سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 18 يوليو 2012

شعر: عامية - فصحى: أنا زيك مصرى بقلم/ شريف الشعبيى




ماتقتلنيش انا زيك مصرى
سبنى انول الشهاده بأيد عدوى
ماتموتش جوايا حلمى
دا انت كنت فيه مشاركنى
انت باين عليك نستنى
انا اللى كنت واقف جنبك فى الميدان
انا اللى شيلتك
لما ضربوا علينا الغاز
وخنقك الدخان
انا اللى صليت جنبك
يوم جمعة الغضب
ودعينا على اللى خان
وانا اللى نمت جنبك ع الرصيف
مستنين يرحل الطغيان
وانت اللى غطتنى بشالك
يوم ما كنت انا بردان
كنا مدفين بعضنا
حَاسين بالأمان
وسوى شيلنا شهيد
مات وسطنا بأيد جبان
وانا اللى سلمت عليك بوستك
يوم ماسبنا بعضنا ف الميدان
افتكرتنى ولا اقول كمان
ارفع سلاحك عنى
متفرحش اللى قاعدين ف اللمان
وتعالى نكمل حلمنا
ونرجع ذى ماكنا زمان
لسه ثورتنا مخلصتش
لسه محتاجنا الميدان

القصة القصيرة: أنا و أنا بقلم / أسامة إبراهيم


الفائز بالمركز الثالث مكرر فى المسابقة الإبداعية الأليكترونية لصفحة حكايات لمن يكرهون النوم

هو نظامى اليومى المعتاد ، لا يتغير ابدا .. بمجرد ان يحالفنى الحظ و انحشر فى مقعدى بالمترو المزدحم ،  و قبل ان افرح بالانجاز ، اجده جالسا إلى جوارى مباشرة .. هو احدهم بالتأكيد ، لا اعرف لماذا يكونون من حظى دائما .. يبدو اننى اجذبهم !
-’’دنيا انقلب حالها .. لم يعد هناك اخلاق !‘‘
  هذه هى البداية الصحيحة .. ما ان اسمع هذه العبارة حتى اجفل ، و انظر بتلقائية صوب خريطة المحطات .. امامى - كالمعتاد - محطات تزيد عن عدد اصابعى كلها ، سيكون امامه وقت طويل لاستعراض اراءه فى كل امور الحياة ، بدءا بمباراة الامس ، و انتهاء بالفيمتو ثانية .
- ’’صدق من قال اننا شعب لا خلاق له ، شعب (نمرود) بالفعل ، نستحق ان يحكمنا (تيمورلنك) ليصلينا سعيرا .. اليس كذلك يا استاذ ؟‘‘
 أضطر إلى النظر إليه  بإبتسامة موافقة ، مع ان الرد التلقائى هنا هو : الست احد افراد هذا الشعب هذا الشعب (النمرود) يا (كابتن) ؟ لكننى فى هذا الوقت لا يكون بى اى جهد  للجدال ، فمثل هؤلاء لن يوقفهم عن الكلام إلا الديناميت .. حسنا ، الانطباع الاول انه يبدو غير طبيعى ، إن كان لهؤلاء شكل مميز ، عينيه تحملان الكثير من الكلام ، كأنما ارى امامى كتابا كاملا  لا يقل عن الف صفحة .. ارى – لا ابتلاك الله بمصيبتى - ان امامى وقتا طويلا من الملل الصافى .
عندما بدأ يحكى ما تنبئنى خبرتى انه القصة الرئيسية ، بدأت فى استرجاع ما افعله دوما : على ان استرخى  مبديا الانصات له ، مع الكثير من مصمصة الشفاه ، و التنهيدات الحارة لزوم التفاعل مع المآسى الحارة التى يحكيها .. لابد طبعا ان تكون هناك مآسٍ و عبر و دروس مستفادة .. يقتلنى الفضول لاسألهم لماذا يختاروننى انا بالذات ، و فى رحلة عودتى من عملى ، وقت اكون مستعدا لارتكاب جريمة لو حامت ذبابة حولى؟
الجو حار جدا ، و صداع بشع يمنعنى من الاسترخاء .. يبدو انك ستكون تسليتى حتى اصل إلى محطتى ..
