سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 18 يناير 2014

مقالات أدبية: استغاثة بقلم/ مصطفى شعيب

فى أحد أيام الخريف الجميلة ..كان الجو صحواً .... قررت أنا والعائلة أن نصعد إلى سطح المنزل لنستمتع بلحظات أجمل وقت الغروب... 
أخذ بعضنا الكراسى الخيزران العتيقة للجلوس و أخذ البعض ممن يحبون الاستلقاء و الاسترخاء للحصول على أكبر قدر من الراحة سجادة تجدل من بقايا الأقمشة القديمة تسمى "الكليم",
جلسنا نتسامر ونتحاور بما نحب أن نسمع من أخف و أطرف الأحاديث والذكريات ,وفجأة سمعنا صرخة أختى الكبرى التى كانت ما تزال فى الأسفل مع طفليها على وعد أن تلحق بنا بعد قليل. 
,هرعنا جميعاً نتسابق فى النزول على السلم حتى وصلنا تباعا إلى الشقة فى الأسفل لنستطلع ما حدث ........
وجدت أختى وحيدة فى الصالة وعلامات الفزع مازالت بادية عليها سألتها ملتاعاً وبجوارى من لحقنى من أفراد الأسرة الذين مازالوا يتوافدون تباعا يلهثون.... ,ماذا جرى ولماذا تصرخين وأين الاطفال ؟
ردت صارخة - لأنها لم تكن قد تخلصت بعد من تقمص الشخصية التى وجدناها عليها -:أهم متلقحين جوه دول ما بيسمعوش الكلام أبداً ,....
سألتها : طيب وأنتِ صرختى ليه وإيه اللى حصل ؟ (وكان سؤالى هذا من باب الرغبة فى الاطمئنان)
ردت صارخة: الواد الكبير ده مابيسمعش الكلام أبداً مجننى ياخويا!!
نظرنا جميعاً إلى بعضنا البعض وكنا جميعاً مستائين, وعلق كل منا بما يحلو له من تعليقات تعبر عن سخطه لما أصابه من توتر شديد وصل إلى حد الفزع بدون داع !!.....
أصبح من الصعب أن يزول هذا التوتر الذى أصابنا دون أن نعبر لها عن غضبنا الشديد من تصرفها الأهوج هذا . 
ولكن بعد فترة قصيرة سألت نفسى هل كان من الأفضل أن نجد كارثة فى الأسفل تساوى أو تزيد عما أصابنا من جزع حتى نهدأ ؟ 
وهل كنا سنهدأ حقاً لو وجدنا ما لا نرضاه كحادثة مثلاً أو ما شابه ؟
أليس هذا أفضل أن وجدنا مشكلة بسيطة بين أم و طفلها عبرت عنها الأم بأسلوبها المبالغ فيه بعض الشئ !! .......... أننى أترك لسيادتك التعليق ....

ما قل و دل: لك الله يا مصر بقلم / مصطفى شعيب

إن أرخص شئ في مصر هو الإنسان والوقت , وهما أغلى شيء فى كل العالم ,وبالنسبة للوقت فسوف أكتفى بالمثل القائل " الوقت كالسيف ,ان لم تقطعه قطعك " 
أما عن الإنسان فحدث ولا حرج , فيكفى أن ثمنه عند الحكومة أقل من ثمن (...)  الذى يركبه الفلاح هذا إذا كان له ثمن ....... ! لأن الكثير ليس له ثمن !!و لهذا فان الاستهتار بصحة الإنسان أصبح السمة السائدة حتى أصبح لا يلفت نظر أى فرد أو يقلق ضميره أن يرى هذا العبث .. بل كثيراً ما يشارك فيه بقلب ميت . 
فمن مبيدات سامة تستعمل بدون ضابط أو رابط إلى هرمونات مسرطنة إلى إلقاء كل مخلفاتنا فى المجارى المائية وكأنها لن تعود هى هى إلينا كمياه الشرب .
حتى اختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي والمجارى بعد أن كنا نعتبرها بعيدة عن التلوث لوجودها مخبأة في جوف الأرض .... ولكن استطعنا أن نصل إليها ونلوثها . 
كل هذا وأكثر يحدث وليته من العامة أو الجهلة فقط , بل أنه يحدث ممن يعلمون خطورة ما يفعلون ويعلم بأفعالهم المراقبون والمحافظون على سلامة التربة والماء والغذاء ..... ! فماذا فعلوا لأنقاذ أنفسهم والناس من هذا الدمار الماحق بهم , لا شئ وكأن شيئاً لم يحدث أو كأنه لا شئ يهم فهم يؤمنون بالحكمة التى تقول "من لم يمت بالسيف مات بغيره " فلم القلق وعلي أى شئ .

