سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 2 مارس 2013

مقالات الأدبية: هى دى حرية الصحافة يا صحفيين يا بتوع الصحافة؟!. بقلم/ هانى مراد



الجمعة 1مارس 2013

فجأة وبدون ترتيب وجدت أبى يوقظنى من النوم صباح أحد أيام صيف 1990 , "قوم يا واد يا هانى اسرح الغيط علشان تكون خولى للانفار النهاردة"
فى تلك الأيام كنا فى الريف نقاوم دودة القطن بنظام المقاومة اليدوية بالإضافة للمقاومة بالمبيدات،و كانت عن طريق تكوين فرق للمقاومة تنقسم لنوعين:

النوع الأول

كبار الزراع ...لمن يزرع أكثر من عشرة أفدنة قطن وفى تلك الحالة يكلف صاحب الأرض بتكوين فرقة من أبناء المزارعين الذين يقومون بزراعة الأرض ويكون رئيسها ( خولى ) غالبا ابن صاحب الأرض أو أحد أقاربه ومعارفه.

النوع الثانى

صغار الزراع ...لمن تقل أرضه عن مساحة النوع الأول من زراعة القطن وكانت فرق المقاومة تشكل بمعرفة الجمعية الزراعية ومن أبناء الزراع أيضا لتلك الأرض ولكن الإشراف والخولى يتم أختياره عن طريق المهندس الزراعى.
المهم وحتى لا أطيل عليكم فى صباح هذا اليوم تخلف الخولى المكلف بالإشراف على الفرقة التى تقاوم دود القطن بأرضنا عن الحضور فأيقظنى والدى لأكون بديلا له إضطرارا.
وذهبت بالفعل للغيط ومارست مهنة الخولى بكل سعادة فكونى رئيس لمجموعة لا تقل عن عشرة أطفال أقودهم شىء ممتع وفعلا بدأنا العمل وتخيرت طفل منهم و أعطيته مبلغ وقلت له أحضر لى الأخبار بسرعة ,,تقليدا ليس أكثر لما يفعله الخولى دائما.
فرجع لى هذا الولد بعد فترة حاملا الأهرام فقلت له أنا قلتلك هات الأخبار قال ليس هناك إلا أهرام ومنذ ذلك الحين تعلقت بالأهرام وداومت على قراءتها بشكل دورى وتربيت على أيادى وعصارة أفكار كتابها الكبار أمثال فهمى هويدى وسلامة أحمد سلامة و أنيس منصور وصلاح منتصر ووجدى رياض وغيرهم .
ما أردت أن أوصله لحضراتكم من تلك القصة هو أن الصدفة وحدها هى التى جعلتنى أرتبط بقراءة الأهرام و اكتشفت يوما بعد يوم أن الأهرام صحيفة عملاقة و أصبحت جزء من تراثى وشخصيتى كتشجيعى للأهلى مثلا, لا تعجبوا فقد تعلمنا ان الانتماء لكرة القدم فى السابق أقوى من أى أنتماء.
يوم بعد يوم كبرت وكبرت معى فكرة أن أكون صحفيا محترما كهؤلاء الكتاب الذين أقرأ لهم فخطوت أولى خطواتى مع الصحافة بتكوين مجلة مطبوعة ودورية بالمرحلة الثانوية و أطلقنا عليها ,,شروق الأزهار,, ثم التحقت بكلية الآداب قسم الإعلام وتدربت أثناء فترة الدراسة بالأهرام فى قسم البيئة بإشراف الأستاذ وجدى رياض ونشرت عدة موضوعات بها و أنا مازلت طالب بالكلية وظللت هكذا إلى أن استطعت بعد عناء أن أنضم للأهرام كأبن من أبنائها فى 2/2/2002 ولكن بإدارة الشئون التجارية وظللت أتردد على القسم العلمى وقسم البيئة و أتدرب و أمارس العمل الصحفى و أنشر العديد من الموضوعات بالأهرام اليومى و بالأهرام الطبعة العربية و بمجلة المستقل التى كانت تصدر عن المركز القومى للبحوث بسبب أن رئيس تحريرها وقتها كان الأستاذ حاتم صدقى رئيس القسمين العلمى والبيئة فى الأهرام وحاولت مرارا وتكرارا أن أنضم لبلاط صاحبة الجلالة رسميا دون جدوى و اكتفيت بما أنا فيه دون انقطاع الأمل فى الأنضمام للبلاط الذى أردت أن أكون أحد أبنائه منذ نعومة اظافرى ، كل هذا كان بسبب كتاب عظام قرأت لهم مثل فاروق جويدة وغيره ممن ذكرتهم سابقا .
الأن وبعد كل هذا الكفاح سواء بجدوى أو بدون جدوى أجدنى حزينا ومقهورا بما وصل إليه حال بعض الزملاء الأفاضل و بعض أساتذتنا الذين تعلمنا على إيديهم فنون التحرير الصحفى ، الأن أقولها للجميع متسائلا ..هل سيكون مثل هؤلاء البلطجية الذين رأيناهم جميعا اليوم على مدخل سلم النقابة قدوة ومثالا لأحد ؟؟!
هل وصل حال الصحافة والصحفيين إلى هذا الحد؟؟! هل تلك هى الحرية التى يتشدقون بها ويصدعوننا بها ليل نهار؟!
لا عجب أن يكون ذلك هو حالهم بعد أن أصبح أغلبهم أما مذيع أو معد لأحد برامج ,,التوك شو ,,التى تهاجم كل ماهو شريف اليوم حتى يهدموا البلد ولكن هيهات .

