سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 9 يناير 2014

مقالات دينية: القيام من الركوع: دعاء وانتساب لحزب الحامدين بقلم الشيخ محمد الزعبى

الصلاة مأوى الثائرين ومعراج الواعين

أركان الإسلام بين الكهانة والديانة- الحلقة السابعة والسبعون

بعد الركوع ينتصب قائماً ويقول: «سمع الله لمن حمده ربَّنا لك الحمد» [من لا يحضره الفقيه وصحيح مسلم] وإن أضاف «والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم أهل الجبروت والكبرياء والعظمة» [من لا يحضره الفقيه] «سمع الله لمن حمده، قال: اللهم ربنا لك الحمد -ورفع صوته يسمعهم- مِلْءَ السماوات وملء الارض، وملء ما بينهما، أهل المجد والثناء، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولامعطي لما منعت، ولاينفع ذا الجدّ منك الجدّ» [مستدرك الوسائل] «سمع الله لمن حمده. اللهم لك الحمد ملء سمواتك وملء أرضك وملء ما شئت من شيء» [بحار الأنوار] «ربَّنا لك الحمدُ، مِلْءَ السماواتِ والأرضِ ومِلْءَ ما شئت من شيءٍ بعد، أهلَ الثناءِ والمجد، أَحَقُّ ما قال العبدُ -وكلنا لك عبدٌ- اللهمَّ لا مانعَ لما أَعْطَيْتَ، ولا معطيَ لما منعْتَ، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ» [صحيح مسلم] .. كلّ هذه الروايات واردة في كتب السنن، وتبدو ألفاظها متقاربةً جدّاً. قال العلامة المحقّق محمد حسن النجفي في جواهر الكلام شرح شرائع الإسلام: «سمع الله لمن حمده وتعديته باللام لتضمُّنِه معنى الاستجابة، كما أنّ قوله تعالى {لايسمعون إلى الملأ الأعلى} ضُمِّن معنى الإصغاء»، وقال النووي في شرح صحيح مسلم: «وَمَعْنَى "سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ" أَيْ أَجَابَ دُعَاء مَنْ حَمِدَهُ»، وقال الطريحي في مجمع البحرين: «سمع الله لمن حمده أجاب الله حمد من حمده و تقبّله، لأن غرض السماع الإجابة.

ومنه الدعاء أعوذ بك من دعاء لا يسمع أي لا يستجاب و لا يعتدّ به»، قال محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب في عون المعبود شرح سنن أبي داود: «حِين يَقُول سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ قَالَ الْعُلَمَاء مَعْنَى سَمِعَ هَاهُنَا أَجَابَ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ مَنْ حَمِدَ اللَّه تَعَالَى مُتَعَرِّضًا لِثَوَابِهِ اِسْتَجَابَ اللَّه تَعَالَى وَأَعْطَاهُ مَا تَعَرَّضَ لَهُ، فَإِنَّا نَقُول "رَبّنَا لَك الْحَمْد" لِتَحْصِيلِ ذَلِكَ ... أَهْل الثَّنَاء وَالْمَجْد: بِالنَّصْبِ عَلَى النِّدَاء أَيْ يَا أَهْل الثَّنَاء هَذَا هُوَ الْمَشْهُور، وَجَوَّزَ بَعْضهمْ رَفْعه عَلَى تَقْدِير أَنْتَ أَهْل الثَّنَاء، وَالْمُخْتَار النَّصْب، وَالثَّنَاء الْوَصْف الْجَمِيل وَالْمَدْح، وَالْمَجْد الْعَظَمَة وَنِهَايَة الشَّرَف. أَحَقّ مَا قَالَ الْعَبْد وَكُلّنَا لَك عَبْد لَا مَانِع لِمَا أَعْطَيْت إِلَخْ: تَقْدِيره أَحَقّ قَوْل الْعَبْد لَا مَانِع لِمَا أَعْطَيْت إِلَخْ، وَاعْتَرَضَ بَيْنهمَا "وَكُلّنَا لَك عَبْد" ... وَإِنَّمَا يَعْتَرِض مَا يَعْتَرِض مِنْ هَذَا الْبَاب لِلِاهْتِمَامِ بِهِ وَارْتِبَاطه بِالْكَلَامِ السَّابِق، وَتَقْدِيره هَاهُنَا أَحَقّ قَوْل الْعَبْد لَا مَانِع لِمَا أَعْطَيْت وَكُلّنَا لَك عَبْد فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقُولهُ ... وَلَا يَنْفَع ذَا الْجَدّ مِنْك الْجَدّ: الْمَشْهُور فِيهِ فَتْح الْجِيم ... وَمَعْنَاهُ الْحَظّ وَالْغِنَى وَالْعَظَمَة وَالسُّلْطَان» ...