الجمعة، 17 يناير 2014

مقالات أدبية: درس لا يُنسى بقلم/ أحمد عبد الله

إبنى محمد كان عنده حوالى ثلاث سنوات .. فكنت أنسج قصص و أحكى له.. كان يسعد دائماً كلما أحكى له حكايات .. غالباً أنسج القصة لحظة طلبه الحودتة وبالتأكيد كانت هادفة وشيقة .. فى معظم الأحيان يطلب تكرار نفس الحكاية وأرويها له .. وكثيراً ما كانت الذاكرة لا تسعفنى وأغير بعض ألفاظها أو محتواها وأجده يراجعنى ويصحح فكنت أوافقه وأحنوا عليه بسعادة وإمتنان بمدى سعادته بما أفعل.. فهنا أتأكد بعدها أنه إلتقت العبرة والعظة وإلا كنت أوضحها له و أدربه على ربط الحكاية بالحياة المحيطة ليستفيد من توجيهاتى له الغير مباشرة .. و أحياناً أحكى له حكاية بعد تصرف أريده التخلى عنه .. فأخبره بأننى سوف أحكى له حكاية.. وبلهفة يصتنت ويستمتع بالحكاية فيخبرنى بعدها أنه لن يفعل ما عُوقب عليه بطل القصة ..قطعاً إقتبست طريقة أبلة فضيلة فى السرد الهادئ لترك فرصة للإستيعاب عن طريق تطويل وإعادة الألفاظ مثلاً ( فضل يمشى. يمشى . يمشى ) غالباً هذه الحكايات قبل النوم تهدئ أعصابه وينام فوراً ... فى يوم من أيام العطلات كنا بالنادى فكان يعشق اللعب و يفضله على أى شئ وخاصة الزحليقة .. فأردت أن أشغله وأبعده عن بعض الأولاد الأكبر سناً على الزحليقة مخافة أن يحدث له أذى ..لذا ناديت عليه و أخبرته أننى سأحكى له حدوتة .. فترك كل شئ و إنتبه لى مع أننى كنت غير مستعد أن أعصر تلابيب فكرى لأستقى الكلمات المنمقة كما تعودت وعودته .. فحاولت جاهداً فدون أن أشعر و بسبب زحام المكان وضوضاءه سردت قصة لا تجوز لصغير السن ووضعت بطل القصة فى خطر أمام وحش ضارى و كأننا فى فيلم رعب أو أكشن .. فتلقفت نفسى وحاولت إلهائه.. فقلت له فى المساء سوف أُكمل .. ففوجئت به يبكى بشدة .. خوفاً على البطل الذى يواجه الوحش .. راجياً أن أكمل الحكاية ليطمئن على بطل الحكاية وماذا حدث له ... فمن هذه اللحظة إنتبهت لما يقال ..ففورا بدأت أُوضح له أننى من ينسج القصص.. فشرحت له كيف.. بأنه يستطيع أن يكمل الحكاية ويحدد نهايتها بنفسه.. فساعدته حتى فعل ووضع عدة نهايات ليطمئن ويكتسب نفس المهارة .. وهكذا فهم وفهمت و تعلم وتعلمت ..تعلمت كما تعلم إبنى ألا ينتظر لغداً عندما يتركنا أحدهم فى شوق الغد للتكملة وهل التسويف أصبح عقدة الشعب المصرى ....

مقالات اجتماعية: النقد الموضوعى ما بين الناقد و المُتلقَّى بقلم/ أحمد عبد الله


تصحيح المسار أم هدم الطريق وكل الطرق ؟؟

تعديل الإتجاه أم إزاحة من يمسك بالدفة ؟؟

ليس لمجرد أن إختلفنا معا فى وجهة النظر أن نتناطح على من هو الصواب ومن الخطأ .الحكماء يبحثون عن الحكمة حولهم ،وليس داخل عقولهم .فالعقل وظيفته تجميع وتحليل وإستنباط الحلول من كم المعلومات ،التى يحصل عليها خارج العقل و ليس داخله .لذا عندما يستخرج العقلاء نتيجة ويعلنوا رأىا فهو بالتأكيد نتاج معلومات سواء كانت صحيحة أو خاطئة ،ولوكانت صحيحة يمكن أن تكون غير مكتملة و بمرونة الفكر إذا تغيرت المعلومات التى على أساسها بنى فكرته الأولى ،فإنه يعدل عن رأيه الأول، ويغيره حسبما إستقى من معلومات جديدة سواء ناقض رأيه الأول أو عدّله بشجاعة الواثق ،ويستطيع طرح وجاهة المنطق الذى بنى عليه فكره .لذا فإن كل الأراء التى ندلى بها نحن مقتنعون ومؤمنون بسلامتها وصحتها وإلا لا نكون سليمى العقل والمنطق ،وصاحب الحكمة والواثق من منهجه يبحث عن الحقيقة فقط دون أن يظهر نفسه أمام الآخرين أنه على صواب وفقط ،ويتخذ من مقولة أحد الأئمة الكبارالقدامى رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب بمعنى أنه عندما نجد معارضة لأحد من أرائنا يجب أن نستمع بجد وإنتباه لهذا الرأى ونبحث أسبابه ووجاهته لعلنا على خطأ كامل أوأن جزءا من أرائنا خاطئ أو نتيقن من صحة منطقنا بالنتيجة والإستدلال، ذلك لنصحح أولاً بأول ونشكر ونحيى كل من يشير أو ينقد بموضوعية أراءنا ،ونرجوه أن لا يكف عن هذا النقد فإنه يخدم أفكارنا ،ومن يضيق ذرعاً أويمتعض أو يجرِّح معارضيه فى الرأى ،حتى لو كان رأيه صحيحا . فقطعاً ليس عاقلاً أوحكيماً وحتماً ضيق الأفق ،وحتى رأيه الذى يطرحه ليس من نتاج فكره ،بل إستقاه من غيره سواء بالإستشارة أو الإقتناص ، والعكس صحيح عندما نجد رأىا خطأا أو جزءا منه يجب أن نشيرإليه بموضوعية وحياد ،والأهم أن نطرح أو نقترح حلاً أو عدة حلول .والواجب عندما نتّلمس خطاءا ما فى رأى أو فعل ،و قبلما نعلن رأينا يجب أن نبحث عن حل أو عدد من الحلول نطرحه ،بعدما نعلن الخطأ و أسبابه ،و نطرح الحلول ووجاهة كل حل ،لعلنا نكون قد أسهمنا فى جعل مجتمعنا أفضل، و يسوده التقدم يوماً بعد يوم ..

مقالات سياسية: دعونا نفكر بصوت مرتفع " مطلوب فى الدستور" بقلم/ أحمد عبد الله

هل نجحت ثورة قام بها الشعب المصرى لإسقاط النظام الفاسد ؟؟...

النظام الذى إعتمد فى وجوده وإستمراره على عدة محاور،ليجعل المجتمع دائماً فى مصاف التخلف ..أولها وأهمها جبال من القوانين واللوائح التى تجعل هذا الشعب يئن تحت وطأته .. لم تتغير ولم تتبدل ..ولكن كيف تتبدل وكيف تتغير؟؟

الجميع حائرون يبحثون كيف الخلاص!! فهل سنتخذ نفس المنهج الذى إعتدنا عليه داخل النقاشات البرلمانية .. وهى بطيئة رتيبة ؟؟

بالتأكيد سنحتاج عشرات السنين لتغيير بعضها .. وأيضاً للبعض وهم متواجدون على السطح مصالح فى عدم المضى قدماً للتغيير للأفضل .. فمعظم القوانين شُرعت لتخدم محتل خارجى أو محتل داخلى ..فهم مجموعة إستولت وإعتلت حكم البلاد بالقوة تارة أو بالدهاء والحيلة تارة أخرى .. وحتى القوانين التى شُرعت فى أزمنة كانت الحياة بطيئة رتيبة تتناسب معها وأيضاً التطور السكانى والتقنى لم يكن بالسرعة التى عليها العالم الآن.. فمعظم هذه القوانين مُكَبِلة.. مُرِبكة لحياتنا العملية....فمعظمنا مجمعين على وجوب تغييرأوتعديل أوإستحداث أومراجعة كل القوانين الحالية بأسرع طريقة ممكنة .. لنواكب التغيير المتسارع بالعالم وجب علينا تغيير القوانين بنفس السرعة ليواكب التقدم حتى لا نصاب فى المستقبل بالتخلف كما نحن الآن .. و لنحل المعضلة بعدم وجود أوقات كافية لأعضاء البرلمانات المتوالية ،لإستحداث أوتغييرأوتعديل ما هومطلوب وبالسرعة اللازمة .. بمناسبة تشكيل لجنة الخمسين لتعديل الدستور....فقد رأيت أنه يتم عمل وزارة التنمية القانونية أوهيئة مستقلة تابعة لوزارة التنمية الإدارية .. تنشئ موقعا الكترونيا مدونا به كل القوانين .. كل قانون بصفحة مستقلة ..يتم بمشاركة الجماهيرعامة، والكل يدلى بدلوه كتابة فى الموقع.. مع ملاحظة أن التعديلات المطلوبة تكون مرافقة لأسباب التعديل أو التغيير .. وبواسطة هذه الوزارة أو الهيئة يقوم أفرادها على مدار السنة بتلخيص كل الملاحظات والأسباب الموضوعية وترتيبها وتبويبها وتكون متاحة لأعضاء البرلمان المختص .. ولذلك أقترح إدراج مادة بالدستور تنص على **( أن يكون من مهام مجلس الشورى مراجعة القوانين وتجهيزها للموافقة عليها بالتنسيق مع لجان مجلس الشعب .. ويكون إنعقاده الدائم لجلساته ستة أيام فى الإسبوع وليس ثلاثة أيام) .. وأرى حتى نواكب التسارع الحضارى يجب أن يواكبه تسارع بتغيير القوانين ومراجعتها بنفس السرعة لذا وجب عمل منظومة ملزمة لكل المجتمع ليتم بطريقة آلية .. وذلك لتحديد ميعاد لمراجعة وتعديل القوانين

كما توجد ضمن منظومة الفساد أوالتخبط الإدارى للدولة من أعلى الرأس حتى أدنى مستوى ،وعدم وضوح حدود السلطة وآلية المسئولية .. لكل مستوى إدارى سواء فى المناصب العليا على رأس الدولة حتى أدنى مستوى إدارى .. لذا وجب إلزام كل من يتقلد منصبا إداريا بداية من رئيس قسم حتى نصعد لمنصب رئيس الجمهورية .. وقبل أن يستلم مهامه عليه أن يدرس الهدف المطلوب تحقيقه ويدرس آليات تنفيذها والصلاحيات التى تحتاجها ويعلن كتابة قبوله بالشرط الواجب تطبيقه عليه من مساءلة أوعقاب فى حالة عدم إلتزامه بما إتُفق عليه .. ويعتبر كل منصب تعاقد بين الموظف والدولة(الشعب) .. لمحاسبته على التقصير أوالخسائر فى حالة عدم التدقيق و العمل الجاد إن لم يكن هناك تربح وإستغلال سلطة... أيضاً وجب على أعضاء البرلمان كتابة أسباب تعديل أو تغيير أو إستحداث أى قوانين حتى لا تكون مجرد أهواء ومصالح كما كان يحدث من فساد .. لذا أقترح مادة بالدستور **( على كل من يشغل منصبا قياديا أوإداريا بالدولة أو ملكياتها الخاصة أو العامة بداية من رئيس قسم وحتى رئيس جمهورية أن يدرس مهامه ويحددها مكتوبة ويكتب متطلباته من سلطات وإمكانيات حتى ينفذ مهامه على أكمل وجه و أيضاً يوقع على منظومة محاسبته فى حالة تقصيره يكتب أبعاد مسئوليته وأن لا يصدر قراراً أو قانوناً أو يعدل لائحة أو قانونا إلا ويلتزم بكتابة الأسباب التى دعته لذلك ) .. 

.. المطلوب إضافة مادة بهذا الدستور دائمة تعالج المشكلة التى طرحتها سابقاً .. مقترح كالآتى :**(حتى نواكب التقدم العلمى والتقنى تلتزم الدولة بتشكيل هيئة أو وزارة لمراجعة القوانين واللوائح و الإجراءات المفسرة لها فى موعد أقصاه عشرسنوات وأيضاً مراجعة و تنقيح كل القوانين واللوائح الإدارية فى مدة أقصاها خمس سنوات قبل تقديمها لمجلس الشورى)..وبهذا يتم تنقيح كل ما يحكم الدولة من قوانين ولوائح لنكون متقدمين دائماً.. وخلال عشرسنوات على الأكثر ستكون جميع قوانين مصر قد رُوجعت وسيتم مراجعتها دورياً فى المستقبل حتى لا نصاب بالجمود ..

أما ما يؤرق عديدين ..ويسبب اللغط والتململ الدائم لفئات المجتمع التى لم يصل صوتها للمجتمعين بلجنة الدستور هذه لتعرض متطلباتها وقضاياها لتُحَل من خلال مواد الدستور المزمع تدوينه .. ولنزرع لها الآمل .. ستكون مطالب الجماهير دائمة ومتغيرة فى السنوات القادمة إختلافاً عن السنوات التى مضت ،نظراً لتسارع التقدم العلمى والمعرفى وتغير وتطور كثير من العادات والتقاليد التى تستدعى تغيير كثير من نصوص الدستور التى تواكب هذا التغيير ونستحدث مواد تناسب التغيير و بالتالى تغيير كثير من القوانين التى لم تعد تناسب العصر والمجتمع .. ولتطمين الفئات التى لم ترى نفسها داخل مواد الدستور ولتكون مطمئنة ولنهديها الآمال فى التغيير المستقبلى لتكون يوماً ما فى ظروف أخرى مناسبة دون أن تثير مشكلات حالية نحن أحوج ما نكون أن نبتعد عنها.. لذا أقترح أن نكتب مادة بالدستور **(تلتزم البرلمانات بإعادة النظر بمراجعة وتعديل مواد الدستور تبعاً لمتطلبات المجتمع التى ترد ضمن ملاحظات الجماهير على موقع الدستورالأليكترونى فى ميعاد أقصاه كل عشرسنوات) .. وحتى تتلاشى تكاليف الإستفتاء **( على أن يتم الإستفتاء على التعديلات ضمن أقرب إنتخابات رئاسة جمهورية )..

وهنا أرى بهذه المناسبة أن الإنتخابات لا تحتاج للإشراف القضائى لعدم إشغاله ولنوفركثيرا من التكاليف.. ما نحتاجه فقط كاميرات ثابتة متعددة داخل اللجان لتعرض ما بداخل اللجان ( بالصوت والصورة بتواجد شاشات خارج اللجان تعرض لكل الجمهور ) أعتقد أن تكاليف هذه الكاميرات أصبحت فى متناولنا وميسرة .. ويتم تسجيل اليوم بأكمله للرجوع له حينما يُطلب إذا كانت هناك إدعاءات من أحد الأطراف على الآخر ..

آمل أن تصل هذه الكلمات لمن يدقق ويبحث عن صالح هذا الشعب لعلى كتبت صواباً ينتفع به شعبنا الصابر الكريم ،لنخرج من بوتقة التخلف لننطلق لطريق التقدم و الإزدهار .. إذا لم تتغير القوانين الموجودة بالتأكيد سنحتاج ثورة تكون أقوى وأعنف تهتز لها جوانب الفساد الصلبة الصلدة لتكسر جناحيها وأطرافها التى تمنع وصولنا لمبتغى الثورة....

مقالات اجتماعية: أرجوك فكر بصوت مرتفع بقلم/ أحمد عبد الله


من مفهومى ..من وجهة نظرى أعتقد أدّعى .هذه الألفاظ وما يشبه معناها يجب أن تكون أساسا ضمن قاموس ألفاظنا الصوتية والكتابية وضمن تكويننا الفكرى ،وكما أعتقد أنها المفتاح السحرى للتعقيدات ،التى أبتلينا بها على أثر حملات التجهيل المدروسة ،والتى أثرت على عقولنا ،فجعلت وجهة نظرنا لا تتعدى النظر أبعد من أنفسنا ،عندما نستمع لا نسمع إلا ما تصدره حناجرنا .مكتسباتنا المعرفية أصبحت ثقافة الأميين وإن إدعت أنها ثقافة الجهلاء ،لأنها أحيانا تلوّى ذراع الحقائق ،لتتناسب مع ما يوافق مصالحنا الضيقة و المحدودة من وجهة نظرى ،وبدلاً من التربص ببعضنا البعض وملاحقة البعض لتصرفات الآخرين والتندرعلى أقوالهم وأفعالهم وعرقلتهم إن تمكنوا،وإعتبار تصيّد الأخطاء شطارة وإلجام الأصوات جسارة وملاحقة وعرقلة كل من يريد إزالة فساد درس فى الإدارة ،وإنتشرت بيننا مأثورات الهدم (يا عم ده غاوّى شهّرة ) للإستهزاء بكل من يجاهربفكرة للإصلاح !!.

أرجوكم إتركوا كل من يبحث عن الشهّرة إن إستحقها.. فليشتهّر ( عبده مشتاق ) للتندرعلى كل من يجد فى نفسه كفاءة ،ويسعى لمنصب ليخدم بلده .. كيف سنعرف الكفاءات إذا الجميع أحجم عن تقديم نفسه ؟؟.

نعم كان عبده أيام الفساد السابق مشتاقا ،كان يتسابق فى أن يغترف من الوليمة المستباحة ،أما الآن فهوعبده لوجه الله ،كل من سيشتاق سيكون زميل طرة ،كل من سيعتلى مكانا ليخدم هذا الوطن عِرضُه مستباح ،ويجب أن يتصدّق به لوجه الله قبل إعتلائه أى منصب ،ستلوكه الألسنة دون كلل ولا ملل .. فإتركوا عبده وكل عبده يخدم بلده وساعدوه قدر المستطاع .. وإن لم تستطيعوا لا تكونوا حجرعثرة فى طريق مساعيه أهيب بكل من يرى فى نفسه كفاءة خدمة الوطن ألا يتأخرفهذا حقه وحق الوطن عليه ، حتى لا يدّعى المدّعون أننا لا نملك كفاءات ،وهيهات لو كل منا أطلق العنان لفكره لصالح الوطن وأعلن تصوراته ووجهة نظره دون خجل ،لعلها تكون سبب صلاح أو إصلاح ،فيشارك مخلصاً بمسئوليته و إحساسه بالمواطنة التى كنا جميعاً نفتقدها .. فوطننا به كثيرون مخلصين يملكون من الأفكار المبتكرة و الخلاقة التى نستطيع بها إعادة بناء وطننا ،حتى و إن أعلن أفكارا تحتاج إلى إعادة ترتيب ،لتتناسب مع الواقع العملى للتنفيذ ..أو نستقى منها أو من خلالها فكرة جديدة تخدم أهدافنا،وسوف تكون معظم الأفكارالمعلنة لا تصلح للتنفيذ أو مخطئة أو نصف مخطئة .. بالتأكيد سنستفيد و ستتفتح أمامنا كنوز الأفكار و سنستقى من الأخطاء طريقاً للحواروالفكرالراقى ،وسنجد لمشاكلنا حلولا يعجزعنها كل خبراء العالم .. من يعانى و يتضررهوأقدّرعلى طرح و إبتكار الحلول الناجعة ..لا نريد خبراء من الخارج لرسم سياسات ،لحل مشاكلنا ،لأنه سوف يخطط لصالح بلاده فقط ،ولن يفيدنا بأكثرمما إستفادنا منه سابقاً ..ألم يكن يخطط لنا دائماً الخبراء الأجانب . لذا نحن فى أسفل ترتيب تنموى عالمياً .. فنحن إن أعطيتمونا فرصتنا ووثقنا بأنفسنا ووثقتوا بنا سَنُبدع ...نطلب منا جميعاً صغيرنا و كبيرنا أن نفكر و نعلن رؤيانا و و سنتناقش ..سنستقى الأفكار المبتكرة فيما بيننا .. سنتحاور بهدوء وحب .. سنخرج جميعاً بفكر يذهل العالم .. لا تستصغر فكرة أومفكرا ولا تستكبرعلى من ليس لديه خبرة ،لعل ذكاءه فاق خبرتك .. أتمنّى من الجميع .. كونوا فاعلين فكّروا بصوت مرتفع .. عبروا عن أرأئكم بصراحة .. إنطلقوا ولا تخافوا أن تخطئوا .. فمن الخطأ أن تكتموا أفكاركم ولا تخافوا متصيدى الأخطاء ..أرى عزاءمهم تتلاشى وسط حشودكم الفكرية وعزائمكم الفولاذية على النجاح .. بل ستمتلئ عقولهم الفارغة فكراً و إمتناناً لكم .. فمنا من يفكر ويخطئً والآخريصّوب أونصوب معاً... ولن تُولد الأفكارالصواب إلا بأفكار خاطئة شجاعة ..لا نلوم المخطئ على رأيه ..بل نشكره أنه كان شجاعاً ففكربصوت مرتفع و كنا نشاركه فكره و فكرته ..نشكره أنه أثارزوبعة الفكرة فأثارت غياماً حول فكرته وعندما إنقشع الغيام وضحت وسطعت الفكرة له وللجميع .. نشكره ولا نؤنبه .. تطورت كل مخترعات العالم تدريجياً بعد إعلان أفكار أولية بعضها صحيح و بعضها خاطئ و صُحِحت وتطورت بعقول آخرين .. لماذا نكتم أفكارنا و لا نعلنها بسبب هؤلاء المتندرون والمشكك إنهم سراب وإن تحركنا لن نجدهم ؟؟

وويل لكل عبقرى أوحالم أوطموّح وسط متخلفين موتوّرين ... تحطّمت أحلامهم ودهسها زمن غريب توقفت فيه مقدّرات عشرات الملايين .. و كما بدأت مقالى ..أتمنى ..أناشد .. أرجوا .. إطرح أفكارك و لكن إسبقها بكلمات ..أقترح ..بمفهومى .. أرى .. أعتقد .. ونكون ممنونين لك يا أيها الشجاع الجسور ..كل من يكّبت أفكارنا فهو يجرم فى حقنا وحق هذا الوطن .. وكل من يعرقل مسعى فكرة أوعمل لصالح هذا الوطن فلن نطلق عليه مفسدا بل هو الفساد نفسه .من الغريب أن يصّرح البعض بجمل مثل (أصبح كل من هب ودب يفتى بالسياسة ) ..( أصبح فجأة كل واحد سياسى ) .. ( أصبحت السياسة مهنة من ليس له مهنة ) فالتعليم والصحة والإقتصاد بكل مناحيه والأمن والدفاع و المرافق حتى الحياة الإجتماعية الخ أليست هى السياسة .. أعتقد أن السياسة هى كل حياة الشعوب على الأرض التى تؤثر فيه وتتأثر به ... فكيف لا يشارك المواطن ويكون فاعلا بالفكر والقول والعمل .. والغريب وغيرالطبيعى ألا يشارك المواطن مهما كانت مكانته الإجتماعية أومستواه الثقافي أو جنسه أو سنه أو عقيدته . لازلت أستغرب ممن يريدون إحتكار المواطنة والفكر كما يحتكرون المهن .. لأسرهم !!

ما قل و دل: إختلاف الأراء بقلم/ أحمد عبد الله

إختلاف الأراء ...هى حرارة الحياة التى تسبب نماءها ... بها يتجدد خلايا العقل ببذل الجهد لإثبات الوجود .. الإختلاف فى حدود الثمان أوجه للحقيقة للأشكال المألوفة العادية بشرط ألا تزيد عن ذلك ...سيكون لكل رأى حجة وبرهان والجميع سيكون على حافة الصواب .. وبالمرونة سيرى كل صاحب رأى وجهة آخرى لم يكن يعرفها ..بهذا تزيد المعرفة وتثرى الأفكار .. أما النقاش الجدلى الصدامى فنتائجه تتكسر الأشكال المنتظمة ...ستكون ذات أوجه مبهة التفسير والبرهان لتجعل العقول تحتار وتتكلس ..كما لو كان حوار عاطفى لتشجيع الفرق الكروية ...أوله تحدى وآخره صدام ولا توجد أرضية للتفاهم والوئام!!!

مقالات سياسية: وداعا شارون بقلم/ عبد الرازاق أحمد الشاعر


بعد انتظار ممض، قرر البلدوزر أن يغادر مشفى تل هشومير إلى الرفيق الأعلى، لكنه لم يختر الوقت الأنسب للرحيل كما يزعم ولده جلعاد، ولو كان الأمر بيده لما بقي فوق محفة المرض يودع أعضاءه الواحد تلو الآخر في صمت مذل. رحل شارون ليترك مكانه في تاريخ إسرائيل والعالم شاغرا، وليُعجز من جاء بعده من القتلة ومصاصي الدماء. 
لم يعتد شارون حمل الرفش والفأس والمنجل كما اعتاد أبواه القادمان من البياض الروسي الشاهق إلى قرية كفار ملال، واستعاض عن حبوب القمح بالبارود. وفي مزرعتهم المتواضعة، كان شارون يدفن بارودته تحت روث الأبقار حتى لا تكتشفها الدوريات البريطانية المتلصصة. وفي ريعان صباه، التحق الفتى بعصابات الهاجناه ليتحول من قاتل هاو إلى سفاح محترف.
كان آرييل مستعدا للقيام بأي "عمل قذر" من أجل إسرائيل، ولهذا لم يتوان عن المشاركة في أي حروب ضدنا، ولما حبسته السياسة عن هواية القتل اللذيذ، صرح قائلا: "أقسم أنني لو كنت مواطنا إسرائيليا عاديا، وقابلت فلسطينيا، لأحرقته حيا ونكلت به قبل أن أرديه قتيلا." لكن الرجل تحول من القتل بالتجزئة إلى القتل بالجملة، ليصبح أكبر تاجر دماء عرفته المنطقة العربية في تاريخها الحديث. 
لم يترك شارون مناسبة للقتل إلا اغتنمها، ولا دار حرب إلا وطأها بخيله ورجله، فكان سباقا إلى الحروب كلها، وكان له في محيط مآسينا ألف باع وذراع. في حرب الثمانية والأربعين، قاد كتيبة للمشاة. وفي عام 1953، قاد وحدة 101 الخاصة إلى ما وراء الخطوط الحمراء ليرتكب مجزرة بشعة في قرية قبيا، وليخلف تسعة وستين شهيدا وأرضا محروقة ردا على قتل ثلاثة جنود صهاينة، مما سبب حرجا لبن جوريون اضطره إلى الاعتذار عن تجاوزاته علنا. وعام 1956، تقدم الرجل بطائراته سرب طائرات مهاجرة قادمة من فرنسا وإنجلترا ليضربا مصر في خاصرة السويس. 
وعام 1967، وفور حصوله على شهادة عسكرية رفيعة من جامعة كامبرلي الإنجليزية، جرب الرجل ما تعلمه من فنون القتال على جيرانه العرب، وقتل أسراه المصريين بدم بارد مخالفا أبسط قواعد القانون الإنساني والدولي. وحين قامت حرب 1973، سحب الرجل استقالته من ميدان العنف، وقرر المشاركة في وليمة الدماء العربية. وبخمسة آلاف رجل ومئتي دبابة، استطاع شارون أن يفتح ثغرة في حدود الهزيمة، وأن يقطع الإمدادات عن الجيش الثالث المصري، ليرد العرب إلى مربع أحزانهم القديمة. 
وفي تلكم السنة، قرر "أسد الرب" - كما يحلو للإسرائيلين أن ينادوه - أن يترجل من قيادة الحرب القذرة، ليعتلي صهوة السياسة القذرة، وليدخل الكنيسيت كعضو بارز في الليكود. وفي عام 1977، تحول شارون من مجرد مستشار للدفاع إلى وزير للزراعة. وفي عهده، تجاوزت حقول إسرائيل الخضراء حدود مستوطناتها الحمراء، وتقدم الرجل بخطى لا تعرف الخجل نحو حدودنا الآمنة، ليقتص منها جزءا هنا وجزءا هناك تحت سمع العالم وبصره وهو يقول متبجحا: "علينا جميعا أن نتحرك، وأن نغتصب كل قمة لنوسع من مستوطناتنا، لأن كل ما سنضع عليه أيادينا سيبقى ملكا لنا."
وتحت سقف حكومة مناحم بيجن، وجد البلدوزر نفسه وزيرا للدفاع كما ظل يتمنى طوال عنفه. وفي عام 1982، عاد الرجل لسيرته الأولى، فقاد حربا شرسة ضد لبنان بزعم القضاء على المقاومة الفلسطينية التي كانت تتخذ منها مقرا لقواعد صواريخها، وبالفعل تمكن من حصار بيروت العاصمة في أيام معدودات. وتحت ذريعة مطاردة رجال المقاومة، توغلت قواته الخاصة داخل المدينة ليحاصر سكان مخيمي صبرا وشاتيلا، ويشعل السماء بقنابله الفوسفورية حتى تنتهي قوات جيش لبنان الجنوبي من أسوأ مجزرة عرفها التاريخ البشري حتى ذلك الحين. تلك المجزرة التي راح ضحيتها بين 800 و 3500 مسالم طعنا وذبحا بسلاح أسود غاشم.
لكن قرار الانسحاب من قطاع غزة، والذي اتخذه الرجل بشكل منفرد كلفه الانسحاب من قيادة الليكود وتشكيل حزب كاديما عام 2005. ولم ينس كثير من الإسرائيليين للرجل منظر رفاقهم من المستوطنين وهم يجبرون على ترك خمسة وعشرين مستوطنة بعد أن وضعوا أياديهم عليها كما أمرهم شارون ذات يوم. وفي العام ذاته أصيب الرجل بذبحة ألجأته للبقاء نائما فوق ظهره أياما. لكن ضربة عام 2006 كانت قاضية، إذ ذهبت بسمع الرجل وبصره، وتركته جثة هامدة لثمانية أعوام كاملة.
اليوم يرحل شارون، فلا يسير خلف جنازته عربي ولا يترحم على موته مسلم، لكن ملايين الإسرائيليين في فلسطين والشتات حتما يدركون أن إسرائيل اليوم لم تعد كإسرائيل شارون. وأن الرجل الذي انتزع سهول فلسطين وتلالها بالحرب، لم يكن ليترك قطاع غزة من أجل السلام العادل الذي تشدق به مبارك قبل خلعه حين قال: "شارون هو الأخير" يقصد آخر من يمكن مواصلة السلام معه، ويعلم الله وحده ومستشارو شارون لأي غرض انسحب الرجل من كوة في جدار فصل عنصري أقامه ولأي غاية. 
رحل شارون ورحل الذين وضعوا أياديهم فوق يديه الملوثتين بدماء العرب ودموعهم، لكن فلسطين لم تعد لأهلها، ولم يعد أحد من الشتات إلى مسقط حنينه. واليوم تجري المفاوضات على قدم وساق للاعتراف بيهودية الدولة بعد أن رفع العرب والمسلمون أياديهم عن قضيتهم الأم وقبلتهم الأولى، وانشغلوا بربيعهم الدامي. سقط شارون، لكن حلمه الذي كافح لأجله سنوات عمره المديدة لا يزال حيا يتمطى فوق أسرتنا الدافئة دون أن يشجب أحد أو يمتعض أحد، وكأن القدس لم تعد عروس عروبتنا.
عبد الرازق أحمد الشاعر
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com

مقالات سياسية: سندس المقاومة بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر


برصاصة قناص في رأس سندس وأخواتها، يحاول بشار الأسد أن يحمي مكتسباته فوق أرض محروقة بلا شعب وبلا أمل. ولأن سندس، بنت ربيعها العاشر، فتاة تنضح بالأمل وتحمل في عينيها المشرقتين بريق طفولة لا يخبو، استطاعت أن تنتصر على الموت وتهزم طاغية الشام في عقر بطشه. لكن سندس اليوم لا تنعم بفيء شجرة صغيرة غرستها أناملها الناعمة في حديقة منزل طفحت فيه مجاري الدماء من كل حدب.
لم تكن سندس تحمل تحت طيات ثيابها واقيا من رصاص، ولم تكن تضع حول خصرها النحيل حزام غضب ناسف، وحين سقطت تحت أقدام عاجزة عن المقاومة أو الفرار، لم تصدر أنة واحدة تنبئ والدها عما أصابها من أذى. سقطت سندس كما سقطت تفاحة نيوتن ذات يوم، لكنها لم تجد من يفكر بأي ذنب سقطت. ولأن تفاحنا يسقط في كل المواسم قبل أن ينضج، لم يفكر الضاغطون على الزناد أي رأس يقطفون، فكل الرؤوس صالحة للقنص في مواسم الهمجية، وكل الدماء تسكر، وإن نزت من رأس صغير كرأس سندس. 
لكن سندس التي حملت صلابة زنوبيا، رفضت أن تهدي رأسها لمتسوري المنازل، وقاومت شللا مؤقتا أعاق جنبها الأيمن عن الحركة ثلاثة أسابيع متتالية، لتتمكن من الفرار من وطن أحبته قدر ما تستطيع وقهرها فوق ما تتحمل إلى مخيم الزعتري. وما زالت الفتاة التي خرجت من منزلها ذات ليل بكسر مضاعف في الساق وذكرى خرطوش غادر تتساءل عن معنى الممانعة في زمن السقوط، وعن ماهية المقاومة في زمن يباع فيه كل شيء، حتى الدروع. لكن رجال المقاومة المشغولين حتى الحمق بتسلق الجدران والتصويب نحو أسفل منتصف أي هدف لا يأبهون كثيرا لجماجم صغيرة لن تنسى ما استقر في مؤخراتها من رصاص.
ربما تشفى سندس من ذكرياتها الأليمة، وربما يستطيع طبيب ماهر أن يستل ما وقر في جمجمتها الصغيرة من مخلفات حرب بسوسية فاجرة، وقد تستطيع ذات يوم أن تنط فوق الحبل كصديقات المخيم، لكنها ستحمل حتما مفهوما مشوها عن المقاومة ورجالها، ولن تفلح مؤتمرات جنيف في إعادة التوازن لهيكل صغير صفرت فيه رياح المقاومة ذات لهو. 
عن أي مذهب أو عقيدة يدافع ثاقبو الجماجم الصغيرة في الشام وما حولها، ولماذا يتحملون عناء الهجرة خلف الحدود لقتال أطفال كسندس؟ وما عدد الجماجم الذي يمكن أن يردهم على أعقابهم منتصرين ليرفعوا رايات المقاومة فوق حدودهم المحتلة وهم يهزجون بأناشيد النصر المؤزر ويفرجون بين السبابة والوسطى؟ لكن فتوحات الزمن الأخير ليست إلا فتوحات صغيرة في جماجم طرية أيها المقاومون، وانتصاراتكم التي سجلتموها من فوق أسطح المباني المهجورة تستحق ألف خزي وعار.
قد أوشكت مهمتكم أيها الأشاوس على الانتهاء، فقد تمكنتم في أشهر معدودات من احتلال كافة أسطح البنايات بعد أن هجرها أهلها إلى المخيمات والشتات، واستطعتم أن تفتحوا في كل جدار كوة، وفي كل جمجمة غضة ثقبا يلعنكم ما دامت الخراطيش وبقي الرصاص. يمكنكم العودة الآن إلى مقر ذلكم لتواصلوا ادعاءاتكم الرخيصة عن سلاح لا يرفع إلا في وجه الأعداء، وعن رصاص لا يستقر إلا في صدور آل صهيون، وعن مؤامرة كونية استهدفت النيل من أقدامكم المتراصة وأكتافكم الملتحمة. لكن أحدا من المثقوبة رؤوسهم لن يصدق حرفا من خطبكم الرنانة وعظاتكم البليغة، وحين ينسى أطفال المخيمات أزيز رصاصكم، سيكذبكم الرصاص الذي استقر في مؤخرات جماجمهم. 
انتصرت رأس سندس على رصاص قناصتكم أيها المقاومون العابرون لحدود الفهم، وهربت بذاكرتها من أكاذيبكم الرخيصة، ويوما ستنتصر سندس كما انتصرت زنوبيا، ولن تستطيع التوقيعات المرتعشة فوق عقود البيع الآجلة أن تسد ثغرة فتحتموها في مؤخرة رأس سندس وفشلتم في سدها. وستعود سندس حتما لتمارس لهوها البريء في باحة حديقتها ولن يتوقف نزيف ذاكرتها إلا بعد رحيل آخر قناص من فوق الأسطح المجاورة.
عبد الرازق أحمد الشاعر
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com