بأبخس الأثمان بعد أن كسروا القانون وتحايلوا عليه ، فأعاد اليهم القانون الجديد الأمل في بيع ماتبقي ، فهذا القانون شكل جديد من أشكال تحصين السرقة ودعم الفساد .
قانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم (8 ) لسنة 1997 م هو الآخر جاء لتقنيين عمليات السرقة لأملاك الشعب والتي تم بيعها تحت مسمى ( الخصخصة ) خلال الفترة من عام 1991 م الى 2009 م على أيد ( 4 ) حكومات مصرية هي : حكومة الدكتور عاطف صدقي ( 1986- 1996 م ) ، وحكومة الدكتورالجنزوري ( 1996 - 1999 ) ، وحكومة الدكتورعاطف عبيد ( 1999 - 2004 ) ، وختامها حكومة الدكتور احمد نظيف (2004 - 2011 ) ، حيث كشف تقرير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الصادر في (7 ) ديسمبر 2011 م أن إجمالي ما تم بيعه من شركات ومصانع القطاع العام تحت مسمى (الخصخصة ) خلال الفترة من 1991 الى 2009 م قد بلغ (382 ) شركة ومصنع .
لولا تدخل بعض النشطاء والمحامين ومن أصابهم الضرر المباشر من إتمام الحكومات السابقة للصفقات المشبوهة مع بعض المستثمرين ، وتأكيد المحكمة لهذا الفساد ببطلانها لعدد (11 ) عقدا وقعتها تلك الحكومات مع مستثمرين بعدما تقدم المحامون والنشطاء بطعون أتهموا فيها الدولة ببيع الشركات بثمن بخس ، وكان أشهرها صفقة بيع سلسلة متاجر عمر أفندي ، لولا ذلك لما تم اكتشاف ( مافيا ) بيع مصر ممن ماتت ضمائرهم ، وخانوا أمانة الشعب ، ولإستمروا في بيع ما تبقي من ممتلكات الشعب ، والقانون الجديد يمنع مثل هؤلاء النشطاء والمحامين أو الذين يقع عليهم ضررا مباشرا من التدخل في مراجعة الصفقات التي تتم بين الحكومة والمستثمرين أو الطعن عليها أمام القضاء .
نعرف أن رأس المال جبانا ، وإذا كان من حق المستثمر أن يشعر بالأمان على أمواله المستثمرة وله كل الحق في ذلك ، فمن حق الشعب أيضا (صاحب المشروعات ) أن يطمئن على أن تلك الصفقات التي تمت أو التي ستتم في المستقبل وفقا لصحيح القانون وليس بالتحايل عليه أوتجاوزه .
والسؤال الى الرئيس عدلي منصور والى من قدموا له مشروع هذا القانون ما الذي يضير الحكومة أو يخيف المستثمرين من تدخل النشطاء إن كانت تلك الصفقات صحيحة ولا تتجاوز القانون وتتم وفقا للأسعار العادلة ؟
كنت أتمنى على الرئيس عدلي منصور ألا يتعجل في إقرار هذا القانون ، وهو القاضي ويعلم تمام العلم أن من المصريين من بني جلدتنا من يتكلم لغتنا ، ويحمل ملامحنا ، ولكنهم لا يتورعون عن تجاوز القانون والتحايل عليه لبيع مصر وشعبها إن أمكن لهم ذلك ، وفي الثلاثين سنة الماضية من الأدلة ما يؤكد ذلك .
أعتقد أنه من الواجب الوطني على مجلس الشعب الجديد في أول دورة لإنعقاده أن يقوم بمراجعة كل ما صدر من قرارات وقوانيين بعد ثورة (25 ) يناير وأن يستبعد منها كل ما يتعارض مع مصلحة مصر وشعبها ودستورها .
محمد الشافعي فرعون 
27/4/2014

قصة قصيرة: الرجوع للنقطة صفر بقلم/ علاء الشرقاوى

كان الأستاذ (فرج) مدرسا ً لمادة التاريخ بإحدى المدارس الخاصة ..كان مدرسا ً مجتهدا ً في عمله..محبوبا ً بين زملائه و إن كان حُبّ أصدقاءه خارج نطاق عمله أكبر ،و كم تمنـّى أن يكون مدرسا ً مشهورا ً خاصة ً مع كونه مثقفا ً ثقافة عليا تمكـّـنه من تدريس موادٍ أخرى لكنـّه كان يخشى ارتكاب مخالفة ٍقانونية ٍبتدريس مادتين فكان يحتفظ بمعلوماته لنفسه حتى تحين له فرصة دخوله حصة ًاحتياطيّا ًبدلا ً لزميل ٍله في غير فصله لإخراج ما يخفي و كان يفعل ذلك بحذر ٍخوفا ً من العقاب رغم سعادة و ترحيب الطلاب بأسلوبه.الأستاذ فرج كان قارئا ً جيدا ً في تاريخ مصر الفرعونية و كان يرى كمّ التقدم العلمي الذي وصلوا إليه قبل وجود حضارات إنسانية و قبل و جود رسالات سماوية ،ولكنهم استطاعوا أن يبهروا العالم بتقدّم في الطب و الفلك و غيرها من العلوم التي كانت قاعدة بنى عليها العالم حياته ،و رغم كون الأستاذ (فرج) مؤمنا ً بربّه إلا أنـّه كان يستاء من ذكر تاريخ قدماء المصريين بلفظ قبل الميلاد ؛فهو يعلم أنّ المقصود بالميلاد هو السيد المسيح عليه السلام، و لكنـّه كان يقول أنـّه مع علمه بأنّ هذا صحيحا ً فهل أقام هؤلاء العظماء حضارتهم قبل أن يولدوا؟!! و كأنـّه يريد أن يقول أنّ هذه الحضارة الضخمة هي ميلاد قبل الميلاد.

