سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 26 أكتوبر 2013

قصة قصيرة: منديل ملتصق بقلم/ مروان محمد

يسير بجوار والده العجوز.
لم يكن هناك ما يقال.
ينظر إلى الأمام قليلا ثم ينظر مرة أخرى إلى والده.
يتأمل ملامحه.
تجاعيده.
شعر الأبيض الخفيف.
عينيه التى فقدتا الكثير من الحيوية.
كيف يمكن أن يصف هذه الحيوية؟, هو لا يعرف و لكن يكفيه أن يركز فى عينى والده ليرى أنهما فقدتا نصف حيويتهما على الأقل.
أبوه يحرك شفتيه فى صمت ثم يطبقهما ثم يعاود تحريكهما.
- تعبت من المشى.
يهز الرجل العجوز رأسه و يواصل الصمت.
الشاب يخرج الموبايل و يقلب فيه لبعض الوقت, يجرى اتصال, ينخرط فى حديث جانبى و هو يسير إلى جوار والده الذى توقف بجوار سور الكورنيش يتأمل البحر, توقف الشاب على بعد أمتار يواصل حديثه الحماسى و الضحك المقتضب, والده يتطلع إليه للحظات و هو يدور حول نفسه و يلوح بيده اليسرى ثم ضحكة ثم تكشيرة ثم إنفراجة وجه.
يدير رأسه للبحر مرة أخرى, لم يعد يسعد بيود البحر كما كان من قبل, ربما من كثرة ما عبء صدره بيود البحر, لم يعد صدره يحفل به كما كان قديما.
يستند إلى السور, الشاب يقترب منه, و يقول فى غير حماس:
- إيه البحر حلو.
- حتسافر خلاص.
هل كان صمت الشاب رد كافى؟, بدى كافيا بالنسبة للرجل العجوز و هو يهز رأسه كأنه يعلن إنتهاء الحديث و أنه غير راغب فى مواصلته أكثر من مجرد السؤال, الشاب يقطب, يضع يده على كتف الأب الأيمن و يتأملا سويا البحر, الأب يقول فى هدوء:
- اشترى لى درة مشوى.
الأبن يتحرك فى صمت باتجاه بائع الذرة المشوى, فى حين الأب يخرج من جيبه منديل ورقى يفرشه على سور الكورنيش و يجلس عليه, يتقدم منه أبنه و يناوله الذرة المشوى, يقضم الأب منه عدة قضمات و من ثم ينظر إلى أبنه متسائلا:
- مشتريتش لنفسك ليه؟
- مليش نفس.
- أنت راكن العربية بعيد.
- لأ, أروح أجيبها.
- آه أنا تعبت خلاص.
يتحرك الأبن فى خطوات سريعة ليعبر طريق الكورنيش متجها إلى موقف السيارات, الأب بدون تركيز حقيقى يتأمل السيارات المندفعة أمامه جيئة و ذهابا, حتى تتوقف أمامه سيارة صغيرة, فيستدير ينظر للبحر لا يودعه, و لكن ليتأكد أنه لم يعد يترك لديه ذلك الشعور الذى أعتاد عليه لسنوات طويلة.
لم يبدو حزينا عندما استشعر اللاشىء, بدى غير مباليا, تقدم ببطء اتجاه السيارة, و الأبن يفتح له باب السيارة, المنديل يتطاير مع هواء البحر القوى, يحلق عاليا فى الهواء.
الأب يتخذ مكانه بصعوبة.
المنديل يصطدم بجزع النخلة و يظل ملتصقا بها, الأب يغلق باب السيارة بقوة.
المنديل بعد ثوان معدودة لدى مرور السيارة الصغيرة بالنخلة يواصل تحليقه مرة أخرى محمولا على هواء بحرى قوى فى غير اتجاه معين و لكن فى دوائر متعددة.

10/10/2013

شعر: عامية - فصحى: عاشق يتحدث عن نفسه بقلم/ عادل توفيق


وقف العشاق جميعآ ***** ينطرون كيف اقبلٌ التحدى
وكيفَ أن متيمــــــــآ ***** لا يَقبـــلُ التعـــــــــــــدى
فكُنّ ما شئتَ صبابتآ ***** وأحذر ثوب الذٌل وتَصـــدّى

فالعاشقُ ليسَ ذليـلآ ***** فى بئـر الهوانِ يتـــــردى
فالحبُ يهبُ ســؤدُدآ ***** والقلبُ للحبيبِ بفتــــدى
ومن يقل الحبَ ضعفآ ***** فما سمع صوتآ ولا صدى

وما زاقَ الحٌبَ يومــــآ ***** ولا بدربه قَــد أبتـــــــدى
كالذى يتخبطُ بالقواعد ***** يرفعٌ خبرآ وينصب مبتدى

مقالات أدبية: «قواعد العشق الأربعون» لإليف شافاق بقلم/ أحمد السيد سابق


الانتهاء من «قواعد العشق الأربعون» لإليف شافاق زي الانتهاء من أجازة ممتعة وطويلة في منتجع تركي-فرنسي الطابع مطل على المحيط، لتواجه بعدها عالم الشغل المؤسسي الممل الخنيء، القائم على السستمة وغسيل الدماغ والضغط العصبي وانعدام الأمان. 
عمل جاوز الحد في نواحي الفن والأخلاق والفِكر. أركان متكاملة، وفابريقة بره وجوة، وتقفيل ما يخرش المية. حاجة تعقد فعلًا. دنيا كبيرة في كتاب، تعيش معاها وأنت في المواصلات العامة، وأنت ماشي لشغلك، وأنت راجع من شغلك، قبل ما تنام وبعد ما تصحي، وأنت في البريك اللي محسوبة عليك بالدقيقة. 
كل جملة "متصممة" بشعور مرهف وموهبة خالصة، ومطبوعة قدامك وفاتحة دراعتها عشان تستمتع بيها مرة واتنين وتلاتة، كأنها منتج جميل ملفوف في ورق سوليفان، ومرصوص بنظام على أرفف متوازية، في ماركت كبير من قزاز، بيمر عليه النهار والليل والشمس والغيم، على حسب مود الحدوتة. 
ومع إن الرواية من وجهة نظر "المتزمتين" دينيًّا (من أمثالي) مليان هتش وتخريف يقترب لحد الابتداع والهرطقة، وتصرفات لا يقبلها العقل السليم من أناس مختلي الإدراك (في سياق متناغم تمامًا مع سير الأحداث)، إلا أن مهما كانت خلفيتك ووجهة نظرك، لا تملك إلى أن تسلم نفسك لروعة الحكاية وسلاسة الأسلوب وجمال روح الكاتبة الطافح من كل كلمة (لو أنت قارئ محايد).
«قواعد العشق الأربعون» عمل ينضّف الدماغ، ويمثل نقطة مضيئة في عالم الآفات وطفح المجاري اللي إحنا عايشين فيه الآن، وفيه كل مكونات النجاح في الرواية المعاصرة، من قتل وجنس ودعارة ومتطرفين ومنافقين وسكارى، لكن مقدم بطريقة راقية وإحساس مرهف (مع كامل الاحترامات للروايات البشعة والصادمة).
شكرًا لإليف شافاق اللي أبدعت منتج ألذ من الشيكولاته وأنعم من الآيس كريم وأحلى من العسل المُصفّى، وأفيد منهم جميعًا، لأن في الوقت اللي فيه الشيكولاتة والآيس كريم والعسل ينتهوا للمعدة والمصارين، ويتحولوا في النهاية لغازات وفضلات، منتج إليف شافاق بيروح للدماغ فورًا زي المخدرات، وينخشش فيها للأبد.

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

قصة قصيرة: جائزة للقتل بقلم / سليم عوض عيشان

تنويه :
النص من وجهة نظر الكاتب .. هو نص اجتماعي فحسب ..
أما إذا كان للقارئ وجهة نظر أخرى مختلفة .. كأن يكون النص سياسيًا .. يقصد به الكاتب ( تكميم الأفواه ) ... أو ( قتل حرية الرأي والفكر ) ...
فللقارئ حرية الرأي المطلقة ...
============================

( جائزة للقتل )
" موت من النوع الرديء "