الجمعة، 1 مارس 2013

مقالات دينية: الحاكمية لله وحده بقلم/ مروان محمد




أن المتشككين فى الإسلام يدفعونك دائما لأن تتخذ موقف المدافع و المبرر على طول الخط للإسلام و هذا لا يليق بمن أرتضى الإسلام منهاجا له, أن تلك القوى التى تدعى المدنية يرسمون لك قواعد اللعبة و يضعون لك القوانين التى تحاول دائما أن تجد أمامها الحلول التوفيقية تحاشيا لصدام مرتقب و هذا هو قمة الذل و الخزلان.
من يؤمن بأن الإسلام منهاج حياة عليه أن يثبت على مواقفه و لا يلجأ إلى حيل التبرير و الدفاع كما يفعل ضعاف النفوس الذين أرتضوا أن يلعبوا وفق قواعد اللعبة التى يرسيها لهم المتشككون فى الإسلام و على سبيل المثال الذين يقولون بمبدأ فصل الدين عن السياسة و أن تدخل الدين فى السياسة يحول الدولة إلى دولة دينية, هذه فرية بكل سهولة يمكنك أن تردها إليهم و لكن الأمر يحتاج منك إلى شجاعة و إيمان حقيقى بأن مبدأ خلط الدين بالسياسة هو من أصول الدين و أنها ليست تهمة لكى تنبرى للدفاع عنها أو محاولة إيجاد حلول توفيقية لها أو تخضع لهم بالقول.
يجب أن تقول بكل ثقة أن هذا الفكرة التى تنظرون لها و ترفعونها إلى مرتبة القدسية و تجعلونها قانون لا ينبغى كسره أو الخروج عليه هى فكرة خاطئة بالأساس و لا يستقيم مع أى مجتمع إسلامى يريد أن يتخذ الإسلام منهاج حياة أن يرددها أو حتى يتصدى للدفاع عنها و محاولة دفع خطر هذه التهمة كأنه تأكيد لها!, و لكن يجب أن تعمل على تأكيدها باعتبار أنك مأمور بخلط الدين بالسياسة.
من مساوىء بعض مشايخنا الخانعين أنهم عندما يتلقفوا هذه التهمة تكفهر وجوهم و يبدأوا فى محاولة إيجاد التبريرات الساذجة التى تؤكد انتصار الطرف الآخر الزائف على موقفك السليم.
أصدع بالحق و لا تخاف فى الحق لومة لائم, هذه من شيم و أخلاق المؤمن, أن الرسول عندما كان يحدث رعيته فى أمور دنياهم و على رأسها الأمور السياسية كان يحدثهم من منبره فى المسجد النبوى, لم يقل يوما, أن المساجد لا يجب أن تستخدم فى مناقشة الأمور السياسية, هل سمعت يوما فى السيرة النبوية العطرة أن الرسول خرج بالناس من ساحة المسجد ليحدثهم فى أمور دولته السياسية أم كان يخطب فيهم من على منبره داخل مسجده.
و المتلونون من المشايخ الذى يخطبون ود القوى التى تدعى المدنية يحرفون الحديث عن مواضعه و يجزمون بأن الرسول لم يتحدث يوما فى أى من الأمور السياسية من خلال خطبه التى كان يلقيها على السامعين من فوق منبره داخل مسجده و هذه فرية لا شك فيها.
كل هم القوى التى تدعى المدنية و من كان على شاكلتهم يحددون لك القواعد و ينتظرون منك ألا تخالفها فأن خالفتها صبوا عليك غضبهم و استنكارهم و استيائهم و المؤسف أن هناك من يسايرهم فى القول ثم يبرر و يغير فى مقومات الدين فى محاولة توفيقية سخيفة للتقريب بين مذاهب بشرية وضعها البشر و بين مذهب ألهى وضعه الله سبحانه و تعالى.
هل يستقيم أن نساوى بين منهج ألهى و منهج بشرى؟, كيف يستويان أن كنت تؤمن بحتمية تطبيق منهج الإسلام فى كل شئون حياتك؟, فأنت صاحب الحجة الأقوى لأنك تتبع منهج ألهى و هم أصحاب الحجج الواهية لأنهم يتبعون مناهج بشرية صاغها عقلهم القاصر فأى الفريقين أقوى و أثبت على الحق, من يمتلك بيمينه الحق الذى صاغه لك الله سبحانه و تعالى أم من يمسك بشماله بعض المقولات و النظريات التى صاغها بنفسه على ما فيها من نقص و شوائب و حاجة دائمة إلى التعديل و التنقيح و التهذيب.
لا شك أننا فى عصر وصلت فيه الفتن إلى ذروتها و تآمر المتآمرون على الإسلام يتداخل مع هذا العامل المهم و الحيوى و الرئيسى عدة عوامل فرعية و هو الرسائل السلبية التى يبثها بعض أتباع التيار الإسلامى على عموم الناس و لكنها تبقى العوامل الفرعية و الصراع الحقيقى بين الجاهلية و بين الإسلام.
نعم, لا تخجل من ترديد هذه الكلمة, من آفات الفكر التى نعانى منها فى بلادنا هو توقيع المفاهيم و المصطلحات فى غير مكانها و استخدام مفاهيم صحيحة فى مواضع غير صحيحة بالمرة و استحياء البعض الخانع من استخدام المصطلح الصحيح فى موضعه الصحيح, أن ما نراه جاهلية البعض الذى يريد أن يطفىء نور الإسلام و الله متم نوره و لو كره الكافرون, ليس شرط أن يكون الكفر هو الكفر بالإسلام و لكن كره كل ما يترتب على المرء التسليم به بعد الإيمان بعقيدة التوحيد من أوامر و نواهى و حلال و حرام و حدود و غيرها من أمور الشريعة الإسلامية و الكفر هنا درجات كما أن الإيمان درجات.
الجاهلية لا تعنى أمة من البقر أو الرعاع أو الجهال و لكن الجاهلية هنا تعنى عدم التسليم الكامل بكل ما أنزل الله و استبدال الكثير من الأحكام الألهية المنصوص عليها فى كتاب الله الكريم بأحكام أخرى مناقضة فى أغلبها للأحكام الألهية, إن رفض الحكم بما أنزل الله هو صورة من صور الجاهلية التى كان يحاربها الرسول و الرعيل الأول من المسلمين مع كل الجاهليين.
فالجاهلية أيضا درجات, هناك من تمتد جاهليته إلى حد جهله بمعرفة الله على وجهه الصحيح و هناك من تجد جاهليته تنحصر فى عدم التسليم بكل ما أنزل الله و أنه يريد أن يفصل دينا جديدا على مقاسه و مزاجه و هواه الشخصى, يأخذ منها الأحكام التى تتفق مع هواه و يلقى جانبا أو يجمد العمل بأحكام أخرى بحجة أنها لم تعد تناسب مقتضيات و ظروف العصر و من ثم يحيلون هذا الافتراء الغريب على سير النبى و الخلفاء الراشدين من بعده فى نزع للحدث من ظرفه و سياقه التاريخى و العجب العجاب أنك تجد من انصار التيار الإسلامى من يوافقهم هذه الفكرة و يؤمن عليها بجهل غريب رغبة منه فى إظهار صورته لهؤلاء على أنه متحضر و متفتح و متقبل لمتغيرات الزمن التى تقتضى وقف العمل ببعض آيات الله أو أو معظمها أو كلها !
و هذه لعبة يجيدها الطرف الثانى بمنتهى المهارة و هو تعطيل أغلب الأحكام بحجة أنها لم تعد تتماشى مع مقتضيات العصر او أن الظروف التى يترتب عليها تنفي هذه ههذ الأحكام لم تعد موجودة فبالتالى لم تعد لنا حاجة إلى هذه الأحكام و تجد للأسف الأذان التى تصغى لمثل هذه الخزعبلات و تعتبرها من أصول الفقه الإسلامى!!, و هناك سؤال بسيط يقتحم عليك المشهد و يسألك: و هل غفل الله سبحانه و تعالى عن أن بعض تشريعاته أو أحكامه قد تصل فى مرحلة من المراحل أنها لن تناسب مقتضيات العصر؟!!, و يخلطون ما بين تعطيل العمل بحكم لعدم تهىء الظرف البيئى له و أدخال فكرة تعطيله لأنه لم يعد مناسبا للعصر الذى جاء فيه أو أنه جاء وفق منظومة بيئية معينة كانت بدوية و لا تناسب الحضر فيعاد طرح السؤال مرة أخرى و هل أغفل الله سبحانه و تعالى هذا أيضا؟, حاشا لله أن يغفل و أنما المتحذلقون من الطرف الثانى يستدركون على الله و يعدلون عليه و نحن بكل سذاجة نؤمن على كلامهم و من ثم نختم عليه بختم الإسلام!!
يجب أن تضع أمامك قاعدة ذهبية هو أنه ليس هناك حكم من الأحكام التى أنزلها الله سبحانه و تعالى فى كتابه الكريم لم تعد الأن موافقة لمقتضيات العصر أو غير متماشية معها أو أن ذلك الحكم نزل لبيئة معينة صحراوية بدوية و لا يناسب أهل الحضر فكل الأحكام هى تسرى على كل العباد فى كل مكان و كل زمان و لا يجب أن يتم التعامل مع هذه القاعدة على أنها شىء مقدس نؤمن به لأن مخالفته تستوجب العقاب الألهى لأننا بذلك نقول أننا مجموعة من العقول الفارغة تتبع بدون فهم, لأنه بكل بساطة لو كانت تلك الأحكام لا تتسق مع مقتضيات العصر الحالى فأن هذا القرآن به أعوجاج و أنه صناعة بشرية محضة كما يقول الملحدين و أن كنت ستقول حاشا لله أن أقول ذلك لمجرد أنك تسلم بقدسية هذه المسلمة فقط فهذه مصيبة أكبر و لكنك تؤمن بها لأن هناك الكثير من الدلائل الكامنة فى القرآن التى تدل على أنه يستحق هذه القدسية و المكانة الرفيعة بإعمال العقل و ليس بالتسليم المطلق بهذه الفرضية فقط.



