سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 8 فبراير 2012

مقالات ادبية: رمضان فى بلدى - ريف مصر ذكريات أيام البركة بقلم/ هانى مراد



(1)

كتب الله لى من فضله أن أنشأ بأحدى قرى محافظة الشرقية , ادركت رمضان فى صغرى و أنا طفل فى أشهر الصيف كتلك الايام كانت نسبة الصيام قليلة بين الشباب وكنت ترى الكثير معلنا إفطاره جهارا نهارا !!
ربتنى والدتى جزاها الله عنى كل الحير على الصيام منذ كنت فى السادسة من عمرى و أحمد الله على أننى استطعت بتوفيقه أن أتدرب و أصوم كل أيام رمضان الاول لى وكان ذلك عام 1982 ألا يومين اثنين فى هذا العام الاول لى مع الصيام و أنا ابن السادسة, سأحكى لكم قصة تحمل من الفكاهة الكثير
كما ذكرت لكم كان الحر شديد فى ذلك العام وكان أغلب الشباب للاسف يجاهرون بالافطار ولا يلومهم أحد وفى تلك الاثناء وفى أحد هاذين اليومين الذين لم أصوم فيهما كنت أمر على الكوبرى أو المحطة ببلدتى ( وكان الكوبرى بمثابة الملتقى أو التجمع الأكبر لكل أبناء القرية)كنت أمر وقتها من أمام هذا الكوبرى و إذ بعمى أطال الله عمره ينادى على ليضرب المثل بى لاحد الشباب المفطرين بالقرية ويقول له هذا هانى ابن الستة اعوام وهو صائم و أنت للاسف شاب كبير ولا تصوم وسألنى أمامه أنت صايم يا هانى فقلت له لا أنا اليوم افطرت و شعر عمى وقتها بالاحراج ولم ألقى للموقف بال ولكنى عندما عدت للمنزل تذكرت ذلك الموقف و ادركت ما كان يرمى إليه عمى وندمت ندما شديدا على افطارى فى ذلك اليوم ومنذ وقتها والحمد لله لم أفطر يوم فى رمضان وكنت أمر أمام الكوبرى عل عمى يسألنى ثانية ولكنه لم يفعل ولم أفطر من وقتها.

(2)

 لا أدرى ما علاقة الحر والصيام عندى فهما يمثلان لى شهر رمضان الحقيقى فقد تعلمنا الصيام أنا و ابناء جيلى فى شهور الصيف و صمنا لأول مرة مع شدة الحر ولفحاته و ارتبط رمضان لدينا بالحر والمياة الباردة والثلج
اتذكر أنه كانت توجد ببلدتى بتاع عصير واحد وكنا نطلق على المحل أو الدكان (المعصرة) نسبة لعصير القصب وكانت المعصرة هى المصدر الوحيد لالواح الثلج التى كنا نشتريها لكى نخلطها بالماء وبعصير تمر الهندى الذى كنا نفطر عليه أو كما كان يطلق عليه اجدادى نشق به صيامنا - وذلك قبل دخول الثلاجات لبلدتنا بالريف لأنى أتذكر أن أبى اشترى لنا ثلاجة عشرة قدم ايديال بعدها بسنتين أى عام 82 وكانت وقتها تشترى من الخارج بالدولار من خلال شركة ايديال المصرية.
أتذكر أننى عندما كنت أذهب للكوبرى قبل الافطار مارا بالمعصرة و أذهب لأبحث عن أبى او عمى أو حتى خالى ليعطينى نقودا كى اشترى بها حلويات بعد الافطار , أحدهم دائما ما كانى يعطينى ورقة فئة خمسة قروش و يا فرحتى وقتها ففى عام1980 كان القرش عملة معترف بها وكان بامكانى أن أفك الخمسة قروش إلى خمسة قطع معدنية فئة قرش واحد أو واحد صاغ مصرى أو أكثر لأن القرش هو الآخر كان يفك إلى نصفين أى معدنين أى كل معدن يساوى نصف قرش
كنت وقتها ممن يحبون أن يفعلوا شىء يدخل البهجة على أمى بالخصوص فكنت اشترى أحيانا بالخمسة قروش كاملة مربع كبير من الثلج ملفوفا فى القش و أذهب به إلى أمى مسرعا كى أرى السعادة و الرضا فى عينيها ثم تأخذ المربع الثلجى وتغسله من القش وتلقى بأجزاء منه بعد تغتيته على العصير و اجزاء على الماء فى وعاء كبير كان معدا لذلك خصيصا فى رمضان

(3)