 انتبهت إليه عندما كان الحماس قد بدأ يكسو صوته ، و هو يقول :
  - اتعرف يا استاذ لقد اكتشفت ان الامور لا تكون دائما كما نظنها .. طوال حياتى لا اصدق ان انسانا يمكن ان يقتل انسانا ، امر غير مقبول لا دينيا و لا اخلاقيا ، لكننى بالامس قتلت .. نعم قتلت ، و لا اشعر بأى ندم ، بل لن تجد الشرطة اى دليل على جريمتى .. اتعرف من قتلت ؟ لقد قتلت نفسى ! انت لم تخطىء السمع .
لم يثرنى التصريح الخطير .. فى كل الاحوال لقد اعتدت هذا ، هناك من يرى ان سبب كل مشاكلنا هو ابتعادنا عن الحديث باللغة الفصحى ، و من يتكلم بخطورة ان المخابرات الامريكية تراقب تحركاته بدقة ، و من يقول بثقة ان (جنوب افريقيا) سوف تقطع عنا مياه النيل ، و من يقسم بالله جهد ايمانه ان اللحوم المصنعة تستخدم فيها لحوم البشر ، و من يقول بخبرة السنين ان رئيس امريكا الحالى (نيكسون) لا ينوى خيرا بمصر .. لم اعد اندهش من اى شىء قد يقال ؛ لذا لم اعلق .. اضف إلى ذلك انه لا ينتظر منى اى مشاركة ايجابية ، هو يريد اذنا فقط .. هل رأيت من قبل اذنا تتكلم  ؟
 - ’’ لا تسئ فهمى ، لقد استحق هذا الوغد ما حصل له .. لايمكن ان تتخيل ما مررت به ، هل جربت يوما ان تقف امام المرآة لتتساءل عمن يكون هذا الانسان ؟ تنظر إلى زوجتك فلا تعرفها ؟ تسمع كلمة (بابا) من  صغار لا تعرفهم ؟ تسمع اسما لعشرين مرة قبل ان تدرك انه اسمك ؟ تغادر بيتك فجرا كل يوم لتؤدى عملا لا تفقه فيه شيئا ؟ تنظر حولك لتجد كل شىء غريبا لا تفهمه ؟ تحاول ان تجد اى قيمة لحياتك فلا تجد ؟‘‘
لم ارد  احباطه بأن جوابى على كل ما سبق هو نعم ، لكننى مع الاسف لم اعثر بعد على من يمكننى قتله تعويضا عن هذا.
 كان يكمل و صوته يتلون ، و ملامح وجهه تتقلص .. هذا الرجل يجب ان يغدو ممثلا :
 - اياما طويلة و انا اعيش فى هذا العذاب .. فى داخلى يقين تام ان هذا ليس انا .. هذه ليست حياتى .. كل ما حولى لا يخصنى .. انا انسان اخر .. لكننى لا استطيع ابدا ان اعرف من انا !
لم اتمالك نفسى من الابتسام .. يبدو ان تأليف هذه القصة قد تطلب منه وقتا طويلا .. دائما ما يفاجئنى ثلاثا :  سائقو الاجرة العارفون بكل كبيرة و صغيرة تحدث فى البلد ، بما فيها ما يدور فى الغرف المغلقة للمسؤلين ، و الحلاقون الفلاسفة اصحاب حلول كل مشاكل الكرة الارضية ، و  جيران الجنب هؤلاء .