مقالات سياسية: القوى المدنية و الجنس الأرى بقلم/ مروان محمد



أكتر 3 كلمات ديكتاتورية فى لباس ديموقراطى زائف: (التوافق الوطنى - حكومة أنقاذ وطنى أو ائتلافية - دستور يمثل كافة طوائف الشعب) ... طبعا اللى يسمع الكلام ده منى يتصدم و يقول أزاى بتقول كده أساسا؟
أقولك أزاى ... لأننا أدركنا أن القوى المدنية تقصد بالتوافق الوطنى هو أنهم يوافقوا الأول على القراراللى بيقولوا الرئيس المنتخب و لو موافقوش....
عليه أنه ياخد القرار اللى يقولوه هما مع العلم أنهم مش منتخبين !!!
أدركنا أن معنى حكومة إئتلافية يعنى هما اللى يقولوا التشكيل الوزارى يبقى عامل أزاى و الرئيس المنتخب يبقى رأيه استشارى مع العلم هما برضه اللى مش منتخبين !!!
أدركنا أن دستور يمثل كافة طوائف الشعب معناها أن القوى المدنية تختار اللى تشوفه من وجهة نظرها يمثل كافة طوائف الشعب حتى لو كانوا كلهم من بولاق الدكرور لو هى شايفة أنهم يمثلوا كافة طوائف الشعب يبقى يمثل, أنما النواب المنتخبين يختاروا أعضاء التأسيسية مينفعش طبعا رغم أن دول منتخبين و دول مش منتخبين!!
طيب أنا عايز أوصل لإيه؟
عشان تقدر تفهم ليه القوى المدنية بتعمل كده؟!,  لازم تبقى فاهم كويس جدا أنهم بيشوفوا نفسيهم فى أطار النخبة الصفوة المثقفة المتعلمة الفاهمة العارفة التى تستطيع أن تخطط الأفضل دائما و لا أحد يفوقها علوا أو مكانة.
هما بقى بيشفونى أنا و أنت أزاى .... عوام نتفرق بين جاهل و غبى و مضحوك عليه بالزيت و السكر أو الدين أو متعلم و لكنه لا يرقى إلى مستوى فهمهم و إدراكهم, فبالتالى هما أخدوا مبادرة مع نفسيهم بدون ما يسألوك أو يسألونى "لأنهم مش حيسألوا شعب قاصر سياسيا" بأنهم يعملوا حاجة أشبه بمجلس الأوصياء يبقى وصى عليك و على بدون انتخاب, أزاى تنتخب من هو أعلى منك قدرا و فهم ... دى إهانة ليه أساسا و هما عندهم عقيدة كده أنهم أفضل منك عرقيا لمجرد أنهم انتموا للتيار المدنى أصبحوا بيفهموا أحسن منك و أنت مليان عيوب و بلاوى و مسخرة و بتعمل حاجات آخر عبط و هما لأ ... هما واعين فاهمين عارفين أغلب اللى بيعملوه صح و حتى أخطائهم بالنسبة ليا و ليك درس فى السمو و الرقى لأننا بالنسبة ليهم كائنات دنيا ... مشروع إنسان لم يكتمل نموه.
هما حياخدوا بأيدك و أيدى عشان نبقى أنصاف بنى آدمين !, عندهم الإسلامين الغالبية العظمى متخلفين رجعين ظلاميين و اللى بيفهم فيهم نص نص ده لأنه خالط علية القوم من المدنيين فأرتقى نسبيا و لكن لازال غبى و متخلف برضه!
هما عندهم عقدة الجنس الآرى أفضل الأجناس على وجه الأرض بس ممكن تقول بدل عقدة أفضل جنس نستبدلها بعقدة أفضل العقول فى مصر و أحنا بجد لسه قدامنا سنين ضوئية عقبال ما نبقى زى القوى المدنية.
كتير منهم حيقرى المقال ده و يقولك مهو فعلا كده مش بالطريقة الساخرة بتاعتى بس هما فعلا مؤمنين بكده, أنت بالنسبة ليهم سواء كنت من عامة الشعب أو من التيار الإسلامى متخلف و غبى و مضحوك عليك و معمولك غسيل مخ , أنت فيك أرزل ما فى الإنسان.
دايما لغتهم الخطابية سواء على الجرايد أو الفيس بوك من خلال صفحاتهم ... مقالاتهم أو على التليفزيون فيها لهجة إستعلائية واضحة , دايما بيتكلم بأسمك سواء سألك أو لم يسألك, لما يقول الشعب يريد هو ميقصدنيش أنا و أنت هو يقصد النخبة اللى معاه هما دول الشعب أما أحنا كومبارس ... كمالة عدد ... ملناس وجود فعلى فى أذهانهم!
هو لما بيكلم عليك و على و يجى يذكرنا يقوم يشتمنا يتهمنا بأننا أمة من الأميين و الجهلة و المغسول عقولهم ... المضحوك عليهم بالدين و الزيت و السكر ... تحركهم عاطفتهم الدينية و لا يعملون عقولهم ... الملخص إن أنا و أنت بنكون محل شتيمة و تهزىء و سخرية و احتقار منهم.
هما طبقة أعلى من أنهم يعرضوا عليك أنفسهم فى انتخابات, أزاى جاهل زى و زيك ينتخب الصفوة المفكرة دى هما نتيجة لجهلك و قصورك السياسى  أصبحوا أوصياء عليك برضاك أو بغير و هما اللى حيرسموا ليك حياتك الدنيا طبعا مش نفس الحياة بتاعتهم لأنك نصف بنى آدم!
ده يفهمنا هما ليه مش بيتواصلوا مع الناس الغلابة و القواعد الجماهيرية, هما أصلا مستحقرينك , يعنى إيه ينزلك و يتكلم معاك يا حمار أنت.
هو بس يطلع على التليفزيون و يقول كل آراءه اللى خد بالك هى دايما صح أو بتواضع جم هى أفضل الحلول المتاحة أمام ركام من الأغبياء لا يحسنون التفكير.
هما كمان اللى بيحددوا ليك أمتى تبقى الحرية سلمية و أمتى البلطجة تبقى هى حق مشروع و لو أنت حاولت تقلدهم و تبلطج زيهم و لو بشكل أقل نسبيا يبقى أنت بلطجى و أرهابى و معتدى. الفكرة أنهم هما اللى بيحطوا قواعد اللعبة و يحددوا  ليك أمتى يكون تصرفك أرهابى أو متخلف أو غبى و كل تصرفاتهم هى مثال الحرية و التحضر و التظاهر المشروع و أى مظهر من مظاهر البلطجة مبرر عندهم طالما هما اللى بيعملوه بس لو عملناه أنا و أنت يبقى مجرم , لأن دى فلسفة الصفوة ... النخبة ... الجنس الآرى , أقرب لك الموضوع أكتر, دى من الآخر فلسفة المستبد و فيه آية كريمة اختصرت كل اللى أنا قولته ده فى 3 كلمات :"أنا ربكم الأعلى"

مقالات سياسية: الجيش فى خدمة الشعب بقلم/ مروان محمد



الجيش كما قال أبو أسماعيل قطاع خدمى مثله مثل قطاع الصحة و قطاع التموين, لا يعلو عنهم و لا يزيد عنهم فى شىء فهذه القطاعات منوط بها أن تقدم خدمة مدفوعة الأجر من أموال الضرائب التى يدفعها المواطن لتقدم هذه القطاعات ما عليها من خدمات, الجيش ليس خط أحمر, الجيش ليس رمز للدولة أو رمز للهيبة و كل ما يقال من عبارات سخيفة مبتذلة تهدف إلى ابتزاز المشاعر و ترسيخ صورة مزيفة فى وعى المواطن المصرى, الجيش قطاع خدمى بحت, قطاع يخضع للمؤسسة المدنية الحاكمة يتمثل لأوامرها و يمتنع عما تمنعه و ينطلق فيما حددت له, ليس للجيش كيان مستقل أو منفصل أو يمثل كيان علوى يعلو به على كافة مؤسسات الدولة و لكن كيان تابع خاضع للمؤسسة المدنية الحاكمة.
الضابط و صف الضابط كلهم أجراء عند المواطن المصرى المدنى, يأخذ أجر نظير حمايته لهذا المواطن المصرى, أعضاء المجلس العسكرى أجراء عند الشعب المصرى يتحصلون على رواتبهم و امتيازاتهم و كل حوافزهم و بدلاتهم و علاواتهم من جيب المواطن المصرى, فعلى العشرين ضابط بالمجلس العسكرى أن يدركوا جيدا أنهم عمال أجراء عند سيدهم الشعب المصرى.
يجب أن يترسخ هذا المفهوم ليس فى عقل و قلب كل ضابط و صف ضابط بالجيش المصرى و لكن يجب أولا أن يترسخ فى ذهنية كل مواطن مصرى, أن هذا المواطن هو السيد و الرجل العسكرى أجير عند المواطن المصرى الذى يدفع له مرتبه من جيبه الشخصى, ما لم نرسخ هذه المفاهيم فى أذهاننا و نؤمن بها و نتوقف عن ترديد العبارات الساذجة للإعلام الفلولى الساذج الموجه الفاسد بأن الجيش كيان أسطورى وهمى لا يمس و لا ينتقد و لا يعاب عليه و لا يسأل عما يفعل.
فكأننا استبدلنا المولى عز وجل بأله آخر لأن هذه صفات لا تنطبق ألا على المولى عز و جل فقط, أنا لا أقدس الجيش و أحترمه على قدر خدمات الحماية و الأمن التى يوفرها لى و أن قصر حاسبته و أن أمتدت يده لأموال الشعب قطعتها, لا يحمل الجيش عندى أى صفة قدسية أو احترام زائد أو مبالغ فيه, يجب على العقلية العسكرية من أصغر ضباطتها إلى أكبر ضباطها أن تفهم أنها أجيرة عند هذا الشعب, مرتباتها يدفعها هذا الشعب, أن كل عسكرى هو موظف عند الشعب المصرى يجوز للشعب المصرى أن يفصله أو يمد له فى خدمته أن أحسن أو يعاقبه أو يسجنه أن أخطأ, لا أطالب الضباط و العسكر أن يتفهموا هذا المفهوم الجديد فى العلاقة بين الشعب و الجيش و لكن أطلب من كل مصرى أن يفهم الأمر على هذا النحو لأن بداية فهم طبيعة العلاقة بين الجيش و الشعب تجعلنا نحن الأسياد و تجعل الجيش خدم و ليس أى عيب فى نعت الجيش بأنه خدام للشعب المصرى لأن هذه حقيقة وظيفته و هو يؤجر على أداء هذه الوظيفة.
يجب أن نفهم الأمور على هذا النحو حتى تستقيم نظرتنا إلى القوات المسلحة و طبيعة دورها و طبيعة المسافات التى تحكم علاقاتنا مع بعضنا البعض و ليفهم كل مصرى من أعلى من من ؟و يجب التأكيد على هذه النقطة جيدا و  هى "من أعلى من من؟", من يعطى الآخر أجرا مقابل عملا ما يؤيده فهو الطرف الفاعل, هو الطرف الأقوى, هو الطرف الأعلى و على الآخر أن يتبعه فى كل شىء و أى شىء لأن الشعب صاحب السلطة و الكلمة.

