سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 16 فبراير 2014

شعر: عامية - فصحى: الجاهل بقلم/ ماجدة تقى

الجاهل 

آه ياقلب أخدني توديني على وين

إياك لتوقع بفخ المصيده اللعين

أحذر خطواتك لترجع مكسور حزين 

حيصير وجعك و دموعك تملا العين 

أنت وأنا واعين وعارفين الهمْ فين 

قلتلي وعدك يغيّر دماغه التخين

ومرت السنين لاتعدلْ ولا صار رزين

آه ياقلب ياما نصحتك لاتعاشر الجاهل 

كل اللي يجرالك من الجاهل تستاهل 

أنا رحت لبحر الهوى أسبح وأني جاهل 

غرقت وكل الناس قالوا لي ْ بتستاهل

شعر: عامية - فصحى: أنفلونزا بقلم / محمد عاطف عبدالمنعم

رحم الله شهداء الأطباء فى مصر

7/2/2014

شوية التهابات

وخد مسكنات

وإيه يعنى لما

كام طبيب مات

فيه فيرس خطير

طيور وخنازير

والمسئول الكبير

يقولك إشاعات

تسمع وزارة الصحة

تقولك برد وكحة

تشكر و تقول A7A

زمن الصدق فات

فيرس لعين بيصيب

مسبش حتى الطبيب

وبكره الدور قريب

ع الساده البهوات

عشان علاج مفيش

وعشان متشتكيش

وعشان الأم تعيش

ضحينا بالجنين

وكام طبيب مات

شوية التهابات

وخد مسكنات

وإيه يعنى لما

كام طبيب مات

ما قل و دل: وجهة نظر بقلم/ أحمد عبد الله

مشاعر الغيرة عند النساء هى ما تشكل التغيرات السلبية والإيجابية !!!
لو كل النساء تركن الغيرة هل سنجد لطعم الحياه حلاوتها ومرارتها؟؟ هل سنطيق الحياة بدون التغيرات المباغتة الغير متوقعة؟؟ الشجن والهجر وكل المشاعر المؤلمة هى سبب الإبداع !!!

مقالات أدبية: إشكالية النقد الأدبى الحديث بقلم/ مختار أمين

إشكالية النقد الأدبي الحديث وتقصيره بمناهجه ومدارسه في قراءة النصوص وتحليلها بلهاجاتها المحلية :

من فترة لم تكن بالقليلة وأنا مهموم بقضية خاصة في النقد الأدبي المحلي ، وأنا مازلت أراه ناقصا لم يرتق على مستوى الإبداع في النصوص الحديثة وما آلت إليه من ابتكار وتكنيك جيد من حيث الشكل والإسلوب واللغة ، وكم من نص جيد طرده ولعنه النقد الأدبي الغير متطوّر .. ناسيا أنه يتعلم من المبدع الأول ويضع نصوصه وقوانينه من خلال الإبداع الجيد الحديث ، فالقضية التي شغلتني هي هويّة النص والكاتب (بيئة النص وكاتبه)
ومن خلال هذا المنهج أحاول قراءة النص وتفكيكه وتحليله .
أحب أن أنوّه أولا على مفهوم لشرح الهويّة وقومية النص والكاتب ..

هوية النص والكاتب ( محليته ) :