 لوح بكفه ، ثم قال و صوته يرتفع على الطريقة المسرحية (كريشندو) :
- لكننى عرفت ما حدث عندما جاءنى .. كنت جالسا فى البيت ، حائرا فى مشكلتى عندما دق جرس الباب .. لاجد امامى شخصا ما .. فكرت لاول وهلة اننى اعرفه .. بالتأكيد اعرفه ، و لكن لا اذكر من عساه يكون .. طلب ان يتحدث معى قليلا فى امر هام  ، فدعوته للدخول ، و جلست اتحدث معه لا الوى على شىء .. و كانت المفاجأة ..
كان صوته عند الجملة الاخيرة قد تحول إلى صراخ ، بيد ان احدا من الركاب الجالسين ، او الغائصين وسط كتل اللحم لم يلتفت ، كأنما لم يسمعه احد غيرى .. كنت رغم مللى راغبا فى المزيد ، الاحداث مشوقة بالفعل .. تطلعت إليه بعينين متسائلتين ، لكنه لا يهتم ، إنه حتى لا ينظر إلىّ كأننى لست هنا .. سكت ثوان ، ثم استطرد و صوته يتمزق غيظا :
 - عندما بدأ يتحدث شعرت كأننى كنت فاقدا للذاكرة ،  سرعان ما تواردت إلى ّامور تراصت متعاونة حتى شكلت امامى الصورة كاملة .. كان هو (انا) ، اقصد (انا) القديم ، الاصلى ، و ليس (انا) الحالى الضائع .. هل تفهمنى؟ لقد سرقنى هذا الوغد .. سرق حياتى ، عملى ، زوجتى ، اولادى ، كل شىء .. و القانى فى هذه الحياة التى لا اعرف عنها شيئا .. هل تتصور الوقاحة ، لص يسرقك ثم يعود ليسخر منك ؟! ..اتعرف اننى (حمار) ؟! إن الفضول كان يمزقنى لاعرف كيف فعل ذلك ، لكننى ما ان ادركت ما حدث ، حتى تحركت يدى تلقائيا لتلتقط ذلك المسدس –الذى لم اعرف من جاء به إلى هنا- و سددت إليه طلقة قاتلة .. بعدها لم اضع وقتى –كقتلة السينما- اولول راكعا جوار الجثة .. ببساطة ارتديت ملابسه - التى هى ملابسى - و عدت إلى بيتى ، و انخرطت فى حياتى العادية كأنما لم يحدث شىء .. تصور ؟  زوجتى لم تلاحظ اى تغير ،  تلك البلهاء عاشت لفترة طويلة مع شخص غير زوجها ، ثم عاد إليها الاخير لتسأله بكل بلاهة عن الشاى الذى اوصته ان يجلبه معه؟!! لقد تذكرت حينها اننى كنت اريد دائما ان اطلقها ، يبدو اننى وجدت المبرر اخيرا .. اما الحمقى الصغار - اولادى - هم ايضا لم يلحظواى تغير بين والدهم و ذلك النصاب ، ما ان رأونى حتى تقافزوا كالقرود حولى مطالبين بالحلوى التى وعدتهم قبل مغادرتى .. اننى افكر جديا فى الحاقهم بالملجأ القريب !
بعدها سكت طويلا ، قبل ان يقول كمن تذكر امرا هاما :
 - كدت انسى ، اتعرف يا استاذ .. ما اسمك ؟ لا يهم لا يهم .. إن العجيب هنا ليس كل ما سبق ، لكنه يوم قتلت هذا الوغد .. كنت استقل هذا المترو ، و قد حكى لى جارى بالجنب نفس هذه القصة بحذافيرها .. ترى هل هناك تفسير لذلك ؟
- كنت سأجيبه ان افضل ما يمكن فعله هنا - بديلا عن التساؤلات الجوفاء - هو وضع كلمة تمت بحمد الله بعد وضع الكثير من علامات الاستفهام و التعجب ، و لا ينسى اهدائى نسخة عندما يطبع الكتاب ، او دعوتى للسينما عندما تتحول القصة إلى فيلم.. و لان الفجر كان قد انبلج ، و(شهرزاد) كانت قد توقفت عن الحكى .. كان لابد ان ارفع رأسى لاجد محطتى قد حانت .