مقالات أدبية: حكايات جيل الثمانينات ! بقلم/ مروان محمد




كتير قوى من أجيال التسعينات و الألفينات متعرفش تقريبا أى حاجة عن " المستعجلة" , فى قاموس التاريخ الكلمة دى معناها المعاصر هو " اسكوتر" !!
أبناء الطبقات المتوسطة الأن معظم أطفالهم عندهم "أسكوتر" و اللى مبسوط حبتين عنده أسكوتر بالكهرباء وأطفال الطبقة الفقيرة الأن لا حظ لهم فى الأسكوتر
فى نص التمانينات كان السكوتر ده اساسا بتاع اطفال الطبقة الفقيرة فقط و اللى تحت المتوسطة مباشرة !!
لأن الأسكوتر اللى كان أسمه "مستعجلة" كان بيعملوه الاطفال من جيلى بنفسيهم أساسا , كان العيل من دول يروح أى ورشة ميكانيكى و يشترى من عنده 2 رومان بيلى صغير بايظ بعشرة صاغ أو عشرين صاغ أو يمكن ياخده ببلاش و يدور فى الزبالة أو عند النجارين على بواقى الخشب اللى مش نافع و يعمل منه اللوح اللى حيقف عليه و اللوح التانى الرأسى و قصبة خشب عبارة عن مقود المستعجلة و بكده يكون عنده أحلى أسكوتر فى الشارع و أجمل اسكوتر وقتها هو اللى صاحبه يزينه بعشرات من غطيان أزايز الكوكا كولا و البيبسى اللى مرمى فى الشوارع !!
و كان اليويو بتاع زمان " الله يرحمه" تشتريه من أى دكان زى دكان "الديدى" يجى بربع جنيهو هو عبارة عن كورة صغيرة محشية ورق و نشارة خشب و ملفوف بأستك طويل هو ده كان اليويو أساسا أنما دلوقتى طبعا فيه اليويو الصينى اللى بينور " عيال اليومين دول سيس فعلا!!"
و زمان كان فيه النحلة الخشب و الواد الصايع اللى يرمى نحلته فى الأرض فتلف بسرعة قوى لمدة 30 ثانية مش برضه نحلة اليومين دول اللى صينى !!
و كانت الكورة فى الأحياء الشعبى عبارة عن شراب جوا شراب جوا شراب ممسكوين كلهم بحبال معفنة دايبة اللى بتتعمل منها السبته أساسا و دى الكورة الرسمى لأطفال الأحياء الشعبية واللى كان يبقى معاه كورة كفر ده يبقى ابن زواد بصحيح لأن الكورة الكفر وقتها كان سعرها خيالى جدا " 20 جنيه بحالهم"!!
و اللى كانت أمه دعاية ليه كان معاه كورة قديمة لما تتخرم منه يروح للعجلاتى يرقعها له بخمستاشر صاغ و يمشى وسط صحابه بيهللوا أنه الكورة رجعت جديدة لانج !!
زمااان اللى هو بالنسبة للأجيال الجديدة دى زمان فعلا و بالنسبة للأجيال اللى قبل منى مش زمان أصلا , لما ظهرت العربية الريموت بالسلك كانت أعجوبة و مش أى حد معاه عربية ريموت بسلك " يا نهار أبيض, أكيد أبوه شغال فى الخليج "
دلوقتى لما أبنك يبقى عنده عربية ريموت لاسلكى و فيها سنتر لوك و بتزمر و فوانيسها بتنور, على فكرة هو جاب الشىء العادى من السوق , تخيل لو كان جيلنا عنده عربية بالمواصفات دى كان ممكن صاحبها اتهبل و ودوه مستشفى المجانين !!
كانت الطيارة زمان ورق فعلا, فيه عيال محترفة بتعملها و بتبيعها بتلاتة جنيه و الكبيرة ما بين خمسة و سبعة جنيه و دى فى مقام باب بلكونة , كانت بتتعمل من سدايب الخشب المتقاطعة مع بعض و ورق التجليد القديم بتاع الكراسات اللى كان يا أحمر يا أزرق و أخضر و أصفر , و لو أنت مش بتعرف تعمل طيارة ورق بتروح تشترى واحدة من الدكان اللى بيعمل كراسى البحر و الشماسى
دلوقتى ممكن تلاقى الطيارة عبارة عن دبدوب و تنين و أشكال غريبة و العيال المبسوطة بتجيب هيلكوبتر بريموت لاسلكى !!
بس كانت الطيارة الورق دى زمان ليهم طعم تانى خالص, أول ما يهل علينا الصيف و ناخد الأجازة ممكن تطلع على سطح أى عمارة و تقعد تتفرج على الطيارات الورق اللى طايره فى الهوا و أنت مبهور , احجام كتيرة و ألوان زاهية حلوة , صحيح الاشكال أغلبها كانت متشابه مع بعضها , أغلبها سداسى الشكل و الشاطر اللى يزين طيارته الورق بشراشيب من ورق التجليد, كانت العيال زمان مبدعة و فنانة بصحيح
كان عندنا واحد فى الشارع أسمه محمد طيارة و ده لقب حاز عليه لأنه كان متخصص فى عمل الطيارات الورق بأشكال مبهرة و رائعة و بكل الأحجام و بيبعها لكل عيال المنطقة, هو نفسه عيل من دورنا و كان دايمن يحتفظ لنفسه بأفضل شكل من الأشكال اللى عملها لينا كلنا و يطلع فوق سطح بيته و يطيرها و هو عارف أن كلنا واقفين نتابع لحظة انطلاق طيارته بانبهار شديد و نتحاكى على حجمها الكبير و مهارته الاسطورية فى أنه يخليها تطلع لفوق ... لفوق .... لفوق " كانت أيام تحفة و الله"
كانت مهنة المنجد دى منتشرة جدا زمان , كل ستات البيوت مع بداية كل سنة تقريبا تنزل مخداتها و مراتبها اللى عندها و تعيد تنجيدهم من جديد و تشترى العبك و توديه للمنجد و هو يقعد على حصيرة بلاستيك كبيرة فى نص الشارع يفتح بطن المخدة و المرتبة و يطلع قطنها المتيبس المصفر و يدخله فى الماكينة الصغيرة الخضرا العتيقة قوى دى أم صوت مزعج قوى و فى نفس الوقت سحرية جدا و يدخل القطن المصفر من فتحة فىالوشدى تطلع من الفتحة التانية قطن أبيض جميل كأنه اتولد من جديد و يهيش حوالين الحصيرة و العيال الصغيرة تتجمع حواليه و تلعب فى القطن فيقوم شاتمهم و هاششهم بعصاية جنبه طويله بيضرب بيها على المخدات الجديدة بعد ما يستفها بالقطن اللى اتولد على أيده من أول و جديد, تبقى المخدات كده عنده كأنها عرايس طالعة من عند الكوافير, راجعة تانى على بيوت الناس و العرايس الجداد يجيبوا كذا قنطار قطن و هو يقعد يفصل لهم مخدات و مراتب , هى كانت دوشة كبيرة قوى و وجع قلب , عشان تروح تشترى كذا قنطار قطن و تفاصل الراجل و تشيل شولة كبيرة قوى و تحملهم على عربية و تروح على المنجد تتعارك معاه برضه على السعر و بعدين يقعد يشتغل و بعد أسبوعين تيجى تاخدهم و تتنخانق معاه أنه محشاش المرتبة كويس و طلعت مبعككة من الجنب اليمين أو الشمال أو فى نصها و يفكها تانى و يرجع يساوى القطن فيها.
دلوقتى كل المسرحية الطويلة العريضة دى ممكن تختصرها و أنت رايح عند مراتب يانسن أو المراتب التركى أو الاماراتى تشترى مرتبة سوستة و تبعتها فورا على البيت مع مخدات معمولة بالسفنج , كل ده فى دقيقة , ميزة و عيب , الميزة أنك اتخلصت من وجع القلب ده كله و العيب أن فرحة التنجيد بقت خلاص بخ !!
أنا فاكر أن الاستورجى تقريبا كان ستات البيوت يبعتوا يجيبوه عشان يعيد تنجيد الأنترية من تانى بعد السوست بتاعته ما هبطت و يشد عليها قماش جديد بالمسامير النحاس اللى بيدقها بشكوشه الصغير و بعدين يحط القشرة المدهب على النقوش البارزة فى أنتريه أمك القديم أو جدتك , كنت أقعد على السجادة بتاعت الصالون و أقعد اتفرج عليه و هو بقى عايش دور الفنان و هو بيفرد القشرة الدهبى و يلبسها للنقش البارز فى الانتريه بحسوكة و دقة و يقف يبص لها و يجرع يقعد تانى ويعيد تركيبها لحد ما يطمن ليها فيقوم يبتسم ابتسامة عريضة زى أى فنان شعره هايش!!
دلوقتى المنجد بيعمل الانتريه كده فى طرقعة صوابعك, معاه مسدس دبابيس يقوم مجلد الجسم الخشبى للانتريه بالواح السفنج , و اسمع صوت المسدس," فس ... فس" ,و فى لمح البصر بقى فيه انتريه واقف على رجليه , إيه الحلاوة دى !!
الانتريه زمان لما كان يتعمل و يخلص يمكن ياخد نفس الوقت اللى بتتبنى فيه عمارة 14 دور دلوقتى!!
صحيح انا بكره انتريه جدتى بنقوشه التعبانة اللى كانت فيه و القشرة الدهب اللى عليه بس كنت بستمتع جدا و أنا بتابع الصنايعى قاعد شغال فى الانتريه , كان بيعمل جو احتفاليةفى البيت فعلا
زمان كانت أفراح الطبقة الفقيرة و بدايات الطبقة المتوسطة بتتعمل فى شوارع الأحياء الشعبية , يتعمل مسرح خشبى فى نص الشارع و يقعد العروسين على الكوشة الحمرا اللى مكنش يظهر أيامها فيه غيرها !!, و الفراشة تنزل بالكراسى الحمرا برضه ولو العريس ربنا كرمه حبتين يفرش فى موكتات بطول الشارع حمرا برضه و لو يعنى العريش شوية مضعضع يترش على الأرض نشارة خشب ملونة بالأحمر برضه مش فاهم إيه حكاية الأحمر؟!
و كانت بتيجى فرقة كاملة طول الفرح , مكنش لسه اخترعوا وقتها الدى جى ده, و يجى المغنى لابس الصديرى الفضى اللى بيلمع و قميص بيلمع أحمر برضه و طاقم الطبالين لابسين قمصان حمرا و بنطلونات سودا و كلهم مثبتين شعرهم بالفزلين !!
و الواد بتاع الاورج و يا لا أديها بقى, و صوت المغنى المحشرج يلعلع باغانى عمرو دياب و مدحت صالح و محمد الحلو و عدوية و حسن الاسمر!!, و لما الدنيا اتطورت بقى يغنى لهشام عباس و مصطفى قمر !!
و ينزل المغنى يرقص مع الفرقة بتاعته و هيصة على حق , و تلاقى بقى حبال اللمب الاحمر "تانى" و أخضر و أصفر مسقفة الشارع الضيق أساسا و تلاقى العيال اللى بينصبوا الفرح, يطلعوا يخبطوا عليك و يقول لأمك أو جدتك : بعد أذنك يا حاجة اركب النور فى البلكونة عندكم و رد الحاجة التقليدى : اتفضل يا ابنى هو مين اللى حيتجوز النهاردة ؟!
و افتكر أن واحدة من الافراح اللى كان بيحكى عليها أهل المنطقة لكذا يوم, كان فرح واحد ربنا كرمه حبتين كتير" جاب فرقة فيها بقى عروسة حصان لابسينها اتنين قعدت ترقص مع العريس و العروسة مع الزمارة الصعيدى و مرة عروسة تانية على شكل فيل
افتكر برضه أن لما الصيف يهل لازم يظهر الراجل الصعيدى مع الناى بتاعه يعزف عليه لحن حزين معروف بيعزوفه كل الصعايدة بياعين الناى و بيعزفوه بمهارة شديدة و تلاقى العيال تنزل من بيوتها و فى أيديها البريزة تشترى منه بوص ناى مخروم تلات خرام من فوق و اتحداك بعد ما الصعيدى يعزف عليه عزف رائع أنك تاخده و تعرف تطلع منه صوت, ممكن نفسك يتقطع و أنت بتنفخ فى الناى و مفيش صوت واحد طلع , و أنا كنت ببقى متنرفز قوى و أنا عمال انفخ فى الناى لحد ما نفسى يتقطع و أدوخ, و أقول فى عقل بالى " باع لى ناى بايظ " الناى ده فضل سعره ينط لحد ما وصل لربع جنيه ثم نص جنيه و ده كان وقتها غالى قوى, من فترة مش طويلة كام شهر كده, عدى صعيدى تحت الشقة اللى أنا ساكن فيها فى مدينة نصر و بيعزف على الربابة عزف جميل طلعت من الشباك اتفرجت عليه و كنت فرحان قوى , نفس الربابة المعفنة دى اللى كنت بشوفها معاه و أنا صغير و طلعت أجرى مستعيد شعورى بالمعيلة و اشتريت منه ربابة و اتصدمت أن الحتة المعفنة دى بقى تمنها 13 جنيه, " يا نهار ابيض فى آخر التمانينات و بدايات التسعينات " ال13 جنيه كانوا ممكن يجيبوا ليا أحلى لعبة فى العيد الصغير و الكبير !!
تقريبا أنا الوحيد اللى اشتريت من الراجل الربابة , الناس دى للأسف انقرضت من زمان قوى زى أصحاب مهن تانية كتيرة انقرضت برضه و محدش عاد يهتم بيهم و العيال الصغيرة بتوع اليومين دول بيبصوا لللصعايدة بياعين الناى و الربابة بشىء من الاستحقار و كأن لسان حالهم بيقول " بيعمل إيه الاهبل ده؟!" الأهبل ده كان نجم زمان بس انتوا اللى متعرفوش
ذكريات التمانينات و مطلع التسعينات كتيرة قوى ,مش حينفع تتحكى كلها فى مقال واحد و لذلك أنا قررت أنى أكتب فيها سلسلة مقالات عشان أفكر جيلى باللى أحنا عشناه و اخليهم يقارنوه بدلوقتى يا ترى حيقولوا زى ما ابهاتناقالوا لينا ده أحنا أيامنا كانت أحلى بكتير , فين أنتوا من الأيام دى دلوقتى!!