أفكر دائما فى  سبب ارتباط الحر ولهيبه والمثلجات برمضان معى عموما أكمل لكم ذكرياتى عن رمضان فى أيام الحر واللهيب
انتهيت فى الحلقة السابقة عند الواح الثلج ومكعباته والبهجة التى كنت اظن انى جالبها لامى اطال الله بقائها وشفاها وعافاها من كل سوء ,فى عام 1982 حيث كنا ذاهبون لبورسعيد بسيارة أبى رحمة الله عليه بيجو504(كانت شراكة مع واحد من البلد... موديل 1981) كعادة أبى رحمة الله عليه كان كل عام فى رمضان يأخذنا إلى بورسعيد بالسيارة ثم ننتقل منها إلى لنش لنعبر به القناة وننزل إلى بورسعيد كل عام لشراء متطلبات العيد
وفى هذا اليوم حدث للسيارة عطل مفاجىء لا أدرى ماهو استدعى أن نعود بالسيارة إلى المنزل مرة أخرى و يا سبحان الله وجدنا سيارة ربع نقل محملة بالثلاجة التى بالقطع كانت سيارة شركة ايديال وكانوا لا يزالون يسألون عن منزلنا لأن التليفونات المحمولة قطعا لم يكن لها وجود وحتى التليفونات الارضية تقريبا كانت منعدمة بالبلد ألا من تليفون النقطة و ربما لا يعمل, كان اليوم يوم عيد و السيارة تحمل لنا كنز ولا أنسى يومها التفاف أبناء الحارة والبلد ليتفرجوا على تلك الثلاجة العشرة قدم والتى كان لها دور كبير فيما بعد مع رمضان لكل أبناء الحارة والحارات المجاورة
كنا نستخدم بالبلد علب الحلاوة الطحينية البلاستيك لملئها بالمياة ووضعها بالديب فريزر الذى كانت تحتوية الثلاجة وكان الجيران يأتون لنا كل يوم قبل آذان المغرب كل حسب قربه ليأخذوا علب الحلاوة المملؤة عوضا عنها بالماء المثلج وبعض الجيران كانو يستخدمون جراكن زيت السيارات بعد غسيلها ووضعها بالثلاجة ليأخذوا مياة باردة عوضا عن الثلج والبعض الاخر كان يملىء زجاجات بلاستيكية ربما تكون احداها مخلفات من زجاجات زيت الطهى
كانت الثلاجة فى تلك الفترة على غير عادات الثلاجات فى زماننا هذا كانت تقريبا لا تحتوى سوى على الطمام والخيار بالرف الاسفل والباقى كله عبارة عن مياة وثلج


(4)


مازلت مستغربا من ان اغلب ذكرياتى عن رمضان مرتبطة بايام الحر واللهيب
كان لابى رحمة الله علية ستة اخوة ذكور وبنتين (اطال الله عمرهم جميعا)وكامو جميعا يسكنون منزل جدى رحمة الله عليه ومعهم ام جدى وام ابي بالاضافة لابى الذى ظل ببيت ابيه حتى كنت انا فى سن الثالثة من عمرى ثم انتقل بنا لفترة فى منزل مجاور اشتراه لنا ثم بنى لنا البيت الذى نقيم به حتى الان بالبلد
كان منزل جدى من الطوب اللبن من دور واحد وكان يتكون من منزلين يصلهما دوار كبير كنا نطلق عليه (وسط البيت) كان المنزل الاول والمطل على الشارع الرئيسى( الزراعية ) مكون من ااربع حجرات كبار وحمام ومطبح وصالة كبيرة وملحق به فراندا كنا نطلق عليها ( براندا) كبيرة وهى امتداد لم يعرفه البعد بالمصطبة
وكان الدوار يحتوى على حظيرة كبيرة للمواشى (زريبة) وحجرة كبيرة للطيور وقت خلودهم للراحة ليلا وحجرة للعلف الخاص بالمواشى وحجرة لخزين القمح والارز وحجرة للفرن وحجرة للبن ( كانت بمثابة مصنع لبن مصغر ) لمجرد الدخول بها تجد الجبن والزبد والقشط واللبن الرايب وكل انواع اللبن
وكان يوجد باول الدوار صوماعتين كانو يطلقون عليها صندوق كنا نستخدمهما لخزين القمح والارز والذرةوكانت تقفل من الاعلى ومن الاسفل بها فتحة مغلقة بالطين حتى الانتهاء من الحزين الموجود بحجرة الخزين يبدأو فى فتح هاتان الصومعتان
والمنزل الاخر كان كالاول تمام مع الاختلاف ان الاول كان للفراندا به سور يمنع عنا النظر
وصفت لكم منزل جدى حتى يتسنى لكم ان تعايشو الخير والبراح الذى كنا نعيش فيه
اعود بكم لرمضان وكانت بداية ادراكى لرمضان وصومه ونحن منفصلين فى السكن فقط عن بيت جدى ولكنا كنا اغلب الوقت نفطر ببيت جدىوكانت سفرة الافطار عبارة عن حصيرة كبيرة تفرش على البرندا بالخارج وتوضع عليها صينيتين لبيرتين عليهما كل انواع الخير من طيور ولحوم وكان الرجال يفطرون بالبرندا والنساء بالداخل ينتظرن الى ان ينتهى الرجال من الافطار وينقلون الصولنى للداخل ويفطرو هن واطفالهن
كنت لا انتظر الافطار مع النساء والاطفال من ابناء عمومتى ولا اخوتى لاننى كنت اصوم وكنت انضم الى صوانى الرجال وقت الافطار مع استهجان بعض اعمامى للموقف ولكنى كنت اصر ان انضم اليهم كونى صائم مثلهم
اريدكم ان تتخيلو معى كيف كان يفطر الريفيون زمااااااان فى رمضان يفطرون على البراندا اى ان اكلهم شبه بالشارع وكل من يمر والله لازم تتفضل تفطر معانا واحيانا كان يقوم ابى او احد اخوته قاطعا الطريق على احدهم وجاذبه من ملابسه ومصر على ان يفطر معنا وكانت تلك هى حياتنا البسيطة الجميلة التى شكلتى وجدانى الى يومنا هذا وستظل محفورة فى ذاكرتى الى ان يتوفانى الله
كان اغلب الظن والسبب الرئيسى لافطارنا على البراندا حر الصيف وعدم وجود مراوح تقريبا ولا مكيفات طبعا وكانت ايام لا اظن انها قد تعود ثانية لا انسى ابدا كم اللمة والناس والزحام كل يوم على الافطار واصوات الملاعق وهات يا واد وهاتى يابت وكانت ايام