احتدم النقاش بينهما كالعادة كل منهما يحاول جاهداً أن يقنع صديقه بوجهة نظره فلا هذا يقتنع ولا ذاك يستطيع الإقناع فليس لدى أي منهما أدنى استعداد للتنازل ليفهم وجهة النظر الأخرى من صديقه...
مثل هذا النقاش والاحتدام كان يحدث كثيراً بينهما ، أحياناً حول أمور لها قيمة .. لها معنى .. ولكن في كثير من الأحيان كان النقاش يحتدم حول أمور ليس لها قيمة أو معنىً على الإطلاق ...
النقاش بينهما كان يأخذ أشكالاً معينة ، ولكنه على كل حال لم يكن ولو لمرة واحدة نقاشاً هادئاً ، متزناً ، فمثل هذه الكلمات ليس لها وجود في قاموس نقاشهما .. ولكن الأمور لم تصل في لحظة إلى درجة الاشتباك بالأيدي أو استعمال الأدوات الأخرى ، فإذا كان الصراخ ينهى نقاشاً يوماً ما ، فإن هذا الصراخ ذاته لم يكن مناسباً لإنهاء نقاش آخر في اليوم التالي ، الذي قد تستعمل فيه الشتائم والألفاظ النابية والغريبة ولكن هذا وذاك لم يمنعا أن يكون اجتماعهما في اليوم التالي للنقاش حول أمر آخر ..
هما صديقان مثقفان كل منهما حاصل على شهادة جامعية ، لهما مكانتهما في المجتمع ، تجمع بينهما المهنة الواحدة ، العلم ، التعليم ، تجمعهما أمور أخرى كثيرة يصعب حصرها ، لا يفرق بينهما سوى اعتناق كل منهما لمذهب فكرى مغاير لمذهب صديقه فكل منهما يتحمس لمذهبه الفكري على حساب النقاش الموضوعي وعلى حساب مفهوم الصداقة ..
في نهاية كل نقاش ، كان كل منهما يقسم بأغلظ الأيمان بأن لا يلتقي بصديقه بعد هذا اليوم ولن يحاول محادثته على الإطلاق ، الغريب في الأمر أن مثل هذا القسم كان يتكرر يومياً..
احتدم النقاش بينهما كالعادة وازدادت حدته ويبدو بأن الصراخ لم يضع حداً ، لا ولا الشتائم والسباب والألفاظ النابية فكل منهما متمسك برأيه ومتحيز لوجهة نظره ، استعمل المضيف كل الوسائل المتاحة لإنهاء الموقف طالما أن صديقه الضيف يأبى الاقتناع ، لم يجد المضيف في النهاية بداً من اللجوء إلى أمر لم يفكر بنتائجه مسبقاً واستعمله في لحظة تغيب فيها العقل والمنطق ، كان السلاح الذي استعمله ضد صديقه الضيف رهيباً وقاتلاً ، فوجئ المضيف على أثره بالضيف يهوى إلى الأرض مترنحاً ، حسبه في البداية غير جاد فيما يفعل أو لعله يقوم بحركات مسرحية ذات دلالات جديدة ، ولكنه تأكد بعد لحظات بأن صديقه الضيف لم يكن يتصنع الموت ، فلقد تهاوى الرجل إلى الأرض فاقداً للحياة حقيقة، اضطرب المضيف لحظات ولحظات وهو لا يكاد يستوعب ما حدث.
فها هو قد قتل صديقه بطيشه وجنونه واندفاعه لقد استعمل سلاحاً قاتلاً ضد صديقه لينهى النقاش على غير العادة ، لقد صرخ في وجه صديقه بجنون:
- أخرج من هنا ، فأنت رجل بلا مبادئ.
لقد كان الأمر قاتلاً بالنسبة للضيف فكيف يتهمه صديقه المضيف بمثل هذا ؟ وكيف يجرؤ أن يتهمه بأنه رجل بلا مبادئ ؟ لقد كانت صدمة قوية ، كانت التهمة قاتلة.
تحير المضيف " القاتل " في أمره بعد أن أدرك خطورة موقفه ، وبعد أن هدأ للحظات قليلة ، كان يلقي بنفسه إلى جانب جثة صديقه ، يتمرغ إلى الأرض، يتمسح بجثة صديقه يستحلفه بأغلظ الأيمان أن ينهض . فلما أدرك إستحالة ذلك ، بكى ، ثم ضحك جلس إلى الأرض ، ثم نهض وصمت ثم صرخ لم يدر ماذا يفعل ليتخلص من هذا الموقف الغريب ؟
لعلها ليلة ، ليلتان ، لم يذق فيهما طعم النوم أو الراحة والاستقرار أو الطعام أو الشراب كان تائه الفكر ، زائغ البصر ، أحس بالجنون يزحف إليه بسرعة ، بل لعله كذلك ، راح ضميره يؤنبه بشدة ، الأفكار تتزاحم إلى رأسه تكاد تفجره ، الصراع الرهيب ، فهل يصل النقاش بين القوم إلى درجة القتل هكذا ؟ وأيّ نقاش هذا ؟ هل حقاً بأن صديقه قد قتل أم أنه يتظاهر بالموت ؟
لم يبرح الرجل مكانه طيلة الوقت ، خوفاً من أشياء وأشياء ، حاول أن يترك المكان للحظات ولكنه لم يستطع ، كان يشعر بأن القوم إذا ما وقع بصرهم عليه فسوف يكتشفون فعلته الشنعاء حالاً ، فضل أن يتوارى عن الأنظار حتى لا يكتشف ولا يفتضح أمره.
طرقات متوالية على الباب الخارجي ، اهتز ، انتفض ، ارتعش ، كاد أن يقع إلى الأرض ، فلقد تبادر إلى ذهنه بأن أمره قد كشف ، ولا بد أنهم حضروا إليه لإعدامه جزاء ما اقترف من إثم وجريمة.
لم تلبث أن ازدادت الطرقات صخباً وضجيجاً ، وازداد الرجل ارتعاشاً واضطراباً ، وبعد لحظات قصيرة خالها الدهر ، تناهى إلى مسامعه صوتاً قد ألفه وألف الاستماع إليه ، صرخ الطفل في الخارج يعلمه بأنه قد أحضر إليه الصحف والجرائد التي تعود إحضارها إليه ، تلاشي عنه شيئاً من اضطرابه وارتعاشه ، تمالك نفسه قليلاً ، نهض من مكانه بتثاقل ، اقترب من الباب باضطراب فتحه برعشة جنونية ، أطل برأسه إلى الخارج اصطدم بصره بوجه الطفل البريء بائع الصحف ، فخاله شيطاناً أو سجاناً ، ابتسم الطفل ابتسامة البراءة والطفولة ، ناوله الجرائد . لم يلبث أن انحنى إلى الأرض يلتقط الجرائد الأخرى التي قذف بها الطفل من أسفل الباب في اليومين السابقين ، تناولها الرجل بيد مرتعشة ونفس مضطربة ، وقلب واجف ، أطال الطفل النظر إليه ببلاهة ، أدرك مأرب الطفل بسرعة ، ناوله النقود دون أن يحصيها . انصرف الطفل ، أقفل الباب بعصبية ، قذف بالجرائد إلى الأرض بقوة ، تناثرت هنا وهناك داسها بقدميه بجنون نظر نحو الجثة الملقاة بإهمال ، بصق نحوها ، أشاح بوجهه بعيداً عنها ، غنى أغنية شرقية قديمة ، ثم أغنية غربية حديثة ، أتبعها بموال وشيئاً من الأوبرا العالمية.
نهض بتثاقل لا يدري إلى أين ، سار فوق الجرائد يدوسها بنعله بقوة ، بصق إلى الأرض بتقزز وقرف وإلى الجرائد ، حانت منه التفاته إلى صورة ضخمة على صفحة الجريدة ، فتاة ذات سمات شرقية ترتدي نصف المايوه البكينى ، إلى جانبها صورة فتاة شقراء الشعر زرقاء العينين ، ترتدي الحجاب الكامل . وبينهما قديس نصف عار !!!. أشاح بوجهه نحو ورقة أخرى ، ثم انتقل إلى ثالثة ، ورابعة ، قصاصة أخرى ملقاة في الركن القصيّ بإهمال ، أشفق عليها اقترب منها ، حملها برفق وتؤدة ، قبلها بحنان وعطف بصق عليها بنزق وعصبية ، أدناها من وجهه ، أبعدها ، شم رائحتها .. حدق بها لفت انتباهه خبر بالبنط العريض والحرف الكبير شدت إنتباهه كلمة بطول القصاصة " جائـــــــــــــــــــــــزة " .
توقف ببصره عند حروف الكلمة ، انتقل إلى التفاصيل بسرعة ، شده صعق ، بهت ، تسمر ، تهاوى إلى الأرض ، استلقى على ظهره ، ضحك ، قهقه ، بكى ، تشنج ، تمعن الخبر جيداً ، تفحص القصاصة قرأ مرة ، ومرة.
استوعب الفحوى ، إنها جائزة حقاً بمبلغ كبير، كبير جداً لمن يأتي بشخص حيّ أو ميت ، فالشخص المطلوب حياً أو ميتاً خارج عن القانون لأنه يناقش ؟ لأنه يفكر ؟ لأنه يحاور ؟ الشخص المطلوب حياً أو ميتاً ، هو نفس الرجل نفس الصديق المقتول ؟ والمطلوب أن يؤتى به حياً أو ميتاً ؟ وها هو ميت ، وها هي الجائزة بانتظاره ، فأيّ حظ هذا ؟ أيّ حظ؟ .
نهض من مكانه بسرعة ، اقترب من جثة صديقه حملها بهمة ونشاط سار نحو الباب الخارجي ، داس الجرائد والصحف بقدميه لم يجد وقتاً لديه للبصق فبال عليها؟
خرج إلى الطريق الطويل ، يحمل صديقه المقتول بيد والقصاصة باليد الأخرى ، لم يلتفت المتطفلون إلى القتيل ، بل انهمكوا في قراءة القصاصة.
وصل إلى قاعة المحكمة ، دخل مزهواً شامخاً ، لم يعترضه أحد ، وصل نحو النائب العام ، ألقى تحت قدميه بالجثة وبين يديه بالقصاصة؟ فغر النائب العام فاه الدهشة والعجب ليس من أجل الجثة ولا من أجل القصاصة ، بل من أجل القاتل فهو رجل رزين هادئ متعلم ، مثقف، فكيف يفعل هذا وذاك ؟!!
لم يلبث العجب والذهول أن تلاشي من ذهن النائب ووجهه .. عندما دخل إلى ساحة المحكمة ألف رجل .. رزينين ، هادئين .. متعلمين ، مثقفين .. يحمل كل منهم بيد
ه جثة ، وفى اليد الأخرى قصاصة جريدة.؟؟!!
--------------------------------------------------------