مقالات سياسية: حكومة هز الوسط بقلم/ مروان محمد




أن حكومات " هز الوسط" دائما ما تبحث عن زيادة مواردها من خلال فرض الضرائب على الفقراء و تنظر بعين الخشية و الإجلال للأغنياء, قد تكون هذه هى سمة جميع حكومات العالم و لكن فى مصر تتميز هذه الحكومة بأنها تخشع فى نظرتها للأغنياء و تزداد توحشا و بطشا بالفقراء.

لم يختلف الوضع عما كان عليه قبل الثورة , فوزراء المالية بعد الثورة إبتداءا من سمير رضوان حتى الممتاز ثم الحالى يسيرون على خطى يوسف غالى نبى السرقة و نهب المال العام, كم من مرة ارتفعت الأصوات بعد الثورة أن تطبق الضرائب التصاعدية على الاغنياء, كم من مرة طالب الأخوان بذلك ثم اسقطوا هذه الضريبة من قاموس الضرائب عندما تولوا زمام الأمور!!

الاقتراض بكل أشكاله من الخارج أو الداخل الذى يدفع ثمنه فقط هو المواطن المصرى من أبناء الطبقة المتوسطة "سابقا" و الطبقة الفقيرة "سابقا" معدمة حالياّ, الأغنياء لا يدفعون شيئا, الأغنياء يزدادون غنى و نحن نزداد فقرا, عندما تسمع تصريح أن وزير المالية يبحث كيفية زيادة موارد الدولة المالية, أعلم أنه بقوة قانون الظلم سيضع يده فى جيبك ليخرج ما بقى من قروشك!

بدلا من أن توجه الضريبة العقارية لأصحاب القصور و القلاع و ألاف الأفندة التى تحولت إلى ضيع يسكنها الأغنياء و لا يعرفون آخر لحدودها, أصبحت موجهة كطلقة الخرطوش إلى علب السردين التى نسكن فيها و لا تجد فيها موطأ قدم, عندما يحدثونك عن ارتفاع مؤشرات البورصة أعلم أنهم يزفوا بشرة سارة للأغنياء و لا عزاء لك فى دنيا الفقر.