(5)

حدثتكم عن رمضان فى الحلقات الاربع السابقة من خلال اختلاطى بالكبار ووصفى للجو العام الذى كان سائدا وذلك لمتابعتى القوية وملاحظتى وقتها لكل صغيرة قبل الكبيرة منهم لاننى كنت دائما تواق لان اكون واحدا منهم كنت اتمنى ان احسب على الكبار ولا احسب على الاطفال
لكنى فى حلقة اليوم ساحكى لكم عن طفولتى وطفولة ابناء الريف فى رمضان
كنت انتظر رمضان كل عام حتى اشترى الفانوس الاحمر ابو شمعة وقاعدة تفتح وتضاء من خلالها الشمعة المثبتة فى قاعدته واتذكر ان ثمن الفانوس وقتها كان يتراوح ما بين عشرة قروش وخمسة عشر قرشا وكم كانت قيمة هذا الفانوس تزداد فى ليالى رمضان لكثرة انقطاع التيار الكهربائى بالبلد ووقتها كنت استخدم الفانوس ليضىء لى وللعائلة فرحا مسرورا بذلك ولا اخفى عليكم فكم لسعتنى حرارة الفانوس وكم ترك الهباب الذى كانت تخلفه الشمعة اثارا بيدى
كان يأتى ليل رمضان ببلدتنا وكأنه مهرجان للصبية فتراهم منتشرون فى كل مكان خصوصا بعد صلاة العشاء واتذكر وقتها اننا كنا نقضى الليل كله فى اللعب حتى صلاة الفجر لان رمضان دائما ما كان يأتى فى اجازة الدراسة( الاجازة الكبيرة)
كانت اشهر العابنا فى رمضان لعبة الاستغماية وكنا نلعبها فرادى ومجموعات بمعنى انه احيانا من كثرة الصبية كنا نقسم انفسنا الى مجموعتين مجموعة منهم تطير اى تختفى والاخرى كانت تلاحقها وكنا نتفق على جدار حائط(كنا نسميه المساخة ولا اعرف معناها حتى الان) من يصل اليه يكون قد سلم وكنا نضع ايدينا على الجدار ونقول اشهدولى اى اننى سلمت ونبوس ايدينا وش وظهر ولا ادرى ما الحكمة من ذلك حتى الان بل انى لا اخفى عليكم سرا اننى كنت اظن ان اشهدولى كلمة اخرى وهى ( الشدولى ولم اكن ادرى ما معناها)
كنا نتفق ايضا على عدد معين اذا استطاعت الفرقة الاخرى الامساك به تكون كل الفرقة قد وقعت وتطير الفرقة الاخرى
ثم نتجمع كلنا اخر الليل فى ساحة كبيرة كنا نسميها (جرن العمدة) واتذكر انه كانت توجد به نخلة مقطوعة كنا نتجمع حولها وعليها لنحكى قصص وحواديت عن العفاريت ثم نتفرق كلا يذهب الى بيته


(6)


