سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 13 فبراير 2012

مقالات أدبية: الأدب العربى بعد الثورات العربية بقلم/ مروان محمد





أعتقد أن حال الأدب العربى بعد الثورات العربية التى عصفت رياحها بالمنطقة العربية يجب أن تتغير و أن يحدث فى العالم الادبى العربى ثورة مماثلة لان بدون إحداث تغيرات جذرية فى عالم الادب فعلى رواد هذا المجال ان يركنوا الى حائط النسيان و لا يفكروا مرة أخرى فى الظهور لان من لم يلحق بالتغيرات الحادثة الان فى عالمنا العربى سيطويه النسيان لا محالة.

على الادباء على وجه الخصوص ان يلحقوا بركب التقدم و التطور الذى تخلف عنه معظمهم للاسف الشديد و لازالوا يعيشون فى خيالات و ارهاصات الماضى التى انقضت الى غير رجعة و عليهم ان يبرحوا اماكنهم من خلف مكاتبهم و يطلعوا على العالم الواقعى المعاش, عليهم ان يجتهدوا بحق و تحترق اعصابهم و تذبل خلايا مخهم فى سبيل كتابة رواية جديدة شيقة مثيرة تقدم للقارىء عالم مجهول لم يسبر اغوراه كاتب من قبل او على الاقل فى صورة طرح جديد, عليها ان تكون رواية او قصة ترتكز دعائمها على المعلومات الفريدة من نوعها و الحقيقية فى نفس الوقت, لا اعمم هذا الاسلوب على كل اشكال الروايات او القصص القصيرة و لكن يجب ان يكون هناك اتجاه جديد فى الكتابة قادر على احداث ذوبعة حقيقية و كشف عن مستور لم نكن نعلمه و لكن اعتماد اسلوب الروتين الحكومى فى كتابة الروايات و القصص, كتابة تعبر عن كاتبها فقط و لا تعبر عن محيط مغاير للمحيط الذى حبس نفسه فيه و اعتماد اسلوب حياة الصعلكة و التسكع على القهاوى تحت مسمى ندوات ثقافية و لقاء المثقفين و كأنه لقاء النخبة فى اروقة السياسة, على الكاتب ان يتميز بالذكاء الاجتماعى و القدرة على التواصل مع الجماهير و ان يتعامل مع منتجه الادبى كبضاعة تحتاج الى تسويق و دعاية تسبق طرحها فى السوق لاستقطاب اكبر عدد ممكن من المستهلكين و النظر الى المنتج الادبى بهذه الطريقة لا يشوه من سمعة الادب و الكاتب, كما يدعى البعض اعمالا بقاعدة الفن من اجل الفن و هو غطاء لفشل الكاتب فى ان يصل لهذه الفكرة و ضعف قدرته على تطبيقها فيتستر بهذا الشعار الذى فقد شرعيته هو الاخر!!

فكرة ان الكاتب لازال يسكن فى برجه العاجى و على القراء ان يرهقوا انفسهم و يتسلقوا برجه العادى, القارىء لا يبالى بك ان لم تنزل من برجك العاجى و تسكن معهم فى الشوارع و تتكلم عنهم و ليس عن نفسك , تجد ان الانا العليا عند اغلب الكتاب تضخمت للدرجة التى استحوذت بها على كل كتابات الاديب و اصبحت هى المحور و الحدث و الحوار و الفكرة و المحرك و لا شىء سواها مما ينتج منتج ادبى مبتذل و اقل ما يقال عنه انه سخيف جدا

اما سياسة الصعلكة و الكتابة على رصيف المقهى و التنقل بين رصيف و رصيف و اصدار مجموعات قصصية يتيمة لا تحظى باى قدر من الترويج او الانتشار او القراءة فى العالم العربى و ذلك لأن الكاتب و دار النشر لا يملكان اى رؤية لترويج هذا المنتج و عمل الدعاية الاعلامية المناسبة له حتى يستقطب الجماهير, فعند حد الكتابة يقف الكاتب و لا يتقدم خطوة اخرى باعتبار ان الذى كتبه رسالة مقدسة لا يروج لها حتى لا يقلل من شانها و لكن قدسيتها تروج لها فى ممرات النسيان و العتمة !!