عندما تعلم أن أكثر من 60% من الدعم الموجه للطاقة يذهب إلى مصانع و شركات الأغنياء و الدعم الذى يصل إليك يصل مصحوبا بفاتورة السوق السوداء فلا دعم و لا عزاء لك.

أبناء الطبقة المتوسطة و الطبقة الفقيرة هم فى الدرك الأسفل من جحيم الأسعار أما الأغنياء فى بلادنا لا خوف عليهم و لا هم يحزنون!, حكومة " هز الوسط" التى لا تريد تطبيق الحد الأدنى للأجور الذى بكل الحسابات المنطقية و اللامنطقية لن يكفيك حتى آخر الشهر فى نفس ذات الوقت تتصالح مع أئمة الفساد فى بلادنا المنهوبة " المحروسة سابقا".

حكومة " هز الوسط" الحالية تطبق الآية الكريمة " أدخلوا مصر أن شاء الله آمنين" على الأغنياء فقط و للفقراء و أبناء الطبقة المتوسطة الجنة و نعيمها فقط!

قوات الأمن الباسلة تنجح فى القبض على لص سرق رأس ماشية و تفشل فى ألقاء القبض على مرتضى منصور لأكثر من شهر لتنفيذ حكم قضائى!, حكومة تصرح بضرورة ترشيد الأنفاق و من ثم تضيف إلى الوزارات السابقة وزارات أخرى لا تعرف لها مسمى و لا معنى سوى تقنين سرقة المال العام !, و تتجه الأن إلى إنشاء مجالس قومية و وطنية و كلها مجالس يتم إنشائها من أجل فتح دفتر حساب جديد لنهب علنى للمال العام تحت بند التنمية الشاملة !

حكومة عبارة عن نسخة كربونية رديئة من كل حكومات مبارك, تسير على نفس الخطى و تزيد من نوافل سنن نهب المال العام, حكومات مبارك كانت تعلق كل مشاكلها على الزيادة السكانية و حكومات ما بعد الثورة تعلق كل مشاكلها على حكومات مبارك!

من الذى يدفع كل هذه الضريبة المفزعة فى نهاية المطاف؟!, المواطن المصرى المطحون دائما منذ سبعة آلاف سنة فلا عدالة اجتماعية تحققت و لا عيش تجده ألا من خلال طوابير العيش الطويلة جدا و التى تنتهى بعشرة أرغفة يستنكف الحيوان أن يأكلها!

أزمة بنزين و سولار دائما ما تلهب ظهر الفقير بسوطها و تنزل بردا و سلاما على الأغنياء , دخل قناة السويس بعد أن كان مخصصات رئاسية تحول إلى بند مخصصات منسية !, حكومة "هز الوسط" بكل جرأة و شجاعة تطلق تصريحات قوية عن تدنى الاحتياطى النقدى الأجنبى و تتضارب تصريحاتها عن أى إصلاحات منتظرة.

حكومة "تصريحات" مثلها مثل من سبقوها فى الإجرام, تعلن عن ألاف من فرص العمل و مئات الاستثمارات ثم تعلن عن أضافة مئات الألاف من الأسماء إلى قائمة بطالة لا تنتهى فى إضافة المزيد من الأسماء, و لا غرابة أن تجد أن أكثر أوجه الشبه ما بين قوائم البطالة و قوائم الأسعار هو الزيادة الفلكية فى كليهما!, لذلك فهى تستحق عن جدارة لقب حكومة "هز الوسط"

نقطة حوار: ياسين أحمد: اكتشفت أن بلدنا تكرس للمركزية أجرى الحوار : مروان محمد


الكاتب ياسين أحمد سعيد , كاتب شاب من محافظة أسوان , تتسم غالبية أعماله الأدبية بخط  الخيال العلمى و الغرائبيات , و قد صدر للأديب ياسين رواية (المنسيون) عن دار رواية و أيضا صدر له أعمال مشتركة بأسم (دائرة المجهول) عن دار ليلى مع كتاب آخرين و مؤخرا صدر له رواية (الكون المعكوس) عن دار الوراق للنشر الإليكترونى, شارك الأديب ياسين فى العديد من المسابقات الأدبية على مستوى محافظات مصر , يمكنك الإطلاع على مدونته الإليكترونية و التى تحمل نفس أسمه و هى خليط من المقالات و القصص القصيرة و الروايات و الخواطر الإنسانية بنكهة ياسين أحمد,  أسلوبه الأدبى متزن و هو يركز على الكتابة فى هذا النوع من الأدب بشكل خاص و الذى لايزال يبدو غير مألوف فى عالمنا العربى و كان لنا هذا الحوار المطول العفوى معه و هو كالتالى 


كيف يرى ياسين أحمد نفسه كأديب؟

* ياسين أحمد سعيد ..إنسان خيالى بعض الشئ .
*المهنة :فنى أشعة طبية .
ولما وجدت بعض من وقتى شاغراً ، التحقت بالتعليم المفتوح ، برنامج كلية آداب قسم إعلام .
أتمنى لو أجد وقت شاغر آخر ، فأصير رساماً ، أو سيناريست ، أو حتى رائد فضاء.
يمكننا أن نصير أى شئ فى الدنيا فقط لو تخيلنا أنفسنا كذلك ، وصدقنا أنفسنا.
اعتقادى أنه بعد الزواج سيموت أدب الخيال العلمى داخلى بالسكتة القلبية.
وأتحول لكتابة القصص الواقعية السوداء من وحى مشاكلى مع المدام وكيفية تدبير مصاريف (كى جى وان) للأولاد ، إلخ ..
*أنتمى لأقصى جنوب الجنوب، إذ كنت سعيد الحظ وخرجت من الطمى الأسمر لمحافظة أسوان.
لن أستطيع وصفها، كيف أفعل ولم يوفها حقها كل أغانى (منير) و (منيب) ، وقصص ( ادريس على) و (أحمد أبو خنجر) ، وعبقرية (العقاد)..

حدثنا عن تجربتك الأدبية كيف بدأت؟

القراءة و الأنشطة المدرسية ..
هذان – بإختصار- من صقلا كيانى .
بالنسبة للأولى : كنت ممن يلتهمون الكتب،بدئاً من محتويات مكتبة المدرسة،إنتهاء بورقة جريدة ملقاة،والورق التى يلف بها سندوتشات الطعمية.
ازدحم كل ما أقرأه فى صدرى ، وبالتالى خرج فى المتنفس الطبيعى لأى طالب.
الأنشطة المدرسية.
وصلنا أنا وبعض الزملاء لمرحلة  ( أننا لا نمارس أنشطة بجوار الدراسة ، بل ندرس بجوار الأنشطة)
أدمنت جلوسى المتهيب و اصطكاك ركبتى،بينما تناقشى لجنة تحكيم متشككة.
عشت فى هذه المنافسات أسعد لحظات عمرى، ولا أبالغ لو قلت أننى تعلمت الحياة خلالها.
تعلمت الثقة بالنفس،والصبر،وأن أكون على طبيعتى .
أخرجتنى هذه الأنشطة من رحاب القرية، إلى أفق معسكرات فى محافظات آخرى  مثل : القاهرة ، الجيزة ، الإسكندرية، المنصورة، بورسعيد .
التقيت أشخاص لا تقدر معرفتهم بمال .

كيف تقيم الخريطة الأدبية فى مصر حاليا؟

اكتشفت أن بلدنا تكرس للمركزية فى كل شئ حتى فى الأنشطة بين طلبتها.
فأنشطة مدرستنا أقل كثافة مما فى مدارس المركزلأننا فى القرية .
والإثنان يعدان لا شئ بالنسبة لما هو فى الشمال مثلاً.