ما زلت على اصرارى ان اتعبكم واروى لكم كثيرا عن ذكريات قد لا تهم البعض وقد يجد البعض نفسه فيها حتى ولو لم يعشها
يضحكنى كثيرا ان اجد اغلب ذكرياتى الرمضانية متعلقة بالحر والصيف ولكنى وجدت الان ذكرى تتعلق بالنقيض تماما ( الشتائء والمطر)
لا ادرى ان كان مر عليكم رمضان فى احدى سنوات التسعينات حيث كانت الامطار تهطل لمدة اسبوع متواصل ليل نهار وكنت وقتها تقريبا بالاعدادية...
كان تقريبا نصف العام او بعده او قبله بقليل (لا اتذكر تحديدا)
كان رمضان فى هذا العام مختلف تماما عن الاعوام السابقة فقد كانت الامطار تهطل لمدة اسبوع بقريتى بالشرقية وكنا وقتها قد انتقلنا لمنزلنا الذى بناه لنا ابى رحمة الله عليه (على الكوبرى) كان المنزل ومازال قطعا مبنيا على مساحة ثمانية قراريط وثمانية اسهم(تقريبا 1450 متر) ومساحة البناء كانت قيراطين تحديدا والباقى غرف للطيور وحديقة صغيرة وملعب كبير واماكن لتخزين الحبوب الزراعية وجراشات لسيارات ابى لانه كان يتاجر احيانا فى السيارات والجرارات الزراعية
كان منزلنا يتكون من دورين والثالث اعمدة خرسانية فقط وما زال على وضعه
اتذكر وقتها اننا كنا نصحو صباحا ونفرد بعض من اعواد القش تحت خوارج سقف المنزل من الناحية الشرقية لنستمتع بسطوع الشمس رغم هطول الامطار المتواصل وكنا نظل هكذا ختى اذان الظهر وكان ابى رحمة الله عليه يجعلنا نصعد على سطح المنزل فى نوبتشيات متواصلة لكى نزيح المياة من خلال المزاريب حتى لا يتأكل حديد السقف وكنت احيانا اظل اقوم بهذا الدور حتى يؤذن عليا المغرب وذلك لان ابى رحمة الله عليه كان يثق فىّ كثيرا وكنت اعمل بمنتهى الاخلاص والجد حتى احافظ على ثقة والدى رحمة الله عليه فى قدرتى على تحمل المسؤلية والخوف على الممتلكات الخاصة بنا فكنت اسمع اذان المغرب ولا انزل حتى ينادى عليا ابى كى افطر وحتى اتاكد من انه عرف اننى اقوم بعملى كما طلب منى تماما
كان يأتى ليلنا كثيرا مظلما لان الامطار كانت من اسباب انقطاع التيار الكهربائ بالبلد وكنا نفطر على كشافات الاضاءة التى تشحن نهارا بالكهرباء بعد ان تخطينا مرحلة اللمبة نمرة عشرة التى كنا نضيئها بالجاز الابيض الذى انقرض الان ولا ادرى لماذا ثم نتجمع بعد صلاة العشاء والتراويح وكان يأتينا الكثير من الناس لكى يفصل ابى بينهم فى نزاعاتهم لكون ابى كبيرا لعائلتنا بالبلد وكونه شيخا للبلد فى نفس الوقت( وكان شيخ البلد فى البلاد التى بها نقطة شرطة يقوم باعمال العمدة قديما تماما)
كان بيتنا لا ينفض منه الناس ابدا حتى موعد السحور لدرجة ان بعض اولاد عم ابى واخوته كانو احيانا يتسحرون ويفطرون معنا حسب وقت تواجده
كنت استمع لشكاوى بعض الناس من العائلات الاخرى لابى من بعض اقربائنا وكان ابى رحمة الله عليه يرسلنى احيانا لاعود له بهذا القريب لكى يحل ما بينه وبين الطرف الاخر وفى نهاية الليل كنت استمع مستمتعا لبعض قصصهم عن ماضيهم فمنهم من يحكى عن جيشه ونوادره ومنهم من يحكى قصصا عن عفاريت قابلته وهو فى طريقه للحقل وكانت ايام روعة لا انساها ابدا ولا يمحوها الزمن من ذاكرتى وكلما مر بى موقف اتذكر له مثيل من الماضى اشعر بنفس لذة الماضى

(7)


ربما الان وبعد انتهاء ماتش الاهلى ومولودية وهران الجزائرى بفوز الاهلى اتنين صفر ربما حان الوقت للحديث عن ذكرى رمضانية كورية مع منتخبنا المصرى
اتذكر عام 93 وفى اخر مباراة لمصر مع زيمبابوى فى مجموعتهما والتى كانت بمثابة مجموعة مؤهلة للتصفيات النهائية بعد ذلك
ربما كانت المبارة عام 92 وليست 93 لا اتذكر تحديدا
المهم اننا كنا قد خرجنا من بطولة كأس العالم 1990 بعد تعا......دل مع هولندا واحد واحد وتعادل مع ايرلندا صفر صفر وهزيمة غير مستحقة من انجلترا واحد صفر اضعنا فى تلك المبارة العديد من الاهداف اشهرهما فرصة لجمال عبدالحميد ومجدى طلبة
كنا ننتظر تصفيات كأس العالم كمصريين حتى نعود لكأس العالم وللاسف لم نعود لكأس العالم منذ عام90 حتى الان
اعود بكم للمباراة وكانت مصر وقتها 7 نقاط وزيمبابوى 9 ومصر كانت تتفوق بفارق الاهداف وكان يكفيها الفوز لتتساوى معها فى النقاط وتصعد بفارق الاهداف وبالفعل فازت مصر فى هذا اللقاء بعد عناء كبير وصعدنا للدور التانى من التصفيات واتذكر وقتها انى كنت ادير مجلة شهرية بالمدرسة الثانوية اسمها شروق الازهار وكنت ايضا محررا للرياضة بها وقد كتبت موضوع عن المباراة بعنوان صعدنا ببركة رمضان
لكن وللاسف فقد القت الجماهير وقتها بالحجارة داخل الملعب واصيب مدرب زيمبابوى وقتها بطوبة فى راسه وتفنن مخرج المباراة المصرى وقتها فى اظهاره واظهارة الشاش حول راسه واعيدت المباراة فى سابقة هى الاولى من نوعها واقيمت بليون فى فرنسا ولم نستطع ان نفوز بالمباراة وحرجت صفر صفر وحرجنا من التصفيات ومنذ وقتها حتى مباراة مصر والجزائر بالسودان ولم نستطع ان نصعد لنهائيات كاس العالم اتذكر وقتها كم الحزن الذى سيطر علينا ايام وليالى وربما ذلك لان كل ما كان يشعرنا بمصريتنا فى تلك الفترة هى كرة القدم لاننا لم نكن نشعر باى انتماء الا لكرة القدم للاسف وهذا ما كان ينميه فينا النظام السابق ومازلنا نعانى منه حتى الان


(8)

رمضان شهر العزومات وشهر اللمة والاصحاب
سبحان الله رحم الله ابى الشيخ محمد عبدالمقصود شيخ بلد قصاصين الازهار شرقية وعميد عائلة مراد بها فلولاه ما كنت كما انا الان ولا كانت لى ذكريات جميلة عن رمضان احكيها لكم واتعب البعض من خلال قراتها
كان ابى رحمة الله عليه كريما للحد الذى قد يصوره البعض بذخ وليست تلك الشهادة لانه كان والدى رحمة الله عليه ولكن يوجد بيننا فى تلك...... المجموعة من هم من ابناء بلدى يردونى فى اى حرف اقوله عنه رحمة الله عليه فكان مثالا للرجولة بكل معانيها كرم واخلاق لا تدخين لا اى انحرافات على الرغم من بساطته وعلى الرغم مما اعطاه الله من عزوة ومال الا انه كان ابسط البسطاء حين يذهب الى الحقل مع الفلاحين حتى انه كان يذهب بنا للحقل لنشارك المزارعين اعمال الزراعة على الرغم من انها لم تكن مطلوبة منا لان الفلاحين يقومون بذلك مقابل اقتسام المحصول ولكنه كان يريد لنا ان نكون فلاحين نعرف كل شىء عن الزراعة رغم اننا بالمدارس ورغم اننا لا نحتاج لكل هذا الجهد وكان ذلك يضايق اغلب اخوتى الا انا فكنت استمتع واظهر له استمتاعى حتى يظل واثقا فيا مأملا ان اكون يوما ما اعرف كل كبيرة وصغيرة عن الارض والزراعة فبالاول والاخر نحن فلاحون ومسيرنا الى بلادنا نعود او على الاقل سنباشر اراضينا بعد وفاته
عموما حتى لا اتفرع بكم عن الموضوع الاصلى وهو رمضان وعزومات رمضان
كان ابى يقوم بعزومة لاخوته السته وفى يوم واخوته البنات وازواجهن فى يوم اخر وكل يوم تقريبا يقوم بعزومة احد ابناء عمومته فكان بيتا فى رمضان يعج دائما بالمعزومين من اقربائنا واصدقاء والدى
بالاضافة الى ذلك كان ابى يترك الحرية لنا كاولاده فى عزومة من نريد من اصدقاءنا واساتذتنا بالمدارس فانا على سبيل المثال كنت لى عزومتان فى رمضان احداها لاصدقائى من ابناء جيلى والاجيال الاحقة والاخرى لاساتذتى سواء بالمدرسة او الجامعة
كانت امى تشتكى مر الشكوى من عزمتايا انا لاننى كنت اجمع اكبر عدد من اصدقائى فى عزومتهم فقد كان يصل العدد احيانا لاربعة عشر فردا فى عزومة الاصدقاء وكان من بين الاصدقاء دائما ضيفا اولى لكل الرمضانات الاستاذ محبوب رحمة الله عليه ذلك المعلم الفاضل الذى تعلمت منه الكثير والكثير واذكر له موقف هنا لانه كان يعيش بيننا كشباب كالشباب ويعيش مع الكبار ككبير اتذكر انه وفى احدى العزومات وكان بها اساتذتى وبالمصادفة كان ابى يعزم بعض قيادات مركز الشرطة كرئيس المباحث وبعض الضباط وكبار البلاد المجاورة
فى ذلك اليوم كانت الصواريخ التى يستخدمها الاطفال هذه الايام بشكلها الجديد لم تكن قد انتشرت وفى احدى سفريات استاذ محبوب رحمة الله عليه خارج البلد وجد منها ما يباع فاشترى منها علبة وكانت جديدة لم نسمع بها قبل ومع اذان المغرب وكل واحد رافع العصير لكى يفطر القى الاستاذ محبوب بذلك الصاروخ فاهتزت الاكواب فى ايادى الكبار والصغار وثار ابى رحمة الله عليه ايه يا واد انت وهو ده فقلت له انا يا ابى من فعل ذلك رغم انى فوجأت بالموقف حتى لا اضعه رحمة الله عليه فى حرج فقال ابى يابن .... انت عيل سافل فقلت له يا شيخ لانى كنت دائما ما اناديه بيا شيخ بطل شغل الرسميات دى وفكك شوية وضحك الحاضرون وضحك ابى مجاملة لهم ولكنه اخر الليل اراد ان يفتك بى ولكنى صارحته بان صاحب الصاروخ كان الاستاذ محبوب ولم ارد ان احرجه امام الناس فقال لا حول ولا قوة الا بالله جدع يا واد ياهانى لانى كنت حنفعل عليه وده ما يصحش

(9)
ها هو الشهر الكريم يقترب من العشر الاواخر عشر العتق من النار ، عشر ليلة القدر
فغدا بأذن الله من بعد الافطار يحيى المسلمون سنن من السنن الرمضانية العظيمة سنة الاعتكاف فى العشر الاواخر
ذكرنى قرب العشر الاواخر والاعتكاف بذكرى جميلة عشتها فى السنة الثالثة لى بالمرحلة الثانوية ( وكان يطلق عليها ثانوية عامة )
اعود بكم للوراء قليلا واتذكر قريب لى يدعو صادق وهو ابن خلى كان قد انعم الله عليه بالالتزام المبكر فى الصلاة بمسجد انشأته جمعية انصار السنة المحمدية بقريتى بالشرقية وهذا المسجد كان له فضل كبير على اغلب شباب البلد فى الالتزام والمحافظة على سنن الهادى محمد صلى الله عليه وسلم ، كان قريبى دائما ما يذهب للصلاة فى هذا المسجد وكان دائما ما يدعوننى للصلاة معه فكنت ارد عليه ولماذا اذهب الى مسجد بعيد( كان المسجد يبعد عنا حوالى مسافة الكيلو متر ) كنت ارد عليه لماذا وبجوار منزلنا مسجدين اصلى فى احدهما والحمد لله اسوف يقولنا لنا صلاة غير التى نصليها او اسلام غير الذى نعرفه فكان يرد علىّ بقوله تعالى ( لمسجد اسس على التقوى احق ان تقوم فيه )
المهم وبعد الحاح منه فى مرات كثيرة ذهبت معه واكتشفت مع الوقت ان لهذا المسجد برواده سحرا واحساس بالرقى الروحى لا يعدله احساس وكنت اداعبه بعد ذلك كثيرا واذكره بكلماتى له عن لماذا اذهب للصلاة بمسجد بعيد وبجوارى مسجدين وكان يضحك كثيرا كلما ذكرته بتلك الكلمات
المهم انعم الله علىّ واعتكفت للمرة الاولى فى حياتى بالمسجد فى هذا العام ( الثانوية العامة ) واخذت معى كتبى واباجورة وملائة ومرتبة وكل متطلبات الاعتكاف وكانت تسع ليال لا استطيع ان اصف لكم كم الجمال الذى عايشته فيها( تسع ليال لان رمضان فى هذا العام كان 29 يوما)
اتذكر اننا كنا مجموعة من 39 فرد كان كل واحد فينا يدفع مبلغ مقابل وجبة السحور التى كنا نعدها بالمسشجد وتم اختيار 9 افراد كنت واحد منهم ممن قامو باعداد الفطور للمجموعة بالمنزل لاننا لم نكن نعد وجبة الافطار فى تلك السنة بالمسجد ولكن العام التالى كنا نعدها بالمسجد واتذكر انه كان لى صديق مسيحى كنت متعودا على عزومته فى احدى ليالى رمضان وقد حضر الينا بالمسجد وافطر معنا فى ذلك اليوم الذى اعدت امى لنا فيه وجبة الافطار وكان ذلك بعد استأذان المسؤل عن المسجد الاستاذ ابراهيم بركات ولم يمانع ابدا وقتها
اتذكر اننى عشت اجمل ايام عمرى فى هذه الايام وعرفت اشياء كثيرة كنت اجهلها وكانت لى مواقف عديدة مع الاعتكاف الاول لى فى حياتى احكيها لكم ان شاء الله فى المرات القادمة وسيكون ابرزها اننى كتبت قصيدة زجلية جمعت فيها كل المواقف التى حدثت لنا فى المسجد وكانت تتكون من 96 شطر وان شاء الله ابحث عنها واتيكم بها فى المرات القادمة

مقالات أدبية: روائع الفن وطرائف الجن 1 بقلم حسن البرسيجى



يروى لنا قاضى القضاه يحيى بن اكثم

  دخلت على الخليفة  هارون الرشيد وهو مطرق مفكر اى انه كان شارد الذهن يفكر فقال لىاتعرف من قائل هذا البيت
  الخير ابقى وان كال الزمان به والشر اخبث ما اوعيت من زاد
  ومعنى البيت ان الخير باقى وان طال الزمان والشر اخبث مايحمل الانسان من زاد 
  وهنا يشبه الانسان الذى يحمل الشر بوعاء مملوء باخبث مايمكن ان يملا به وعاء وهو تشبيه شديد البلاغة 
  فقال يحيا يا امير المؤمنين ان لهذا البيت شان مع عبيد ابن الابرص 2
  فيرد الرشيد حدثنى عنه فيرد يحيى يا امير المؤمنين حدث عبيد قال
  كنت فى احد السنين ذاهبا للحج فلما توسطت الصحراء فى يوم شديد الحر سمعت ضجة كبيرة فى القافلة الحقت اولها باخرها اى ان القافلة اضطربت وحدث هرج ومرج فسالت عما يجرى فقال رجل من القوم  تقدم لتر ما بالنا
  فتقدم عبيد الى اول القافلة فاذا بحية سوداء كبيرة جدا تفتح فمها وتخور كالثور والخوار هو صوت الثيران وترغوا كرغاء البعير والرغاء هو صوت الجمال  والبعير هو صغير الجمل فارتعب عبيد من امر الحية وتحير لايدرى ماذا يفعل ولم يتشجع احد من القوم ان يقترب فانحرفت القافلة عن مسارها لتبتعد عن تلك الحية فواجهتهم ثانية فقال عبيد افدى هذا العالم بنفسى اى انه فداءا لباقى القافلة واتقرب الى الله بخلاص هذى القافلة فاخذ قربة من الماء واستل سيفه فلما راته الحية يقترب منها هدات وتوقع عبيد ات تثب عليه وتبتلعه فلما رات الحية القربة فتحت فمها وجعلت فمها فى فم القربة فصب عبيد لها الماء كما يصب فى الاناء فلما انتهت انسابت فى الرمال مبتعدة  فتعجب من تعرضها لهم وانصرافها عنهم من غير سؤ وذهبوا لحجهم ثم عادوا من نفس الطريق ونزلوا بنفس المكان وهم فى طريق العودة فاخذ عبيدا شئ من الماء وانحرف قليلاعلى جانب من الطريق فنام مكانه فلما استيقظ من النوم لم يجد للقافلة حسا فقد رحلوا وبقى هو منفردا لا يرى احدا ولم ميدر ماذا يفعل واخذته الحيرة واضطرب امره فاذا بهاتف يسمع صوته ولا يراه يقول 
  يا ايها الشخص المضل مركبه ماعنده من ذو رشاد يصحبه
  دمنك هذا البكر منا تركبه وبكرك الميمون حقا تجنبه
  حتى اذا ماالليل زال عيهبه عند الصباح فى الفلاة تسيبه
  اى يا ايها الرجل الذى ضل موكبه  وضل عمن كانوا يصحبونه  ويهدونه الى طريقه 
  دونك هو اسم فعل امر بمعنى خذ  والبكر الفتى من الابل اى خد هذا الفتى من الابل منا تركبه
  والميمون اى مصحوبا السلامة والبركة اى و لتصاحبكما البركة و السلامة
  حتى اذا ما انقضت ظلمة الليل وانتهت وغيهب الليل اى ظلمته 
  عندما يلوح الفجر فى الصحراء تسيبه
  فنظر عبيد فاذا بجمل قائم وحبله الى جانبه فاناخه وركب فلما سار قدر عشرة اميال لاحت له القافلة وانبلج الفجر ووقف الجمل فعلم عبيد انه لابد ان ينزل فتحول الى الجمل وقال 
  يا ايها البكر قد انجيت من كرب ومن هموم تضل المدلج الهادى
  الافخبرنى بالله خالقنا من ذا الذى جاد بالمعروف فى الوادى
  وارجع جميدا فقد بلغتنا مننا بوركت من ذى سنام رائح غادى
  اى يا ايها الجمل قد نجانى الله من كرب ومن هموم تضلل من يسير بالليل
  فخبرنى بالله عليك الذى خلقنا من الذى تكرم على بهذا المعروف
  وارجع لك الحمد قد اكرمتنى  بما فعلت معى بارك الله فيك يا ذو السنام ذهابا وايابا
  فالتفت اليه البكر وهو يقول
  انا الشجاع الذى الفيتنى رمضا والله يكشف ضر الحائر الصادى
  فجدت بالماء لما ضن حامله نصف النهار على الرمضاء بالوادى
  الخير ابقى وان طال الزمان به والشر اخبث ما اوعيت من زاد 
  هذا جزاؤك منا لايمن به لك الجميل علينا انك البادى
  اى انا الحية التى وجدتها عطشى والله يكشف الضر عن من احتار من شدة العطش فى حر الصحراء
  فوهبتنى الماء لما بخل حامله وانا قد كدت اهلك من العطش نصف النهار فى الوادى
  الخير يبقى وان طال الزمان به والشر اخبث مايحمل المرء من صفة
  هذا جزاؤك منى لا انعم عليك به رد الجميل علينا انك البادئ بالمعروف
  فعجب الرشيد من هذا القول وامر بكتابه تلك القصة فوصلت الينا
  وقال لايضيع المعروف اين وضع 
القصة تبدا بسؤال ساله الخليفى هارون الرشيد للقاضى يحي بن اكثم بن صيف وسنبدأ بيحي ابن اكثم بن صبف وهنا وجب علينا الحديث عن:

