سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 21 سبتمبر 2013

القصة القصيرة: قصتين قصيرتين جدا! بقلمى/ حيد جاسم و المصطفى الركابى

أنت الصباح بقلم/ حيدر جاسم‎

لم احتج للشمس للحظة. .
وانا اراك انت الصباح.


روايه بقلم/ المصطفى الركابى

قرأ ...رواية حياته..وجدها
قصه قصيره جدا.


شعر: عامية - فصحى: انتحار الكلمات بقلم/ منير راجى "من الجزائر: وهران"

يالأمس فقط
كان ميلاد حروف لم يسبق أن دونت
داخل قاموسي الخاص ...
ميلاد حسرة جديدة
و شبح رهيب
يحلق حول كينونتي الذاتية ,
و لم يعد أمامي
غير تصريحات
قلب جريح
و جسد نحيل
أثقلته ارهاصات حب ممنوعة ...
بين القلب و الحب
تراث خراقي ...
بين الجرح و الممنوع
أبعاد أسطورية ,
بين هذا و ذاك
تنطق الحروف
و تنتحر المعاني ...
و يسجل في دفتر العشق
نهاية عهد غير مرغوب فيه ...
و بداية عمر
لا يحسبه الزمن
و لا يدركه العقل ...
بين النهاية و البداية
جرح دام ...
بين العهد و العمر
شريط أسود ....
و بين الزمن و العقل
لحظة شجن ...
هكذا حلقت بي تلك الحروف
في عالمها الرهيب
لأعيش الجرح و الشجن
و أمكث بينهما
شريد الفكر و الضمير
لأعلن بكل اصرار
أنني نزعتك من أعماق ذاتي ...
فاللغات التي نطقت بها شفتاي
و الألوان التي نسجتها يداي
كانت أوهاما
في لحظة شجون ...
كانت أحلاما زائفة
لم تقصد
في حالة اللاوعي ...
بين الوهم و الحلم
تكمن أشيا و أشياء ,
دعيني يا صغيرتي
أودعك بالصمت
ان كنت بالحرف لا تثقين ...
دعيني أودعك
بعدما ودعت قلبي
منذ أن أصبح أسيرا
في غياهب
لا ضياء فيها ...
دعيني أسجل
ضمن قاموسي
ميلاد ذكرى جديدة
تحمل بين طياتها
قلوبا محترقة
و أجسادا منصهرة
و عواطفا مزيفة
و أشواقا شائكة ...
دعيني أسجل _ مجازفة _
كان القدر مسؤولا فيها ...
فلا تسألي قلبي
لأنه اندثر
و فر من هواك ...
انما اسألي الأيام
علها تحمل بين ساعاتها و لياليها
اجابة و تفسيرا
لكلمة _ وداع _

القصة القصيرة: يعمر بيت الحكومة بقلم/ سليم عوض عيشان

مقدمة :

أعتقد بأنه قد حق لنا بأن نستريح قليلاً .. وأن نريح أعصابنا بعض الشيء ، وأن يكون لنا " استراحة محارب " .. عفوًا .. أقصد " استراحة كاتب " قصيرة بعد تلك النصوص الأدبية الدسمة .. ذوات الوزن الثقيل ، وذوات التكثيف العالي .. والتي شدت الأعصاب بشكل مكثف ..
وذلك بأن أقدم لكم اليوم نصاً أدبياً خفيفاً .. ولعله سوف يكون من وزن" الريشة " ..- كخفة ظل بطل النص .. وليس كوزنه بالطبع - .
النص هذا ، هو من النوع المضحك ، الكوميدي ، وما يطلق عليه " الفانتازيا " .
ولكن .. حذارِ .. فالنص ليس بريئاً بما فيه الكفاية ؟؟!!

( الكاتب )
---------------
تنويه وتوضيح لا بد منه :
هذا النص هو من أعمال " الفانتازيا " فحسب .
ولا يقصد به الكاتب أي بُعدٍ سياسي .
ولا يقصد به أيّ حكومة .. خاصة العربية منها !!!
اللهم إلا إذا رأى القارئ غير ذلك ..؟؟!!

( الكاتب )
--------------
اعتذار
سوف أعتذر للجميع سلفًا .. وذلك لطول النص .. حيث عاب عليّ البعض .. بأن نصوصي طويلة ؟؟!! ... ووجب الاعتذار أيضا لمن سبق لهم المرور على نصي عند نشره سابقا ..
------------------

(( يعمر بيت الحكومة ؟؟!! ))

قال محدثي النابلسي العجوز وهو يبتسم ابتسامة عريضة ؛ وقد فتح فاهاً خلا من جميع محتوياته من الأسنان :
- اسمع يا ولدي .. أمران من لا يعرفهما .. لا يعرف نابلس ..
تشوقت للحديث مع العجوز أكثر .. انبريت هاتفاً وبي شوق عظيم للمعرفة :
- ما هما بالله عليك يا سيدي ؟؟؟
ابتسامته أصبحت بمساحة أكبر ... هتف جذلاً:
- أول الأمرين .." الكنافة النابلسية " ..
اندفعت مستبشراً بالمعرفة مردداً :
- ومن في الوطن لا يعرف الكنافة النابلسية ؟؟!! .. أنا أعرفها جيداً .. وأعرف معظم محلاتها الشهيرة والمنتشرة في أرجاء المدينة العريقة ..
- إذن .. فأنت بذلك تعرف نصف نابلس فقط ..
- وما هو النصف الثاني بالله عليك ؟؟؟
- " أحمد سقف الحيط " !
- ماذا ؟؟!! .. إنني لا أعرفه .. لم أسمع بهذا الاسم من قبل ؟؟
- إذن فأنت لا تعرف النصف الآخر لنابلس .
- وما هي حكاية " أحمد سقف الحيط " هذا ؟؟!
- اسمع يا ولدي .. " أحمد سقف الحيط " هذا هو رجل كان يعمل " أجيراً " في أحد محلات بيع الحلويات وخاصة الكنافة النابلسية الشهيرة في المدينة الكبيرة ... القوم كانوا يتهافتون على الشراء من ذلك المحل بشكل غريب .. السر لا يكمن في طعم ومذاق الكنافة النابلسية الرائع فحسب .. بل بوجود " أحمد سقف الحيط " نفسه على رأس العمل في المحل .. لم يكن الرجل يختلف عن باقي البشر في شيء .. سوى روح الدعابة الغريبة التي استولت على الرجل .. فكان يلقي عبارات الترحيب المحببة .. والحديث العذب ... والنكات المختلفة على مسامع رواد المحل فيصيبهم الحبور والسرور أثناء تناولهم الوجبة اللذيذة .. أو خلال قيامه بلف ما اشتروه بشكل غريب ملفت للنظر وبطريقة بهلوانية رائعة . لم يكن هذا كل ما يميز " أحمد سقف الحيط " عن باقي البشر فحسب .. بل هناك أمر آخر ظريف .. ولكنه ظرف من النوع الثقيل .. فلقد كان الرجل فعلاً من الوزن الثقيل .. لذا أطلق عليه البعض لقب " الريشة " على سبيل الدعابة والتفكه !! .. فالرجل كان ضخم الجثة بشكل ملفت للنظر .. يقارب وزنه الثلاثمائة كيلو ؟؟!! .. لا يستطيع التحرك أو الانتقال من مكانه إلا بصعوبة بالغة .. ولكنه رغم ذلك كان يتمتع بخفة الظل وروح الدعابة الدائمة والمرح المستمر .. في شتى الظروف والأوقات ..
كان الرجل – والحال كذلك – يعتبر مَعلماً هاماً من معالم المدينة الكبيرة العريقة .. مزاراً للسياح القادمين من الخارج أو من الداخل .. فلا بد لزائر المدينة من زيارة محل " أحمد سقف الحيط " .. وإلا اعتبرت زيارته للمدينة منقوصة بشكل كبير ؟؟!! .. فهو حديث المجالس في المدينة والمدن الأخرى .. والقرى المجاورة والبعيدة أيضاً .. فأصبح اسمه على كل لسان .
ذات يوم .. كان طفل يبلغ حوالي العاشرة من العمر .. يقود دراجة هوائية في أحد الأزقة الجانبية من المدينة .. لم يلبث أن ألقى القبض عليه أحد رجال شرطة المرور .. لأن الطفل كان يقود الدراجة الهوائية في مكان غير مسموح فيه بسير الدراجات الهوائية .. سأله الشرطي عن اسمه وعنوانه لكي يحرر له مخالفة سير .. بدون تردد أو خوف أو وجل .. قال له الطفل : اسمي " أحمد سقف الحيط " .. تركه الشرطي على أن يحرر له المخالفة فيما بعد ويرسلها له على العنوان الذي أعطاه له الطفل .. ولم يتنبه الشرطي للأمر.. إذ يبدو بأنه ليس من سكان المدينة أو القرى القريبة منها .. ولم يسمع باسم " أحمد سقف الحيط " قبل ذلك .
بعد عدة أيام كان موزع البريد .. يصل إلى المحل الذي يعمل به " أحمد سقف الحيط " ليسلمه إشعار المخالفة .. ولما وصل ناحية " أحمد سقف الحيط " بادره قائلاً :-
- تفضل يا " أحمد سقف الحيط " .. هذا إشعار من الحكومة ..
بادره " أحمد سقف الحيط " بعبارته الفكهة المعهودة .. وروح الدعابة التي يتمتع بها :
- " يعمر بيت الحكومة سيدي .. الحمد لله إللي الحكومة فاكراني .. شو.. بدهم يعطوني مساعدة ؟؟ .. يعمر بيت الحكومة ".
حاول ساعي البريد بكل جهده أن يفهمه بأن الأمر ليس كذلك .. وأن هذه الورقة هي بمثابة مخالفة وليست مساعدة ... ولكن " أحمد سقف الحيط " رفض أن يفهم ذلك .. وأصر على فهمه الخاص بأن الحكومة قد أرسلت له هذه الورقة على سبيل المساعدة ؟؟!! .. ثم غادره الساعي بعد أن بذل كل المساعي لإفهامه الحقيقة دون جدوى .
في اليوم الموعود .. كان " أحمد سقف الحيط " يتوجه إلى قاعة المحكمة .. بعد أن سأل بعض المحلات المجاورة .. وبعض السابلة عن موقعها .. دخل قاعة المحكمة من بابها الضخم الواسع .. محدثاً جلبة وضوضاء .. وقد اعتقد بأن جميع الجالسين في القاعة قد حضروا من أجل استقباله ؟؟!! .. فاندفع نحو هذا يصافحه .. ونحو ذاك يقبله .. ونحو ثالث يحتضنه :
- سلاموا عليكم ... أهلاً سيدي .. أهلاً حبيبي ... كيفك أخي ..
تنبه كبير القضاة لمصدر الجلبة والضوضاء .. فأمسك بـ " الشاكوش " الخشبي المعهود وانهال به طرقاً على المنضدة .. صارخاً بحدة : -
- سكوت .. سكوت .. سكوت ..
لم يأبه " أحمد سقف الحيط " بصراخ القاضي وحدته .. ولا بطرقاته الخشبية المدوية المجلجلة المتتابعة .. بل يبدو بأنه قد تنبه إلى موقع الرجل المهم !! .. فاندفع نحوه كالقاطرة يريد أن يحتضنه .. يقبله .. يصافحه .. فلما تنبه بعض الحراس للأمر .. اندفعوا ناحية " أحمد سقف الحيط " واعترضت طريقه ثلة منهم .. حاولوا إيقاف القاطرة البشرية بكل قواهم وكل جهدهم .. ولكن يبدو أن الرجل قد أصر على ما نوى .. فراح يزيح الحراس العديدين من طريقه .. بكل بساطة .. وكأنه العملاق " جلفر " في بلاد الأقزام .. ولم يلبث أن انضم إلى المدافعين مجموعة جديدة من الفراشين والبوابين والأذنة .. وحاول الجميع إيقاف القاطرة البشرية .. فاستخدم أحدهم مقعداً .. واستخدم آخر منضدة .. محاولين إيقاف زحف القاطرة واندفاعها ناحية منصة القضاة .. بينما غطت أرجاء القاعة ضحكات الحضور وقهقهاتهم للمشهد الغريب .. وسيادة كبير القضاة مازال يستعمل صرخاته المتتالية و" مدقته " الخشبية بقوة وعنف وعصبية .. فضاع صوته .. وصوت " مدقته " بين الأصوات المدوية ..
بالكاد .. تمكن فريق الإنقاذ من إيقاف تقدم القاطرة البشرية واندفاعها .. وقد تملكهم التعب .. وسال منهم العرق غزيراً ... وما كاد الهدوء يخيم بعض الشيء على المكان .. حتى ارتفع صوت الرجل مجلجلاً في جنبات القاعة :-
- سيدي .. يعمر بيت الحكومة .. وين المساعدة سيدي؟؟ أنا حضرت سيدي علشان استلم المساعدة .. المعونة ..
عادت " المدقة " الخشبية للعمل .. وعاد صوت كبير القضاة للصراخ ..
- اسكت .. اسكت .. اجلس ..
- حاضر سيدي ... حاضر ... " يعمر بيت الحكومة " .
.... حاول الرجل أن ينفذ الأمر .. وإطاعة القاضي .. فسكت .. ولما أراد أن يكمل تنفيذ بقية الأمر .. نظر إلى المقاعد .. فوجدها صغيرة لا يتسع أيٍ منها لجلوسه بأي حال من الأحوال ...
فلما تتابعت الأوامر بالجلوس له من سيادة القاضي .. لم يجد بداّ من الجلوس .. على الأرض ؟؟!! فما كان منه إلا أن أزاح الحراس .. وباقي الرجال المدافعين من حوله .. ليفسح لنفسه مكاناً للجلوس ؟؟!! .. فأزاح هذا .. وأبعد ذاك .. ثم أخذ في تنفيذ المهمة الصعبة بين همهمات وهمسات وضحكات الجمهور ..
نزل إلى الأرض على إحدى ركبتيه بتمهل وروية وجهد عظيم .. لم يلبث أن أتبعها بالأخرى بصعوبة .. فلما تم له ما أراد .. بدأ بالنزول على مؤخرته رويداً رويداً .. حتى تم له أخيراً التمكن من الجلوس على مؤخرته التي التصقت بركبتيه وفخذيه ..
بعد أن هدأت الأمور بعض الشيء .. وبعد أن صمت الحضور إلا من همسات وابتسامات .. وبعد أن تمالك كبير القضاة أعصابه .. وبعد أن تمالك بقية القضاة أنفسهم .. وكتموا ضحكاتهم .. راح القضاة يكملون ما تبقى من القضية المنظورة أمام حضراتهم .. فلما تم لهم ما أرادوا .. تنفسوا الصعداء قليلاً .. وفجأة كان صوت القاضي ومطرقته الخشبية يدويان في القاعة :
- القضية التالية ... " أحمد سقف الحيط " ..
ما كاد الرجل يستمع إلى القاضي وهو ينطق باسمه حتى دوى صوته مجلجلاً كالرعد :
- نعم سيدي .. أنا موجود .. أجيت آخذ المساعدة .. شكراً إلك سيدي .. يعمر بيت الحكومة .
صرخ القاضي بحدة :
- أسكت يا رجل ... من أنت ؟؟
- " أحمد سقف الحيط " .. " أحمد سقف الحيط " .. سيدي ..
- إذن .. يجب أن تقف احتراماً لهيبة المحكمة والقضاة .. قف ..
وبدأت رحلة المعاناة والعذاب من جديد .. فها هو القاضي يأمره بالوقوف بعد أن أمره بالجلوس .. تمايل جسد الرجل بتؤدة يميناً .. ثم شمالاً .. . إلى الأمام .. ثم إلى الخلف .. بالكاد .. استطاع أن يرفع مؤخرته عن فخذيه وركبتيه .. ثم أخذ في الاستعداد لإكمال بقية المهمة الشاقة للوقوف .. وبعد محاولات ومحاولات .. وبين ضحكات وهمهمات الجمهور من الحاضرين .. استطاع الوقوف بعد أن هبت مجموعة الحراس والرجال الآخرين لمساعدته في تنفيذ المهمة .. وقد هده وهدهم التعب والإرهاق .. هتف لاهثاً :
- وقفت سيدي ... يعمر بيت الحكومة ..
راح ممثل الإدعاء يسرد لائحة الدعوى بالمخالفة الموجهة إلى " أحمد سقف الحيط " .. واستغرق في الإسهاب والتفاصيل .. فأصيب " أحمد سقف الحيط " بالغثيان وبنوبة تثاؤب ونعاس .. فتمايل الجسد .. وكان أن يقع على الأرض .. لولا مسارعة رجال الحرس والآخرين لإسناد الكتلة اللحمية الضخمة ومنعها من السقوط .. وبعد أن تثاءب الرجل بما فيه الكفاية .. هتف بصوت شبه نائم ..
- سيدي ... يعمر بيت الحكومة .. أعطيني المساعدة .. خليني أمشي سيدي ؟؟!!
راح ممثل الإدعاء يستأنف سرد بقية ملف القضية .. بينما الرجل ينظر حوله في كل الاتجاهات وكأنه لا يعي ولا يفهم ماذا يقول ممثل الإدعاء هذا .. فلما تبين لهيئة القضاة حقيقة الأمر .. تطوع أحدهم بتوضيح الأمر للرجل .. فراح يخاطبه بلهجة بعيدة كل البعد عن لهجة ولغة الإدعاء والقضاء والقوانين .. وراح يفهمه حقيقة الأمر .. ووضح له بأنه قد ارتكب مخالفة سير .. وذلك عندما قاد " البسكليت " في شارع يحظر فيه سير الدراجات الهوائية .
فجأة كان " أحمد سقف الحيط " يرفع عقيرته بالتساؤل بتعجب واستغراب :
- شو هذا " فسقليت " سيدي ؟؟!!
- " بسكليت " .. بسكليت .. يا سيد " أحمد سقف الحيط " .
- ما بعرف شو " فسقليت " سيدي ..
تطوع القاضي باستئناف الشرح وإكمال المهمة .. فتناول لوحة كبيرة على مسند خشبي .. وأمسك بقلم ذو خط عريض .. وراح يرسم " الدراجة الهوائية " برسم توضيحي مبسط ، ثم أردف:
- هذا هو " البسكليت " يا سيد " أحمد سقف الحيط " ..
- يعني شو سيدي ؟؟!! .. شوية أسلاك .. وصاج رقيق .. وعجل كاوشوك رفيع.. هذا هو الـ " فسقليت " ؟؟!!
- أيوه يا سيد " أحمد سقف الحيط " ..
- اسمع سيدي .. والله عشرة " فسقليت " من هذا اللي بتقول عنه ما بيحملوني ؟؟!!
تنبه المدعي العام والقضاة .. وكبير القضاة للحقيقة التي غابت عن الجميع .. فحقاً بأن الرجل ثقيل الوزن بشكل كبير ومن المستحيل أن يقود دراجة هوائية .. ولن تتحمل ثقله أية دراجة حتى البخارية منها .. فكيف غابت عنهم هذه الحقيقة ؟؟؟!!!
تداول القضاة الأمر فيما بينهم بالهمس.. ولأول مرة تظهر الابتسامة على وجه كبير القضاة .. وهو يطرق بمطرقته الخشبية بطرقات أقل حدة .. يتبعها بابتسامة عريضة .. هاتفاً :
- " أحمد سقف الحيط " .. براءة ..
- يعني شو سيدي ؟؟!!
- يعني براءة .. " أحمد سقف الحيط " .. يعني ما فيه مخالفة ؟؟..
- شو .. يعني ما فيه مساعدة سيدي ؟؟!! .. يعمر بيت الحكومة ..
- براءة .. وهيا .. اذهب إلى بيتك يا سيد " أحمد سقف الحيط " .
- مستحيل سيدي .. كل هذا .. أقعد .. أوقف .. تعال .. روح .. وفي الآخر ما فيه مساعدة ؟؟ .. بدي المساعدة سيدي .. يعمر بيت الحكومة ..
صرخ القاضي بشيء من الحدة :
- لا توجد مساعدة .. هيا .. انصرف ..
- شو انصرف هاي سيدي .. بدي المساعدة .. ما بتحرك من هون إلا ومعي المساعدة .. يعمر بيت الحكومة ..
- انصرف .. هيا ..
هدر كبير القضاة بالأمر .. وأشار للحراس والفراشين والأذنة بضرورة إخراج الرجل من القاعة بالقوة .. فاندفع الجميع نحوه .. أحاطوا به .. وحاولوا زحزته من المكان .. فتشبث الرجل بالموقف وبالأرض .. فانضمت إليهم مجموعة أخرى .. ثم أخرى والجميع يحاولون إخراج " أحمد سقف الحيط " من القاعة بالقوة .. والرجل يقاومهم بلا هوادة .. بينما الضحكات المجلجلة من جمهور الحاضرين تغطي أرجاء القاعة ..
خطوة خطوة .. شيئاً فشيئاً .. استطاع الرجال زحزحة " أحمد سقف الحيط " عن مكانه .. وبدأت القاطرة البشرية في التحرك إلى الخارج ببطء شديد بجهود مضنية لمجموعات كبيرة من الرجال .. الذين أصابهم الجهد والتعب والإرهاق .. وانساب العرق من أجسامهم غزيراً .. فلما تمكن الجميع من الوصول بالرجل إلى باب القاعة الضخم .. تشبث " أحمد سقف الحيط " بزواياه الجانبية بكل قوته .. فعملوا جاهدين على إتمام المهمة العويصة دون جدوى .. وقبل أن يفلت الرجل يديه من جوانب الباب الضخم .. كان يطل برأسه داخل قاعة المحكمة .. ويوجه بصره ناحية كبير القضاة .. ويصرخ بصوت جهوري مدوىٍ تردد صداه في أرجاء القاعة :
- سيدي ... " يخرب بيت الحكومة " ؟؟؟؟!!!!

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

مقالات سياسية: إيه الأفكار الغريبة دى يا أخوان ؟ بقلم/ هانى مراد

 الأحد

 15/9/2013

عندما كنت أرفض وبشدة وقفات البلاك بلوك و أقول لماذا لا تطاردهم الشرطة كان الكثير من الأخوان يعلقون على منشوراتى مؤيدين لكلامى ومعجبون به ولا أدرى هل سيعجبهم كلامى هذا أم لا ؟
بصرف النظر عن رأيى فيما حدث بمصر من الإطاحة بأول رئيس مصرى منتخب والأتيان برئيس مؤقت لم أختاره وحكومة أرضى أو لا أرضى عنها فأننى من حقى كمواطن أن أشعر بالأمان وأرفض الأفكار التى تعيق حركة الأقتصاد المصرى أو تعيق حركة الناس بالشارع أو تزيد من معاناتهم. 
أفكار الأخوان فى مقاومة الأنقلاب أفكار غريبة تجعلنى لا أتخيل أن هؤلاء هم الأخوان الذين عرفتهم خلال أكثر من عام هؤلاء الذين ينادون بتعطيل حركة المرور وأقتصاد البلد. 
أفكار الأخوان مثل دعوة الناس لعدم دفع فاتورة الكهرباء أو المياة أو الغاز نوع من أنواع الإفلاس بصدق.
أفكارهم أيضا فى تعطيل حركة المترو وإضافة معاناة على معاناة الشعب الذى يعانى من كل شىء, إفلاس آخر لا أؤيده.
أفكارهم أيضا بتعطل عربيتك على الكوبرى أكبر دليل على أنهم أصبحوا لا يقوون على مواجهة هذا الأنقلاب على الرئيس المنتخب وعلى الشرعية بل أنهم أيضا أثبتوا أنهم أصبحوا منفصلين عن واقع الشعب المصرى وذلك للأسباب الاتية: 
أولا ... فعلاً أكثر من 80% من الشعب الأن, أصبح يؤيد هذا الأنقلاب مما يجعل الأمر أقرب للشرعية لأن الشعب عاوز كده. 
ثانياً ...أقترافكم لنفس أخطاء الهمجيين والبلطجية من أعضاء البلاك بلوك بمحاولة قطع المترو لولا التشديد الأمنى من الشرطة لا يدل على تواطؤ الشرطة وفقط ضد الرئيس المنتخب ورفضهم له بل يؤكد للعامة والجميع أنكم تبحثون عن مصلحة شخصية وعن سلطة أغتصبت منكم لا عن مصلحة الشعب. 
ثالثا ...تظاهروا بالشكل السلمى الذى يريحكم ولو تم تضييق الخناق عليكم ومقاومتكم بشدة واستشهاد العديد من الثوار الحقيقيين على أيدى الشرطة وغيرها فلابد أن تعيدوا تقييم الموقف بأنكم يجب أن تركنوا للعقل وتفكروا مليا كيف تستعيدون شعبيتكم التى فقدت خلال الشهر الماضى لا أن تبتكروا أفكار تضيقوا بها على الناس وتضعفوا بها شعبيتكم. 
رابعا ... فلول الحزب الوطنى والشرطة وغيرهم لن يرضوا عن ما يسمى بثورة 25 يناير التى أظنها كانت وهم كبير عشنا فيه جميعا, هؤلاء جميعا عاشوا عامين ونصف يهادنون ويختفون ويعدون العدة لأسترداد ولاية الأمر من جديد واستخدموا فى ذلك كل السبل المتاحة وغير المتاحة من إعلام وخلافه حتى تمنكوا من قلب الشعب واستطاعوا أن يقنعوا الناس بأنكم ضعاف وقليلى الخبرة ودعاة سلطة وأنتم فى خلال شهر ساعدتوهم على شيطنتكم 
أخيراً أقول للأخوان جميعا
عودوا إلى رشدكم ولا تتيحوا الفرصة لمحوكم من خارطة البلاد السكانية ولا تتيحوا الفرصة لمن يريدوكم أن تكونوا جماعة تعمل تحت الأرض, أن يتمكنوا من ذلك وحقنا لدماء الجميع منكم ومن غيركم, أرضوا بالأمر الواقع وعودوا للعمل السياسى وأسعوا للمصالحة بكل قوة فمثل هذا العمل لا يعد إفلاساً بل بالعكس فرصة أخرى لكم ولنا وللبلد جميعا أن يميزوا الخبيث من الطيب والعند والتفكير فى عكس ذلك سيظل يدخل بكم من نفق مظلم إلى آخر أكثر ظلمة حتى تعودوا جماعة محظورة من جديد وهذا ما يريدونه لكم ففوتوا الفرصة على الجميع و أعملوا لصالح البلد. 

وأرجوا الجميع ممن سيقول لى أن هناك دماء وشهداء والقصاص ولن نتنازل عن الحق لأن العناد سيزيد الدماء ويزيد العند وسيكلفنا جميعاً إجراءات استثنائية وقانون للطوارئ يقيد حركتنا جميعا.
لا تجعلوهم يضعون الدستور بالشكل الذى يرضيهم ولا تعطوهم الفرصة فى إعادتنا للوراء بحجة مقاومة أرهابكم فاثبتوا للجميع أنكم أمناء على هذا البلد بكل معنى الكلمة فرجاء كفانا غباء سياسى سيضيعنا جميعاً ويضيع حقوق أبنائنا وأبنائكم بسبب ما تصرون على الأقدام عليه من تعطيل لمصالح الناس الحيوية فمن تظنون أنكم بذلك تقاوموهم لا يشعرون بما تفعلوه ومن يشعر به فقط هو المواطن البسيط الذى يزداد سخطا عليكم. 
بالله عليكم أطلبوا المصالحة بشتى الطرق وبأى وسيلة وأسعوا لها ما أستطعتم وستعودون كما كنتم وأقوى وما فات يمكن تداركه بالمصالحة والهدوء .... والله على ما أقول شهيد فاللهم أنى قد بلغت اللهم فأشهد.

مقالات أجتماعية: كائن الحب بقلم/ يوسف سليمان


يشتكي بعض الرجال أحياناً من قسوة بعض النسوة !!
تلك القساوة الغير مشاهدة ألا من خلال التعامل ,, 
وقد تبرر المرأه قسوتها ,, بقناعة لديها أنها تعتنق الصح ,, أو ربما تاره أخرى رغبة من حواء ,, أن تمارس ثقافة العناد فقط لا غير ,, 
ولكن وفي المقابل ,, يقول الرجل أن تلك المرأه تتحكم بها ,, ثقافة ,, غير موجودة ,, وهي ثقافة البذل وإيثار النفس من أجل الآخر !
وأن فقد تلك الثقافة في التعامل والسلوك لدى بعض النسوة ! جعل المرأة حادة جداً في التعامل إلى أبعد حدود أو ربما تنطق بالكلمات الغير مبررة وممارسة عدم المبالاة وقتل الأحساس لا لشيىء ,, ألا أنها تفتقد إلى العطاء اللامحدود ! بل العطاء المقنن والمشروط ,, ولكن المرأه تعتلي المنبر للمرة الثانية وتقول ,, أن الرجل جشع وطماع جداً ,, ويريد من المرأة أن تلغي حتى أحاسيسها ,, من أجل رغبات رجل تحبه وتشاركه الحياة !
ما بين مد وجزر و أمواج متلاطمة ,, وما بين فكراً انثوياً يبحث عن شخصيته ,, وما بين فكراً رجولياً شرقي يريد أيضاً أن يعيش ملكاً و أميراً في قلب محبوبته ,, 
هناك رتم ,, الحب ,,, هو المعيار والمحفز للبذل والعطاء ,,, بمعنى أكثر دقة ,, 
كلما كان الحب صادقاً ذو رتم موسيقي عذب ,, ورغبات متبادلة ,, وقناعات مشتركة من أجل الأخر ,, حتماً سوف نشاهد نوعاً من الرقي والتحضر الإنساني في مبدأ التعامل بين شريكين ,,
لا يمكن أن نغفل دور الحب الروحي في أحتواء كل شريك للآخر ,, 
ولا يمكن أيضاً أن نصادر ,, أن الحب دائماً ما ينتصر على أسوء أختلاف , إذا كنا مبدعين ونحترم كائن الحب الذي أجتاح كياننا ,,,
أن لغة الحوار من خلال أيضاً لغة الحب ,, دواء لكل داء حماقة لدى آدم وحواء !,, 
وتطبيق فلسفة العطاء ,, دائماً تكون بشىء مشاهد وملموس؟ ,, وليس فقط أن أشاركك حياتك ,, إذن أنا أعطي !!

شعر: عامية - فصحى: صوفيا بقلم/يوسف سليمان


صوفيا قبلة 
ورق الزيزفون 
وتباريح قطرات الندى 
تنذر 
برائحة الموت 
في سيقان الشجر 
وتراتيل اشتياق الغواني
تبعثر طريقي 
بخلاخل الغوى
أوراق السيسبان تدلي بأعترافاتها 
للقدر
وشروق الشمس تخفي طلاسم 
النهر
يا أيقونة 
الزهر
وعناقيد 
الوهم 
كل مافيي يحتضر

القصة القصيرة: عودة بريخت بقلم/ صبحي فحماوي


عاد بريخت من منفاه إلى بلده ألمانيا، متوقعاً أن يكون الفقراء والمظلومون -الذين قضى عمره ناشطاً للتعبير عن عذاباتهم- على رأس مستقبليه، في ذلك الحفل البهيج الذي يقام له، ولكنه فوجىء بأن المحتفين بعودته، كلهم من غير الفقراء.

الخميس، 19 سبتمبر 2013

مقالات أدبية: لو كنت رجلا!!! ـ تخاريف امرأة ريفية بقلم/ ناردين محمود


آآآآآخ لوكنت رجلا أنا المرأة التي تُسيّرها أقدر حمقاء لتمردت قطعا على قدرها و لقلبت طاولة الطاعة على أم رأسها و غادرت ، لكنت رسمت خريطتي الخاصة على ورق ملون غير الورق الأسود التي خُطت فيها خريطة أيامي الماضية و سأتمرد على ذلك العرف الذي الذي يقول " الرجال لا يبكون أبدا " لكن قطعا و لأني رجل كنت سأبكي أقل ...
لو كنت رجلا لأرتدت الجامعة في الوقت ولما اضطررت لفعل ذلك بعد خمسة عشر سنة من العمل ،و لدرست الصحافة و لكتبت على الأرجح آلاف المقالات و ربما أصدرت كتبي الخاصة و خضت عباب الماء حافية دون أن أغرق...
و كرجل المؤكد أني في سني هذا سأكون قد أحببت أكثر من إمرأة و ربما " كنت زير نساء " ، أحب هذه، أغازل تلك و لعبثت بقلب أخرى ...سأجرب الحب المتمرد الذي يصنع القصص الأجمل و لأعلنت على الملأ أني " أحب" دون أن أرجم بحجارة التقاليد البالية لأني فقط رجل ، عفوا ذكر ...
لو كنت رجلا كنت سأسافر كثيرا ، سأركب طائرات و أغفو في قطارات و في باخرة أراقص موج البحر لكني لم أفعل ذلك لأني للأسف إمرأة ريف مقيدة بقيود رجال القبيلة ...
و ما كان ليبكيني رجل ، بل سأبكي عشرات النساء ولو كنت غير وسيم فلا يعيب الرجل ألا جيبه و كنت سأحرص على أن يكون جيبا عامرا و يدي كريمة لتغدو كل غادة خاتما في إصبعي الصغير ...
لو كنت رجلا كنت سأحظى بحقي الإرث و أسرق دون أن يعاتبني ضميري أو أخاف نوائب الدهر حق أخواتي من الأرث و لا شك لما تردد والدي في اقتناء سيارة لي لأمرح بها في ساحات الحياة و أسرح ،و سأترك خلفي كل أحزاني فإن تضايقت صفقت الباب خلفي و بحثت عن مكان أفرح فيه و أزهو ...لن ألتفت لدموع والدتي و لا لقلق والدي فكلاهما عاش حياته فلما عليهما أقلق؟
و لأني أملك قلب شاعر سأكتب قصائدا جريئة و كتبا لا تعترف بالممنوع و لن أتهم بأني ............فأنا رجل و الرجل إن كتب بجرأة قيل عنه مبدع لكن إن فعلت ذلك امرأة قيل لها في عالمي " أنت ................." ( عذرا لا أستطيع كتابة الكلمة فالا شك أنكم عرفتموها لذكائكم ) ...
لو كنت رجلا و أعيش كالآن في قريتي هذه و في عمري لكنت تركت بيت العائلة من سنين و لاقتنيت بيتي الخاص و لعرفت كل مباهج الحرية و لقدت أحلامي حيث أريد و ليس حيث تريد هي فهي طوع إرادتي و ليست طوع إرادتهم ...لكنت ربما فظة و أنانية و لتحكمت في مصير أخواتي و لضربت عرض الحائط مشاعرهن و لأبكيت كل واحدة على حدى و إن أحبت إحداهن أٌقمت لحبها مقصلة فالحب من حق ذكور القبيلة و ليس من حقها ...
لو كنت رجلا لاختبرت الحياة و أركعتها و سأسير في دروبها واثقا من نفسي لن أفكر في رأي الأخ أو نظر الأخت أو خيبة الوالد فأنا حر و حريتي تعطيني حق الاختيار ، حق الخطأ و تصحيح الخطأ ، حق جرح غيري ، و ترك من أحبني لأني توقفت بكل بساطة عن حبه ،و سأبحث كل يوم عن حب أعنف و أجمل و عن جزر أبعد و عوالم بلا حدود و سأجرب أن أنتهك قواعد الصمت و خرافات العرف و سأترك عالم القيد لعالم لا يعترف إلا بي ، فالمهم أنا و لا شخص أهم مني ...و لقدت نحو سعادتي أحصنة الحزن فلا حزن سيظل في قلبي لأكثر من ساعة فالسرور فقط قدري و لا شيئ غيره أقبل ...
و سأدوس بقدمي على هؤلاء الذين يحسبون أني عنهم لا أستطيع الاستغناء و أتركهم خلف هضاب النسيان يتجرعون كؤوس الندم لأنهم ما اعتبروني تاجا فوق رؤوسهم ...ثم حتى لو فعلوا كنت سأغادرهم لأن مللتهم فحسب ...
و عادت لواقعها مرة أخرى لتجد نفسها أمام موقد تحرك فيها حساء ثقيلا و قالت لنفسها :
ـ يَزْرَا رَبِي ذَشْو يَلاَنْ أٌَقَغْيُولْ يَكْسَاسْ أَشِيوَانْ ـ يعرف الله ما في الحمار فنزع عنه قرونه ـ 

مثل أمازيغي يضرب عندما يدرك أن شخصا ما إذا وصل لمنصب سلطة أو رزق مالا أو نفوذا أو اغتنى بعد فقر سيفسد في الأرض و لفساد سريرته و سوء ما في نفسه و لا ينتظر حصول ذلك بل يتسلط بمجرد تغير صغير في أوضاعه أو اعتقاده بأنه سيحقق شيئا من أطماعه.

مقالات دينية: الأذان بقلم الشيخ/ محمد الزعبى



أركان الإسلام بين الكهانة والديانة- الحلقة الحادية عشرة

الأذان شعيرة من شعائر الإسلام، وهو الطريقة التي اختارها للإعلان عن دخول وقت الصلاة. وقد وردت الإشارة إلى الأذان وكونه من فضائل هذه الأمة في العهد القديم في المزمور 149: «سبِّحوا الربَّ تسبيحًا جديدًا ، سبِّحوه في مجمع الأبرار... ترفيع اللّه في حلوقهم وسيوف ذات فَمَيْنِ في أياديهم» فتسبيحهم الجديد هو الأذان الذي يهتفون به في الجوامع (مجمع الأبرار) وهؤلاء في المزمور نفسه هم الذين «ينتَقِمونَ مِنْ جميعِ الأمَمِ ويُؤَدِّبونَ جميعَ الشُّعوبِ. يُقَيِّدونَ مُلُوكهم بالقُيودِ وأُمَراءَهُم بِسَلاسِلَ مِنْ حديدٍ. يُنْزِلونَ بِهِمِ القضاءَ المكتوبَ، فَيَتمَجَّدُ جميعُ أتقيائِه» ومعروف أن الأمّة الإسلاميّة فقط هي التي تحققت فيها هذه الصفات. وفي سفر أشعيا الإصحاح 42: «ها عبدي الذي أُسانِدُهُ والذي اختَرتُهُ ورَضيتُ بهِ... لا يَلوي ولا ينكسِرُ حتّى يُقيمَ العَدلَ في الأرضِ، فشَريعتُهُ رجاءُ الشُّعو ب... أنشِدوا للرّبِّ نشيداً جديداً، تسبيحةً مِنْ أقاصي الأرضِ. ليَضُجَّ البحرُ وما فيهِ والجُزُرُ وكلُّ سُكَّانِها. لتَرفَعِ القِفارُ والمُدنُ صوتَها والدِّيارُ الّتي يسكُنُها بَنو قيدارَ ليُرَنِّمْ سُكَّانُ مدينةِ سالِعَ، وليَهتِفوا مِنْ رُؤُوسِ الجبالِ. ليُعطُوا للرّبِّ مَجداً ويُهلِّلوا لَه في جُزُرِ البحرِ» وقيدار أحد أبناء إسماعيل كما جاء في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون العدد الثالث عشر. وسالع جبل سلع في المدينة المنورة. والترنُّم والهتاف والنشيد الجديد هو ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشقُّ أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات. 
بعد هذه الإشارة نعود إلى معنى الأذان اللغوي: في كتاب التوقيف على مهمّات التعاريف لمحمد عبد الرؤوف المناوي: «الأذان لغة الإعلام، قال أبو البقاء: وأصله من دخول الكلام في الأذن. وشرعاً الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ مخصوصة مأثورة. قال ابن بري: أَذَّنَ العصرُ بالبناء للفاعل خطأٌ، وصوابه أُذِّن بالعصر بالبناء للمفعول مع حرف الصلة» وتكاد المعاجم تجمع على أن المعنى اللغويّ للأذان هو الإعلام، ولكنّ إشارة أبي البقاء «وأصله من دخول الكلام في الأذن» هامّة في التفريق بينه وبين الإعلام، فالأذان ليس مجرد إعلام لا يبالي بآذان الآخرين، بل إنّ المؤذّن يحرص على أن تدخل دعوته آذان الناس لتتسرّب منها إلى قلوبِهم، وحتّى يحقّق ذلك عليه أن يعيش معانيَ الأذان، وأن يتفاعل معها في حياته، حتى تصبح هذه المعاني رسالتَه وقضيتَه التي يحيا من أجلها، فالمؤذّن هو داعية، يدعو إلى تغيير الإنسان والعالم. أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «ما أرى هذه الآية نزلت إلا في المؤذّنين (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ) [فصلت33]» وقال الشيخ الطوسي في تفسيره التبيان: «روي أنَّها في المؤذنين». ولذلك ينبغي أن تجرى دورات أو حلقات للمؤذنين، يتدارسون فيها معاني الأذان وأبعاده الرساليّة والإنسانيّة والعالميّة.
وقبل أن نبدأ في تفصيل معاني الأذان وعباراته نقف عند موضعين في القرآن الكريم ذُكِر فيهما الأذان، الأول في سورة الجمعة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [الجمعة] هذه الآيات تبيّن الدور الحقيقيّ للأذان، وكيف يجب أن تتفاعل الأمة معه، فالأذان هو النداء لذكر الله الذي يجب أن يشحن الإنسان بالطاقة الإيمانيّة، فهو لا يهدف إلى تعطيل دورة الحياة، وإنما يهدف إلى التسامي بها لتكون لائقة بالإنسان الخليفة الذي سجدت له الملائكة، فلا يجوز أن يكون الاقتصاد والبيع والإنتاج والتجارة واللهو محور الحياة الإنسانية وأساسها، لأنه عندما يكون الاقتصاد والإنتاج المادّيّ محور الحياة فإنه سيعطِّل الجانب الروحيّ والأخلاقيّ في الحياة، وبالتالي سيمسخ الذات الإنسانيّة، ويحوّلها إلى مجرّد منتج أو مستهلك؛ أمّا عندما تكون الخلافة في الأرض لإقامة منهج الله الذي يبني الحقيقة الإنسانيّة ويتسامى بِها، أي عندما تكون العبادة محور الوجود الإنسانيّ، فإنّها لا تعطِّل الإنتاج ولا تضعف الجانب المادِّيّ (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) إذاً بعد انقضاء الصلاة عودوا إلى أعمالكم وبيعكم وتجاراتكم ولكن مزوَّدين بشحنة الصلاة التي تحفظ الذات الإنسانية من المَسْخ المادِّيِّ ، ولذلك (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) فذِكْرُ الله والتقيُّّد بشرعه يجب أن يلازمكم في سعيكم الاقتصاديّ والإنتاجيّ، بذلك تحقّقون غاية الوجود الإنساني في عبادة الله بعمارة الأرض (لعلكم تفلحون)، هذا هو الفلاح الذي دعاكم إليه مؤذّن الصلاة بقوله «حيَّ على الفلاح». وإذا أردت أن تعرف أنّك حقَّقْتَ غاية الأذان والصلاة فَلْتَنْظُرْ إلى أولوياتك، فإذا ما خُيِّرْت يوماً بين المصلحة المادّيَّة الذاتيّة –التجارة أو اللهو...– وبين الاستجابة لمتطلّبات الدعوة والرسالة، فأيّهما تختار؟ إنّ نداء الصلاة لا يستقيم معَ حياة العبث أو معَ خِيار محوريّة الإنتاج والاقتصاد، إنّه نداء بمنتهى الجِدِّيِّة لكي تكون قضيتُك الأولى في حياتك هي فلاح الإنسان، فلا يصِحّ أن نستمع إلى هذا النداء بلامبالاةٍ، ولا يصِحُّ أن نستمع إليه دون أن ندرك أبعاده وأهدافه إلى تغيير الإنسان والعالم، ودون أن نتبنَّى هذه الأهداف.
الموضع الثاني الذي ذُكِر فيه الأذان في سورة المائدة، قال تعالى: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) [المائدة58] فهذه الآية تبيّن موقف فريق من الناس من استماع الأذان (اتخذوها هزواً ولعباً) ومفهوم الهزو واللعب ليس محصوراً في المعنى الظاهريّ فقط، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «من قرأ القرآن فدخل النار فهو مِمّن اتّخذ آياتِ الله هزواً» [البيهقي في الشعب وأبو نعيم في الحلية ورواه العياشي في تفسيره والمجلسي في البحار كلاهما عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام] هذا الحديث يفسّر لنا معنى الاتِّخاذ هزواً، وهو ألا ينعكسَ ما يسمعه أو يقرؤه على حياة الإنسان، ولا تظهرَ نتائجُه في سلوكه وعقيدته وحركته، وكذلك اللعب ليس محصوراً بالمعنى الظاهري، بل هو عدم الجِدِّيَّةِ في ما يتطلّب الجدّ، قال الله عز وجل: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) [الأنبياء] فهذه الآية تبيّن أنّ اللعب ليس هو المتبادر إلى الذهن، وإنّما هو لَهْوُ القلوب ولامبالاتها إزاء قضيّة تتطلّب منتهى الجِدّيّة؛ فآية المائدة إذاً تبيّن أنّ الذين لا يعقلون أبعاد النداء إلى الصلاة (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) يتّخذونَها هزواً ولعباً أي لا يحملونَها على محمل الجِدّ، ولا تظهر نتائج مضامينها في حياتِهم، وبالتالي لا يجعلون قضيّة فلاح الإنسان هي قضيّتهم المصيرية التي يتّخذون إزاءها إجراء الحياة أو الموت.
في الحلقة القادمة: أبعاد التكبير: هذا ربي هذا أكبر- أيها المتدثّرون.. كبّروا ربّكم- أكبر من...- تكرار التكبير: الموقف الثابت والأبعاد الشاملة والعشق الخالد

مقالات سياسية: فهل هي ثورة أم انقلاب؟ بقلم/ مختار الأحولى


كلنا يعلم علم اليقين أن زين العابدين وأصاهره وأقرباء أقربائه حتى، وحاشيته ومن بينها التجمّعية. وحتى احزاب الكارتون والبوتيكات السياسية. التي كانت مفتوحة في عهده. وحتى سابقته من أيام بورقيبة وحوانيته الانفة الذكر. كان غير قادر. ولا حتى مؤهّلة. ولا حتى طامحة في تغيير رأس الهرم. مدام على عهده من رعاية ودعم ومساندة لا مشروطة لها. ولسرقاتها وامتصاصها المتواصل لدم الشعب. ولا حتى لها صفة ثوريّة ومصداقيّة تشفع لها عند الشعب. بأن يتبع وينفّذ مشاريعها السياسية والاقتصاديّة. التي لا تختلف شكلا ومضمونا مع النظام و طرحه. وتعطي حقّ الناس وعرقهم ما يستحقه من مقابل. لذلك كانت في افضل الحالات تطوّرا عشية الرابع عشر من جانفي صامتة وغائبة عن وعي ركّب بمفعول سحريّ تدرّب عليه فاعلوه في مخابر أمريكا(وكان تدريب هؤلاء العينات يستند على قاعدة شديدة وبالغة الحساسيّة تضمن حياد المستعمر وعدم وجوده في الصورة من خلال الخطاب الموجّه الذي كان من صميم الموقع مائة بالمائة إذّ توفّر لديها متطوّعون لقّنوا الطرق ومنهجيّة والمادة الأوليّة من المعلومات وما يتوفّر لديهم من طرق وأشكال الخطاب ليتركوا لهم مجال إبداع الخطاب الملاصق تماما لهويّة الشعب)(أضف إلى ذلك الممهد الذي ابتلع الرأي العام بهالة إعلاميّة مفبركة وأعني ملفات"ويكيليكس" الشهيرة بمسرحيّة محاكمته مما أضفى مصداقيّة على ملفاته المسرّبة لتغذية الغضب الشعبي الذي راجت ممهدات من تلك الأخبار لديه لكن طرحها على هذه الشاكلة أصبح مستندا ووثيقة تدعم غضبه ومشروعيّة تحرّكه ضدّ هذا الطاغية وأذنابه) وبما أنّ تلك الآلة الجهنّمية التي ولدت من رحم الإبداع المخابراتي ثمّ وبعد إنتاج السحر الجديد الكامن الآن في إطار السريّة. سوّقت كسلعة وأصبحت حاجة ضروريّة لدى العام والخاص وأقصد عالم الانترانت وعلى رأسه مواقع التواصل المتداخلة من فايسبوك وتويتر وغيرها. والتي جنّدت الشعب بطليعته المتعلّمة لتنساق بقيّة الفعاليات الشعبيّة وراء الدعوات التي وجّهت والتي ألهبت الشعب خصوصا بعد الوحشيّة والعنف المركّز على القتل والذي لولا عناصر أخرى لكان كارثيّا. التي جوبها بها طلائع الشعب والتي هي ذاتها استغلّت كمعطى لإبراز وجه النظام القمعي السارق والوحشيّ الجبان بالصوت والصورة مما أثار الناس وجيّشهم وجعلهم طين قابل للتشكّل نارا تحرق البلاد.
مما مهّد للعناصر التي كانت على استعداد تام من خلال خطط وسيناريوهات جاهزة للانقلاب على السلطة والتي لم تظهر في الصورة إلا ساعة الصفر أي خلال يوم الرابع عشر من جانفي حين انطلقت بعد اطمئنانها على خروج بن علي من القصر مغادرا نحو منفاه لتنقضّ بهلوانيا على الأحداث وتسيّرها من وراء ستار من اختاروا قنطرة عبور نحو ما بعد الانقلاب. بفعل مغطّى بشرعيّة دستوريّة حتى لا تفقد ما أطلقوا عليه (ثورة شعب واعي وسلميّ أو الثورة الهادئة) طابعها وما يرمون من وراء تثبيتها ليس لتونس فقط وإنما لباقي "المشروع الثوريّ"الذي خصص للعرب وتحديدا لجزء من الخارطة العربيّة(آنيّا) ذات الطابع الرئيسي للمشروع الاستعماري القادم "وهو مشروع استباقي لحرب قيادة العالم الجديدة والتي تتخذ من الواجهة السياسية ما يخفي الصراع الاقتصادي المتصاعد بين قوى متعدّدة ومتنوعة على نقاط مفاتيح إستراتيجية على الخارطة الجيوا-اقتصاديّة وسياسية".
فحتى الذي من المفترض أنه حليف استراتيجيّ لأمريكا "ساركو ألغبي" أثبت واقع الأحداث ومجرياتها أنه كان مستثنى من العمليّة النوعيّة ومغيّب تماما عن الأحداث.رغم موالاته اللا مشروطة لأمريكا ونموذجها الاقتصادي والسياسي التي تمليها عليه ليكون مع ميركل (الأكثر حياديّة ذكيّة منه). رأس الرأسماليّة الفاحشة في أوروبا ومستعمراتها القديمة(التي لم تبق كذلك منذ زمان). حتى أن وزيرته كانت عشيّة الثالث عشر من جانفي تطلب من مجلسها السماح بتزويد النظام الفاشي النوفمبري صديقها الشخصي في تونس بالسلاح وحتى المال الكافي لبقائه على رأس النظام وقمع الشعب الخارج عن السيطرة."ولا أتصور أن وزيرة فرنسا تنطق عن الهوى بل هو وحي مجموعة على رأسها ساركو الغبيّ" ولم يظهر في الصورة الاّ بعد أن دفعت الحقائق الميدانيّة في ليبيا لبروزه كلاعب في حلف تأكّد تجميعه والحشد إليه وتوفير غطاء شرعيّ لتدخّله ووجوب التحرّك حتى لا تخسر فرنسا معركة الكينونة في صلب المشروع الاستعماري الجديد الذي تقوده أمريكا وحتى لا تظهر فرنسا خارج الحساب لثروات المنطقة التي هي ذاتها من كان سببا في مواراته التراب السياسي.

شعر: عامية - فصحى: أعزف يا عود بقلم/ محمد حميدة

أعزف يا عود 
علي أوتار قلبي 
أناشيد الحب من جديد
أعزف و حاذر
ﻻ تغامر
أعزف يا عود
ما بين العشاق من جديد
و ﻻ تخاف أي وعيد
و أحلم بحلم جديد 
لربما تشرق الشمس من جديد
أتُري يا عود
هل سيحب القلب من جديد؟
و يستعيد الحنين 
الذي أصر أن يتناساه 
و يضع القلب وراء
 قضبان من حديد
يا عودي يا صديقي الوحيد
أرجوك كف عن العبث
علي أوتار القلب الشريد
فلا أعرف
هل سيحتمل القلب الأﻻم من جديد؟
أم أصبح كحجر صلد؟
ﻻ يهتم حتي لو كان
سيل من الأﻻم
يهز القلب الوحيد
أعزف يا عود
علي أوتار القلب من جديد
و لكن حاذر
فالقلب ما عاد يحتمل الجرح من جديد
ﻻ .. لا تغامر
ﻻ تقامر
وضع القلب في أصفاد من حديد

شعر: عامية - فصحى: إنتقام بقلم/ سهى ناصر


نظرتَ أليَ وقُلتَ ما بكِ؟قد إكفهرَّ مثلُ خريفٍ وجهكِ
***
مِن بُرهةٍ كُنا نضحكُ معا
فما الذي بدّلَ الان حالكِ
***...
أهوَ ألمٌ أصابكِ بغتةً
أم بَدَرَ مني ما قد أسائكِ
***
وبقيتَ تنظرُ أليَّ مُحدقا
ويمينكَ في يميني تُمسكِ
***
وبقعةٌ حمراءُ في ثنايا قميصكَ
يفوحُ من طياتهِ عطرُ الليلكِ
***
فكظمتُ غيظي وابتلعتُ مرارتي
وابتسمتُ ابتسامةَ جنّي مُحنّكِ
***
وربُ الكعبةِ! لأذيقنكَ سمَ الهوى
ولأسبينّكَ في جميعِ معاركي
***
ولأُلوعنَّ قلبكَ حتى يئنَّ راجيا
ويقولُ افعلي بي ما يحلو لكِ