هذا أورثنى شعور مبرح بالإستفزاز، لماذا يجب أن ندفع ضريبة بسبب عنواننا .
لا تتوقف الضريبة عند هذا الحد، بل تصل أحياناً إلى أنك تخسر لمجرد أنك من قرية لا من مدينة،ولأنك من من الأقاليم ولست من القاهرة.
لن أنسى موقف مستفز بأحد التصفيات،كانت واضحاً أن شباب القليوبية يستحقوا باكتساح المركز الأول، فهنأناهم بذلك فعلاً.
قبل إعلان النتائج فوجئنا بمديرة المعسكر قادمة بابتسامة ودود ، وقالت لممثلى القليوبية أمامنا :
- ألن تتضايقوا لو حصلتم على المركز الثانى لا الأول؟
وفوجئنا بالقاهرة تحصل على المركز الأول، لا لشئ إلا لأنها القاهرة.
هذا ما علموه لنا وتكرر فى 90% من الحالات، وكل من أحتك بهذا المجال يعلم ما أقوله جيداً.
تدريجياً فهمت أنه درس للحياة عموماً .
فحلمت بثقافة حرة بعيدة عن المركزية،حلمت بنظير لساقية الصاوى مثلاً فى كل محافظة فى مصر.
سألت نفسى ألف مرة : متى يحدث ذلك فى أسوان ؟
بعد 10 أعوام ؟ أم بعد 20 عاماً ؟

هل حاول المعنيين بالأدب فى أسوان أن يغيروا من هذا الواقع المرير ؟

بالمصادفة البحتة اكتشفت منذ أيام قليلة أن هذا تحقق فعلاً ، وأن شباب الجنوب المتحمس فعلها .
إسمها مؤسسة (ديارنا) للتنمية الثقافية .
نجح أصحاب الفكرة فى الحصول على تمويل من منظمة (المورد الثقافى)،وأنشأوا هذا الصرح المبهج فى أسوان.
مؤسسة ثقافية + شباب متحمس + منفذ لتوزيع الكتب+مكتبة+قاعة سينما+ورش عمل+مكان لتنفيذ بروفات المسرح.
لم أصدق نفسى عندما عرفت التفاصيل،فأنتهز الفرصة وأشد على أيديهم،وأتمنى لو أساهم ولو بأضعف الإيمان فى هذا الحلم.
وأتوقع بإذن الله تحقيقهم حضور مؤثر فى الوسط الثقافى.
ما هو شعورك لدى نشر أول رواية لك؟
زحام من السعادة ملأ صدرى ، خيل إلىّ أنه لو خرج ، سيغمر العالم أجمع .
أحمد الله أن قدر لى هذه الفرحة.

كيف تصف عملك الأدبى " المنسيون"؟

*المنسيون رواية فى أدب الغرائبيات ،تحمل كل مميزات وعيوب أى تجربة أولى..
تتحدث المنسيون عن كوكب آخر،يعيش فجر عصوره البدائية،ويحيا بين ظهرانيهم شاب يلقبونه بـ (الجامح).
يمتلك عقلية و معارف تسبق عصر،وبالتالى يتحمل الأمرين ليتكيف مع من حوله..
فالمختلف معذب كما يقولون .
وتظهر أهمية هذا (المختلف) عندما تدق طبول الحرب فى العشيرة،فتظهر جيوش متوحشة تظهر إلى عالمهم فجأة ، إلخ ، إلخ ..
هذا الكتاب لديه ذكريات خاصة معى ، إذ كتبته ووقعت العقد الخاص به أثناء فترة تجنيدى العسكرية.
كان إجراءات النشر أمراً بالغ الصعوبة بسبب هذا الظرف ، لولا التفهم الجميل الذى لاقيته من أ. محمد ابراهيم محروس.
مدير دار (رواية) التى نشرت الكتاب.
لدى تجربة ورقية آخرى ، صدرت عن دار( ليلى) و تحمل إسم (دائرة المجهول).
وهى دار نشر محترمة أسعدنى الإنضمام إليها،أسعدنى أكثر أن رسالة الدار بقبول الكتاب جائتنى يوم 19 مارس 2012.
كانت أجمل هدية نلتها فى عيد ميلادى الماضى.

صف لنا شعورك مع صدور ثانى أعمالك الأدبية (دائرة المجهول) و كيف تقيم تجربة أن يشترك أكثر من كاتب فى إصدار كتاب واحد يحمل خط معين من أدب الرعب؟

(دائرة المجهول) تجربة أدبية إستمتعت بها لأقصى حد ، كل قصص الكتاب تنتمى -كالعادة-  لعوالم الخيال العلمى والغرائب  ..
 و تتمحور جميعها مع فلك فكرة واحدة ، وهى أن الحياة تدور بنا فى دائرة مغلقة لا فكاك منها ، دائرة يتألف فيها الضباب مع الحيرة .....مع المجهول ..
لا أدرى لم  أرتأيت أنه حالة نفسية عامة لجيلى ، وهذا سبب تفكيرى فى أن يكون العمل جماعى ، أن يتجمع أكثر من قلم يحكى كل منا تجربته ، يتكلم عن الدائرة التى هو أسيرها ..
فكتبت رواية قصيرة بعنوان (خيوط الظلام)، تدور أحداث القصة فى معشوقتى الإسكندرية ، تحديداً فى مدينة العامرية .
وتتحدث عن عطار أقرب إلى المجاذيب يسكن الضاحية، يحارب (شبح الكلب الأسود) ، وهى أسطورة معروفة فى أكثر من مكان فى العالم ، يحاول الشبح أن ينسج خيوط الظلام على الضاحية.
وما بين الظلام والنور ..تدور الدائرة.
انضمت إلى فى الكتاب شقيقتى المبدعة (داليا مصطفى صلاح ) ، ولكم سعدت بأن تتقبل هى تحديداً التجربة ، فقلمها من النوع السهل الممتع ، وبطريقة لا أعرف كيف ؟ أجدها تتمكن من تقديم الرعب بطريقة رومانسية ، وهكذا إتضحت ملامح الكتاب وقتها  ..
ولا أن الدائرة لم تتوقف عند هذا الحد ، إذ أسعدنا إنضمام دكتورنا الجميل مصطفى سيف الدين ، وهو كاتب مميز وصاحب مدونة (طير الرماد) الشهيرة.
أهدانا د.مصطفى قصة قصيرة بعنوان (أرواح ودمى ).
كما أسعدتنا مشاركة قلم مميز حضرنا من المغرب الشقيق ، إنه صديقى العزيز (معاذ بويدو ) ، وقدم لنا معاذ تجربته  الخاصة التى حملت إسم (غزاتنا ) ، كما فاجئنا المبدع (معاذ بويدو ) بأنه يملك مواهب آخرى .
فقام تصميم الغلاف الذى يزين الكتاب الآن.
سأظل أفخر طويلاً بأننى عملت مع هذه المجموعة الجميلة .
فأعتبر (دائرة المجهول) تميمة للسعادة بالنسبة إلى،توج هذه الإحساس ترحيب الأستاذ (شريف شوقى) بكتابة مقدمته.
كان شرفاً ما بعده شرف من الكاتب الكبير ، وصاحب سلسلتى زهور والمكتب رقم 19 الذين نعرفهم جمبعاً.
لا زلت أذوب خجلاً إلى الآن أمام  ما قاله فى حقى خلال المقدمة ، وكثيراً ما أحاول أجود من ذاتى لأجل هذا .
لأجل أن أستحق الإشادة التى تلقيتها من أستاذ بحجم شريف شوقى .

كيف تري الوضع السياسى الراهن فى مصر؟

*أقر أولاً بأننى لست محللاً سياسياً، جزء من مشكلتنا أننا صرنا نمتلك 80 مليون محلل سياسى.
سأتحدث عن نظرتى كمصرى عادى،يراقب ما يحدث من مسرحية هزلية هابطة  .
وأرى نخبتنا – بلا إستثناء- كل خطأ ممكن أن يفقدوا به صدقهم ، جميعهم ناقضوا أنفسهم بكل فجاجة فى أفعالهم قبل تصريحاتهم .
لأسباب كهذه صارت كلمة (نخبة) أشبه بالشتيمة .

هل ترى أن المستقبل لسوق النشر الإليكترونى أم أن الورقة المطبوعة من الممكن أن تستمر لسنوات أخرى قادمة؟

الحياة تساع الجميع.
فلماذا نتصور أن شيئاً سيأتى على حساب وجود شئ آخر ؟
التلفاز قلل من شعبية الراديو ، ومع ذلك لا يزال للراديو جماهيره وعشاقه.
كما ظهر أيضاً اختراع هجين ما بين الراديو وأدوات عصرنا الحديث، وهو ببساطة راديو الإنترنت .
نفس الشئ بالنسبة للكتاب الورقى ، ستظل هناك فئة تذوب حباً فى إقتناءه.
فلا تجد بدلاً عن ملمس أغلفته الناعم ، و عبق الحبر المنبعث من أوراقه.