و نظرا ً لكثرة مطالبته بزيادة في الراتب أو ترقيته لمدرس ٍأول أو حتى نقله فكان إلحاحه في تلك الطلبات يحدث أثرا ً سيئا ً لدى إدارة المدرسة لكنهم كانوا يصبرون عليه لأنـّه ليس لديهم من هو أكفأ منه ليستحق ّ أن يشغل مكانه.

و في حياته الخاصة فرغم أنّ خلقه الطيـّب كان يحدث له رصيد هائل عند بنات حواء لم يكن الأستاذ (فرج) يريد أن يغامر بالزواج خوفا ً من أن يظلم فتاة ًمعه في ظلّ ظروفه الحرجة.

و عندما فكـّرت إدارة المدرسة في مكافأته قرّرت إرساله في بعثة إلى دولة روسيا،لم يفهم أ/فرج لم هذه الدولة بالذات و هو لا يعرف إلا القليل من اللغة الإنجليزية التي لن تفيده أصلا ً في هذه الرحلة الإجبارية و كان مضطرا ً لقبولها لأنّ الاختيار الثاني أمامه هو أن يجد نفسه مفصولا ً من مهنته و هذا الاختيار كان إجبارا ً له أيضا ً مثل الاختيار الأول ليس بإرادته.

انتهت الإجراءات الرسمية اللازمة لتنفيذ قرارسفره بسرعة هائلة و كأنّ إدارة المدرسة تريد التخلص من هذا المدرس المجتهد بأي شكل ٍو لم يصبح أمامه سوى حزم حقائبه استعدادا ً لملاقاة مشاقّ السفر كأول خطوة ٍللمعاناة في هذه الرحلة .

و كان الأستاذ (فرج) قد اطـّلع كثيرا ًعلى ما يسمّى فوائد السفر السبعة فأحسّ في نفسه أنّ هناك شيئا ً جيدا ً ينتظره في هذه الرحلة الغريبة،تفائل كثيرا ً حين وجد اهتمام من مسؤولي هذه الدولة به و حتى أهلها كانوا كذلك فبدأ الاطمئنان يسري في روحه حين علم أنّ تدريس اللغة العربية و علومها له مكانته في هذه الدولة ؛فرغم أنـّه لا يدرّس هذه المادة لكن سعادته كانت في أنـّه سيجد من يتفاهم معه دون وسيط.

عندما وضع قدمه في أراضي هذه الدولة واجهته أوّل مشكلة لم تكن في الحسبان و التي كادت أن تبدّد أحلامه و آماله ؛فقد أصابه الإعياء الشديد من الفارق الكبير بين طقس بلاده و هذه الدولة شديدة البرودة و لكن كان عليه تحمـّل صعوبات التجربة و لأنـّه خاضها وحيدا ً فكان من وقت لآخر يواسي نفسه بأنـّه لا مفرّ من التقدّم فيها لأنـّه لو فكـّرفي الرجوع بظهره إلى حيث كان سيجد حفرة عميقة تنتظره لا خروج منها فماضيه الذي تركه وراءه قد تغيـّر بعد رحيله عنه بشكل ٍلا يسمح له بالعودة إليه مرّة أخرى .

بعدما استقرّ به المقام في إحدى المدن الروسية و أصبح هو من المعالم الرئيسية في الحي الذي سكن فيه عادت به الذاكرة لأصدقاءه،فبينما كان هو وحيد أبويه اللذان توفـّيا منذ سنين فلم يجد من بقية أقاربه من يسأل عنه في وحدته و غربته إلا أصدقاؤه فاستمرّ تواصله معهم منذ بداية رحيله عنهم و كأنـّه لم يتركهم.

رغم أنّ الأستاذ (فرج) رأى في هذه البلاد ما حرّك رغبته نحو الزواج ،إلا أنـّه تذكـّر أنّ معيشته في بلاد الغربة وسيلة ينعش بها حياته و ليست هدف تمنـّى تحقيقه ،فقد جرفه الحنين إلى بلاده ما جعله يقرّر أنّ مثل هذه الخطوة لن يتـّخذها إلا في أحضان وطنه رغم ما وصل إليه من مركز مرموق و ثروة هائلة حقـّقها في الغربة .

في أحد الأيام حضر إلى ذهنه علمه بالرياضيات و علاقته بما هو عليه الآن،فقال: في نفسه أنّ الصفر عندنا رقم يرفع قيمة غيره لو وقف على يمينه و كلـّما زادت الأصفار زادت القيمة بينما ينزل بقيمة الأرقام للقاع لو كان على شمالها ،أمـّا لو كان واقفا ً منفردا ً فلا قيمة له.



أكمل عن الصفر فقال:أمـّا في بلاد الغربة فالصفر له مفهوم مختلف؛فالحرارة تحت الصفر و العيش بعيدا ًعن حرارة اللقاء بالأحباب و الأصحاب يجعل قيمة الحياة تحت الصفر،فرغم أنّ حالته المادية تحسـّنت إلا أنّ انعدام اتـّصاله المباشر بأحبابه جعله يتـّخذ قرارا ً ربـّما يندم عليه لكنـّه كان أفضل عنده من الغربة فتمنـّى الرجوع لبلاده و إن كان ثمن ذلك الرجوع للنقطة صفر.