((( انتهى النص .. وما زال العجب والذهول يستوليان على ذهن النائب العام ووجهه .. بينما كان يدخل إلى ساحة المحكمة آلاف الرجال .. الرزينين ، الهادئين .. المتعلمين ، المثقفين .. يحمل كل منهم بيده جثة ، وفى اليد الأخرى قصاصة جريدة.؟؟!! )))

شعر: عامية - فصحى: إلى حبيبتى بقلم/ سمير عبد الرءوف الزيات

إِلَيْك بَعْضَ مَا أُهْدِي
إِلَيْكِ بَعْضَ مَا عِنْدِي
إِلَيْكِ بَعْضَ أَلْحَانِي
وَآَهَاتٍ مِنَ الْوَجْدِ
فَأُهْدِيكِ مِنَ الأَلْحَا نِ
بَاقَاتٍ مِنَ الْوَرْدِ
وَأُهْدِيكِ مِنَ الأَشْعَا رِ
مَا يَشْدُو الْهَوَى بَعْدِي
أُغَنِّيكِ بِأَنَاتِي بِأَشْعَارٍ تَعِي قَصْدِي
وَمَا قَصْدُ الْهَوَى مِنِّي سِوَى قَتْلِي
بِما أُبْدِي كَأَنَّ الْحُبَّ وَالأَشْعَا رَ
قَدْ صَارَا مَعاً ضِدِي فَيَا رُوحَ الْهَوَى
إِنِّي أَرَى فِي فِتْنَتِي لَحْدِي
يُصَلِّي لِلْهَوَى قَلْبِي صَلاَةَ الْحُبِّ
وَالزُّهْدِ أُصَلِّي دَائِماً أَبَداً
صَلاَةَ الْعَابِدِ الْجَلْدِ أُصَلِّي
فِي خُفُوتِ الْلَّيْـ ـــلِ كَالأَنْوَاءِ وَالرَّعْدِ
فَمَا صَلَّيْتُ يَا عُمْرِي صَلاَةً لِلْهَوَى تُجْدِي
أَتَيْتُكِ وَالْهَوَى يَشْدُو يُغَنِّي
 بَعْضَ مَا عِنْدِي كَلاَمُ الْحُبِّ يَعْصِرُنِي
وَيَعْصِرُ لَوْعَةَ الْوَجْدَ
أَتَيْتُكِ رَغْمَ أَحْزَانِي
وَرغْمَ السُّقْمِ وَالسُّهْدِ
وَرغمَ الْخَوْفِ أَهْوَاكِ
وَرغمَ الْبُعْدِ وَالْعِنْدِ
أُغَنِّيكِ بِأَشْعَارِي غِنَاءَ الْحُبِّ وَالْوُدِّ
هُمَا فِي مِحْنَتِي زَادِي سِلاحِي ، قُوَّتِي ، جُنْدِي
فَأَشْعَارِي تُنَسِّينِي عَنَاءَ السُّقمِ وَالْجَهْدِ
أُغَنِّيكِ بِأَوْتَارِ الْـ فُؤَادِ الْمُجْهَدِ الرَّبْدِ
إِذَا غَنَّيْتُكِ الشِّعْرَ يُغَنِّي بِالْهَوَى نِدِّي
فَلاَ تُصْغِي لِذَاكَ الْوَعْـ ــدِ
إِنَّ الصِّدْقَ فِي وَعْدِي
وَلاَ تُبْقِي بِمَاضِ الْعَهْــ ــدِ
إِنَّ الْحُبَّ فِي عَهْدِي
تَعَالَيْ مُنْيَتِي إِنِّي أُغَنِّيكِ أَنَا وَحْدِي
هَلُمِّي – أَسْرِعِي – هَيَّا
تَعَالَيْ فَالْهَوَى عِنْدِي تَعَالَيْ
وَاسْمَعِي شِعْرِي هُنَا فِي عَالَمِ الْوَرْدِ
فَمَا لِلْبُعْدِ مِنْ وُدًّ وَمَا لِلْحُبِّ مِنْ صَدِّ
أَلاَ رِفْقاً بِهَذَا الْحُبِّ مِنْ نَأْيٍ وَمِنْ عِنْدِ  