أود أن أنقل لكم مفهومي بأبسط شيء يتعرّض له كثير من النقاد ويكونوا أمام بعض النصوص مكتوفي الأيدي إذا خرجت هذه النصوص عن موروثهم الثقافي ومحليتهم الخاصة ..
كيف لي كناقد عربي أنقد وأحلل قصيدة للشاعر الألماني جوتة ؟
أأقوم بتحليلها من خلال مادرست في مدرسة الشعر العربي من بحور الخليل بن أحمد وعلم العروض وتفعيلاتنا العربية من خلال الشعر الحر الحديث ولا ماذا ؟ ..
كيف أن أفهم شيء بيئي محلي محض يتناوله في قصيدته وأنا لا أعرف عنه شيئا ، ولا أنا قرأت عن ألمانيا ولا عرفت ولاياتها وثقافة الناس ومعتقداتهم وعاداتهم من خلال كل ولاية ؟ ..
كيف لي أن أحلّل القصيدة وأنا ناقص كل هذا ؟
كيف لي أن أقوم بتحليل نص قصصي لقاص عربي مثلي (مغربي مثلا) كتبه بلهجته المحلية ؟ ..
كيف أتكلم عن عامل اللغة وهو يسمي مثلا نصه ( ود حبشية ) وأنا لا أعرف ما معنى ( ود حبشية ) ؟
وكذلك باقي الحوار العامي الذي خرج على لسان شخوصه المحليين ، كيف أضبط لغته من الناحية الإملائية مثلا وأنا لا أعرف نطق اللفظ الصحيح ؟
كيف لي أن أعرف معنى شجرة التين في أرض الزيتون في فلسطين ؟
وكيف يعرف الشاب الفلسطيني الصغير معنى شجرة التين في أراضي فلسطين ؟ 
إلآ من خلال ثقافتي وهمّي وبحثي الدائم أن أعرف خريطتي العربية ودراسة معتقدات الناس هناك ومعرفة عادت كل عرق وفئة في كل بقعة أرض ، أتشمم أسرار كل تراب قطعة أرض خاصة لأعرف من هو مبدعها هناك وكيف يكتب وينفعل ؟
وكيف أقوم بإرشاده والتعليق عليه وأقوّم مفاهيمه ونصه من خلال علمي في نموذج أدبي مكتوب بين يدي ؟ .
ولهذا وجدت لزاما على النقد أن يتطوّر على مستوى النصوص الحديثة ودراسة مدى محليتها وفهم كاتب النص وبيئته وسلوكياته ومعتقداته الخاصة ، وكثيرا ما يعجبني نص أدير حوارا مع كاتبه قبل أن أتناول الحديث عنه وأدخله في دائرة النص وأتشمم إنفعلاته ساعة كتابة النص وما كان يشغله ، وهذا مايزعج بعض النقاد والكتاب المحدثين وهم يشهرون في وجهي لافتة بالية قديمة ليس لها معنى الآن وهي : أن الكاتب انفصل عن نصه بعد كتابته وخروجه للمتلقي .. أي كاتب الذي كتب وأبدع وألقى نصه في رأس المتلقي ؟
هل كل كاتب يجوز له هذا في كل صفوف مدارس تعليم الكتابة ؟
والأخير ممكن أتحاور معه أراه أنه كان يقصد في رأسه معنى معيّن وفكرة بعينها وخرج نصه بعيدا تماما عنها ولا يعرف ولا أعرف أنا كيف أضع يدي على مواطن النقص في نصه وسبب هروب الفكرة من تحت بنات أفكاره المتعددة المتداخلة الغير مرتبة عن الشكل المهني المحترف .
فهويّة النص وبيئة الكاتب لزاما معرفي ككقوانين النقد وأصوله ومدارسه المختلفة ، وأن النقد العربي بشكلٍ خاص ومحلي يجب أن يكون له شكله الخاص ومعايير خاصة به على الأقل إن لم يكتب للناقد أن يكون ناقدا عالميا شاملا يستطيع تحليل أي نص مهما كانت بقعته الجغرافية وبيئة كاتبه .. أن تكون في جعبة النقد أدوات متعددة ومتطوّرة ممطوطة في معاييرها ومدارسها لتستوعب كل النصوص ولا تظلمها ..
إن النقاد العرب قادرون على نقد أي نص أوربي مهما كان شكله ، لأنهم ينقدوه من خلال ما درسوه من مدارس النقد في أوربا الحديثة .. يضعون بطاقات صماء لا تسمع حس النصوص الحديثة في بنود نقدية واحدة ثابتة ..
لذا يعوَج ويخور قطار النقد الأدبي الحديث ويتخاذل أمام الإبداع الحديث ، وإن من العجب أن هناك نقاد عرب ساهموا اسهاما جيدا في حركة النقد الحديث ، ودرّست نظرياتهم في الجامعات ورغم كل هذا لايجرأ الناقد الحديث أن يتناول هذه النظريات في شغله الحديث ( عقدة الخواجة ) ..

هويّة النص وبيئة الكاتب :

يجب أن تكون بندا مهما في معايير النقد الحديث ، هويّة النص تستلزم لغة النص ، ولهجته المحلية ، وبيئة المكان المحكي عنه أو ترمي إليه في مخيلة الفكرة والموضوع .

أما من ناحية الشكل : كما ذهب الشعر الحديث ونحى منحى جديدا متطورا في الشكل وجدد وأجاد من خلال اللغة وتوظيف الألفاظ وتأويلها بشكلٍ متسعٍ ممطوط يجيد الوصول لزوايا وأحرف اللفظ العربي المبدع المتقن كما علمنا القرآن ، كما أنه جدد في الصورة البلاغية الشعرية حتى جعل العقل يفكر فيها ويتخيلها بشكلها المكتوب ، وما أضافته من جمال أدبي يرقق النفوس ويجليها ويشعر المتلقي بمدى الإبداع وخصوصية الشاعر وما يكتبه ..

عندما تصف شاعرة صورة في مقطع يقول : ( منيُّ فكرك يشدني إليك دوما ) هنا نراها قد باحت بكل مكنون نفسها الواعي والباطني ، وأجبرتنا أن نأوّل اللفظ على كل درجاته فنراه مجيبا محكما متطوّرا .. عصيرك الخارج منك على كل شيء فيّ ، وخرج على كل قطعة من بدني وحسي ساعة أن أكون معك وبين أحضانك ألهو فيك كالطفلة .. كيف أتوب عنه ؟
عصيرك الخارج من حكاياتك لي وطوّرني وعلّمني كيف أشفى منه ؟
فلفظ ( مني ) وقذفه نحو الفكر حوى الكل ، وكان اللفظ يدل دلالة كبرى وجديدة متطوّرة حقا .. بأنه عصيرك الجمعي الذي خرج علىْ مرارا وتكررا وتركته فيّ ولم يبرحني .. بات يحركني ، ويقذفني نحوك
ماذا أفعل وأجنّاتك في احشائي تطالبني بأبوّتها ؟ ..
خلاصة القول إن كتب كاتب مصري من ضواحي أحياء القاهرة الفقيرة التي تتمسك بعادات معينة تميّزها ، ودراسة بيئة المكان وناسه ومدى الجهل والمعتقد ، وكتب عن فتاة فاتها سن الزواج وأصبحت عانس من خلال هذا الجهل والعادات وفقدت غشاء بكارتها بيدها ، ومفاهيم وتعاليم قد لصقوها لصقا الآباء دون وعيٍّ للغريزة الجنسية ومدى المثيرات لها من خلال الفطرية والبيئة ، ومات الأب والأم وليس لدى هذه الفتاة من معين ولا رقيب وهي بأفكارها الساذجة ، وتأتي إليها داعرة حاذقة تلقي إليها مفاهيم جديدة وتتناول جسدها بالحك والدعك والقرص على شكل هزار وآلاف من حكايات المتعة الجنسية فماذا تفعل هذه الفتاة ؟ هل عندما يتناول الكاتب قصتها ويكتبها على لسان الراوي ، والبطلة هي الراوي تتكلّم بلهجتها وبثقافتها يكون هذا النص نص غير أدبي عامي فقير ؟ وكيف يبني الصورة البلاغية من خلال عينها هي .. بفكرها هي .. وثقافتها هي لتكوّن في النهاية صورة أدبية ممتعة ؟ .. ( قصة قصيرة بعنوان "تقاليد" مكتوبة باللهجة العامية المصرية ـ مختار أمين) .

إن اللغة ولهجاتها محورا مهما في الأعمال الأدبية وعلى الناقد أن يستوعب ذلك استيعابا جيدا ، ويكون ملما به ، مع دراسة بيئة النص ، والكاتب ومزاجه ، وثقافته الخاصة لكي يكون كل هذا في صف الكاتب وفي ميزانه الطابب ولا يؤخذ عليه ويعد نقيصة في فنه ..

مقالات سياسية : حلوى بنكهة البارود بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر

في مشهد مهيب، غطت ظلال الطائرات أجساد الأطفال في ميدان الحرية (أزادي) لتلقي شحنة من الحلوى فوق الرؤوس الصغيرة. وعلى خشبة مسرح كبير هناك، تراقصت البانجول (دمية إيرانية شهيرة)، ساخرة من خيارات أمريكا التي "لا تزال فوق الطاولة" مخاطبة العيون الصغيرة قائلة: "وجودكم هنا أكبر دليل على أننا لا نخاف." لم يفهم أطفال أزادي ما تعنيه دمية لم تعد تتحدث فأفآتهم الصغيرة، لكنهم أدركوا أن الكلمات لا تعنيهم حين اهتزت جنبات المسرح تحت وقع صيحة راشدة: "الموت لأمريكا .. الموت لأمريكا." الغريب أن حسن روحاني لم يكن أبلغ من دمية البانجول، ولا أكثر فصاحة، فقد وقف الرجل على خشبة نجاد نفسها ليعلن الموت لأمريكا والبقاء للمفاوضات. صحيح أن لغة الرجل أكثر براجماتية من لغة سابقه، لكنه ظل يتمسك بمفردات المرشد نفسها حتى يأمن الدخول في أرض الخلاف المحرمة مع رأس الهرم الشيعي في بلاده. وفي خطبة الرجل العصماء ولافتات اليمين المتحلقة حول منبره، كان كيري هو الحاضر الغائب. سخرت اللافتات من تهديدات كيري، وطالبت أمريكا بالارتقاء إلى مستوى تهديداتها في تحد غير مسبوق، بينما أعلن روحاني أن الذين لا يزالون يرون التهديدات خيارا مطروحا على طاولة التفاوض (يقصد كيري) يعانون من قصر النظر، لأن أحدا لا يستطيع أن يهدد الجمهورية الإسلامية بعد اليوم. لكن الرجل لم ينس أن يتبع كل جملة تحد بالتأكيد على أهمية المفاوضات للخروج من أزمة الجمهورية الدبلوماسية مع الغرب ولاسيما أمريكا. لا تغيير إذن في سياسة إيران الخارجية ذهب نجاد أو جاء روحاني، وطالما بقي مرشد الثورة في مقعده خلف ستار الكرنفالات ولعبة الكراسي، ستظل إيران تنتهج نفس السياسات المراوغة حتى تعلن عن نفسها كقوة نووية شرق أوسطية شاء من شاء وأبى من أبى. وتظل قواتها في العراق وسوريا ولبنان تمارس الدور نفسه بغض النظر عما يشوب علاقات الرجل من توتر مع الحرس الثوري وقياداته والذي اضطر إلى إلغاء استعراض كان سيشارك به في الذكرى الخامسة والثلاثين للثورة الإسلامية هناك. لا ينسى الإيرانيون ثاراتهم ولو بعد حين، ولهذا، جاء مشهد الحرب العراقية الإيرانية ليعيد الإيرانيين إلى ثوابتهم العسكرية ويردهم إلى مربع الكراهية الأول لدولة لم تهدأ حدودها إلا بعد رحيل صدام. ولن ينسى الإيرانيون لأمريكا دعمها للشاه البهلوي يوم كان أي كلب الأمريكي أعز على رجال الشاه من كل الرعية. لهذا، لم يصدق أحد ادعاءات حسن روحاني وهو يفتح ذراعيه ليؤمن جيرانه العرب على أرضهم ومالهم. الجمهورية الإيرانية كيان إقليمي ضخم يتغذي على التاريخ، ويحاول استقطاب أبنائه من خلال تأجيج خلافات سياسية عميقة مع القوى الإقليمية أو القوى المحيطة، ليحولها إلى عقيدة في نفوس أبنائه، تدفعهم إلى الانصهار في بوتقة واحدة والعمل من أجل هدف واحد. ولهذا، يحاول علماؤهم في كل مناسبة استحضار مقتل الحسين إلى الذاكرة القريبة ليشحنوا العواطف الطائفية كلما خبت، ويحولوا حادثة تاريخية برأت منها ذمة أهل السنة وسيوفهم إلى حرب عقائدية مقدسة ضد من حرم الله قتالهم أو قتلهم إلا بالحق. القفز من لغة التهديد إلى لغة الاسترضاء تعكس عجزا هائلا في موازنة الدولة وتوازنها، وتجاوز البحرية الإيرانية لحدودها الإقليمية واقترابها من الحدود الأمريكية دليل عجز أكثر مما هو دليل قوة، والخلافات المستمرة بين الإصلاحيين الروحانيين والمتشددين من جهة، وبينهم وبين الحرس الثوري الحانق على سياسات التقارب الراهنة بين الإدارة الإيرانية والغرب ينذر بتفجر الأوضاع الداخلية في إيران. كما تظل الأزمة السورية والعراقية والأزمة الاقتصادية الخانقة علامات احتضار في حلق السياسات الإيرانية المعاصرة. من حق الإيرانيين أن يحتفلوا بمرور خمسة وثلاثين عاما على قيام ثورة حررتهم من نير العبودية للشاة، ومن حقهم أن يرفعوا رؤوسهم عاليا وهم يقطوفون ثمار الحلوى من فوق رؤوس أطفالهم، لكن عليهم أن يتذكروا أن الطائرات التي تسقط فوق رؤوسهم الحلوى هي نفس الطائرات التي أسقطت براميل البارود فوق رؤوس الأطفال الرضع وراء الحدود للتو، وأن أطفال الجمهوية ليسوا أكرم عند الله ولا أعز عند ذويهم من أطفال سوريا، وأن أطفال سوريا لم يشاركوا في قتل الحسين. عبد الرازق أحمد الشاعر أديب مصري مقيم بالإمارات Shaer129@me.com

المقالات الاجتماعية: الفضيلة فى خطر بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر


في عصر المهازل الدينية، استطاع حفنة من رجال الكهنوت المنحرفين أن يحولوا بيوت الرب إلى مسارح للغواية، فوقفوا يباركون الداخلين إلى ساحات الكنائس بيد، ويعبثون بالأخرى في تفاصيلهم الدقيقة، استجابة لنداءات شياطينهم الماجنة، وهكذا لم يجد الفارون بخطاياهم من دروب الذنب في ساحات الكنائس ربا، ولكنهم فوجئوا بعصبة فاسدة من أعوان أبليس يخلعون ما تبقى من عذرية دينية في صدورهم المظلمة. ولو اقتصر الأمر على بعض الحوادث الفردية لهان، لكنه وللأسف، وطبقا لتقرير أممي صادم تحول إلى ظاهرة مرعبة.
في رسالة شديدة اللهجة موجهة إلى الفاتيكان، طالبت كريستين سانبرج البابا بالقيام بمهامه المقدسة في حماية الأطفال من تحرش القساوسة وكف أيديهم وفروجهم عنهم. وبعد شهادة تشارلز من أهلها، لم تجد الكنيسة بدا من الرد على ما جاء بتقرير لاهاي. وإن كان الرد أبلغ في الإدانة من كل الوثائق والقرائن والشهادات الحية التي جمعها الفريق الأممي من كافة أقطاب اليابسة. 
في تقريرها المرعب، تقدر كريستين رئيسة اللجنة المكلفة بمتابعة ملف الانتهاكات عدد الأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي من قبل الكهنة بعشرات الآلاف، وهو رقم يتجاوز سقوف المسموح من الصمت. عشرات الآلاف من الأطفال ذهبوا إلى الكنائس الكاثوليكية بأغشية براءة، لكنهم عادوا إلى بيوتهم ببقع من الدماء في سراويلهم الصغيرة، وذكريات ثقيلة لن تفلح الأيام في محوها أو طمس قساوتها من دفاتر ذكرياتهم البائسة. تسخر كريستين من تعلل الكنيسة بعدم وجود تشريعات تمكنها من معاقبة القساوسة البعيدين عن إحداثياتها، ومن حبس القيم الكاثوليكية في قفص الفاتيكان والسكوت عن ممارسات الكهنة المنحرفين خوفا من اهتزاز ثقة المتدينين بقساوستهم. وتدين المرأة ببالغ الحسرة تلك الضغوط التي مارستها بعض الكنائس على ضحايا التحرش للتوقف عن ملاحقة العابثين بمؤخراتهم. وتطالب الحبر الأعظم بالالتزام ببنود الاتفاقية الدولية لحماية الأطفال من التحرش. 
ربما يجد حبر الفاتيكان ما يبرئ ساحته من إثم السكوت عن جرائم تفرق إثمها على من سبقه من الباباوات، فالرجل لم يكد يكمل عامه الأول في منصبه الديني الرفيع فوق قمة الهرم الكاثوليكي بعد. كما أنه لا يستطيع وحده إصلاح ما أفسدته الحصانة الدينية في نفوس الكهنة المنحرفين. ويستطيع البابا فرانسيس أن يدافع عن "الجاماريللي" الأبيض الذي لم يتشرب عرقه بعد بأنه تجاوب منذ فترة مع توصيات اللجنة التي قامت بالتحقيق في القضية، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول توقيت هذا التقرير والغاية منه.
وشهادة تشارلز سكيكلونا رئيس هيئة المحققين في قضايا التحرش الكهنوتي لا تدين الرجل، لأنه لم يكن قد تولى مهامة الكنسية بعد. وإدانة الكرسي الرسولي بغض الطرف عن ممارسات الكهنة الفاجرة عام 2012 لا تدنس ثوب الرجل الأبيض ولا سيرته الدينية الناصعة، فقد وقف الرجل بحزم لقضايا فساد كثيرة جعلت البعض يصوره على هيئة فرانسيسمان القادر على التحليق فوق الكل المشكلات التي تواجه الفاتيكان. بالإضافة إلى أن الرجل مشغول للغاية في استقبال اثنين وعشرين ألف عاشق وعاشقة من ثمانية وعشرين دولة توافدوا على ساحة القديس بطرسبرج للاحتفال بالفالنتين مع قداسته. 
ربما يكون التقرير الأممي محاولة جديدة لابتزاز الفاتيكان من أجل الحصول على تشريعات جديدة تتعلق بحقوق الإجهاض والشواذ، وهو ما حرض عليه المدافعون عن عفة الأطفال في لاهاي صراحة، لكن هذا لا يخفف أبدا من حجم الصاعقة النفسية التي وقعت بنفوس أحبار الكنيسة الكاثوليكية وأتباعهم في مشارق الآرض ومغاربها، وجعلت الكاثوليكيين في العالم ينظرون من طرف خفي إلى أبجدياتهم الدينية في ريبة مستحقة. 
حين يتخلى رجال الدين عن قيامهم بواجباتهم الدينية، ويشاركون السفلة من الخلق في ممارسة الرذيلة، ولا يجدون في أنفسهم حرجا من التغرير بأطفال قادهم الحظ التعس إلى أبواب الخطيئة في ساحات الرب، تغلق السماوات أبوابها، وتضيق السبل بأقدام التائبين، ولا يجد المنحلون طريقا إلى الرب ولا مسلكا إلى ملكوته في الأرض، فيكثر الفجور ويعم الكفر وتنتشر الزندقة. وحين يغض المؤمنون أطرافهم عن خطايا ترتكب في بيوت الرب خوفا من الفضيحة، فإنما يشاركون بصمتهم في اغتصاب أطفال لا حول لهم ولا نصير. أيها الجالسون فوق كراسي العقيدة النخرة، الفضيلة في خطر، ومؤخرات الأطفال خط أحمر لا يجوز الاحتفال بتجاوز قرمزيته في ساحة القديس بطرس بقلب الفاتيكان.
عبد الرازق أحمد الشاعر
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com

المقالات الاجتماعية: زمن التداعى بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر

"حين تتصارع الأفيال، تهلك الحشائش،" هكذا يقول المثل الإنجليزي، بيد أن الواقع العربي يتجاوز حناجر الإنجليز وحكمتهم البليدة، ففي بلادنا، تتصارع أفيال العالم القديم والحديث فوق أراض محترقة لا زرع فيها ولا ماء، ولا نبتة أمل أو غرس حياة. في بلادنا تتصارع كل إمبراطوريات الشر في عالم ما بعد العدالة لكنها لا تسقط فوق مروج خضراء، بل تسقط فوق عظام صغارنا النخرة. وعند كل سقطة ونهوض، تسحق أقدامها الغليظة أحلامنا الصغيرة وتسمل إشراقات الأمل في عيون صغارنا، لتتركنا في مستنقع آسن من النكسات المتلاحقة.
وبين حانا الشرق ومانا الغرب، ضاعت لحانا التي ظلت على مدى الدهور تقطر ماءا وطهرا، وتحولنا إلى مسوخ آدمية لا تجيد سوى القنص ولا تعرف من لغات الكون إلا لغة الرصاص. وصار كل متحرك في بلادنا هدفا لأصابعنا المتشبثة بأزندتها حتى آخر زخة من بارود. وهكذا، نجحت الأفيال المتصارعة في تحويل قبلتنا وتغيير هويتنا، لنصبح مسخا كونيا جديرا بكل براميل البارود التي تتساقط فوق رؤوسنا من كل سماء.
بأيادينا حرقنا آخر نسخ الطهر في نفوسنا ودمرنا محاريب الله في قلوبنا، وتحولنا من خير أمة أخرجت للناس إلى عصابات هاجناه تخرج الآمنين من ديارهم وتقتل وتذبح وتمثل باسم الرب. وفوق نصب من الادعاءات الرخيصة بأننا أبناء الله وأحباؤه، ارتكبنا كل الموبقات كما فعل اليهود ذات ضلال. فكان نصيبنا من التيه قدرا مقدورا، وكان خروجنا من الأرض المقدسة جزاء وفاقا.
واليوم يعود الإسلام غريبا كما بدأ رحلته الأولى في بلاد العرب، ليعود العرب إلى جاهليتهم الأولى عن سبق إصرار بعد أن ضاقت أنفسهم المنحرفة بأوامر الله ونواهيه. واليوم تبعث حروبنا البسوسية الفاجرة من مراقدها لتعلن تمردها على أخوة لم يقرها نسب أو رضاع، لتعود الرؤوس الخاوية إلى خوذها الصدأة استعدادا لأي حرب غبراء قادمة. اليوم يتنادى الخزرجيون والأوسيون لمعركة الفصل، لكنهم لا يجدون رسولا يكف أياديهم أو يرد ألسنتهم الباغية إلى مرابضها.
واليوم يجتمع الأكلة على قصعة المسلمين الذين ضلوا وتفرقت بهم السبل، وظنوا أن تلال المال والأساطيل المرابطة فوق مياههم الإقليمية ستعصمهم من أمر الله. وحول موائدنا العامرة، يتحلق الفاجرون من كل لون ليتلذذوا بلحومنا الطرية ومشاهدة أفلامنا المرعبة، ليضربوا أفخاذهم بأكفهم وهم لا يصدقون ما يدور أمام محاجرهم ونحن نتهارج كتهارج الحمر في البرية، يقتل بعضنا بعضا ويضرب بعضنا رقاب بعض، فيضحكون ويسمرون، ويسخرون من إمبراطورية الرحمة المتهالكة وأهلها البائسين.
نستحق يا ربنا ما نزل بساحاتنا من عقاب، ونستحق الوهن الذي أصابنا باقتدار. وجديرون نحن يا ربنا بكل ما لحق بنا من خزي وهوان على الناس. لكننا نسألك يا ربنا بحق صبية صغار لم تتدنس أياديهم بالتوقيع على معاهدات إثم أو بروتوكولات فاجرة، ولم تفرق عيونهم الصغيرة بين أبيض وأحمر أو مسجد وحانة أو يمين وشمال أن ترفع عنا بعضا من العذاب. نسألك بحق شيوخ أفنوا شبابهم في طاعتك أن ترحم صدورهم العارية وبطونهم الخاوية وعروقهم النافرة من شر لم يعد عن العرب بعيدا.
لم يترك أفيال الشرق والغرب موطئ قدم في بلادنا المحروقة لنبتة وعي تجمع شتاتنا وتوحد على أي طريق إلا طريق الهزيمة شملنا، وكثر عبثهم بتاريخنا وجغرفيتنا، وعادوا لتقاسم خرائطنا المتغضنة. لكننا كنا أدوات القمع وسلطات الهزيمة، وكنا نحن الأعداء. ولولا حروبنا الصغيرة وأحلامنا التافهة، لما وجدت أساطيلهم موطئ قارب فوق سواحلنا المهزومة. 
كنا أعداء التاريخ وأرضة القرآن، ورغم تهليلنا في كل الساحات وتكبيرنا في كافة ميادين القتل. كنا أحبارا ضالين ومضلين، لوينا أعناق النصوص لتتوافق مع أحلامنا الساقطة، واستطعنا بما أوتينا من بيان أن نضل كثيرا من الناس، وأن نجمعهم تحت رايات كثر تتقاتل جميعها لرفع راية البؤس في بلادنا المسحوقة. بريئة نصوصك يا رب من كل فتاوانا السياسية الباطلة، وتعالت كلماتك فوق كل الخطب المنبرية التافهة التي تقسم وتقزم وتسحق الأحلام في بلادنا المحروقة. وتعاليت يا ربنا عن أحقادنا الصغيرة علوا كبيرا.
عبد الرازق أحمد الشاعر
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com