 هممت بتوديعه شاكرا على القصة المسلية ، بيد اننى عندما نظرت إليه لم يكن موجودا .. كان هناك شخص اخر غيره .. هل تراه انسل من جانبى ليجلس الاخر ؟ و متى فعل ذلك ؟ لقد كان بجانبى منذ لحظة .. يبدو ان الحر قد بدأ يؤثر فى دماغى .
 هكذا اكمل نظامى اليومى .. ادخل منزلى ، لاتساءل للمرة المليون عن احساسى بإستغراب المكان ، و لتستقبلنى زوجتى - المفترض انها كذلك - بذلك الوجه الذى لا هو بالعابس ، و لا البشوش ، و بدون كلمة واحدة .. لا اعرف ما بال هذه المرأة ، كلما رأيتها رغبت فى تطليق احد ، لكن ليس هى ، هل ترانى متزوجا من غيرها و لا اذكر ؟
 القى بنفسى  على الاريكة القريبة .. لكن اين هى ؟  يبدو اننى لن احفظ مكانها ابدا .. ارغب فى تغيير ملابسى ، لكننى متكاسل كالعادة ، بينما هى منشغلة فى المطبخ ، لتستمر سيمفونية الصمت التى نجيدها ، يبدو ان الكلام قد نفد منا منذ زمن .. عموما هذا افضل لاننى مشغول بالتفكير فى امور غريبة ، فكرت فيها كثيرا من قبل ، لكننى اليوم اشعر ان الوضع مختلف ، لا ادرى لماذا هل تدرى انت ؟
- ’’الغداء جاهز‘‘
هكذا اقوم كعادتى - لا كسر الله لى عادة - لاكل مع زوجتى ، و نكمل صمتنا .. لكننى اليوم راغب جدا فى الــــكلام ..
- ’’زوجتى العزيزة ، لدى اعتراف صغير لك .. فى الواقع انا لا اعرفك ، لست امزح .. بالمناسبة هذا الشىء لذيذ جدا ، يجب ان تعديه لنا كل يوم .. ماذا كنت اقول ؟ نعم تذكرت .. ببساطة انا لست (شاكر) او (شيكو) كما يطيب لكك مناداتى ، هذا ليس بيتى .. عملى ليس عملى .. و انت لست زوجتى طبعا .. هذه ببساطة ليست حياتى ، انا شخص اخر - لا اعرف حاليا من هو - لكننى اؤكد لك اننى لست (انا) .. اقصد (انا) طبعا الذى تظنينه .. لا توجهى إلىّ هذه النظرة ،  لست مجنونا ، إن هذا يجول بخاطرى منذ وقت طو ....‘‘
هنا يقطع حديثى صوت جرس الباب .. لابد ان يكون هناك ثمة جرس عندما نحتاجه ، لاننى كنت على وشك ان يتم تحطيم رأسى ، و ربما اشياء اخرى .
- ’’ اعذرينى سأفتح الباب ثم نستكمل بعدها حديثنا الشيق ‘‘
 من يكون يا ترى هذا الصفيق ؟ لا اظن اننى انتظر احدا ، خاصة وقت الغذاء ...
 لا اعرف لماذا اشعر اننى اعرف هذا الشخص .. الوجه البشوش ، و الصوت الجهورى ، و الملابس ذات الالوان الصارخة كأنه مهرج فى السيرك .. حتى اسمه الذى قدم نفسه به (عمر المخزنجى) يبدو مألوفا لدى .. هو يقول ان لديه كلاما هاما يريد ان يقوله لى ، سوف ادعوه للدخول لاننى اشعر ان ما لديه مهم فعلا ...