نحتاج الى رواد جدد و لا ادعو للانقطاع مع الموجودين حاليا من كتاب اكل عليهم الزمن وشرب و لكن ان نتركهم مكانهم لا يتقدمون خطوة واحدة و نسعى الى فكر جديد و طرح جديد و اسلوب مغاير ليس فقط فى الكتابة او فى الموضوعات المطروحة و لكن ايضا تغيير ثقافة تسويق العمل الادبى لاخراجه من صورة كيان مقدس الى منتج مثله مثل سائر المنتجات تصلح للترويج و البيع و التربح من ورائها والدعوة القائلة بان ذلك يقلل من الشان الفنى و يجعله سلعة تجارية تخضع لمزاج المنتج او المسوق هى تبريرات من قبيل عجز و الفشل, على الكاتب ان يسعى بكل قوته لترويج منتجه مستخدما فى ذلك وسائل التكنولوجيا المتاحة امامه و الرخيصة و المؤثرة جدا فى ذات الوقت و استخدامه للوسائل الحديثة لترويج منتجه هو الوسيلة المثلى الان و ذلك عن طريق إنشاء صفحة معجبين له على الفيس بوك, ينشر فيها مقاطع او مقتطفات من اعماله الادبية وان ينسق مع متخصصين ليصمموا له فيلم اعلانى قصير يروج لعمله الادبى, يقوم الكاتب بنشره على مواقع التواصل الاجتماعى و يتواصل مع مكتبات مشهورة تعرض منتجه الادبى و ان ينسق مع هذه المكتبات ان يقيم احتفالية لانطلاق كتابه الادبى و ان يسعى لعمل بوستر دعاية لكتابه و فيه صورته كاملة كأنه بوستر لمطرب و الكثير من وسائل الدعاية لا تكلف كثيرا و احيانا لا تكلف اى شىء و لكنها تحتاج الى الافكار , مجرد افكار بسيطة قادرة على احداث تغيير جذرى فى ثقافة التعامل بين الكاتب و القارىء لان الكاتب فى الاخير يكتب للقارىء و لا يكتب لنفسه فقط و ان كان يكتب لنفسه فليصمت افضل و يحتفظ بتجاربه البائسة لنفسه !!

مقالات أدبية: الأدب بعيون من يكتبونه بقلم: مروان محمد



مقدمة:

هل الانفصال و القطيعة الواقعة بين المتلقى و الكاتب هو أمر حتمى ام هى مجرد إشكالية مفتعلة؟, هل الكاتب اصبح يكتب فى فراغ بدون النظر الى ما يرغب المتلقى فى الاستماع اليه او قراءته؟, من الذى يجب ان يطوى المسافات المتباعدة بينه و بين الآخر المتلقى ام الكاتب؟, من الذى يحتاج للاخر؟.....
و تساؤلات أخرى كثيرة تطرح نفسها و شعارات اخرى ايضا اصبحت محل تشكيك و الادق ان نقول محل سخرية حقيقية, للأسف هناك شعار لازال يرفع و هو الفن من اجل الفن و هو شعار لا اثق كثيرا فى مصداقيته او ان يكون له وجود حقيقى على ارض الواقع, اختلافى او اتفاقى مع هذا الشعار ليس محور القضية او حتى اتفاق بعضنا او مخاصمة بعضنا لمثل هذا الشعار و لكن فى ظل المخاضات الفكرية و الكتابات النقدية الادبية و التنظير و التسطير الاكاديمى لفن كتابة الرواية و القصة القصيرة و الشعر هو الذى اغفل اهم محور فى قضية الكتابة او فعل الكتابة و هو الجمهور المتلقى او جمهور القراء لنكون اقرب فى توصيفنا للاشياء.
للاسف تخلو معظم الكتابات النقدية من اى مؤشرات او قياسات تستطلع راى القارىء فى اى عمل ادبى و كأن جمهور القراء غير مرغوب فى قياس ردود افعالهم اتجاه الاعمال الادبية على اعتبار انهم اقل شانا من ان يتم تضمين انفعالاتهم و ارائهم حول عمل ادبى معين فى اى دراسات نقدية ادبية.
و هذا هو الخطا الفادح التى تقع فيه كل هذه التنظريات و التى تدفعنا لطرح التساؤل الهام, الى اى مدى يعتمد الكاتب فى انتاجه الادبى على مثل هذه الكتابات النقدية و الدراسات الاكاديمية التى تصنف الرواية و تقسمها و تشرحها و تحللها؟ و هل يجوز الاخذ فى عين الاعتبار اراء النقاد و تحليلاتهم و تاويلاتهم او الافضل لنا ان نضرب بها عرض الحائط؟!

نحن ام القراء؟!

من الجدير بالتحكيم بشان اى عمل ادبى الجمهور القارىء ام الادباء ام النقاد, اعتقد ان افضل ادوات التحكيم و المراجعة و النقد تقع بين ايدى قرائنا و ليس بين ايدينا او بين ايدى النقاد فنحن و النقاد نسهم بشكل ضيئل فى تشكيل فن الكتابة و لكن مرشدنا نحو تنقية منتجنا الادبى هو جمهور القراء.
حتى لو اثار هذا الراى امتعاض الكتاب او النقاد باعتبار ان ما اقوله هو محاولة لسحب البساط من تحت اقدام النقاد او بعض الكتاب المتعالين, تيرمومتر نجاح اى عمل ادبى هو الجمهور, مدى اقباله على شراء و قراءة هذا العمل الادبى و من ثم تحوله الى عمل سينمائى يرغب الكثير جدا فى مشاهدته, جل ما اقوله هو انه يجب ان تحسم هذه القضية لصالح جمهور القراء و ليس لصالح بعض المتفزلكين, نحن الذين بحاجة للجمهور, نحن الذين نبحث عنهم و ننقب عنهم و نحاول ان نقدم لهم ما يحبون حتى يقبلوا على اعمالنا, نحن الذين نرسم العالم الذى يرغب الجمهور فى مشاهدته و ليس عالم وهمى لا يلقى اى قبول لدى الجمهور.

هل العمل الادبى سلعة كغيره من السلع؟

هذا تساؤل يستفز كثيرا من الادباء و النقاد و المحبين للادب و الذين يحيطونه بهالة من القدسية و لا اقصد السخرية من هؤلاء و لكن عذرا, لم يجعل الادب ليكتب و يحفظ فى الادراج او ليعبر عن شعور الكاتب و حسب او تفاعلاته الداخلية و حسب و لكنه ايضا جعل ليخدم على رغبات و ردود افعال جمهور القراء و يجب ان ياخذ الكاتب هذه الخطوة ليحسم الامر بينه و بين القارىء.
و يضيق المسافة البعيدة بينه و بين القارىء و ان يكف ان يتهم القارى ء بانه السبب فى هذه القطيعةو انه القارىء لم يطور ادوات التلقى لديه ليلتقى مع الكاتب فى نقطة وسط, ليست هذه مهمة القارىء و لكنها مهمة الكاتب بالاساس, و لكن لنعد الى النقطة التى نطرح من اجلها تساؤلنا, هل الادب مجرد سلعة او منتج يقوم الكاتب بترويجها للجمهور فى سوق القراء, لنتخير أجابة وسط و هى عمل فنى متداخل فى ذات الوقت مع كونها سلعة يجب ان يتم الترويج لها و دراسة سوق القراء لمعرفة طموحات و رغبات القارىء و ان يغير من نوعية كتابته كيفما تقلب سوق القراء و اختار و انتقى.
انا ارى نوعا ما ان الاعمال الادبية نوعا ما منتج يجب ان ينتج بعناية فائقة و ووفق احتياجات السوق و بما يرضى الكاتب و يجب ان يتوقف الكتاب الى حد ما عن الكتابة من خلف مكاتبهم و ان ينزلوا نوعا ما الى الشارع و ان يتم التركيز بشكل حيوى على مدى مصداقية التجربة التى يثيرها الكاتب فى كتاباته و ان تكون اقرب لتجارب يعملها جيدا او عاشها بنفسه و ايضا فكرة المعلومات الموثقة و الغنية فى العمل الادبى اصبحت النوعية المرغوبة و التى تلقى رواج كبير عند جمهور القراء, التى تتميز بنوعية خاصة بالمعلوماتية التى تحترم عقلية القارىءو المبذول فيها مجهود خاص جدا يعطى فى نفس الوقت مذاق خاص للرواية او اى عمل ادبى بشكل عام.

كتابة الرواية

اذا اخذنا على سبيل المثال الاعمال الادبية التى تتناول موضوعات تاريخية, الحق ان اغلب الكتاب العرب يعانون من ضعف شديد فى صياغة عمل ادبى مؤسس على موضوع تاريخى و يكون سطحى و غير عميق و اغلبه حوارى و الاحداث التاريخية تروى على لسان الاشخاص و بشكل مباشر و فج للغاية و ايضا لا يوجد فيه اى عمق تاريخى بمعنى انه يعتمد على بعض الكتب كمرجع لكتابة عمله الادبى بدون تمحيص او تفحيص او ابداء رايه و سيناريوهات متخيلة ليسد الحلقات المفقودة فى هذا الموضوع التاريخى او بالنزول الى ميدان الاحداث التى تدور حوله الموضوع التاريخى و لكن ايضا يقوم بمباشرة كتابة عمله الادبى التاريخى من خلف مكتبه.
و من اسخف الاشياء عندما يقوم كاتب ما بالتصدى الى عمل ادبى يتسم بالاثارة الحركية او الخيال العلمى فهو يفتقد كلية الى الى المعلوماتية اللازمة للتخديم فى كتابة عمله الادبى هذا, و فى الغالب لا يحترم عقلية المشاهد او القارىء و يبدا فى سرد خرافات تدور فى فلك مخيلته الفقيرة اساسا.
اعتدق ان الرواية المعاصرة اصبحت ترتكز بشكل رئيسى الى قدرة الكاتب على ابهار قارءه بكمية المعلومات التى تكون هى حقيقة اغرب من الخيال فى نسيج ادبى ممتع لا يمله القارىء و ان تحمل كل صفحة من صفحات هذا العمل الادبى مفاجاة جديدة مفاجاة تحترم عقلية الكاتب و تضيف الى بنك معلوماته معلومات اخرى قيمة او غير قيمة هذه الامور يقيمها القارىء بنفسه, يسخر الكثير من المنتسبين لعالم الكاتبة من الكتابة المسلية او التى تعتمد المتعة, و يعتبرونها انحطاط ادبى او انها تجارية و ربحية و يطلقون سيل من الاتهامات و يتصورون ان كل ما يقولونه او اتهامات كما يتصورون و لكنها فى الحق مديح يحتسب فى خانة التوفيق لذلك لصانع هذا العمل الادبى.
انا لا انادى بنوعية من الكتابات امثال كتكوتو كركر و لكن اذا كان ذلك العمل الادبى يعتمد التسلية او امتاع القارىء فما الضير فى ذلك و اما الضوابط و الحدود و المعايير الواجب على الكاتب ان يلتزمها لنفسه حتى لا يخرج من دائرة الامتاع الى دائرة السفه هذا ما يحدده الكاتب لنفسه و يقيم نفسه بنفسه و ايضا الجمهور هو الحكم فى المقام الاخير و لا يجب ان يحمل كل عمل ادبى سواء نثر او شعر اى رسالة او فكرة او دروس مستفادة فهذه اصبحت نداءات سخيفة و مبتذلة و هى تحاول ان تبرر اى شرعية لعلان او فلان و لا اجدد مبرر لتكرار مثل هذا الشعار الساذج جدا.

ما الذى اريده؟

جل ما اقوله دعونا نحتكم الى القارىء, هو الحكم و هو المؤشر و هو الفيصل و هو معيار الربحية و لا ضير من ان يكون عملك الادبى قائم على الربحية فهذا لا يقلل من مستواه فمايكل انجلو و غيره من فنانينى عصره امثال رامبرانت و ليناردو دافنشى لم يرمسوا فقط من اجل الفن و التعبير عن الذات و اسقاط الروح على الارض و مثل هذه الخزعبلات و لكنهم كانوا حرفيين اكثر من كونهم فانين وعلى الرغم من ذلك انتجوا اعمال فنية رائعة و مذهلة الى يومنا هذا اما الفشلة امثال فان جوخ و جوجان فلا مكان لهم فى عالم الفن الحقيقى الذى يلقى استجابة لدى المتلقى لان تجار الفن هم من عظموا امثال جوجان و فان جوخ ليتربحوا من ورائهم و استغلوا الظرف التاريخى القائم وقتها الجانح نحو كل اشكال الرادايكالية و التمرد و الثورة و فى مخاض الثورة الصناعية استغل تجار الفن اعمال هؤلاء دون المستوى ليتم بروزتها امام العالم على انها احدى صيحات التجديد و الابداع المتجدد فى عالم وقتها كانت تغمره التقلبات و التمردات على كل التابوهات و بالاخص السيطرة الكنسية كل ما يبرز ما هو عدو للكنسية يستحق التقدير و العرفان و المكانة العالية و امثال فان جوخ كانوا رسامين فاشلين تمنوا ان يكونوا مثل رامبرانت و مايكل انجلو لكنهم فشلوا ان يرتقوا لهذا المستوى و ماتوا و هم يلعقون التراب و تربح من تراثهم الهش و الضعيف تجار الفن الذين احسنوا ترويج اعمالهم بشكل مذهل و تربحوا مبالغ طائلة من ورائهم.
قد تكون حقيقة فجة سخيفة سيمتعض الكثيرون لدى قراءتها و يقولون من هذا الجاهل الذى يتحدث عن عظماء امثال فان جوخ و انا اقول لهم لا اعبء لما تقولون و كل على دينه

مقالات أدبية: كيف تحرر تحقيق صحفي مصور؟ عرض ...عماد الدين منسي


السبت 30/7/2011

منذ اكثر من اربعين عاما وهي مدة هوايتي للكتابه الصحفيه العاديه و الالكترونية ..حاولت مرارا وتكرار ان التحق بقسم التحقيقات الصحفيه المصوره باحدي الصحف الكبيره او حتي المغموره ... فكان دائما عدم كوني عضو عامل بنقابة الصحفيين يشكل عائقا امام تنفيذ رغبتي .

ولكن الحقيقه فقد التحقت بعدة صحف يومية من الصحف التي يصدرها مستثمرين وقد قمت بعمل عدة تحقيقات صحفيه نالت استحسان الجميع ... لذلك اردت ان اكتب لكم اليوم عن فن التحقيق الصحفي المصور وسوف اتطرق في بعض الاوقات منه الي اجزاء من رسالة الماجستير للدكتور محمود ادهم في هذا الشأن .

وللحقيقه الاكيده فان تعريفي للتحقيق الصحفي المصور كان قاصرا ..الاحينما التحقت بالعمل في قسم التحقيقات الصحفيه في احدي الجرائد واكتشفت أن التحقيق الصحفي المصور هو في الحقيقه :

" تغطيه تحريريه مصوره تضيف مزيدا الي خبر جديد أويتناول موضوعا قديما أو مشكله هامه وتكون اكثر من مجرد قصه أو تقرير عنه ، أو مقدمه لظواهره ، رابط بين اسبابه القريبه والبعيده ونتائجه الحاليه والمتوقعه ، مقدمه كذلك لاراء من يتصلون به عن قرب أو يثق القراء في درايتهم بجوهره مع جواز تقديمها لرأي المحرر نفسه أو وجهة نظروسيلة النشر ، ضاربا المثل بوقائع مشابهه في الداخل والخارج ،حديثه أوقديمه ، يقوم بها محرر يجمع بين صفات المخبر الصحفي والباحثوله دراية باللغه العربيه وقدر من الذوق الادبي ومعرفه بلغه اجنبيه أو اكثر ، ومعرفة بالتصوير أو الاختزال ويقدم لقرائه بهذه التغطيه ماده مفيده ومشوقه وقد يوجههم بعدها الي وجهه معينه ، كما يقدم لصحيفته أو مجلته زياده في عدد النسخ المبيعه ".

والان فاننا سنعد لهذا المقال من خلال ثلاث حلقات الحلقه الاولي تشمل المحرر نفسه والشروط الواجب توافرها فيه ، بوصفه الاصل والاساس في كل عمل صحفي وتحريري وفي ضوء القول المتعارف عليه " اعطني افضل مجموعه من المحررين وانا اقدم لك افضل صحيفه ..او مجله ..أو موقع الكتروني "بينما تتناول الحلقه الثانيه تحرير هذه الماده بدءا بالعناوين بانواعها ومرورا بالمقدمات وجسد الحقيقه وحتي النهايه بما يتصل بهذه الوحدات من شروط وقواعد مع اعطاء الامثله التي توضح ذلك كله وتلقي باكثر من شعاع ضوء عليها ..بالاضافه الي بعض الموضوعات الهامه او التي غفل عنها الكثيرون مثل المراجعة والمتابعه وتحرير الصوره وفي الحلقه الثالثه سوف نناقش بعض القضايا والافكار المتصله بفن التحقيق الصحفي المصور خاصه مايشير اليه البعض من اتباع لطريقة البناء الهرمي وكذا مسألة الوقت المناسب للكتابه وموقف الموهبه من تحرير التحقيق الصحفي ودور التدريب وتعلم الكتابه بالكتابه وكذا طول التحقيق ..الخ

ان التحقيق الصحفي المصور هو ماده هامه جدا من مواد الصحيفه أو المجله الحديثه .. وهذه الاهميه تفرض بالدرجه الاولي الايتولي تحرير هذه الماده اي محرر من هيئة التحرير ولا كل محرر ايضا ... وانما يتولي هذا العمل من يتمكن بتنفيذه الجيد له أن يسبغ عليه هذه الدرجه من الاهمية التي تنتظرها الصحيفه والتي ينتظرها هو نفسه .

ان العامل البشري عامل هام جدا في صحافة اليوم - تماما كما كان بالنسبه لصحافة الامس - ولابنقص من قدرة العقل أو الموهبه مواكبة الاختراعات العلميه الحديثه التي تجد التطبيق العملي لها في حقل الصحافه .. ان المحرر كان ومايزال سوف يظل دائما يؤدي دوره الحضاري النابع من موهبته الخارقه وفكره الثاقب وثقافته وحركته المستمره التي بدونها جميعا لايمكن ان يتم العمل .

ان المحرر هو مفتاح الصحافه الحديثه وأن الرأي الذي يقول بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب يصدق في حقل الصحافه ايضا بالنسبه لوضع المخبر الحساس بطبعه في قسم الاخبار .. لانه يملك الحاسه المناسبه . والمحرر المناسب لطبيعة العمل في ميدان التحقيق الصحفي .. حتي يمكن ان يكون نتاج عمله هو هذا التحقيق الذي يؤدي بدوره الهام بالنسبه للمجتمع والصحيفه وله هو نفسه .. أي " لمحرر قسم التحقيقات الصحفيه أو المحقق أو المحقق العام أو مخبرالمجله أو المخبر العام أو مخبر الاختصاص العام وكلها اسماء تطلق علي محرر هذا الفن الصحفي .

وان ذلك كله يتطلب بطبيعة الحال ان تتوافر في هذا المحرر عدة شروط معينه قبل ان تتوافر في غيره من اعضاء أسرة الصحيفه أو المجله وأن تكون هناك عدة فروق بينه وبين هؤلاء ولكن قبل الخوض في ذلك ننظر الي الحديث عن هذه الشروط الواجب توافرها فيه .. وايضا عن الفروق بينه وبين غيره من المحررين ..

ان الصحافه الواقفه تتمثل اكثر ماتتمثل في عمل المخبر محرر قسم التحقيقات الصحفيه - ان هذا النوع من الصحافه هو صحافة الشباب ولاأعني بذلك أنه من الضروري أن يكون محرره شابا .. وانما يكون في خفة حركة الشباب وتوقد ذهنه .. ذلك لان عمله متسع جدا ويغطي اكثر من موقع في اكثر من مكان مع اكثر من شخص يختلفون فيما بينهم اختلافا كبيرا او معقولا كما أن " العالم كله هو ميدان كاتبها "..ان بحثه عن الحقائق التي تهم القارئ يؤدي به الي جميع الطرق والمسالك فوق البسيطه أو في البحر لانه مهما يسير الانسان ومهما يشاهد فان مزيدا من الافكار المؤديه الي تحقيقات سوف تقابله اكثر مما يمكن ان تقابله وهو قابع في مكانه .

ان هذا المحرر هو الرجل الذي يحاول ان يصل الي جوهر .. او قلب الحدث ليقدمه الي قرائه في شكل تحقيق صحفي - ولكن هل يقتصر عمله علي هذه المحاوله فقط ام يتعداه الي مجالات اخري ؟.. ان هذا يجرنا الي الحديث بطريقه اكثر شمولا عن الشروط الواجب توافرها في هذا المحرر من خلال طبيعة مايقوم به من عمل فني صحفي ..

ان عمل هذا المحررفي سطور فليله يتلخص في انه يعيش صحفيا طوال ساعات يومه - وليس معني ذلك ان يكون طيلة هذه المده جالسا الي مكتبه بالصحيفه أو يقطع الطرق جيئةت وذهابا أو حتي يجلس مع مصدر هام او مع شخصيه لها بريق وانما اريد أن اقول أن عليه الاينسى طوال يومه انه صحفي وان مجال عمله هو التحقيقات الصحفيه وانه لابد للتحقيق من فكره وان هذه الفكره موجوده حوله دائما في اي مكان وفي كل مكان .. في لقائه مع الناس وفي قراءته للصحف والكتب واثناء مشاهدته برامج التليفزيون او انصاته الي المذياع أو رؤيته لفيلم سينمائي .. حتي وهو في القطار او السياره يتوجه الي قريته او الحي الذي يسكنه أو في رحله مع عدد من اصدقائه ... وربما وهو يزور صديقا له في المستشفي أو وهو يحضر حفل عرس أو يقوم بتقديم واجب العزاء في سرادق كبير أو صغير ..

وربما كما يحدث مع عدد كثير من الادباء حيث تأتي فكرة قصيده أو قصه وهو يستعد لكي يأوي الي فراشه .. في جميع هذه الاحوال أو غيرها يستطيع المحرر ان يتصيد عن طريق موهبته الفذه الفكره التي تصلح لأن تكون موضوعا لتحقيق صحفي هام ليقوم هو بعد ذلك بدراسة الفكره واخذ الموافقه علي تنفيذها من رؤسائه بعد مناقشتها معهم وبينما يعد لتصويرها يكون قد تمكن بمساعدة المكتبه الصحفيه وارشيف الصحيفه أو المجله من تكوين فكره اكثر عمقا بينما يكون قد اتصل بالاشخاص الذي ينوي الحصول علي رأيهم ممن يثق القراء في مقدرتهم وصلتهم بموضوع تحقيقه وقد يشمل ذلك ايضا الاتصال بمحافظه من المحافظات البعيده عن القاهره او القريبه منها حتي يمهد المحرر لرحلته اليها لتنفيذ تحقيقه وقد يمتد ذلك الي سفاره من السفارات الاجنبيه والي نطاق الاعداد لرحله للخارج ومايستتبع هذا الاعداد من موافقة جهات عديده واستخراج لاوراق وتصاريح مختلفه ..

وبد ذلك ينتقل المحرر الي مجال عمله .. الي الحقل التنفيذي للتحقيق نفسه حيث يقوم بنشاطه استنادا الي معلوماته السابقه بغية الوصول الي جوهر او قلب تحقيقه وحتي يمكنه عن طريق السؤال والمناقشه الواعيه والانتقال من فكره الي فكره ومن مكان الي مكان .. ومن مصدر الي اخر .. يمكنه ان تتجمع لديه في النهايه ثروه لابأس بها - ويري انها كافيه لكي تكون ماده تحريريه يقوم بصياغتها في النهايه في شكل تحقيق صحفي باحدي الطرق المناسبه تؤيدها صور عديده يمكن ان تساعد هذه الماده في تأدية غرضها .. ثم يقوم بتقديم ذلك كله حسب النظام المتبع في صحيفته أومجلته ..ويقوم بعد ذلك بمتابعة تحقيقه حتي يعرف متي ينشر ويكون موجودا عندما يقوم سكرتير المجله بتنسيق مادته وصوره حتي يمكنه حذف مايراد حذفه واختصار عدة سطور معينه او كتابة كلام محدد لصوره او اكثر وقد يحضر ايضا عملية المونتاج عند اعداد صفحاته الاعداد النهائي علي البللوره حتي يطمئن الي الشكل الذي سوف تظهر عليه مادته .

وبعد فماهي هذه الشروط التي ينبغي ان تتوافر في من يريد ان يتصدي لهذه المهمه .. مهمة العمل في حقل التحقيق المصور .. ؟ والحقيقه ان هذا المحرر لابد له من صفه من صفات الفنان ومن اكثر من صفه من صفات المحقق والباحث في ميدان العلوم الاجتماعيه وايضا من صفات الهاوي في ميدان هوايته ... والي أن يكون في وقت واحد يجمع بين صفات الرجل المركب من عدة رجال والذي يهتم بشئ معين اكثر من اهتمامه بأشياء كثيره رغم ان الاهتمام بها موجود .. وعموما فان هذه الصفات او الشروط هي :

اولا : الموهبه
والموهبه هنا تحتاجها جميع خطوات تنفيذ التحقيق الصحفي .. ابتداء من اول خطوه ..حتي اخر خطوه .. ولكن خطوات بعينها يمكن ان تحل فيها محل الموهبه عدة اشياء اخري مثل الاتصالات او النفوذ في محيط العمل او الثقافه العامه او الخاصه او حتي الامكانيات المتاحه ولكن هذه كلها قد لاتفيد في مراحل بعينها من مراحل تنفيذ التحقيق الصحفي .

ثانيا : المعايشه الصحفيه للاحداث والانباء :
وهي تعني باختصار شديد ان يعيش محررالتحقيق الصحفي ومه كله وهو يتابع كل ماحوله او يسمعه أويشاهده أو يطالعه وكله ذهن معد لاستقبال مايمكن استقباله من معلومات يمكن ان يصلح بعضها موضوعا لتحقيق صحفي . ان المعايشه شئ يلي الموهبه في الاهميه وتعتمد هي عليه والا اصبحت موهبه تعمل في فراغ .. ان محرر التحقيق الصحفي مطالب بقراءة ( علي الاقل ) جميع الصحف اليوميه التي تصدر بلغته وكذلك المجلات الاسبوعيه والشهريه وغيرها الي جانب الكتب التي تتحدث عن الموضوعات ذات الاهتمام العام والاستماع الي برامج الراديو ومشاهدة التليفزيون والسينما وحضور الندوات والمحاضرات والمناقشات العامه .

ثالثا : القدره علي استكمال مادة التحقيق :
ذلك انه في مرحله هامه من مراحل العمل لابد للمحرر من ان يسأل نفسه سؤالا يقول : هل هذه الماده كافيه لان أقدمها للقراء في ثوب تحقيق صحفي مصور ؟.. والحقيقه ان اي محرر لايمكن ان يقدم كل شئ عن اي شئ .. ولكن باستطاعة المحرر الممتاز ان يقدم قدرا كبيرا من الماده التي ينبغي ان يقدمها لقرائه وهذا القدر كما يعتمد علي الاخذ من الغير..رأيا كان او خبرا فهو كذلك يعتمد علي حسن الاستعانه بمن يمكن ان يقدم له اكبر قدر من المعلومات المساعده عن طريق المصادر المختلفه.

رابعا : الثقافه العامه مع الاهتمام بفرع من فروعها :
وقد يسأل سائل عن معني ذلك وعن وجود التعارض بين الثقافه العامه وتفضيل فرع معين أو خاص من فروع هذه الثقافه ؟ ثم الايعتبر هذا الاهتما م تخصصا في حد ذاته والجواب ان الثقافه العامه المتشعبه المتنوعه مطلوبه ..ولكن لماذا يمكن ان يفضل المحرر فرعا بعينه من فروع المعرفه او الثقافه ؟ والايعتبر ذلك معارضا لمطلب توافر الثقافه العامه في مكونات محرر التحقيق الصحفي ؟ والجواب ان هذه المعلومات الهامه تعتبر اساسيه ولابد منها ولكنها لمحرر التحقيق اكثر ضروره واهميه من غيره من اعضاء اسرة التحرير .. ذلك لان المحرر هو الذي يعمل في كل مكان وفي اي مكان وهو معرض للعمل مع مستويات عديده من الثقافه والفكر ومع اشخاص لهم طبائع اعمالهم وتخصصاتهم المختلفه فيجب عليه وقتها ان يتخصص في فرع من فروع الثقافه المختلفه.

خامسا : الهوايه والحماس :
وفي راي ان هذا الشرط او تلك الصفه هو شرط هام جدا لان الهاوي يدفعه حبه لهوايته ان يقدم احسن ماعنده دائما وان يجدد ويحاول التفكير والابتكار وهو شرط لازم جدا لمحرر التحقيق الصحفي وليس معني ذلك ان يعمل في الصحيفه او المجله هاويا دون تقاضي راتب لمجرد ذكر اسمه علي التحقيق.. ان محرر التحقيق الصحفي يجب عليه ان يعمل بروح الهاوي وبعزيمته وحماسه وان يكون دافعه الي عمله هو هذا الحب الذي يتحول الي حماس في البحث عن الفكره الجيده دون يأس والي الحماس في تنفيذلاجميع مراحل العمل .

سادسا : المكونات الصحفيه اللازمه للعمل بقسم التحقيقات الصحفيه :
تتكون الصحيفه او المجله من مجموعة اقسام يلزم للعمل بكل منها توافر عدة شروط تعتبر من مكونات شخصية العاملين بها - ورغم ان العمل الصحفي عموما يتطلب كثيرا من الصفات المشتركه الا ان كل قسم من الاقسام يتطلب مزيدا من الصفات او من صفات بعينها يجب ان تتوافر في محرره الخاص..ولقد انقضي الوقت الذي يستطيع فيه المحرر ان يعمل بجميع الاقسام وربما مرة واحده .

بالاضافه الي كل ماسبق يجب ان يعرف لغته ويكون متمتعا بما يمكن ان يسمي بالذوق الادبي وكذا حسن ترتيبه لافكاره وتسلسلها تسلسلا منطقيا ينساب في سهوله ويسر ويضاف الي هذه المعرفه او الدرايه باللغه والادب - المعرفه والدرايه بالتصوير الصحفي وطرق الاختزال الحديثه وكذا معرفة لغه اجنبيه واحده علي الاقل ومعرفة الكتابه علي الكمبيوتر او الاله الكاتبه بطريقة اللمس وان يداوم علي قراءة التحقيقات الصحفيه لزملائه المحررين في صحيفه اومجله وفي الصحف والمجلات الاخري عربيه واجنبيه وهذه القراءه ليست بقصد الخروج بأفكار جديده هذه المره وانما للتمرس بهذه التحقيقات