شعر: عامية - فصحى: البَحْرُ صَدِيْقِي بقلم / أحمد جمال

البَحْرُ صَدِيْقٌ نَعْشَقُهُ

دُوْمًا يَتَجَدَّدُ مَوْعِدُهُ

وَالطَّيْرُ يُغَنِّي مَوْكِبَهُ

قَمَرٌ فِي لَيْلِي يَرْقُبُهُ

وَعَرُوْسُ الْمَاْءِ تُدَاْعِبُهُ

سَهِرَ السُّمَّاْرُ وَعُشَّقُهُ

يَاْ بَحْرُ بِمَاْئِكَ عَطِّرْنِي 

أَبْدُوْ فِي مَاْئِكَ كَالثِّمِلِ

وَبِطِيْبِ هَوَاْكَ أَنَاْ عَبِقٌ

لَاْ يَخْجَلُ خِلٌّ مِنْ خِلٍّ

يَا بَحْرُ عُبَاْبُكَ يُسْكِرُنِي

بِأَرِيْجِ النَّشْوَةِ وَالْغَزَلِ

وَعُيُوْنِي تُشْبِهُ زُرْقَتُهُ

عَيْنِي بِمِيَاْهِهِ تَكْتَحِلُ

لَا تُبْدِ الدَّهْشَةَ وَالعَجَبَا

فَالبَحْرُ صَدِيْقٌ نَقْصُدُهُ

وَأَبُوْحُ بِسِرِّي فِي نَجْوَى

ثَغْرِي فِي شَوْقٍ قَبَّلُهُ

وَيَغَاْرُ حَبِيْبِي مِنْ بَحْرِي

قَلْبِي يَهْوَاْهُ وَيَعْشَقُهُ

البَحْرُ صِدَيْقٌ نَذْكَرُهُ

دُوْمًا يَتَجَدَّدُ مَوْعِدُهُ

وَالطَّيْرُ يُغَنِّي مَوْكِبَهُ

قَمَرٌ فِي لَيْلِي يَرْقُبُهُ

وَعَرُوْسُ الْمَاْءِ تُدَاْعِبُهُ

سَهِرَ السُّمَّارُ وَعُشَّقُهُ

مقالات سياسية: السيسى الرئيس الحالى و القادم لمصر ! بقلم/ هانى مراد

 الخميس

 17/10/2013

اتاحت لى فرصة الاجازة وهدوء اعصابى فى البلد الى جانب التزام الصمت وعدم الانفعال كما كنت سابقا ان اقترب اكثر من كل الاراء ،المتطرف منها والمعتدل ، الموافق لى والمخالف ، وكذلك الملتزم للحياد 
كل تلك الاراء والمواقف اتاحت لى ان اقرأ قراءة حيادية للموقف خلعت فيها اى انتماء سياسى او غيره وتجردت لله والله على ما اقول شهيد ، فقد تجردت لاحلل ما يحدث بمصر ودعونى ابدأ معكم من الاخوان ورئيس مصر المعزول الدكتور محمد مرسى :ــ
دعونى ابدأ معكم من بعيد ففى البداية وبعد نجاح الثورة مباشرة ( كما ظننت انا شخصيا )فى البداية تعهد الاخوان انهم لن يرشحوا رئيس منهم فى تلك الفترة ثم عدلوا عن ذلك وقاموا بترشيح الشاطر بدعوى انهم شعروا بالخطر وعندما تم استبعاد الشاطر كانوا على اتم الاستعداد لمثل تلك الخطوة فقد امنوا انفسهم بترشيح مرشح اخر اطلق عليه البعض ( استبن ) وللامانة اكثر ما جعلنى ادعم مرشح الاخوان الدكتور مرسى موقفهم هذا وموقف لجنة الانتخابات الرئاسية من استبعاد الشاطر ورجل المخابرات السابق عمر سليمان ومعهما الشيخ حازم صلاح فى تمثيلية لا تخفى على جاهل .
ظننت من موقف الاخوان هذا انهم رجال المرحلة وانهم واعون لكل ما يحاك بالبلد لاعادة بل قل لتثبيت النظام الذى خلع رئيسه وأُبقى على كل ممثليه ولذلك وقفت معهم وايدتهم وبذلت كل ما بوسعى للمشاركة فى انجاح مرشحهم وقد حدث والحمد لله وعلى ذلك توقعت ان يقوم رئيس مصر بعملية تطهير جذرى للفساد والفاسدين ولكنه للاسف لم يفعل ضعفا ربما او مواءمات سياسية وترك جيوش الاعلام المأجورة تنخر فى عظام نظامه الوليد الذى ظننته قويا لكنه للاسف سرعان ما اظهره ضعفه وهوانه .
اريد فقط ان اقول هنا لكل من يقول ان الدكتور محمد مرسى لم يأخذ فرصته كاملة راجع نفسك فقد تولى الرجل حكم البلاد عام كامل زادت فيه المصاعب والمشاكل ولا تتحجج بان الكل كان ضده لانه من المفترض انه اتى للحكم وهو يعلم انهم جميعا ضده وقد كان عليه بدلا من ان ينخدع وينساق خلفهم ويأتى بالسيسى (الذى عزله) وزيرا لدفاعه ليؤكد فشله ، وليس هذا الفشل فشل رئيس وفقط بل فشل جماعة كاملة انتخبناها جميعا من خارج الجماعة ظنا منا انهم على قدر المسؤلية والظرف وكان اولى بهم ان يستعدوا اولا قبل ان يخدعونا ويضيعونا ويضيعوا البلد بسبب انهم كانوا اضعف مما تخيلنا واوهن بل كانوا اكثر طمعا فى السلطة وقدرة على المواءمات السياسية التى خدعوا فيها وفشلوا فى اخراجنا من عنق الزجاجة ، والتى لن نخرج منها ابدا .
والان اختم بالقائد الهمام مخلص الشعب من الاخوان السيسى :ـــ
واهم من ظن او يظن ان السيسى حقا اتى ليخلص الشعب من الاخوان الخونة الذين شرعوا فى تقسيم البلد وبيعها لقطر والسودان وغيرهم ، وانه اتى وفعل ما فعل بتفويض من الشعب الذى نزل فى 30/6 رافضا الاخوان وحكمهم ، فالسيسى شارك وخطط لذلك قبل هذا بكثير ، قبل حتى ان يتولى وزارة الدفاع التى قبل ان يكون وزيرا لها ويقسم امام رئيس خائن !! كما يدعى .
السيسى كرجل مخابرات محنك استطاع ان يقنع الاخوان ويخدعهم انهم رجلهم ثم استغل وضع البلد وانقلاب الشعب وللامانة فاغلب الشعب كان قد بدأ يكره الاخوان ويرفضهم ، وذلك كله راجع لاسباب عديدة اهمها ضعف الاخوان وفشلهم والاعلام، المهم استغل السيسى كل ذلك وسارع بعزل مرسى برغم ان مطالب الشعب لم تتعدى وزارة تقنوقراط وربما انتخابات رئاسية مبكرة وبغباء الاخوان لم يتنازلوا اى تنازل وسمحوا بما حدث.
استطاع السيسى ان يستغل الموقف وبحرفية رجل المخابرات وخرج علينا فى 3/7/2013 فى مشهد درامى محبوك مع البابا وشيخ الازهر وممثل حزب النور ورسم لنا خارطة طريق وجاء برئيس هو اقرب لعارض بارع ينفذ بأتقان ما يطلب منه وصدقونى من يحكم مصر الان هو السيسى ومن سيكون الرئيس الفعلى للبلاد فى الفترة القادمة سواء رشح نفسه او لا هو السيسى لانه مهما اتى اى رئيس مدنى فى وجود السيسى فلن يستطيع ان يكون رئيس مصر فعلا الا ان عزل السيسى وان عزله سيثور الشعب من جديد لانه يظن فى السيسى القائد المخلص وان رشح السيسى نفسه فسيؤكد للخارج والداخل ان ما حدث فى 3/7 ماهو الا انقلاب عسكرى مدعوم بتأييد شعبى وسيثور من انخدعوا او من تركوا انفسهم للخديعة ضعفا منهم لانهم لم يستطيعوا ان يقولوا لا واوهموا انفسهم كما اوهم الشعب نفسه فى بداية الثورة بأن الثورة نجحت بخلع مبارك اوهموا انفسهم ارغاما وذلا بذلك .
تبقى لى كلمة فى النهاية اقولها لله لا لاحد ولا اريد بها ان ارضى الا الله وهى:ـــ
الاخوان خدعونا بضعفهم ولا يستحقوا ان يكونوا حاكمى هذا البلد وكذلك 
السيسى خدعنا ودبر لما حدث وهو الرئيس الفعلى للبلد الان وسيكون الحاكم الحقيقى فى المستقبل سواء بترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة (التى لن اشارك فيها فى ظل اوضاع البلد الحالية )او حتى ان ظل وزيرا للدفاع فى ظل اى رئيس منتخب اخر والدليل على ذلك الحرب التى بدأت على عنان لمجرد انه اشاع انه سيترشح للرئاسه لانه لا يريد عسكرى غيره مترشحا .

شعر: عامية - فصحى: مراكب الموت بقلم/ شاكر المدهون

"أُغرقت باخرة تحمل اكثر من 222 فلسطيني كانوا في طريقهم هرباً من سوريا الى الخارج,قابلتهم رصاصات الغدر على شواطيء ليبيا فأُغرقت سفينتهم"
:::::::::::::::::::::::
"اليـــــــــــــــهم,,"...؟؟

ليس لنا في اليابس وطن,,,
وموج البحر لنا القبر,,
نغادر الموت افواجاً,,,
يحملنا موج البحر اكفانا,,
حيتان البحر لنا وطن,,
مراكبنا في اليابس اُغرقت...
فكيف تسير في البحر؟؟!
رصاص الموت يحملنا,,
يعرفنا له اهل,,
اطياف الغدر موعدنا,,
يسابق طيفنا الغدرُ,,
هناك جنود ادمنوا دمنا,,
وفي البحر عصابات,,ترقب نورنا
فنورنا في ظلمتهم هو الذنب,,
لعلنا سرقنا لهم وطنا؟؟!!
ربما كنا لهم سندا؟!!!
كأننا لنيرانهم حطب..
تميد مراكبنا في البحر,,
كأنها تلعب,,
باهتةً رصاصات الغدر تقترب,,
تبتعد شواطئنا عن دنياهم,,
كأن ليس بيننا نسب,,
فلسطين التي نعرف,,
لا تغفر للخاطئين,,
للاعقين دمنا,,
لاتغفر لهم ذنب,,
متى حملنا على اخ سلاحا؟؟
متى خضنا في وحلهم,,
فنحن عن اوحالهم نربوا,,
يقيناً ,,
ان من يحمل السلاح علينا,,
ليس في العرب من نسب,,

شعر: عامية- فصحى: شكوى إلى الله بقلم/ سمير عبد الرءوف الزيات

إِلَهَ الْكَوْنِ وَالدُّنْيَا أَمَامِي تُنَازِعُنِي
هُدُوئِي وَاحْتِدَامِي تُنَادِينِي بِفِتْنَتِهَا
فَأَمْضِي إِلَيْهَا مُسْرِعاً وَالْقَلْبُ دَامِ تُنَادِينِي
وَتَدْعُونِي وَقَلْبِي إِلَى كَأْسِ الْمَوَدَّةِ وَالْغَرَامِ
إِذَا مَا كُنْتُ مَهْمُوماً تًرَوِّي أَسَارِيرِي
وَتُغْدِقُ بِالْوِئَامِ تُهَدْهِدُنِي
فَأَسْتَلْقِي إِلَيْهَا فَتَحْمِلُنِي بِحُبٍّ
وَابْتِسَامِ فَأَشْعُرُ عِنْدَهَا أَنِّي مَلاَكٌ
يُلاَمِسُ كَفُّهُ وَجْهَ الْغَمَامِ وَأَشْعُرُ
أَنَّنِي رُوحٌ جَمِيلٌ يَطِيرُ بِنُورِهِ فَوْقَ الزَّحَامِ
وَأَنِّي مَالِكٌ لِلْكَوْنِ وَحْدِي
وَأَنِّي سَيِّدٌ بَيْنَ الأَنَامِ
إِذَا دُنْيَايَ تَلْفِظُنِي وَتَمْضِي
وَتَفْعَلُ مِثْلَ أَفْعَالِ اللِّئَامِ
فَأَصْرُخُ وَالْهَوَى بِالْقَلْبِ يَلْهُو
وَيُثْقِلُنِي بِأَوْهَامٍ جِسَامِ أُنَاجِيهَا
وَأَشْكُوهَا هُمُومِي فَتَزْجُرُنِي
وَتَسْخَرُ مِنْ كَلاَمِي أُعَانِقُهَا –
وَقَدْ مَلَّتْ عِنَاقِي –
مُعَانَقَةَ الْمَشُوقِ الْمُسْتَهَامِ تُرَاوِغُنِي
وَتَجْذِبُنِي بِعُنْفٍ تُعَنِّفُنِي ،
وَقَدْ وَهَنَتْ عِظَامِي
إِلَهِي ، يَا إِلَهَ الْكَوْنِ إِنِّي سَقِيمٌ
مُثْقَلٌ – مُرَّ السَّقَامِ
فَمُرٌّ أَنْ أَرَى نَفْسِي وَحِيداً كَئِيباً
تَحْتَ أَجْنِحَةِ الظَّلاَمِ
فَأَنَّى سِرْتُ تَتْبَعُنِي هُمُومِي
وَأَنَّى كُنْتُ يَحْدُونِي حُطَامِي
فَلَـوْ أَبْكِي يُرَوِّعُنِي بُكَائِي
وَلَــوْ أَشْكُو يُعَانِدُنِي كَلاَمِي
وَمَا قَصْدِي لِغَيْرِكَ 
يَا إِلَهِي فَفَرِّجْ رَوْعَةَ الْكُرَبِ الْعِظَامِ 

مقالات أدبية: تخاريف إمرأة .... تخاريف رجل شرقى جدا بقلم/ ناردين دمون

كان يفتل بإصبعين شواربه الكثّة و يحاول تمليسها و هو يتحدث مع رجل حليق الوجه و أصغر منه سنا:
ـ لو كنت امرأة لأرحت زوجي جدا ( داعب كرشه بيمناه بحركة دائرية و واصل ) سأحرص على وزني و من أجله سأظل رشيقة و ممشوقة القد ،لزوجي حبيبي سأطهو ما لذّ و طاب في أي وقت أراد ، و أنا سأكتفي بصحن سلطة و بعض الرياضة لكون متعة عينه و مهجة قلبه...سأجمع بين جمال "هيفاء " و رقة " ماجدة " و رومانسية " إليسا" ...
لو كنت امرأة سأستيقظ قبله و أتزين ليراني جميلة بخد مورد و شعر من حرير و ملبس مناسب ...و قهوته لسريره ستصل مع وردة جورية فيحير أينا أكثر نعومة أنا ام الوردة ؟
لو كنت امرأة سأتغابى عن خياناتي زوجي فهو " رجل " و يحق له الزواج بأربعة و إن اعتبر كل نساء الدنيا ملك يمينه لا مشكلة فيكفيني منه نظرة و أسعد منه بهمسة ...
لو كنت امرأة سأعفي حبيبي من المصروف و النفقة ،و من بيت أهلي سأحضر له أحضر له المال و الهدايا ،و راتبي من عملي له كله ، يصرف على نفسه أو حبيباته لا يهم ...المهم أن يكون جيبه عامرا و وجهه ضاحكا و مقامه بين الرجال محفوظا ...
لو كنت امرأة و الرجل الذي أحب لا يريد مني الزواج و لا من أهلي الاقتراب لا مشكلة سأكون له كظله و ألازمه في نهاره و ليله و إن مني ملّ سأؤجج نار حبه فالزواج في نظري غير هام فسعادته لدي أهم من كرامتي و كل سمعتي ...
لو كنت امرأة لرضيت بتعدد الزوجات فكل امرأة لها الحق في بعض السعادة و لا ضرر من أن تأخذ أخواتي من رجلي لفترة على أن لا ينسى وجودي فقط و ان يلقي علي بين الفينة و الفينة نظرة ...
لو كنت امرأة لأبعدت أطفالي عن زوجي فلا يزعجونه بطلباتهم و الحاجة لحنانه أو سرقة وقت راحته سأرسلهم عند الجارة أو لبيت أهلي لينعم حبيبي بالحب و الراحة ،و سأتكفل بمصاريفهم و أسهر على راحتهم فهم من صلبه و جزء منه و حشاشة قلبه...
لو كنت امرأة لن أعاتب حبيبي إن تأخر و لا أفتش جيوبه سرا لن أقرب هاتفه بحثا عن رقم امرأة جديدة في حياته و مالي و بريده الالكتروني أو صديقاته على الفيس بوك أو تويتر ...
و إن كنت غنية من أجله سأكون غبية سأمنحه كل مالي فقبل ذلك منحته حياتي ، و لن أحاسبه على ربح أو خسارة فأنا و مالي ملك يمينه له حرية التصرف في حالي و محتالي ...فالمهم أن يكون عني راضية.
لو كنت امرأة سأكتب في حبيبي كل يوم قصيدة و أسجد لله شكرا أنه معي باق و لم يختر بدلي أخرى ...و إن فعل شكرت الله أني جزء من عالمه و يحيطني باهتمامه...
لو كنت امرأة سأضيئ ليالي حبيبي بشموع الهوى ،و أجعله يتمنى لو أن الليل يطول ليظل مني قريب ،فإن كشر ابتسمت و إن ابتسم ضحكت و إن حزن بكيت و إن أراد أن أقبل عليه فعلت و إن فكر في إدباري أدبرت ...و إن فضل الوحدة تركته يرتاح من وجودي و أقتل من اجله فضولي ...
لو كنت امرأة سأكون لحبيبي وفية و لو خانني ألف مرة ،إن غاب حفظته و إن نسيني تذكرته و إن أساء لي سامحته و إن هجرني قبلت بقراره و ركنت لجلاله...
ثم التفت إلى الشاب الحليق و أردف:
ـ ابحث عن امرأة فيها ما ذكرته تعش سعيدا ...و لا تقرب من ذكية فتغلبك و لا من مثقفة فتصرعك ...فلتكن حبيبتك جميلة و إن حصلت على جميلة ـ غبية فأنت ستعيش معها ملكا و هي جارية.

شعر: عامية - فصحى: بحــــــــــــــــار الشـــــــوق بقلم/ شاكر المدهون

كأن بحارنا اشوق,,
كأن هواءنا العشق,,,
كاني حين القاها,,
رياح لهبوبها السبق,,
عقارب الساعات تمضي,,
وميضها كأنه البرق,,
وحين يكون موعدنا,,
ثوانيها هي العمر,,
نجوم الكون تعرفنا,,
نناجيها فتقترب,,
وضوء النجم لنا درب,,
دروب العشق نسترق,,
ومن بسمات محياها,,,
ظلام الليل يرتعب,,
كانها من الشمس قد خُلِقت,,,
بسرعة الضوء نفترق,,
كأن بحارنا الشوق,,,
مراسينا ان اقتربت,,
تباعدنا ليالينا,,
نعيش العمر في شوق,,
كأن هواءنا العشق,,
تمضي بنا الدنيا انفاسا نرددها,,
بلهيب الشوق نحترق,,
تجافينا ليالينا,,
عن الاحلام نبتعد,,
فلا النوم يعرفنا,,
ولا لصحونا رمق,,
كأن بحارنا الشوق,,

ما قل و دل: الأمة العربية بقلم/ محمد حامد

الأمة العربية هذه الأيام لا تتقن ألا الكلام والتغني بالماضي
نحن من أحفاد الانباط...نحن من أحفاد خالد بن الوليد...نحن من أحفاد صلاح الدين.
جمل تتكرر على مسامعنا ونحن أطفال حتى يومنا هذا.
نحن الأن لا شيء.

شعر: عامية - فصحى: رسالة من سجين بقلم/ سمير عبد الرءوف الزيات

إِلَيْكِ يَا حَبِيبَتِي أُجَدِّدُ الْكَلاَمْ
إِلَيْكِ عَبْرَ غُرْبَتِي فِي التِّيهِ وَالظَّلاَمْ
مِنْ قَلْعَةٍ مَحْجُوبَةٍ عَنْ أَعْيُنِ الْلِّئَامْ
أَسُوقُ يَا حَبِيبَتِي بِالْحُبِّ وَالسَّلاَمْ
رِسَالةً مَحْمُولَةً فِي أَرْجُلِ الْحَمَامْ
أَسُوقُ يَا حَبِيبَتِي بِالشَّوْقِ وَالْحَنِينْ
لِتَعْلَمِي أَنِّي هَنَا فِي قَلْعَتِي سَجِينْ
وَأَنَّنِي فِي وحْدَتِي أُخَاطِبُ الشُّجُونْ
أُصَارِعُ الأَشْبَاحَ وَالأَوْهَامَ
وَالجُنُونْ وَلَوْعَتِي ، وَوَحْشَتِي وَالسُّهْدَ ، وَالأَنِينْ
مَا كُنْتُ أَدْرِي أَنَّنِي أَسْعَى إِلَى الْقُيُودْ
فَمَا عَلِمْتُ فِي الْهَوَى شَيْئاً مِنَ الْجُحُودْ
حَتَّى أَتَيْتُ طَائِعاً لِلْوَهْمِ وَالْجُمُودْ
لِلْمَوْتِ يَعْلُو صَوْتُهُ كَالْبَرْقِ وَالرُّعُودْ
تَعِبْتُ يَا حَبِيبَتِي أُرِيدُ أَنْ أَعُودْ
آَثَرْتُ سِجْنَ قَلْعَتِي عَنْ سَائِرِ الْبِقَاعْ
آَثَرْتُهُ عَنْ شِقْوَتِي فِي عَالَمِ الْخِدَاعْ
فَالنَّاسُ فِي أَرْجَائِهِ كُلٌّ لَهُ قِنَاعْ
أَحْسَسْتُ فِيهِ غُرْبَتِي عَنْ وَحْشَةِ الْقِلاَعْ
فَجِئْتُ أَحْتَمِي هُنَا بِالْمَوْتِ وَالضَّيَاعْ
فَلَيْتَنِي مُجَنَّحٌ أَطِيرُ كَالْحَمَامْ
أَطِيرُ بِالْوِئَامِ وَالْـ ـحَيَاةِ وَالسَّلاَمْ
لَكِنَّنِي مُقَيَّدٌ مَصِيرُهُ الزُّؤَامْ
مَصِيرُهُ إِلَى الرَّدَى وَالتِّيهِ وَالظَّلاَمْ
تَعِبْتُ يَا حَبِيبَتِي أُرِيدُ أَنْ أَنَامْ
الآنَ يَا حَبِيبَتِي أُصَارِعُ الْفَنَاءْ
سَتَنْتَهِي حِكَايَتِي فِي عَالَمِ الشَّقَاءْ
وَأَرْتَقِي إِلَى الْعُلا وَأَصْعَدُ السَّمَاءْ
لِعَالَمٍ يَلُفُّهُ النُّورُ وَالصَّفَاءْ وَالْخُلْدُ
يَا حَبِيبَتِي وَالطُّهْرُ وَالنَّقَاءْ
غَداً تَصِيرُ قَلْعَتِي مَنَارَةَ الظَّلاَمْ
وَمَعْبَدِي رَمْزاً عَلَى رَسَائِلِ الغَرَامْ
وَبَعْدُ يَا حَبِيبَتِي تَقَطَّعَ الْكَلامْ
وَفِي الْخِتَامِ إِنَّنِي أُهْدِي لَكِ السَّلاَمْ
وَهَذِهِ رَسَائِلِي يَمْضِي بِهَا الْحَمَامْ  

قصة قصيرة :الصرصار بقلم / سليم عوض عيشان

تنويه ..النص بريء من كل بعد سياسي .. يمس حرية الفكر والرأي ... وخاصة في عالمنا العربي ... فالحكام العرب أسمى وأرقى من أن يصادروا الحريات الفكرية ؟؟؟!!!
اللهم إلا إذا كان للقارئ وجهة نظر أخرى مختلفة ؟؟؟!!!
( الكاتب )---------------------------

بالطبع فإنه ضد المنطق أن يكون لدى الصراصير ملكة التفكير .. فلم يحدث أن شاهد أحداً ما صرصاراً يفكر ، حتى في روايات الخيال العلمي لم يحدث مثل ذلك الأمر .
ولكني شاهدت ذلك بأم عيني .. وسمعته بأذني .. نعم لقد رأيت صرصاراً يفكر ؟! لا .. لم يكن ذلك خلال حلم راودني ذات ليلة ، ولم يكن حلماً من أحلام اليقظة أيضاً ، لقد كان صرصاراً حقيقياً ؟! .
لم يحدث الأمر ليلة الأمس .. ولا ليلة أول أمس ، لقد حدث قبل عدة ليال مضت ، ولم أستطع أن أقول ذلك في حينه لأنني كنت أحسب بأن ما حدث لم يكن سوى ضرب من ضروب الأوهام أو الأحلام ، لكن الأمر تكرر لأكثر من ليلة خلت .. وما زال .
في تلك الليلة الشتوية الباردة ، داهمني صرصار أعجف وأنا ما زلت أجلس إلى مكتبي المنزلي المتواضع أكتب شيئاً ما .. لعله قصة أو لعلها رواية لا أدري ، فكل ما أدريه بأنني كنت منكباً على الكتابة بكل حواسي ، فداهمني ذلك الصرصار بإلحاح غريب .. لست أدري كيف استطاع أن يتسلق المنضدة ليصل أعلاها .. ثم ليزحف سريعاً نحو الوريقات التي كنت منكباً على سكب الحروف والكلمات عليها .
اقترب قليلاً من موضع القلم الملامس للورقة ، توقف وكأنه يسترعي انتباهي ! بحركة لا إرادية أزحته بأن طوحت الورقة في الهواء عدة مرات بقوة وعصبية ، كانت تلك الحركات كفيلة بإبعاده بما فيه الكفاية .
عدت لأوراقي وأقلامي بعد أن قطع الصرصار حبل التفكير وسيل الكتابة ، عدت لاسترجاع الأفكار ورأبها من جديد ، فلما تم لي ذلك أو كاد ، أمسكت بالقلم لأستأنف الكتابة ، فكان الصرصار إلى الورقة أسرع ! حاولت أن أزيحه مرة أخرى بالطريقة السابقة ، فتمسك بالموضع جيداً ، ويبدو أنه قد أدرك أصول اللعبة ، هويت بقبضة يدي بعصبية وقوة كي أقضي عليه ، فتحرك من مكانه قليلاً وكان ذلك كافياً لكي أطلق صرخة مدوية من شدة الألم لارتطام يدي بقوة في المنضدة .
نظرت ناحية الصرصار بغيظ وحمق ، فهيئ لي بأنه يؤدي حركات راقصة شامتة .. وهيئ لي بأنه يخرج لسانه هزءاً وسخرية مني ؟! .. حاولت إبعاده بشتى الوسائل والطرق دون جدوى .. وأخيراً .. لم أجد بداً من وضع القلم جانباً والعودة إلى تأمل الصرصار العنيد .
" هل استسلمت ؟! "
كان السؤال مباغتاً ومفاجئاً .. وبمخارج حروف هادئة خافتة .. حسبت أنها صادرة عن نفسي وداخلي .. ولكني عجبت لخروج حديث الذات إلى حيز الوجود .. وشدهت من ترجمة الأفكار إلى لغة واقع ؟! ابتسمت لغرابة الأمر ، واعتقدت جازماً بأنني بصدد الركون إلى النوم ، وكل شيء في تلك اللحظة التي تفصل اليقظة عن النوم جائز .
تناولت سيجارة أشعلتها بتؤدة ووضعتها في فمي محاولاً طرد النعاس والأفكار المتمردة .
" لماذا لم تجب ؟؟ .. هل استسلمت ؟؟!! "
تلفت حولي أبحث عن مصدر الصوت ، فالحديث لا يصدر عن ذاتي بالتأكيد ، ولست نائماً كذلك .. ولا أحس بارتفاع في درجة الحرارة ؟! ، فلم أجد أحداً .. ألقيت السيجارة جانباً وهي مشتعلة ولم ألحظ بأنها
قد بدأت في إشعال حواف الأوراق .
" أنا هنا .. أنا الذي أتحدث إليك ؟! "
رغم إيماني العميق ، ورغم ثقافتي المتواضعة بأن الأصوات لا يمكن أن تصدر إلا عن بني البشر .. إلا أنني كنت أعتقد بأن بعض الجن أو الشياطين تخاطبني .
" ألم تعرفني بعد ؟؟ أنظر نحوي هنا " .
كاد أن يصيبني مس من الجنون .. فلا أحد سواي في المكان ، رحت أفرك عيني بقوة وأحملق حولي أبحث ببصري هنا وهناك .. لم أجد سواي في المكان .
" إنني هنا .. هنا .. ألا تراني ؟؟ إنني الصرصار !! "
انتابني شك عظيم فيما سمعت أذنيّ .. نظرت ناحية الصرصار المتحفز في وقفته ..
رحت أتأمله بدهشة وعجب .. تمتمت بصوت منخفض : وهل تتكلم الصراصير ؟؟!! .
" نعم تتكلم ؟؟!! "
لاحظت بأن هناك حركات معينة تصدر من فم الصرصار وجسده مصاحبة للحديث الذي تناهي إلى مسامعي .. لم أصدق الأمر .. لم أستوعبه .. اضطربت .. ارتسمت علامات الدهشة على وجهي وحركاتي .
" لا داعي للدهشة والاضطراب .. "
نهضت من مكاني أنوي الفرار مرتعشاً ..
" لا تهرب .. لا تخف .. فمنذ متى يخاف بنو البشر من الصراصير ؟! .. فأنا لن أؤذيك .. لن أؤذيك مطلقاً .. وماذا باستطاعة صرصار مثلي أن يفعله مع رجل بمثل ضخامتك ؟! .. اجلس .. أرجوك " .
كدت أن أفقد صوابي .. هممت أن أصرخ بجنون .. تمتمت بوجل ورعشة :
- منذ متى تتكلم الصراصير ؟؟!!
" إنني لست صرصاراً كما تظن .. بل ..
قاطعته بخوف ووجل :- جنيّ ؟!
" لا .. لست بجنيّ يا هذا "
تمتمت برهبة :- شيطان إذن ؟!
" ولا هذا أيضاً .. أنا لست بشيطان ولا جنيّ .. بل أنا .. إنسان " .

يا للجنون !! يا للحماقة !! كيف يدعي هذا الصرصار بـأنه إنسان ؟! .
" لا تعجب من الأمر هكذا .. ما أقصده بالضبط بأنني كنت إنسان في يوم ما ..
إياك أن تظن بأن هذا كان قبل التاريخ .. الأمر حدث قبل فترة وجيزة .. وجيزة جداً " .
تجرأت قليلاً في السؤال :- ولكن .. كيف أصبحت صرصاراً ؟! .
" أوه .. هذه هي القضية يا سيدي .. وحسناً بأنك بدأت تهدأ .. وتتحدث وتسأل ..
لتعلم يا سيدي بأنني كنت إنسان مثلك تماماً !!.. مفكر .. كاتب وأديب .. متحذلق مثلك أيضاً " .
قاطعته بحدة وانفعال :
- حسناً .. حسناً .. ولكن كيف أصبحت " صرصار " ؟!
" سأختصر الأمر يا سيدي ، سأعلمك بأنني كنت أكثر منك جرأة في الكتابة ،
فاتهموني بالزندقة .. كنت أكثر منك صراحة ، فاتهموني بالوقاحة .. كنت أشد منك تمكناً ونقداً فاتهموني بالكفر .. كنت أشد منك إيماناً بالكلمة وأكثر التزاماً بالهدف ، فاتهموني بالعصيان والتمرد ؟! .
- ثم ماذا ؟؟ .. أخبرني بسرعة ( قاطعته بحدة ) .
" لا تتعجل الأمور هكذا .. فسوف أخبرك بل شيء .. كل ما في الأمر بأنني سجنت .. لأنني متهم بتلك التهم ، تهمة الكتابة .. تهمة حمل القلم والفكر ، لقد نلت كل ما تتصوره وما لا تتصوره من أنواع العقاب القاتل وصنوف الهوان والتعذيب المر الأليم ، كنت أموت في اليوم ألف مرة وأحياناً مليون ، لقد حسدت الصراصير في زنزانتي ، تمنيت أن أكون إحداها ، لأنها حرة في الخروج من المكان الموحش ، بينما أنا مقيد بالسلاسل والأغلال .. حسدت الصراصير لحريتها وتمنيت أن أكون حراً مثلها ، حتى ولو أصبحت صرصار ".
" وقد كان .. فجأة صرت صرصار مثلها .. وخرجت من المكان .. وها أنا أتمتع بحريتي بدون قيود أو سلاسل .. هل عرفت ؟؟!! .. هل فهمت ؟؟!! " .
انسحب الصرصار من المكان يقهقه بصوت مدوٍ لا يتناسب مع حجمه بأي حال من الأحوال .. يتردد صداه في أرجاء نفسي بقوة ورهبة .. وأفقت من شرودي على رائحة الدخان المتصاعد من أوراقي .
نسيت الصرصار وأمره في الصباح ، وأرجعت بأن ما حدث في المساء لم يكن سوى أضغاث أحلام ، أو لعلها أحلام اليقظة .
ولكن زائري الليلي تابع زياراته في الليالي التالية ، يحادثني حديث العقلاء والمفكرين
من بني البشر ، ويبدو فعلاً بأنه قد كانت لدية حصيلة ممتازة من الفكر وسعة الاطلاع ، يناقشني ويبدي أراءه في شتى الأمور والمواقف ، يصوب كلمات أكتبها ، ويبدي وجهة نظر صائب في موقف يحتاج إلى تعديل .. إلى أن كانت تلك الليلة .
طرقات صاخبة مدوية متتابعة على الباب الخارجي لمنزلي .. يصاحبها صراخ مدوٍ بلكنة غريبة على مسامعي ، أصخت السمع جيداً .. نظرت ناحية صديقي الصرصار ، فوجدته مضطرباً مرتعشاً لأول مرة منذ تعارفنا ، سمعته يتمتم بما يشبه الهمس بوجل وارتعاش :
" إنها نفس الصرخات ونفس الطرقات التي كانت على باب منزلي ذات ليله ؟! "
وانسحب من المكان مذعوراً !! .
وجدتني أجلس وحيداً مضطرباً واجف القلب .. ما هي سوى لحظات حتى كانوا يقتحمون المنزل بعد أن حطموا الأبواب وتسلقوا الجدران ، اقتحموا حجرتي وانقضوا عليّ انقضاض الوحوش على الفريسة ، أمسك أحدهم بأقلامي وراح يحطمها بغيظ وحنق ، مال آخر ناحية أوراقي وراح يمزقها بعصبية وعنف ، هوت أيديهم على وجهي بالصفعات وتسابقت أقدامهم إلى جسدي بالركلات ، تهاويت على الأرض ممسكاً بالقلم الوحيد الذي نجا من سطوتهم ، تنبه أحدهم لما في يدي فجن جنونه وانقض عليّ محاولاً تخليص القلم من بين أصابعي المطبقة عليه بقوة ، حطم الأصابع قبل أن يتمكن من تحطيم القلم ، تعاونوا جميعاً على سحب جسدي إلى الخارج وقد تناثرت الأوراق الممزقة والأقلام المحطمة من حولي وقد ازدانت باللون الأحمر،
لم ينس أحدهم أن يتولى مهمة ركلي بقدمه الضخمة بقوة وغطرسة مع كل خطوة يخطوها .
وألقوا بي في الزنزانة الرهيبة ، لم يوجهوا لي تهمة ما .. فيكفي دليلاً للإدانة تلك الأوراق والأقلام التي كانت بحوزتي !! .
لم أعد أعلم للأيام أو الليالي عدداً .. فكل الأوقات عندي ليل مظلم ، فالزنزانة معتمة بشكل رهيب ، زاد في الظلمة تلك الستارة من التهدل والتورم التي انسدلت علي عينيّ إثر اللكمات والركلات ،
تناوب الحراس مهمة تعذيبي الوحشي وضربي بقوة ورهبة على شتى أنحاء جسدي .. وتصفيدي بالأغلال والسلاسل الرهيبة .
شعرت بالموت البطيء يتسلل إلى جسدي المنهك ونفسي المحطمة .. حاولت أن أقاوم أكثر ، أن أصرخ أكثر فلم يعد باستطاعتي فعل هذا أو ذاك .. تمنيت الخروج من ذلك المكان اللعين بأي شكل من الأشكال لكي أرى النور .. الشمس .. الهواء .. الحرية .. الحياة .. فكانت مجرد أماني وأحلام يقظة .
ليالٍ وليال .. معاناة رهيبة .. تعودت عيناي على الظلمة .. بعد أن ارتفعت ستائر التورم إلى أعلى قليلاً … مما سمح لي بشيء من الرؤيا والمشاهدة .. حروف وكلمات على الجدران بخطوط ورسومات مختلفة ، عبارات متباينة ، أسماء متعددة نقشت على الجدران كلها من دم ، حاولت أن أفعل شيئاً مثل ذلك .. لم أكن بحاجة إلى الدماء للكتابة .. فهي تنساب من شتى جروحي .. تناولت شيئاً منها .. كتبت كلمات وكلمات .. سعدت جداً لأنني شعرت بأنني لم أنس الكتابة بعد .. سعدت أكثر لأنني لا زلت أملك فكراً ، أحمل رأياً .
عاد السجان الرهيب ليمارس هوايته السادية بتعذيبي ، عز عليه أن يجد شبح ابتسامة على وجهي ، شاهد الكتابة على الجدران بدماء ساخنة ، جن جنونه ، راح يشطب عبارات الدماء بدماء أخرى جعلها تنساب من فمي ووجهي وجسدي بغزارة ، حاول أن يسكب كل المداد الأحمر الموجود في جسدي بعد أن اهتديت إلى تلك الطريقة الجديدة في الكتابة ، راح يدق رأسي بعجرفة إلى الحائط ليحطم جمجمتي ويخرج ما بها ، لأنه أحس بأنني ما زلت أملك عقلاً وفكراً ، زاول مهنته على مدار الوقت بلا كلل أو ملل .. تركني ليستريح بعد أن أحس بالإعياء والتعب للجهد الشاق الذي بذله !! على أن يعاود اللعبة بعد قليل ، فلعل الغثيان قد أصابه أيضاً لرائحة الرطوبة ومنظر الدماء .
من جديد ، بصيص من الرؤيا يسمح بمشاهدة الأشياء بصعوبة .. عشرات الصراصير اندفعت إلى المكان من زوايا مختلفة ، توقفت قليلاً ثم غادرت مهرولة إلى الخارج من خلال الشق الصغير الموجود أسفل باب الزنزانة ، حسدت الصراصير على ما تتمتع به من حرية ، فباستطاعتها الخروج من المكان الكريه لتنعم بالحرية في الخارج ، حسدتها وتمنيت أن أكون متمتعاً بالحرية مثلها .. ولكن كيف لي بالخروج مثلها ؟؟.
تمنيت في قرارة نفسي أن أكون في الخارج حتى ولو أصبحت صرصار ، تمكنت الفكرة مني فرددتها عدة مرات بصوت أشبه ما يكون بالهمس .. وقد كان ..
بدأ جسدي يتضاءل تدريجياً ، بدأت أطرافي وأعضائي في التغير والانكماش ، هالني الأمر كثيراً ، استمر الأمر لبعض الوقت ، وجدتني وقد أصبحت صغيراً ، منكمشاً جداً ، تغيرت معالمي كثيراً ، صرت أشبه الصرصار .
في اللحظة التالية لم أجد صعوبة في مغادرة المكان ، عندما كنت أتسلل بخفة إلى الخارج من خلال الشق الصغير الموجود أسفل باب الزنزانة !!!

قصة قصيرة: بيضاء شبه شفافة بقلم/ مروان محمد

يكفى أن تعرف أن ما يدور فى خلده حاليا عشرات الذكريات تتدفق كصور تمر أمام عينيه بسرعة شديدة.
بعضها بطىء.
البعض الآخر يمر أسرع مما تستطيع عينيه ملاحقتها.
بعض الصور جامدة.
الآخر متحرك.
بعضها ملون بلون واحد.
بنى ...
أزرق ...
و بعضها أبيض و أسود.
و صور أخرى مفعمة بالألوان.
ليس الجو الشاعرى الذى ينغمس فيه حتى أذنيه هو ما يدفع إليه بشريط الذكريات و يرسم تلك الملامح المستكينة المتأملة على وجهه
أبدا!
و ليست أيضا لحظة صفاء ذهنى كما تتصور.
كل ما فى الأمر أن هناك ذكريات قررت أن تتدفق إلى رأسه بدون مقدمات.
يضرب بأصبعه طرف السيجارة ليطير منها رمادها, و من ثم يسحب نفس آخر.
تتوهج السيجارة بين شفتيه.
يطوحها بعيدا.
و دخان كثيف يفلت من فمه فى أشكال غير منتظمة.
ينظر هناك و لا تسأل أي هناك؟!
لأنه ليس هناك محدد و لكنه فقط ينظر هناك.
لا تعلم هل يتأمل؟!
يشرد ...
يستعيد ذكريات أخرى.
و لكنه يلتقط موبايله من جيبه يقلب فى الأسماء
يتوقف عند أسم معين ثم يقوم ...
بمسحه..
من السخافة أن تتصور بأنه بحذف هذا الأسم فأن كل شىء قد أنتهى و إلى الأبد.
و لكنه يقنع نفسه بذلك على الأقل.
- جاهز يا أحمد.
يلتفت إلى الصوت من خلفه, يهز رأسه و يغادرالمكان معه.
خطواتهم تبتعد و لكن صوتها مسموعا كأنها تضرب الأرض, لا تحاول أن تتصور شىء مبالغ فيه , الأمر لا يتعدى أن وقعها عاليا و فقط!
نور الصالة ينطفىء, حزمة من النور تتسلل من باب الشقة المفتوح إلى الداخل , ثم ينسحب النور فى سرعة إلى الخارج و الباب يغلق هو الآخر.
هل تشعر بالصمت المطبق؟
ليس فقط ألا الستائر التى تتطاير كل حين بسبب نسمة هواء تتسلل من خلال النافذة المفتوحة و ضوء باهت للقمر يتسلل من خلال الستائر البيضاء شبه الشفافة إلى الداخل.
10/10/2013

قصة قصيرة: وش القهوة بقلم/ مروان محمد

حاول أن يختار بين المشاهد الثلاثة المختلفة, المشهد الذى يناسبه, وضع المشاهد الثلاثة أمامه على الطاولة و أخذ يعقد المقارنات بينهم, يفاضل, يطرح السلبيات من الإيجابيات ثم...
نفخة طويلة ...
هذه المشاهد الثلاثة تمثل لديه ثلاثة قرارات, أشبه بمفترق طرق (يمين – يسار- إلى الأمام)
ماذا يختار؟
هذه هى قمة السخافة, أنه عليه أن يختار بين ثلاثة طرق.
الميزة الوحيدة التى يمتلكها أنه يعرف إلى أين سيفضى كل طريق؟
و لذلك اللعبة السخيفة تمارس عليه مرحلة جديدة من مراحل الحيرة
المفاضلة.
فهو يعلم إن قول (لا) سيعنى حتما أنه سينصرف و هو لم يحرز نصرا و لم تكتب أيضا له هزيمة و لكنها مرحلة وسطية بلا معنى, لا تقع فى المنطقة الرمادية و لكنها تقع فى المنطقة سيئة السمعة حيث لا توجد كفة ترجح الأخرى!
إذا قال (نعم) فهذا يعنى أنه أحسن الأختيار و لكن عليه أن يتحمل تبعات قول نعم, و هو ينفر من تبعات قول نعم.
أو ينسحب فى هدوء بالغ و بذلك هو ترك الأمر معلقا, من الممكن أن توصف هذه الحالة بأن يبقى الأمر على ما هو عليه أو لا.
فهو بذلك يفرض على الطرف الآخر أن يتورط معه فى منطقة الحيرة المبتذلة.
اختيار رائع.
عندما اقتربت من مائدته أطاح بالمشاهد الثلاثة من على المائدة, استقبلها بهدوء, جلست.
قاعدة مسلم بها أن يكون الصمت هو الطرف الثالث الجالس على المائدة بينهما.
- حتشربى إيه؟
- أى حاجة يا رفيق؟
بنظره يعيد المشاهد الثلاثة إلى المائدة مرة أخرى, الصمت ينسحب فى أدب, يحدق فى المشهد الأول:
- مش حقدر أكمل.
صدمة ...
ذهول ...
دموع تنساب فى رقة ....
يغادر المكان ....
حسنا, مشهد مبتذل للغاية.
- رفيق.
يرفع عينين تحملان التساؤل.
- أنت جاى عشان تقعد ساكت.
المشهد الثانى.
- خلينا نحاول مرة تانية.
دموع سعادة ربما.
تهز رأسها.
ثم تقول:
- أنت متأكد من قرارك ده و لا حتيجى تنسحب زى المرة اللى فاتت.
المشهد يحترق أمامه بدون أن يلمسه !
- أنت عاملة إيه؟
ترفع حاجبها الأيمن, يلتفت باتجاه الجرسون يقول على عجل:
- أتنين حاجة ساقعة.
ارتبك الجرسون لأن هذا مخالف لبرتكولات عرض الطلبات ثم الاختيار فقال محنقا:
- عندنا شويبس برتقان – ميرندا تفاح .....
- ممكن قهوة مظبوط و واحد شاى.
ذهول يعبث بملامح الجرسون ثم ضيق ثم يومىء برأسه و ينصرف.
الجرسون يشعر بالغيظ لأنه حتى لم يترك له المجال ليسأله " عايز قهوتك إيه؟!"
- بلاش التحفز اللى فى عنيكِ ده الله يخليك.
- أعصابى يا رفيق مبقتش مستحملة.
المشهد الثالث
- لازم ندى نفسنا فرصة تانية نشوف فيها إذا كان فيه قابلية للاستمرار أو لأ.
تعلق عينيها بوجهه, يبدو وجهها باردا بلا أى أنفعال, هو لا يشعر بالطمأنينة لهذا السكون اللحظى, صوتها يعلو كما توقع:
- أنت كل مرة حتعيد على نفس الكلمة و تسيبنى متعلقة.
المشهد يختفى تحت صينية الطلبات و الجرسون يضعها بخفة, يصب القهوة فى الفنجان و يضعها أمام رفيق ثم يضع كوب الشاى و السكراية أمام الفتاة, يسحب الصينية و ينصرف.
- أنا بحبك يا راميس.
ملامحها تلين, تتشنج, عينيها تلمع, إذن هى الدموع, تدور كوب الشاى و هى تنشغل بمفرش المائدة.
يتراجع فى مقعده و هو يتنفس رائحة الراحة, إن كانت للراحة رائحة فهو بالتأكيد يعبء بها صدره الملتهب و يدرك أخيرا أنه من الممكن أن يكون هناك مشهد رابع.
تعلقت عينيه بفنجان القهوة و بالوش الطافى عليها, يغرق فى تفاصيل العروق التى انتشرت على وش القهوة بتدرجات البنى المختلفة من الفواتح حتى الغوامق و يحاول أن يشكل منها عنصر مفهوم.
11/10/2013

قصة قصيرة: تذكرة على حافة الرصيف بقلم/ مروان محمد

تمرر أصبعها على الجلاكسى تاب بسرعة, تبدو منهمكة للغاية, تضع ساق فوق الأخرى و هى جالسة على مقعدها فى محطة المترو, بدون أن ترفع نظرها, ترى الشباب الثلاثة الذين ينظرون إليها, لا يبحلقون فقط فى فضول و لكن يخترقون تفاصيل جسدها بنظراتهم, تراهم بدون أن تضطر إلى نقل عينيها من الشاشة إليهم, تتكهن بمزاحهم السخيف حول ما ترتدى.
تحاول أن تقزم حالة الغيظ بداخلها, تعلم أنه كعادته لن يأتى, سيتصل بها معتذرا أنه نسى أو سيختلق لها أعذار مكررة, تحفظها جميعا, تختلف فيها أسماء الأماكن و لكن تظل تحمل نفس طابع أعذاره المكرر.
لا تعلق آمالا كثيرة على ألتزامه بالموعد.
تتنهد.
تسمع صوت المترو يقترب, تبدأ فى لملمة أشيائها المبعثرة حولها على المقعد المجاور و تضع الجلاسكى تاب فى حقيبتها الوردية القماشية.
تنهض.
و رغما عنها تحين منها نظرة إلى الشباب الثلاثة, الشاب الأوسط يبتسم و هو يضرب زميله فى كتفه.
تبتسم ابتسامة أقرب إلى الضحك و هى تتخيل أن استشعار الفيس بوك يظهر فجأة من العدم ليغطى روؤس الشباب الثلاثة و مكتوب بخط عريض, أحمق!
الشباب الثلاثة يسيئون ترجمة الإبتسامة و يعتبرونها موافقة ضمنية من قبلها, تتحرك نحو باب المترو, يتبعونها فى سرعة, يتكرر فى مخيلتها ظهور العديد من استشعارات الفيس بوك التى تحمل كلمة أحمق و لكن بحجم خط أكبر, يهتز جسدها بالضحك رغما عنها, تتحرك يمينا داخل المترو هم من خلفها يتهامسون فى حماس.
تتجه إلى باب آخر, و فور أن تسمع صفارة إعلان تحرك المترو تقفز من باب المترو إلى الرصيف.
لا تعرف كيف فعلت ذلك؟, و هى تسمع من خلفها صوت رجل يهتف بها: حاسبـ.......
أبواب المترو تنغلق من خلفها و يتحرك المترو فى سرعة و هى تضحك بصوت عالى عندما تتخيل صورة كوميدية لكلب مزعور, فينجرف خيالها أنها تضغط لايك ليصل عدد اللايكات إلى 1000 لايك. تتوقف و هى لازالت تولى ظهرها للمترو, ملامحها مرحة ضاحكة, أيضا مرة أخرى بشكل لا إرادى تدير رأسها يمينا تراه يتحرك بسرعة على حافة رصيف المترو, يتحدث فى الهاتف يلوح لها, تذوب ملامحها المرحة تدريجيا حتى تتجمد ملامحها.
لا تبادله التلويح و لكنها تراقب اقترابه فى صمت هادىء, ينهى الاتصال, يقترب منها و هو يرسم ابتسامة متوترة على شفتيه, يقف أمامها.
- الطريق من مدينة نصر عند عباس العقاد لحد غمرة كان واقف, أنا أول ما وصلت غمرة نزلت و أخدت المترو على طول.
لم تعلق و لكنها بادرت بالتحرك فسار إلى جوارها, أفلتت من يدها بدون أن تشعر تذكرة المترو و هو يقول:
- هو أنت ليه خلتينا نتقابل فى رمسيس؟
التذكرة تتدحرج بضعة سنتميترات حتى تلامس حافة رصيف المترو.
- عشان عايزة أشترى حاجات من هناك.
- من رمسيس.
- أيوه.
- إيه؟
- أنا قولت لـ......
حديثهما يخفت تدريجيا و ذلك الممر الطويل المؤدى إلى مسجد الفتح يبتلعهما حتى يتلاشى صوتهما تماما مع صوت مترو آخر يقترب فى سرعة حتى يتوقف مطيرا التذكرة من على حافة الرصيف, الأبواب تفتح.
أقدام تصعد.
أقدام تهبط.
المترو يغلق أبوابه و هو يطلق صفيره ثم ينطلق مرة أخرى.
10/10/2013