كيف تقيم تجربتك فى النشر الورقى و هل حققت انتشار مرضى لك بين قراء الكلمة المطبوعة؟

أنا أعشق الصراحة ، لذلك سأجيبك بتلقائية مطلقة .
الكلام عن النشر الورقى هو موال ذو شجن .
فقد وقعت مثلى مثل زملاء جيلى فى نفس الفخ ،حيث نظن أنه سننشر كتاباً ، وخلال عام سيدر الكتاب التكلفة التى دفعت فيه، وبالتالى سنتمكن من نشر آخر.
هذا – بالضبط - هو الفخ .
لقد اتضح أن دائرة النشر هى نموذج آخر من (دوائر المجهول).
لا يوجد من يطالع كتب أصلاً .
نحن ( أمة أقرأ التى لا تقرأ) .
الكتاب الكبار يشتكون من سوء التوزيع، فما بالكم بالكاتب الشاب؟
وتأتى أسعار الكتب الباهظة لتطيح القلة القارئة الباقية .
كما أن هناك قانون ضمنى يحكمنا ككتاب شباب :
(ليس المهم فى النشر أن يكون كتابك خارق الإبداع..
المهم هل معك تكلفة نشره أم لا ؟)
هذه الحقيقة .
ولا يمكن لأى أحد أن يعمى عينيه عن شمسها، كلامى سيضايق الناشرين المحترمين الذين أعرفهم ،فهم يجتهدوا بصورة فردية،فيقدموا  أقصى ما بوسعهم من تيسير ، على غرار :
 مشروع النشر لمن يستحق لدار ليلى، و كتب الجيب لدار الحلم.
أما لو تركوا العنان للعواطف 100% فستغلق دورهم خلال عام ، خصوصا أن المجريات السياسية أغلقت بعضها فعلاً.
كل ذلك أعلمه تماماً، ولعلى لو كنت مكانهم سأفعل نفس ما يفعلونه .
لكننى لا زلت حائراً ،لا زلت لا أعرف من المذنب إذن؟
الشئ الوحيد المؤكد بالنسبة لى : أنه ليس الكاتب الشاب حتماً..
ومع ذلك لا بديل للكاتب الشاب عن الكتاب الورقى ، على الأقل كتاب واحد.
فهو جواز السفر إلى الإعتراف بك ككاتب .
هذا للأسف جزء من المنظومة المجحفة ، فهناك مدونون عباقرة مثلاً ، يحمل فضاءهم البلوجرى روايات ومجموعات قصصية من العيار الثقيل .
هؤلاء لا يسلط عليهم الضوء إعلامياً ونقدياً لا لسبب ، إلا لكونهم لم ينشروا ورقياً.
تخيلوا ما يحدث عندما ينشر أحدهم كتاباً ورقياً، إذا بالكل يعيد النظر إلى انتاجه الإلكترونى .
وكأنما لم يصر كاتباً إلا بعد نيل الصك الورقى.

هل من الممكن أن تحدثنا عن مدونتك ؟

لو أردت وصفها بكلمة واحدة فهى (خلطبيطة) ..
بعض التغريدات الطائشة ، على قليل من القصص القصيرة، إلخ ..
من حيرتى كنت أغير إسمها من وقت للآخر، فى البداية كنت أسميها (الخيال العلمى والغرائبيات).
ثم قررت أن أجعل موضوعاتها عامة فأسميتها (لدى حلم).
وهى نفس عبارة المناضل (مارتن لوثر كينج) وإن كنت أعتبرها العنوان الوجدانى لكل انسان.
مرة ثالثة تملكنى الغيظ من الأوضاع المقيتة حولى فأسميتها (تباً) .
نصحنى بعض الأصدقاء بتغيير هذا العنوان الفج، وافقتهم الرأى فحولته إلى (سحقاً).
تحسنت حالتى النفسية فأردت لها اسم ثابت ، على أن يكون بعيداً بالطبع عن الأسماء المبتذلة الأخيرة.
فاستقررت أن يكون(ياسين أحمد سعيد) .
لعل هذا يسهل البحث عنها فى جوجل .

هل هناك أى أعمال أخرى فى المستقبل تعدها للنشر الورقى أو الإليكترونى؟

هناك كتاب صدر عن دار الوراق للنشر الإلكترونى .
وهو مطروح على موقعها فعلاً .
إسمه (الكون المعكوس) ، قوامه 5 حكايات من الخيال العلمى والغرائبيات .
أو كما أصفها على الغلاف 5 مرايا من وحى عالمنا القاسى المعكوس .
إنفجار نووى ..كوارث كونية ..عوالم موازية.. منحوتة للشيطان .. مرآة لا تعكس سوى ما تريده هى ..
لا أعرف إذا كان كوننا هو القاسى المعكوس ، أم أننى قلم سادى مفتعل لا أكثر.
أتمنى من القراء أن يطلعوا على الكتاب و يخبرونى بانطباعهم حول هذه النقطة .
على الجانب الآخر ، أحلم بمخاطبة جمهور آخر غير جمهور الكلمة المكتوبة ..
فأفكر فى كتابة السيناريو للسينما المستقلة ، أو الكوميكس.


من هم أكثر الأدباء الذى تحب قراءة أعمالهم الأن و تشعر أنها الأقرب إلى قلبك و بصمتك الأدبية؟

من المبكر القول أن لى بصمة أدبية .
إنها للدقة (شِبه بصمة) ، جنين يضطرب ويتململ منتظراً  اكتمال تكوينه.
أما عن الشق الأول من السؤال: لابد أن أنسب  الفضل أولاً - ككل زملائى الشباب- الدكتورين و الأبوين د.نبيل فاروق و أحمد خالد توفيق.
هذان بحق من صنعا شعبية نسبية للقراءة ، وبالتالى ندين لهما جميعاً كأجيال لاحقة بهذا الشئ .
أسعدنى الإلتقاء بالدكتور نبيل فى معرض الكتاب الأخير، فكانت لحظات لن أنساها طوال عمرى ، وحوارى القصير معه ستحمله مخيلتى ما حييت .
أنتهز الفرصة وأقدم التعازى فى شيخ القصة البوليسية ، والذين صدمنا رحيله منذ أيام،رحل الأستاذ (محمود سالم) ، وإن بقى حياً فينا بأعماله.
هناك طبيب آخر تعلمت كيف أرى الحياة هو الرائع (مصطفى محمود) .
لا أنسى العميد نجيب محفوظ ، أفضل من جال بنا بين دروب الحارة ومقاهيها وناسها وفتواتها .
 لا أعرف كيف كتب كل هذا العدد من الإصدارات وحافظ فيها على نفس القدر من الإبداع.
فهمت كيف يمكن أن توجد (رواية سياسية) على يد (احسان عبد القدوس)، كما أسرنى السهل الممتنع لـ (انيس منصور) ، و عمق (يوسف إدريس) ، و رومانسية (عبد الوهاب مطاوع) ، ونصف كلمة (أحمد رجب) ، وخفة ظل (يوسف معاطى) و
و (محمد عفيفى) .
تعلمت أكثر عن الحاضر من تجول العملاق (يوسف زيدان) بنا فى ردهات للماضى .
خطفنى كذلك الحضور الطاغى لقلم (أحمد مراد)
متضايق من نفسى أننى لم أتعلم كفاية من بلدياتى (أحمد أبو خنيجر) و (ادريس على)
الشئ الوحيد الذى تعلمته منهما : "من المستحيل أن يحيط قلم بعبقرية المكان من حوله ، خصوصاً عندما يكون هذا المكان مثل أسوان"
لم أحب الشعر الحر عموماً ، إلا عندما رشفته من كئوس العظماء أمثال  (نزار قبانى) و (أمل دنقل) و (محمود درويش) .
وتظل للعامية مذاقها مع الخال (الأبنودى) ومن قبله الرائد الكبير (صلاح جاهين).
لو انتقلت إلى الجانب الآخر من الشاطئ، هناك بوابات آخرى لا غنى من المرور عبرها من الأدب العالمى :
مثل (تولستوى) و (ديستوفسكى)  و (شكسبير) و (ماركيز) و (ديكنز).
وفى الخيال العلمى والقصة البوليسية لابد من القراءة للرواد (هربرت ويلز) و (جولى فيرن) و(أجاثا كريستى) و (آرثر دويل)
 كما خلبت عقلى ملحمة مسز (رولينج) ، لقد اتفقنا على الصراحة المطلقة ، وبالتالى لا أخجل من إعلان إنبهارى بهارى بوتر، كأول مثال يخطر فى بالى من الفانتازيا الغربية .
(دان بروان) كاتب قدير،قضيت أياماً طويلة ألهث وراء لملاحقة رموزه وطلاسمه.
وأثر فى بشدة رغم  تبييضه السافر للماسونية .
كل واحد من هؤلاء ترك داخلى بصمة لا تنمحى،وحتماً هناك آخرون لم تسعفنى بهم الذاكرة ..
جميعهم ترك أثراً فى كل سطر أكتبه ، فأتساءل :هل سأوفق بترك بصمة فيمن بعدى ؟
من غير المنطقى أن أستعجل الإجابة .
فهذا شئ لن أعرفه فى يوم وليلة ، وربما لا يظهر أثره إلا بعد رحيلى إلى القبر.

يمكنكم تحميل روايته الأخيرة " الكون المعكوس من خلال الرابط التالى:
كما يمكنكم أيضا متابعة كافة أعماله الأدبية على مدونته على الرابط التالى: