سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

مقالات دينية: التوبة رجوع إلى الفطرة بقلم الشيخ/ محمد الزعبى



أركان الإسلام بين الكهانة والديانة- الحلقة العاشرة

ولذلك أنت تختم وضوءك بإعلان الشهادتين، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن توضَّأ فأحْسَن الوُضُوءَ ثمَّ قال: أشهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وحْدَه لا شرِيكَ له وأشهَدُ أن محمَّدًا عبْدُه ورَسُوله، اللهمَّ اجْعلنِي مِن التوابين واجْعلنِي مِن المتطهرِين، فتِحت له ثمَانِيَة أبْواب الجنة يَدْخُل مِن أيِّهَا شاء» [سنن الترمذي وصحيح الألباني والكافي وبحار الأنوار] إنَّها الشهادة التي تؤكِّد وتجدِّد الالتزام بميثاق الله سبحانه، وذِكْر التوبة هنا "اللهمَّ اجْعلنِي مِن التوّابين واجْعلنِي مِن المتطهِّرِين" له دلالته، فالتوبة في اللغة هي الرجوع، فالمسلم بعد أن يتطهَّر بالماء يسأل الله سبحانه أن يجعله من التوَّابين، أي كثيري الرجوع إلى ميثاق الله وعهد الفطرة الذين يجدّدون حياتَهم كلّما توضَّؤوا، ويغسلون أدران حياتِهم بماء الوضوء. وكذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أذكار الوضوء: «سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك» [إراوء الغليل والنسائي في عمل اليوم والليلة وبحار الأنوار ووسائل الشيعة]. 
أذكار الوضوء.. إعادة برمجة للأعضاء، وصياغة جديدة للإنسان:
وقبل أن نختم الحديث عن الطهارة لا بد أن نشير إلى بعض الأذكار الواردة في بعض الروايات وكتب العلماء أثناء أفعال الوضوء: 
«عن الحسن عليه السلام عن عليّ عليه السلام قال : علَّمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثواب الوضوء فقال : يا عليّ إذا قدمت وضوءك فقل: بسم الله العظيم والحمد لله على الإسلام. فإذا غسلت فرجك فقل: اللهمَّ حَصِّنْ فرجي، واجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهرين، واجعلني من الذين إذا ابتليتهم صبروا، وإذا أعطيتهم شكروا. وإذا تمضمضت فقل: اللهمّ أعنّي على تلاوة ذكرك. وإذا استنشقت فقل: اللهمَّ لا تحرمني رائحة الجنة. وإذا غسلت وجهك فقل: اللهمَّ بيض وجهي يوم تَبْيَضُّ وُجوهٌ وتَسْوَدُّ وُجوهٌ. وإذا غسلت ذراعك اليمنى فقل: اللهمَّ أعطني كتابي بيميني وحاسبني حساباً يسيراً. وإذا غسلت ذراعك اليسرى فقل: اللهمَّ لا تعطني كتابي بشِمالي ولا من وراء ظهري. وإذا مسحْتَ برأسك فقل: اللهمَّ غَشِّني برحمتك. وإذا مسحْتَ أذنيك فقل: اللهمَّ اجعلني مِمَّن يستمع القول فيتَّبع أحسنه. وإذا غسلت رجليك فقل: اللهمَّ اجعله سعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا وعملاً متقبلاً، اللهمَّ اجعلني من التوَّابين، واجعلني من المتطهِّرين، اللهمَّ إنِّي أستغفرك وأتوب إليك» [ابن منده والديلمي والمستغفري والمتقي الهندي في كنز العمال قال الحافظ ابن حجر في أماليه: هذا حديث غريب ورواته معروفون لكن فيه خارجة بن مصعب تركه الجمهور وكذبه ابن معين]
وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: «بينا أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم جالس مع محمّد بن الحنفية إذ قال له: يا محمّد إيتني بإناء من ماء أتوضَّأ للصلاة، فأتاه مُحمّد بالماء، فأكفاه فصبَّه بيده (اليسرى على يده اليمنى)، ثم قال: بسم الله وبالله، والحمد لله الذي جعل الماء طهورًا ولم يجعله نجساً. قال: ثُمَّ استنجى فقال: اللهمَّ حَصِّنْ فرجي وأَعِفَّه، واسترْ عورتي، وحرِّمْني على النار. قال: ثُمَّ تَمَضْمَضَ فقال: اللهمَّ لَقِّنِّي حُجَّتي يوم ألقاك، وأطلقْ لساني بذكرك. ثُمَّ استنشق فقال: اللهمّ لا تُحَرِّمْ عليَّ ريح الجنّة، واجعلني مِمَّن يشمُّ ريحها وروحها وطيبها. قال: ثُمَّ غسل وجهه فقال: اللهمَّ بَيِّضْ وجهي يوم تسوَدُّ فيه الوجوه، ولا تُسَوِّدْ وجهي يوم تَبْيَضُّ الوجوه. ثُمَّ غسل يده اليمنى فقال: اللهمَّ أعطني كتابي بيميني، والخلد في الجِنان بيساري، وحاسبني حسابًا يسيرًا. ثمّ غسل يده اليسرى فقال: اللهمَّ لا تعطني كتابي بشمالي، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي، وأعوذ بك من مقطّعات النيران، ثُمَّ مسح رأسه فقال: اللهمَّ غَشِّني برحمتك وبركاتك وعفوك، ثم مسح رجليه فقال: اللهمَّ ثَبِّتْني على الصراط يوم تزلُّ فيه الأقدام، واجعلْ سعيي فيما يرضيك عنِّي»[الكافي ووسائل الشيعة]
وقال الإمام النووي في الأذكار: «يُستحبّ فيه دعوات جاءتْ عن السلف، وزادوا ونقصوا فيها فالمتحصّل مِمَّا قالوه أنّه يقول بعد التسمية: الحمد للَّهِ الذي جعل الماء طهوراً، ويقول عند المضمضة: اللهمَّ اسقِني من حوْضِ نبيِّك كأساً لا أظمأ بعده أبداً، ويقول عند الاستنشاق: اللهمّ لا تحرِمْني رائحة نعيمِك وجنَّاتِك، ويقول عند غسل الوجه: اللهمّ بيِّضْ وجهي يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوه، ويقول عند غسل اليدين: اللهمّ أعطِني كتابي بيميني اللهمّ لا تعطِني كتابي بشِمالي، ويقول عند مسح الرأس: اللهمّ حرّمْ شعري وبشرِي على النار وأظِلَّنِي تحت عرشِك يوم لا ظلّ إلا ظلُّك، ويقول عند مسح الأُذنَيْن: اللهمّ اجعلني من الذين يستمعونَ القول فيتَّبعون أحسنه، ويقول عند غسل الرجلَيْن: اللهمّ ثبِّتْ قدميَّ على الصراط»
وقال شيخ الإسلام الإمام الغزالي في بداية الهداية: «ثُمَّ اغسل يديك ثلاثاً قبل أن تدخلَهما الإناء وقل: اللهمَّ إنِّي أسألك اليُمْن والبَركة، وأعوذ بك من الشؤم والهلكة... ثُمَّ خُذْ غَرْفةً لِفمك... وقل اللهمَّ أعنِّي على تلاوة كتابك وكثرة الذكر لك وثبِّتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة... وقل في الاستنشاق: اللهمَّ أرحني رائحة الجنَّة وأنت عنِّي راضٍ، وفي الاستنثار: اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من روائح النار وسوء الدار... وقل عند غسل الوجه: اللهمَّ بَيِّضْ وجهي بنورك يوم تبيضّ وجوهُ أوليائك، ولا تسوِّدْ وجهي بكلماتك يوم تَسْوَدُّ وجوهُ أعدائك... وقل عند غسل اليد اليمنى: اللهمّ أعطني كتابي بيميني، وحاسبني حسابًا يسيرًا، وعند غسل الشِّمال: اللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن تعطيَنِي كتابي بشِمالي أو من وراء ظهري. ثُمَّ استوعبْ رأسك بالمسح... وقل: اللهم غَشِّني برحمتك، وأنزلْ عليَّ من بركاتك، وأظلَّني تحت ظلِّ عرشك يوم لا ظلّ إلا ظلُّك، اللهمَّ حرِّمْ شَعري وبشري على النار. ثُمَّ امسح أذنيك... وقل: اللهمَّ اجعلني من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، اللهمَّ أسمعْنِي مناديَ الجنّة في الجنّة مع الأبرار. ثُمَّ امسحْ رقبتك، وقل: اللهمَّ فُكَّ رقبتي من النار، وأعوذ بك من السلاسل والأغلال.. ثُمَّ اغسلْ رجلك اليمنى ثُمَّ اليسرى مع الكعبين... وقل: اللهمَّ ثَبِّتْ قدمي على الصراط المستقيم مع أقدام عبادك الصالحين.. وكذلك تقول عند غسل اليسرى: اللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن تزول قدمي على الصراط في النار يوم تزلّ أقدام المنافقين والمشركين... فإذا فرغْت فارفعْ بَصرك إلى السماء وقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أنت التوّاب الرحيم، اللهمَّ اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهّرين، واجعلني من عبادك الصالحين، واجعلني صبورًا شكورًا، واجعلني أذكرك ذكرًا كثيرًا، وأُسَبِّحُك بكرة وأصيلاً»
ورغم ضعف هذه الروايات سنداً عند علماء السُنَّة إلا أنَّ فقهاء أجلاء كالنووي والغزالي وابن منده والديلمي والمستغفري وعلماء السلف (حسب عبارة النووي) أجازوا العمل بِها بل استحبُّوه، وواضح من هذه الروايات أنّ مدرسة الوضوء يجب أن تتجاوز العمل المادّيّ الحسيّ للوضوء ليعيد المسلم برمجة حواسه وأعضائه بمادّة الحياة، فهو يغسل لسانه وفمه من كلّ ولاء أو تأييد للطواغيت، ومن كلّ انحراف عن مهمّته الإنسانيّة الكبرى، ويعيد لِلِسانه دوره في مُهِمّة أداء الرسالة وقراءة القرآن، وهو عند استنشاقه يتذكر رائحة الجنة ليجدّد دافعيّة أهدافه الكبيرة، وهو عند غسل وجهه يتذكّر أن وجهه بدأ أبيض (البياض كناية عن الصفاء والفطرة) ويجب أن يختم بالبياض، ولذلك يسأل الله سبحانه أن يبقي وجهه أبيض بتوجُّهه إليه وحده، وأن يُنَزِّهَهُ عن التوجُّه للطغاة أو للعصبيات، وهو عندما يغسل يديه يطهِّرهما من كلِّ عمل خارج عن صراط الله، وبالتالي عن فطرة الإنسان ليكون يوم القيامة ممَّن يأخذ كتابه بيمينه، وعندما يمسح رأسه يتذكّر أنّ عليه أن يُظِلَّ هذا الرأس بظلِّ رحمة الله، وأن يقيه من حرّ مشاريع الإنسان الضالّة اللاهبة المحرقة، لتبقى هذه الرحمة تُظَلِّلُه يوم القيامة، وعندما يمسح أذنيه يؤكّد لنفسه أن مُهِمّة هاتَيْنِ الأُذُنَيْن ليست مجرّد الاستماع لأخذ العلم بل الاستماع من أجل العلم والعمل، وكثيراً ما يفهم الناس قوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الأعراف204] يفهمونه في غير محلّه، فيحسبون أنّ الآية تطالبهم بمجرّد الصمت والكفّ عن الكلام عند قراءة القرآن، ولعل آية استماع الجنّ تفسّر معنى الاستماع والإنصات في هذه الآية (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)[الأحقاف29] فهذه الآية تبيّن الاستماع والإنصات المطلوب في القرآن، إنه ذلك الذي يتحوّل إلى عمل وحركة ومُهِمّة ورسالة (فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) فعند مسح المسلم لأذنيه يتذكر واجبه في الاستماع وتعلم رسالة الإسلام من أجل أدائها، كما يتذكّر أن عليه أن يصون أذنيه عن الاستماع والتأثّر بإعلام العدوّ وشائعاته وفتنه، ومن التأثّر بمشاريعه وثقافاته ومفاهيمه.. وعند غسل رجليه يتذكّر أن عليه يغرس قدميه في أرض الرسالة، وأن يثبت على صراط الله في الحياة الأولى ليثبت عليه في الحياة الآخرة، وما أروع وصيّة سيّدنا عليّ عليه السلام لمحمد بن الحنفية عندما أعطاه الراية «تزول الجبال ولا تزول، عضّ على ناجذك، أَعِرِ اللهَ جمجمتك، تِدْ في الارض قدمَك» [نهج البلاغة وبحار الأنوار وربيع الأبرار للزمخشري]. 
هذه هي الطهارة التي تملأ حياة المسلم: فثوبه طاهر، وجسده طاهر، ومكان صلاته طاهر، ودينه وعقيدته ومفاهيمه وقيمه طاهرة، ونبيه وآل بيته أطهار (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[الأحزاب33] وصحابته الذين حملوا دعوته وكلّ من حمل هذه الرسالة من بعدهم أطهار (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) [المائدة6] ومصحفه طاهر لا يمكن أن تمسّه يد التحريف أو التزوير أو التبديل (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) [البينة2]...
وأخيراً إذا اختلف الفقهاء في وجوب النيّة للطهارة، وفي كونِها ركناً من الوضوء ومن غسل الجنابة، فإنّ هذه المعاني التي ذكرناها للطهارة ينبغي أن يستحضرها الإنسان ليعيش الطهر وليحقّق وظيفة الطهارة في حياته وحياة الناس، وأن يجعلها أساس نيّته حتّى يضمن تكفير الوضوء لخطاياه، وتنقيته لمفاهيمه ودوافعه ولشخصيته كلّها من عوامل الانحراف عن صراط الله، أي عن صراط الحقيقة الإنسانيّة الكاملة.
في الحلقة القادمة: الأذان ودوره والإشارة إليه في كتب أهل الكتاب

مقالات سياسية: ما بعد الانتخاب الديمقراطي جدّا بقلم/ مختار الأحولى " من تونس"



على إثر تصعيد ورقة الإخوان التي يرعاها الشرق الذي هو راغب أشدّ ما يكون الرغبة على العودة إلى زمن الإمبراطوريّة"الإسلاميّة" ولو كلاعب ظلّ ومسخ لراعيه ومبدع أطوار نموّه في المشهد السياسي على إثر انهيار مصر في الضمير الشعبيّ لا فقط في ضمير الساسة والنخب.بحيث أصبحت في عزلة عن الشارع مما عجّل كعامل من العوامل بسقوط سلطة مبارك وأعوانه المكشوفين على الأقل.وعدم القبول شعبيّا بسلطان عثماني جديد هو في وجوده شريك مكشوف للصهيونيّة في العالم وعلى رأسها إسرائيل العدوّ التاريخيّ للعرب.إذا فالمجال تصوّروه مفتوحا وسهل ولوج ذلك الفضاء الذي طالما صرف على نواة منه حتى تنشر فكرهم المؤسس على تأويل للنصّ الإسلامي المقدّس مجمّع من عناصر عرفت لا بولائها المطلق لسلطان يمثّل مصدر ثرائها وسلطتها التي جرّبت بقوّة السيف ونفعت في محيط خليج خال من كلّ احتكاك فكريّ بالعقل الإنسانيّ الحديث عدى ما رحم ربّي من استهلاك حميريّ لمنتجات العقل البشريّ القادم من بلاد الكفّار طبعا(وأعني عبد الوهاب وابن تيميّة مثالا وليس حصرا).والذي سبق وجود هؤلاء الكفّار بمنتجاتهم التي تغطّي كامل تفاصيل الحياة اليوميّة بكلّ أوجهها فينا. فتوى تبيح التعامل معهم في نطاق التجارة لسابقة للرسول الأكرم في التعامل مع اليهود متغافلين على ما وقع بعد ذلك التعامل بعد خيانتهم له وللعهود التي تربطهم به.والتي أجمعت صحف التاريخ الإنساني وحتى صحف كتابهم المقدّس على أنها أصل في تركيبة تفكيرهم وآلية تعاملهم مع غير اليهوديّ وبوصاية دينيّة صرفة يعتمدونها كمعطى أساسي لبقائهم وبقاء ونقاء سلالتهم وانظروا تقسيم المجتمع اليهودي الذي لم يكتفي بالتقسيم الترتيبي بين أشكيناز وسفرديم بل مواطنين بتقسيم من الواحد للخامس من الدرجات. والتي تحمي وجودهم الذي كان الرسول قد أزاله إثر تفطنه لخياناتهم وتآمرهم مع أعداء الإسلام بحدّ السيف من حصونهم التي كانوا يتصوّرون أنها درعهم الحامي الذي يشاكل في هذه الأيام دروعهم العسكريّة التي غذّوا عقل العربيّ البسيط أنها خرافيّة وقاتلة ومبيدة له إذا ما تقدّم نحو حصونهم الحاليّة.التي أثبتت أحزاب(كحزب الله وائتلاف أحزاب غزّة) وليس جيوش دول بطمّ طميمها تدّعي الثوريّة والنضاليّة والعروبة أنها قادرة على اختراقه وهدم تلك الخرافة الوهميّة التي هم أنفسهم(أعني الإسرائيليين)صدّقوا كذبتهم و يتوهّمون سلطانا يصنعون له عناوين مضحكة"كقبّة ودرع صاروخيّ وغيره) وكشفوا عورتهم أمام جيوش مهزومة بقرار سياسي تآمري عربي.رغم الشواهد التي منحتها المقاومة على هشاشتهم ليس على المستوى العسكري فحسب وإنما حتى على مستوى جبهتهم الداخليّة. 
وهاهي قطر وليدة زمن المال القذر والسقوط السياسي. وبرعاية آل سعود أصحاب مرجع نظرهم في طرق ووسيلة "تهويد" العرب وبوسائل معدّة سلفا في دوائر الصهيونيّة والامبرياليّة العالميّة من موساد وسي أي إيه وأم 6 البريطانيّة وغيرها كثير حتى أنه يصعب الآن حصر وجودها وتمركز وتموقع عناصرها.لكن الأصل في المخطط واحد ليشكّل وضوح التحرّك فرديّا كان أم جماعيّا. خصوصا وأن تماثل وتشابه الأدوات أيضا تشكّل المدخل الرئيسي لاكتشافهم في أي حلقة هم مندسّون. وخلف أي ستار يتوارون. وما يفضحه العنصر الوهابي.العنصر المكشوف والواضح والجليّ والذي يستر ويغطّي ما سنكشف ما توصّلنا من خلال الأحداث صعوده للحلبة من أعداء الثورة.والصراع المفتوح بينهم للقيادة وتزعّم المشهد السياسي المزوّق الجديد الخادع فقط لمن لا عقل له يتابع ما يشهده من أحداث ونوعيّة الملفّات المطروحة على الأقل.
فبعد تصعيد الداء استوجب زرع المصل المضاد لخلق موازنة هي متنفّس دائم ووجهين لعملة واحدة اختصاصها الأساسي ودورها الذي هو من أولويات عملها(وإن اختلفت الأشكال الآن من مساند لتحركاتهم ومغازلتهم سياسيا بقصد ربحهم كرقم على الخارطة وبين من انتهت فترة التعامل وجاهر بالعداء بحكم تولّيه سلطة الحكم ولو مؤقّتا)وهذا كلّه لأجل حرق طريق صعود من وضعوهم موضع أعدائهم التاريخيين وأعني تحديدا اليسار بكلّ أطيافه والمنظّمات التاريخيّة كالإتحاد العام التونسي للشغل مثلا.وهم الموجودين أصلا على الخارطة السياسية"ولو بنسبة تمثّل رقما صعبا"وبعد تشكّل جبهة الشعب التي حالها حال المنظّمات وعلى رأسها الإتحاد العام التونسي للشغل هي قادرة على التوسّع على خلفيّة عملها السياسي المواجه لتطورات الأحداث ودرجات فعلها الواعي والمسئول على الساحة ليس الداخليّة وحسب وإنما تفاعلها مع المنظّمات الدوليّة ذات البعد الإنساني المساند لحركات تحرّر الشعوب في العالم.واعتمادها أساليب الفضح لكلّ دور مشبوه وفي حينه من خلال ما يتوفّر لديها من فرص حضور إعلامي رغم الحصار المفروض نتيجة الصراع الأول بين طرفي ووجهي العملة الواحدة وبينهما والاتجاه الثوريّ الحقيقي. 
وما وضع الخلايا المشكوك فيها وفي أدائها والأخرى المعروفة بولائها وتعاملها مع مداخل المستعمر كجمعيات زرع المال القذر لشراء الو لاءات كجمعيات دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسّطة الأوروبيّة والأمريكيّة وغيرها. وكذلك التفاعل إيجابيّا مع الوضع الذي تفرضه أجندات تعمل من خلال أرضنا ووضعنا. لرهن مواقفنا في الداخل والخارج مع الرهن الاقتصادي وهجمة شراء ثروات الشعب.على قلّتها.وما شراء الذمم الذي سبق تدافع رؤوس أموالهم القذرة التي وجدت فينا المطهّر والغاسل لها حتى تكون في وضع يسمح لها لدخول نوادي الاستعمار كدافوس ونادي أوروبا الموحّدة وغيرها. وصناديق قتل الشعوب كصندوق القروض وغيره. بما يفتح للمستعمر موطئ قدم مفتاح وطريق سالكة لبلع المنطقة برمتها خصوصا منها التي بها الثروة الأم"النفط والغاز".وأعني ليبيا والجزائر كمرحلة ممهدة لإفريقيا. ونقطة ضخمة الإنتاج والمخزون تكون مفتاح بقيّة ما وراء الساحل والصحراء من غابات وغيرها هي الحديقة اللازمة لضمان إصلاح ما أفسده غازات صناعاتهم للتوازن الطبيعي للعالم.وضمان للثروة المائيّة التي هي مفتاح من مفاتيح الحياة المستقبليّة بعد ما أثر الاحتباس الحراري في"كليماتولوجيا" الكون.
إذا فإن تواجد عنصر السلفيّة بتفصيلاتها من"القاعدة في شمال المغرب العربي" بتحديد للمنطقة على الخارطة من الاسم هو يغني لتوضيح حدود المهام الموكلة إليها. والتي ولدت لها ومن أجل تحقيقها.وبقوّة داخليّة من الشباب الذين غرّر بهم ليكونوا يد العدوّ الطائل بحكم خصوصيّة معرفتها الميدانيّة وافتقارها وفقرها الشبه كلّي للوعي وللمعرفة التي تخصّ حتى الشأن الذي قاموا من أجله(الدين ونشره والتأسيس على منوال السلف)الذي دخلته في السابق الإسرائيليات وفيما بعد حرّفت غايته بالتجزئة المتعمّدة والاقتناص الذي يدسّ في عقول المراهقين سنّا وفكر.لتجنيدهم لمعركة هدم وحرق ما بلغته نخبهم الوطنيّة من نضج خافوه وخشوا بأسه فسارعوا بالانقلاب على ثورة شعب حرّ وسيعيش حرّ غصبا عن كلّهم لا بعضهم. 
وما الإضراب العام الذي دعا إليه الإتحاد العام التونسي للشغل ليوم 13/12/2012 (سواء نجح أو لم ينجح جزئيّا)إلاّ بداية معركة وثورة على جيوب الغادرين والمتآمرين على حرّية وخبز الشعب المفقّر والملعوب ليس بعرقه وكدحه فقط بل بكلّ حياته.
والثورة مستمرّة

شعر: عامية - فصحى: الابن العاق بقلم/ سهى ناصر

 
البحر الأبيض في عينيكِ 

يجرجرني نحو الأعماق

يتلاطمني الموج بلا رحمة

يرمي روحي في الأحداق

فآنساب على شطآنكِ 

دمعة حارقة تملأها الأشواق

دمعة أبيّة جبارة 
تأبى التبخر أو الإحتراق

حبيبتي أرجوكِ.......

لا تكسري قلب عشيقة 

أذابها البعد عنك والفراق 

جائتكِ الأن تتكسر على 

مرافئكِ تبغي الرحمة والإشفاق

تبغي التغلغل في ثناياكِ 
بعد عمرٍ أعياه النفاق

جائتكِ والندم يقتلها ويسفحُ 

روحها حد الإزهاق

حبيبتي...

يافا...

ضميني مرة أخرى 

وأعتقيني فالجسد أعياهُ الإرهاق

والقلب تملأه الندوب وجروحه تنزف 

والجفن طعم النوم ما ذاق

فادفنيني بتربتكِ وأندبيني 

ولا تخبري احدا ابدا بأني...

كنتُ أنا ذلك الإبن العاق