هذ بعضٌ من أقوال العلماء في شرح ذكر أو دعاء الرفع من الركوع، إذاً أنت تدعو الله سبحانه أن يجيب ويتقبّل حَمْدَ من حَمَدَهُ في كلّ مكان وكلّ زمان «سمع الله لمن حمده»، تدعو لأقوام ربما لا تعرفهم بأشخاصهم، ولكنّك تعرفهم بمنهجهم وفكرهم ومفاهيمهم وقيمهم ورسالتهم، وتنتسب إليهم وترتبط بِهم وتحبّهم إلى حدّ أنّك تدعو لهم في كلّ ركعة في صلاتك، إنّهم حزب الحامدين الذين عرفوا المحمود الحقّ، فركعوا لعظمته وسبّحوا بحمده، ولتؤكّد أنّك من هؤلاء تعلن: «ربّنا لك الحمدُ مِلْءَ السماوات وملء الأرض» إنّك ترى حمد الله (جلاله ورحمته وحكمته وكرمه ... ) في كلّ شيء، ترى حمده يملأ السماوات والأرض، وتوقن أنّ الإنسان مهما أوتي من ذكاء وقوّة إدراك، ومهما أوتي من رهافة حسٍّ، ومهما أوتي من شفافية روح، لا يمكن أن يحيط بمحامد الله، ولا أن يحصي ثناءً عليه، ولذلك تطلق حمدك في اللامحدود المطلق «وملء ما شئت من شيء بعد» .. «أهلَ الثناءِ والمجد» «أهل الجبروت والكبرياء والعظمة» وحدك اللهمّ بلا شريك أهلٌ للثناء المطلق والمجد المطلق، وحدك اللهمّ صاحب الجبروت والكبرياء والعظمة .. إنّك بِهذا النداء تستكمل معاني ركوعك ليخلوَ قلبُك لله، وليخرج منه أيُّ معنى من معاني الركوع القلبيّ لأيّ طاغية يدّعي مجداً أو عظمة أو كبرياء زائفة .. ولماذا يركع الإنسان لغير جلال وجهك يا ربّ ما دام «لا مانعَ لما أَعْطَيْتَ، ولا معطيَ لما منعْتَ، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ» إنّ كلّ الذين ركعوا بأبواب الطغاة يبتغون عطاءهم لم يعوا حقيقة أنّ الله سبحانه وحده المعطي ووحده المانع .. إنّ كلّ حظٍّ دنيويٍّ أو عظمة أو سلطان لا ينفع صاحبه من دون الله .. ولذلك لا تعظّم أصحاب هذه الحظوظ، ولا تسمح لهيبتهم الزائفة أو لسطوتِهم الواهمة أو لمغرياتِهم الخادعة أن تعيق مهمّتك ورسالتك في بناء نَهضة وحضارة لا يركع فيها الإنسان إلا لله.

أنت الآن صرْتَ جاهزاً للدخول في حضرة القرب، اختصرْ كلّ ما سبق أو استخلصْ من كلّ ما سبق القاعدة الأساس التي ابتدأْتَ بِها الصلاة «الله أكبر»، تكبّرُ الله ثمّ تَهوي ساجداً ..

ما قل و دل: السلام الحقيقي بقلم/ محمد حامد

حتى نفهم ما يجري في سوريا علينا ان نقرأ ما يكتبه رؤساء امريكا وكيف ينظرون الى العالم.. يقول الرئيس الاسبق نيكسون في كتابه نصر بلا حرب:
(ليس السلام الحقيقي هو انتهاء المنازعات ، بل هو وسيله للعيش معها ).
هذا هو ما يجري في سوريا الان

مقالات اجتماعية: ويقولون أنهم أطباء ..؟!! بقلم / حامد أبوعمرة

ومن نوادر وطرائف الأطباء في بلاد العرب أوطاني أن شهريار ،حدثه أحد تنابلته ممن يثق بهم حيث قال : بلغني أيها الملك السعيد ذو العقل الرشيد أنه يحكى أن أحد المرضى ذهب إلى إحدى المستشفيات لعمل جراحة عاجلة وطارئة بالزائدة الدودية ،من الغريب أنه قابل هناك أحد جيرانه ،والذي يتشابه اسمه معه ،حيث دخلا الاثنان غرفة العمليات في آن واحد لإجراء نفس العملية ،المهم جاره قد غادر المشفى ،أما هو بعد إجراء العملية اضطر للرقود بالمشفى تبعا لقرار الطبيب ، لأنه كانت هناك بعض المضاعفات التي نجمت عن تلك الجراحة ،والتي من المفروض أن يجريها طالب بكلية الطب بنجاح،وليس طبيبا من أهل الاختصاص والخبرة كما يقال ، ولما راجع الطبيب المعالج بعد مرور يومين ..قال له الطبيب هناك خبر بكل أسف مزعج لكن عليك أن تتحمله وتصبر فلا مفر من الكتمان ..عليك بعد المغادرة أن تحافظ على نفسك جيدا من طعام وشراب ونوم عليك بالراحة وعدم بذل أي جهد عندئذ أحس ذاك المريض بالقلق والخوف ، والارتباك حيث قال للطبيب بصوت مرتعب هل من شيء يا دكتور..؟! فرد عليه الطبيب على عجالة وكأنه قد اكتشف كهف أهل الكهف حيث قال: نعم تبين من صور الأشعة أن لك كليه واحدة خلقه لذلك كن حذر ..حينها اصفرت ملامحه ،وخيمت عليه الكآبة والضجر والفزع.. فقال بعفوية لكن.. يا دكتور أنا تصورت كثيرا ولم يقل لي أحد غيرك أني لي كلية واحدة ..!! ،عندها انهال عليه طاقم التمريض ، وبعض الأطباء الموجودين بالمكان بوابل من الشتائم ،وكادوا أن يضربوه أو يصلبوه فيستخرجوا تلك الكليه تصديقا لقولهم .. فمنهم من قال بتعجرف اخرس هذا ليس من شأنك ،ومنهم من قال أتفهم أكثر من الطبيب ياجاهل ؟ّ! إن ذلك المشهد يامولاي شهريار قد ذكّره بفيلم "الكرنك " المأخوذ عن الروائي والأديب نجيب محفوظ ..حيث تذكر عندما كان يزج بالأبرياء في السجون ، والمعتقلات ليس لأنهم لهم سوابق إجرامية أو تقولوا في السياسة وإنما لأنهم كانوا في مكان الحدث لحظة القبض على مطلوبين ،لهم تنظيمات مناهضة للنظام الحاكم آنذاك ،وأنهم لاذوا بالفرار أساسا ،وعندما دافعوا أولئك المساكين الأبرياء عن أنفسهم ، قيل لهم بعد العذاب الجسدي، والنفسي لن تروا الشمس إلا إذا اعترفتم ..!!
لذلك يامولاي شهريار التزم ذاك المريض المسكين بكلام الطبيب وكتم أنفاسه وجراحاته بل اقتنع حقا أن له كليه واحدة من هول الهجوم الباطل كما هو الحال ،عندما يقتل الأبرياء ،دون أدنى ذنب اقترفوه ، وتقيد قضاياهم ضد مجهول ،وما أكثر المجهولين في بلاد العرب أوطاني ..وأول شيء فعله فور رجوعه للبيت قال لأخيه بصوت خافق مهموس،والأسى يعتصره أوصيك بأولادي فقال له أخيه ولما تقول هكذا ،وبينما هو يحكي معه دق الباب فقام ليفتح الباب ،وعندها رأى جاره المريض والذي له نفس اسمه حيث قال وابتسامة عريضة ترتسم على شفتيه كعادته : تصور الطبيب أخطأ في إعطائي صور الأشعة لما خرجت من المشفى ،وعرفت ذلك لما راجعت أحد الأطباء حيث قال لي أن صور الأشعة تبين أن الكليتان في وضع جيد حينها ،فقط علمت أن هناك خطئا حدث وقبل أن يكمل ..وحينها أدرك شهريار الصباح فسكت ذاك التنبل عن الكلام المباح ..!!

مقالات أدبية: صحفيون بلا حدود بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر


في عالم معجون بالتملق وزيت الخرافة، تصبح الحقيقة سلعة كاسدة على الأرصفة القذرة، في حين تتولى الميديا الموجهة حشو رؤوس المواطنين الفارغة بكل غث. وفي بلاد يتم تسييل الحقائق فيها لتصبح قلائد كاذبة حول أعناق الجلادين، يغامر الصحافيون بألسنتهم وأرزاقهم حين يتتبعون آثار الخبر بغية الوصول إلى فخ الثعالب. فمنهم من يعود بعضة، ومنهم من لا يعود. وتكريما لهذا الصنف من هواة التلسق فوق أسوار المحظور، احتشد خمسمئة مغامر في محفل كبير بالعاصمة الكندية.
وفوق منصة التكريم، وقف أحمد شيخ ليصرخ في حشد من المسحوقين: "أنا صحفي، ومهمتي أن أقول الحقيقة." لكن الصحفي التركي الذي قضى عاما خلف قضبان زنزانة تركية ضيقة، لم يجد من التصفيق ما يكفي للترويح عن روحه المكدودة، أو لمسح بصمات الجلادين من فوق إنسانيته المهانة. ولأن الرجل يعلم جيدا أن التكريم لن يدوم طويلا، وأنه سيعود مجددا ليقف أمام فريق الاتهام نفسه ليواجه اتهامات بالإرهاب تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، لم يفرح أحمد بإكليل الحرية الذي وضعته حول رقبته المعروقة مؤسسة كندية غير ربحية تقديرا لموقفه. كتابان وسلسلة من المقالات الحرة كلفتا أحمد شيخ عاما من الحزن والنفي، وما خفي من الأحكام كان أغلظ وأقسى.
يوما استدار أحمد ليواجه بوابة السجن من الخارج لأول مرة، وليقسم أن يضع القاضي والمحقق والشرطي الذين تآمروا على صوته في زنزانة مماثلة. لكنه ربما يجد نفسه قريبا مضطرا للتكفير عن قسمه بصيام طويل مع رفاق المحبس من الصحفيين الذين تجاوز عددهم الخمسين داخل السجون التركية. ربما لن يمر أربعاء آخر على الرجل الواثق بتاريخ العدالة في بلاده قبل أن يجلس القرفصاء فوق بطانيته القذرة ليسمع شخير حارسه غير الأمين.
في تورونتو، وعلى بعد فراسخ من بلاد لا كرامة فيها لصحفي، ارتفعت صيحات خمسمئة حنجرة محتقنة تطالب بالقصاص من الطغاة وأذنابهم في المحاكم والنيابات ودور القضاء، وتناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل من أجل حماية رقاب الكلمات من مقص الرقيب. لكن أصواتهم المبحوحة لن تغني من حبس انفرادي جائر، وصفعات إجبارية من الأكف الغليظة. 
يوما حاول أحمد أن يتجاوز بكاميرته أسلاك المحظور، وبالفعل تقدم الشاب خطوات جريئة في طريق مختلف لم يسبقه إليه مغامر، فأغضب عسكر بلاده، واتهم بالتآمر ضد الأمن والسلم الأهليين، وتحولت القضية من قضية رأي إلى تهمة تخابر. وزاد طين تهمه بلة كتابه "جيش الإمام" الذي عوقب على نشره بالسجن عاما مع النفاذ عام 2011. 
لماذا يكرم الباحثون عن الحقيقة في تورونتو ويهانون ويسجنون ويقمعون في بلادنا؟ ولماذا تصم أمريكا آذانها، بل وتتدخل أحيانا لإيقاف أحكام بالبراءة على بعض صحافيينا كما حدث مع الصحفي اليمني عبد الإله حيدر شائع حين تدخل أوباما شخصيا لإعادة البدلة الزرقاء إليه بعد أن قام بتسليمها لإدارة السجن؟ وكيف يمتلك الصحافيون في بلادنا رؤوس أقلامهم وهم لا يأمنون على رؤوسهم من مشانق الاتهامات المعلقة فوق جدران العدالة الغائبة؟ ومتى يمتلك الصحفيون المحررون أقدامهم ليقفوا فوق منصات بلادهم لتكرمهم على جهودهم المضنية في البحث عن الحقيقة؟ وإلى متى يستمر مسلسل الحبس في اسطنبول والتكريم في تورونتو؟

تاريخ: رجال من قش بقلم/ أحمد عبد الرازق الشاعر


ذات تاريخ، فكر صياد في حيلة يهش بها الطير عن بركة له، فنصب خيال مآتة وسط البركة ليمنع مناقير الطيور الغازية من التهام قوته وقوت عياله. وبالفعل، آتت فكرة الصياد أسماكها، وامتلأت سلته كل إياب بما لذ وطاب، فاطمأن الرجل لرجل القش وآمنه على ثرواته البحرية الداجنة. لكن الطيور التي كانت تعود لأفراخها كل مساء بالحسرة والجوع، قررت أن تغامر بأجنحتها، فطارت قريبا من رجل القش حتى صارت قاب قوسين أو أدنى من رأسه المنبعج. وأغراها صمته وسكونه فحطت فوق كتفيه واعتلت قفاه، فلما لم يحرك ساكنا، رقصت فوق رأسه وطارت بين عينيه. 
وحين رأي الصياد أحلامه الصغيره تتلوى بين مناقير الغزاة، قرر أن يغامر بشيبه، فخلع خيال المآتة من مقر عجزه، وتناول عصاه التي لا تهش ولا تجير، وزرع ساقيه في خضم البركة. وحامت الطيور حوله، واقتربت من شاربه العريض، ووقفت فوق ساعديه المفتولين استعدادا للانقضاض على فرائسها الوادعة، وعندها، تحركت القبضات المحتقنة لتلتف حول سيقان الطيور وخصورها. وعندها أطلق الرجل صرخة غيظ مكتومة، وصاح في الغزاة الصغار: "أيها التافهون، هل تعتقدون أن خيال المآتة سيبقى للأبد؟"
ما فائدة رجال من قش يقفون عند حدود العجز، فلا هم يدفعون طائرات مغيرة ولا يحمون شعوبا وثقت بقبعاتهم الزرقاء؟ ما فائدة خوذات باضت فيها أسراب من طائرات العدو الصغيرة وفرخت؟ وما فائدة رشاشات بطول الأمل، لكنها لا تصدر صوتا ولا تخمد نعيقا، ولا تؤمن من روع؟ أسئلة مشروعة طرحها عمران خان على قادة جيش من القش يقفون فوق حدود مستباحة تطير فوق خوذاتهم المصفحة أسراب الطائرات المغيرة كل يوم لتهلك في بلاده الحرث والنسل، وتبث في قلوب أطفال باكستان الرعب. 
منذ عشرة أعوام، وتحديدا في عام 2004، دشن بوش الإبن حرب طائرات بدون طيار على الحدود الشمالية الغربية لباكستان، وجاء خليفته أوباما ليواصل حربه القذرة في وادي سوات، ليبلغ عدد المنكوبين من المدنيين هناك تسعمئة قتيل، من بينهم مئتا طفل لم يجدوا خيال مآتة من لحم وعظام يحمي خيامهم من لظى الرؤوس المتفجرة. ولم تجد تنديدات نواز شريف رئيس وزراء باكستان ولا توسلاته. كما لم تفلح إدانة المحكمة العليا في بيشاور لمجازر الطائرات الصغيرة في إيقاف انتهاكات حقوق الإنسان الباكستاني لأن ثقة السيد أوباما في دقة تصويباته أكثر من ثقته باستغاثات المصابين وصرخات الثكالى، فالغزو والقصف "لا ينتهكان القانون الدولي" في نظر سيد البيت الأبيض، وليذهب المدونون والحقوقيون إلى جحيم سوات.
ولأن السيد عمران خان يدرك جيدا أن جنود القش عند الحدود لا يخيفون غازيا، قرر أن يخلع نعليه وينزل بقدمين من صلابة إلى قاع البركة العميقة ليوقف الطائرات المغيرة عند حدود مقاطعة خيبر بختنخوا. صحيح أن لاعب الكريكيت السابق لا يملك قوة حكومية يستند إليها في حربه ضد مناقير الغزاة التي تحمل الصواريخ العابرة للجيوش، إلا أنه يمتلك من المال والشعبية ما يمكنه من قطع شريان حيوي يصل بين شمال قوات الناتو وجنوبها فوق حدوده المستباحة. 
عمران خان الذي توسط بالأمس عند قادة جيشه ليسهلوا مهمة الأمريكان في أفغانستان هو نفسه عمران خان الذي يحمل اليوم رشاشا في عامه الواحد والستين ليقاوم أسراب الطائرات الصغيرة التي لا ترقب في دماء شعبه إلا ولا ذمة. فلطالما حذر الرجل أصحاب الريموت كونترول من رجال العمليات الخاصة في البنتاجون من الاستمرار في العبث بالحدود ورقاب الصغار، وهدد بقطع طريق الإمدادات الخاصة بقوات الناتو فلم ينصت إليه أحد. 
وجاءت ضربة الثالث والعشرين من نوفمبر لتصب زيتا فوق هشيم الغضب، وهي الضربة التي أصابت مدرسة فدمرتها، وقتلت أربعة طلاب واثنين من الأساتذة. وفي صبيحة يوم الغضب، وقف عدة آلاف من المحتنقين عند نقطة مرور حدودية ليفتشوا المركبات، ويمنعوا المدد عن رجال الناتو حتى تتوقف الأصابع العابثة عن القفز فوق الحدود الآمنة. "نريد أن نقول لأمريكا من خلال هذه الوقفة أن من حقها حماية أرواح مواطنيها، ولكن ليس من حقها أن تضحي بدولة كاملة من أجل ذلك." يقول عمران خان. ويؤكد رفعت حسين المحلل السياسي والعسكري من إسلام أباد أن الرجل قد تحول بفعلته تلك إلى رجل دولة من الطراز الرفيع. ويبقى السؤال: "إلى متى يستطيع عمران خان الوقوف على قدمين واهنتين أمام أسراب الطائرات المغيرة التي لا تفرق بين رجال من قش ورجال من لحم ومروءة؟

مقالات اجتماعية: لكماتنا المخجلة بقلم/ أحمد عد الرازق الشاعر

قبل سقطة وشيكة بين الحبال، وقف مايك تايسون أمام عدد من مكبرات الصوت يهدر كعادته ويتوعد غريمه لينوكس لويس ويقول: "أنا الأفضل. أنا الأكثر وحشية وقسوة وشرا. ليس بوسع أحد أن يعترض طريقي. وإن كان لينوكس هو الفاتح، فأنا الإسكندر. أنا خير من أنجبت العصور، وأنا الأشد قسوة على مر التاريخ. أنا جوني لستون، وأنا جاك دمبسي، وليس كمثلي أحد. متهور أنا، لكن دفاعاتي منيعة، ولكماتي قاسية." ثم توجه المغتر بأحزمته ليخاطب لينوكس: "أريد أن أنتزع قلبك، وأن ألتهم أطفالك." ثم اختتم خطبته المؤثرة بلكمة وسط الطاولة، ثم أردف: "والحمد لله."
صحيح أن تايسون استطاع أن يحفر اسمه في سجل الملاكمين العظام وأن يحتل المرتبة السادسة عشر بين ملاكمي الوزن الثقيل عن جدارة واستحقاق، إلا أن الرجل لم يستطع الحفاظ على اتزانه أو حزامه الأخير أمام لكمات لينوكس المتتابعة. وسقطت كلمات تايسون الحادة مع واقي أسنانه، فكانت سقطته أشد ألما من حكم إدانته بالتحرش، ومن سنواته العجاف خلف القضبان. ويومها، تألم المشاهدون من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لنكسته، وكأن الرجل كان جعفر بي أبي طالب أو كأن حزامه كان راية للمسلمين في حلبة معركة، وذلك لمجرد أنه حمد الله بعد خطبته الفظة تلك.
كثيرون من الطيبين يربطون الإسلام بذوات معينة، فيتعصبون لها ويصطفون خلفها ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عنها، فإذا سقطت، انهارت مقاومتهم وضعف الإيمان في قلوبهم ووجد الشيطان آلاف المداخل إلى صدورهم الحزينة. وهي مأساة لا تلبث تتكرر في واقع المسلمين في كل عصر، ولو قرأ المسلمون تاريخهم، لما وقعوا ضحية السرف الذي وقع فيه المتحمسون لتايسون ذات جهالة.
يوما، خرج المسلمون للقاء هوازن في اثني عشر ألف مقاتل، وكان هذا أكبر الجيوش عددا في تاريخ الدولة الإسلامية الناشئة، ومن ثم شعروا بالزهو ووثقوا بالنصر، وقال بعضهم لبعض: "لا نهزم اليوم من قلة." وسرت حمى الثقة المفرطة في قلوب المحاربين من المسلمين استصغارا لشأن عدوهم، حتى وأنهم قطعوا مسافة عشرين كيلومترا في أربعة أيام، ولو حثوا السير لقطعوها في نصف يوم لا أكثر.
لكن الجنود لم يعودوا يومها بنفس الوجوه التي ذهبوا بها، فقد اندفعوا بثقل الجيش كله في وادي حنين دون خطة، ولم ينتبهوا للكمائن المتناثرة في بقعة المعركة الواسعة، فلم يغن عنهم وجود النبي بينهم، ولا خطط ابن الوليد وشجاعة الزبير وطلحة وعلي. فقد خرجت فلول هوازن من مكامنها، وأحاطت بجنود المسلمين من كافة الجهات، فأسقط في أيديهم وانهارت قواهم وبلغت قلوبهم الحناجر وظنوا بالله الظنون. 
يوم حنين، لم تغن عن المسلمين كثرتهم، ولم يدفع عن خصر مايك تايسون تاريخه الطويل ولا ثقته المفرطة. فكانت تجربة المسلمين القاسية في وادي حنين حكما سماويا رادعا لكل من يظن أن النصر حليفه لمجرد أنه يقاتل في صفوف المسلمين. وكانت الهزيمة القاسية التي طرحت تايسون خارج توقعات المراقبين أرضا مستحقة وعادلة، لأنه وثق بعضلاته أكثر من ثقته بالمران، ولم يعرف شيئا عن خصمه الذي أوقف قطار تألقه، بل قطع القضبان أمام مستقبله كله.
كان حريا بالمسلمين أن يسجدوا لله شكرا بعد هزيمة تايسون الذي مثل المسلمين أسوأ تمثيل بعد أن تعهد أمام الكاميرات أنه سيقتلع قلب خصمه، بل وسيأكل أولاده. ولو قرأ تايسون شيئا عن خصمه وأعد للجولة عدتها لعلم أن لينوكس لا قلب له ولا أولاد. ولو أن المعاصرين من المسلمين كانوا أكثر رشدا، لوفروا كثيرا من تحيزاتهم الفاضحة لأمثال تايسون الذين يسيئون للإسلام قولا ويهزمونه في عقر داره فعلا، ويتباهون بقوة غير رشيدة لا تعود على المسلمين ولا على الإسلام بأي خير. 
قد يُلتمس العذر لأجيال لم تر في سماء العزة لنا بدرا ولا هلالا، ويُعذر من دفعهم التوق إلى التجاوز عن السقطات الكبيرة لأي قائد يجمع أمرنا، لكننا لا نجد عذرا لمن قرأ التاريخ ودرَّسه، ولا لعلماء الصف الثاني الذين شاهدوا التجاوزات الكبيرة وسكتوا عنها، بل ودفعهم التحيز المخجل أحيانا لتبنيها والدفاع عنها. وأملنا أن يخرج هؤلاء وأولئك عن صمتهم، لأن الصمت عند بعض الهزائم خيانة، وعند بعض الانتصارات قبح. ولله الأمر من قبل تايسون ومن بعده، ولا حول ولا قوة إلا به.

مقالات اجتماعية: اليرموك نكسة أخرى بقلم/ أحمد عبد الرازق الشاعر



من منفى إلى منفى، يواصل الفلسطينيون هجراتهم الجماعية نحو المجهول في انتظار وعد الآخرة. لكنهم مع كل هجرة، يضلون الطريق إلى أورشليم، وتضيق على أقدامهم المتعبة أرض العروبة بما رحبت، وتتشابك أمام عيونهم المتعبة الأسلاك الحدودية المصطنعة لتحرمهم أشبارا من الأرض يوارون فيها جثث هلكاهم. ومن مخيم إلى مخيم تتنقل فواجعهم الكثيرة، لكنهم يموتون في صمت دون شهود ودون شواهد لتظل قبور أطفالهم بعرض الجغرافيا العربية المحاصرة مجهولة النسب.
ففي مخيم اليرموك وحده، بلغ عدد شهداء الحصار خمسة عشر فلسطينيا في ثلاثة أشهر فقط طبقا لإحصائيات أممية باردة، وذلك لأنهم لم يجدوا أوراق كرتون يأكلونها كما يفعل شركاؤهم في الهم - أطفال سوريا. وهكذا، يجتمع على الفارين من الاحتلال إلى الحصار عذابان: النار والجوع. وهكذا يتحول اليرموك من ذكرى نصر مجيد إلى أطلال نكسة جديدة في صفحاتنا العربية المخزية.
ذات عزة، سجل المسلمون أول انتصاراتهم خارج جزيرة العرب، فقهر جيش خالد بن الوليد فلول البيزنطيين، لتصبح اليرموك أهم انتقاضة في تاريخ المسلمين والعالم. واليوم، يسجل بشار الأسد انتصارا مظفرا على كتائب من الصبية الذين لم يجدوا موطئا لأحلامهم الصغيرة إلا أوراق التاريخ وما تبقى من جغرافيا، ليخرج من تبقى منهم على هامش الحياة من دفاتر الحصار إلى برودة الموت. وهكذا يؤكد القائد المظفر للمشككين بتأييد الله وحزبه لحربه المقدسة ضد الحلم أنه أول من انتصر بالرعب والبراميل المتفجرة والجوع والصمت المهين على صبية لا يجدون أوراق كرتون تسد جوعتهم، أو فارسا كهشام بن عمرو ليمزق صحيفة المقاطعة التي علقتها الفئة الباغية فوق قميص الحسين ذات استخفاف بعقول مريديهم.
نجح بشار وحزبه اللبناني في تحويل اليرموك إلى شِعب جديد، وحاصر التاريخ والذاكرة بأكاذيب مفضوحة عن المقدس، حتى جعل القصف طقوسا دينية ودماء أطفال المسلمين مسوحا يدهن به جلودا لا تقشعر من خشية الله ولا من رؤية الأشلاء الموزعة فوق خارطة الشام الممتدة من محيط الجبن إلى خليج الخجل. ولهذا، يسدل بشار ستائر التاريخ الفضية فوق ملامحنا الواحدة ليقسم شركاء اليرموك إلى فئتين: فئة تُحاصِر وفئة تحاصٓر، لكنه لا يعلم أن الفئتين تبغيان، وتذبحان تاريخا من اليقين وسرابا خاله الظمآن ممانعة حتى سقطت أوراق التوت وانكشفت عورات المقاومين.
كان بسوريا قبل حربها الأهلية غير المقدسة نصف مليون مهجر فلسطيني، ذهب نصفهم مع ريح الثورة العاصفة - يعلم الله إلى أين. وفر من الخيام عشرات الآلاف ممن استطاعوا حمل أطفالهم، وقتل منهم ما لا يحصيه عاد، وبقي من سكان المخيم المئة والسبعين بضعة آلاف ينتظرون الموت جوعا أو قصفا، لكنهم يعرفون أن أحدا من الذين شغلتهم أموالهم وأهلوهم من المخلفين لن يهب واقفا على قدمين من شجاعة ليخرق الحصار الجائر ويمزق الصحيفة العنصرية ليعيد المسلمين صفا يرموكيا واحدا.
يقول فليبو جراندي: "إذا لم تتم معالجة الموقف بسرعة، فسوف يموت آلاف المحاصرين، ولاسيما الأطفال منهم." لكن السيد مفوض عام وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين لا يعلم أن سيوف المسلمين مع بشار وإن كانت قلوبهم ضده لأنه يخوض حربهم المقدسة بالوكالة ضد أطفالنا المحاصرين ثأرا للحسين، ويحاصر ويقتل الفلسطينيين لأنه رجل الممانعة الملهم الذي يضحي بالشعب الفلسطيني لإنقاذ القضية الفلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى.
عبد الرازق أحمد الشاعر
أديب مصري مقيم بالإمارات

مقالات سياسية: رابعة العدّوية و الحشود والحناجر المدوية بقلم/ أحمد عبد الله


فهل ما حاق بالإخوان ومما أصابهم من فشل بإدارة الفترة الرئاسية و التى تمتعوا بالحصول عليها فى غفلة من الشعب المسكين الذى لم يتيقن ما إذا كانوا يملكون الخبرة السياسية أو الإدارة والقيادة الواجبة الحكيمة التى تمكنهم من اختيار الأشخاص ذوى الكفاءات لحل كل المشكلات التى يعانى منها الشعب المصرى الطيب المتديّن سواء مسلمين أو مسيحيين .. فقط اختار الشعب الرئيس السابق محمد مرسى و توّسم فيه تديّنه ووّرعه .. لحداثة معاناته ممن نهبوا أمواله واستغلوا كل ثرواته و تركوا له كل أسباب المعاناة . فنسى هذا الشعب أن التدّين والوّرع ليست كافية كمؤهلات لكرسى رئيس الجمهورية .. نحن نطلب مديراً وقائداً حكيماً ..مخلصاً لشعبه .. أميناً يراقب الله وفياً للشعب ..نحن نطلب متديناً رحيماً مع الشعب، قاسياً مع عدوه .. سريعاً ومتأنياً فى القرار تبعاً لمقتضيات الأمور .. يستطيع اختيار مرؤسيه ويملك موهبة قيادتهم.....الخ .. كل هذا لم يتوافر بمحمد مرسى الرئيس السابق الذى أشفقت عليه كإنسان وكما رأيته من الطيبة مثال .من الشرف عنوان .. متردداً بدرجة إمتياز.. يحتاج من يديره ويقوده ويرشده للقرار .. ليس ذنب الرجل .. هذا ما تربى وتَدّرب عليه داخل الجماعة فهذه إحدى سمات تربيتهم حتى يسيطروا على أفرادها ولا يكسر عصا طاعتهم أحد منتسبيهم.. بحيث من يخرج عن طاعتهم لا يجد ملجأ ولا مرشداً كما تعّود فيضيع نفسياً إلا من رحم الله .. كان العيب فينا.. كنا نحن وهو فى مرحلة تدريب على اختيار قائد للمرحلة و مدير للأزمة. و لكن هو لم يستوعب بماذا هو مكلف من قِبل الشعب فلم يحسب الخطوات.. والتحديات التى تواجهه عندما يستلم مهامه ويجلس على مقعد الرئيس .. تعجبت أنه لم يشعر أن المقعد يغلى تحته بالملفات الساخنة العديدة .. التى تحتاج خبراء تبريد أو إطفاء .. ربما إعتقد هو أن سجادة الصلاة والدعاء وحدهم دون التعّقل و التدبر و الاستعانة بالوسائل اللازمة التى خلقها الله .. و منها الخبراء و المتمرسّين بحل المشكلات أو التفكير العقلانى و التحليل المنطقى المعتمد على المعلومات الواقعية .... لم أهدأ إلا عندما تعقلّت وبحثت تيقنت أن هذه أقصى إمكاناته.. فعل ما يستطيعه هو: جماعتة كاملة..ومرشدها.

و فى المشهد البادى لنا حول مسجد رابعة العدوية ..البعض يقلق و الآخرون متوجسون. 

أما بالنسبة للإخوان فهم يحشدون للضغط حتى يصلوا لترضية سياسية تحفظ ماء الوجه أمام مريديهم و منتسبيهم ... الإخوان متخوّفون من السجون ويريدون ضمانات بالمفاوضات .. تنظيم الإخوان معرض للتفكك والانقسام والصراعات الداخلية بسبب الإحساس بالإحباط ممن هم بالصفوف العليا و أيضاً الصفوف المتتالية ... الإخوان يريدون ضمان استمرار جمعيتهم التى تَدّر عليهم المليارات و التى يتحكم بها عدد محدود بالصفوف الأولى..لا يريدون تدخل الدولة بتحديد و مراقبة الإنفاق .. خاصة أنهم لم يتمتعوا بتسجيل جمعية الإخوان المسلمين إنتظاراً لمصادقة مجلس الشورى الذى لم يتم بعد..أيضاً حفظ ماء الوجه أمام العالم كله .

أما بالنسبة لمن هم ليسوا من الإخوان، وتراهم بالمشهد فوق المنصات، تعلو حناجرهم بالتبادل لجماهيرهم الحاشدة و المترقبة لحروف كلماتهم التى تمتلئ بكلمات الله الكريمة التى يتاجرون بها فى هذا المشهد للمكسب السياسى .فمنهم من كان بالسجون وتنفس هواء السلطة وهو يمتلئ يقيناً أن الشعب لن يصدقه أو يقبله من خلال ألفاظ حديثه المعسول عبر وسائل الإعلام و المنابر المختلفة فى المنتديات والمساجد... فلا توجد قضايا يستطيع أن يستقطب مريدين بالمستقبل ينشدهم حديث الصبر والدعّة.. من خلال فضح ظالم و التآسى على المظلوم ووعده بالجنة التى تحتوى المظلومين.. فهم قلقون من فقد مصادر الرزق والشهرة فى ظل سهولة حصول المظلوم لمظلمته ..لذا هم حيارى ولن يستمروا كثيراً بهذا الجمع .. فهم حريصون على حياتهم كما مصالحهم... و سوف يتحيّنوا أول الفرص للإنسحاب من المشهد لأنهم يكنزون كل أسباب المتّع فى الحياة فلن يكونوا حريصين لتركها .

ليس كل الحشد إخوان... معظم الموجودين.. مجموعات ،و كل مجموعة يتّبعون أحد المشايخً ممن يجلسون على المنصة لذا لن يصبروا كثيراً عندما ينسحب شيخهم .. فهم يمنّواأنفسهم بالصبر والجلد أمام وجود شيخهم الذى ما إن تحرك لأجله حتى ينصرف بعده.

أعتقد أن الجمع لن تطول فترة حشده .. طالما تحرك أحدنا ممن يرى العقل نبراساً ينير طريق الوطن ويوجهه ضميره الواعى .. بأملنا وسعينا لتجميع الشعب فى الطريق السوى للبناء.. الإخوان ومن يدعمونهم بالحشد إخوتنا وضمن عماد والتكوين الطبيعى للشعب المصرى .. ولا أشك فى نوايا المحتشدين فى حب الوطن .. فالبعض يفكر وحده مغمض العينين ولا ينظر حوله .. و هم لو كانوا ينظرون حولهم ما كانت أسباب المشهد قد حدثت .. إحتمال أنهم يحتاجون مراجعة أفكارهم وأولوياتهم الشخصية ونظرتهم نحوالطموح الجارف الذى يسيطر على أوصالهم و أفئدتهم.. الذى سيؤدى حتماً إن تمسكوا به إلى هلاكهم و إنهاك الوطن وأيضاً لن يصلوا لمرادهم .... ممكن أن يتفاوض أحدهم ليطمئوا أنهم لن يهانوا أو يسجنوا طالما كانوا مواطنين صالحين ... يطمئنواإلي أنهم سوف يواصلون عملهم الدَّعوّى دون تضييق أواعتقال كما كان يحدث من رجال الأمن سابقاً وطالما لم يحيدوا عن نهج الإسلام الوسطى و أخلاقه ودون التعدى على حريات غيرهم وعدم فرض آرائهم الشخصية ... يجب أن يطمئنوا أنهم لن يقصيهم أحد سياسياً و سوف يكونوا مواطنين يتمتعون بكل الحقوق والواجبات كما لغيرهم .. فقط نطلب منهم ألا يطلبوا أى مميزات ليست لغيرهم .. يجب أن نوقظهم من أوهامهم.. فطالما تكبروا واهمين أنهم أرفع شأناً من المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين .. فنحن فى مرحلة تدمير حواجز التكّبر والتعالى و التفضيل العنصرى الذى زرعه الاستعمار المملوكى و التركى و البريطانى و الفرنسى .. ونريد مخلصين نبذ التكبّر والقضاء عليه بدلاً من أن نُدمَر بسببه .. لا يكون سبباً لتدمير طبقات وُلدَت فوجدت نفسها تتمتع به .. نريد منهم طائعين أن يتخلوا عنه بدلأ من انتزاعه قصراً و سَيَترُك آثاره فى حياتهم جروحاً غائرة....وهذه كلماتى لمن يهدد وهو لا يفقه ما يقول وعندما يواجه بكلماته الرعناء يتراجع جبناً و نذالة لم أرها إلا فى أعداء المسلمين فهو يدفع النفوس للحقد .. حفظ الله الوطن من شر الحمقى والموتورين .. ومن شر أعدائها بالداخل والخارج,,,, 

يا من تردد بين الحشود وتقول قد أيِّنَعت ..أرى كلماتك كل حين قد تراقصت وتمايعت

إن جالت بك الأحلام وأوهمتك حجاجاً وتربعت ..فداخل كل مصرى نفس بن مروان تشبّعت

فأين أنت بالسنينِ والرجالِ إن تفرقت أوتجمعت ..فحكمة الحجاج للقاصّى و الدانى قد أقنعت