 الاب اكثم بن صيف أولا

روى انه لما سمع أكثم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم بعث ابنه حبيشا ليأتيه بخبره وقال:يابني اني اعظك بكلمات فخذ بهن من حين تخرج من عندي إلى ان ترجع(فذكر قصة طويلة فيها)فكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم(أحمد اليك الله الذي لا أله الا هو ان الله امرني ان اقول لا أله الا الله) فقال أكثم لأبنه ماذا رأيت؟ قال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائهما. فجمع أكثم قومه ودعاهم إلى اتباعه وقال لهم ان سفيان بن مجاشع قد سمي ابنه محمدا حبا في هذا الرجل وذلك لأن اسقف نجران كان يخبره بقرب بعث النبي. فكونوا في امركم اولا ولا تكونوا اخرا. فقال لهم مالك بن نويره :ان شيخكم قد خرف. فقال اكثم: ويل للشجي من الخلي والله ماعليك من أسى ولكن على العامة ثم نادى في قومه فتبعه مائة رجل منهم الأقرع بن حابس وسلمى بن القيس وابو تميمة الهجيمي رياح بن الربيع والهنيد وعبدالرحمن بن الربيع وصفوان بن أسيّد فساروا حتى إذا كانوا دون المدينة بأربع ليال كره ابنه حبيش مسيره فأدلج على إبل أصحاب أبيه فنحره وشق قربهم ومزادتهم فأصبحوا ليس معهم ماء ولا ظهر فجهدهم العطش وأيقن أكثم بالموت، فقال لأصحابه اذهابوا إلى هذا الرجل وقولوا له اني اشهد ان لا أله الا الله وانه رسول الله(اي محمد)صلى الله عليه وسلم. فوصلوا المدينة فأّمنوا واتبعوه واّزروه فبلغ ذلك حاجبا ووكيعا خروج اكثم بن صيفي فخرجا به فمرا على قبر ه وأقاما به ونحرا عليه جزورا ثم قدما على أصحابه فقالوا ماأمركم به أكثم؟ قالوا امرنما بالإسلام فأسلما معهما.

وقال أبو حاتم التميمي: وذكر أهل العلم ان قول القرآن: (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله فقد وقع أجره على الله) أن الأّيه نزلت في اكثم بن صيفي التميمي. ورروينا ذلك عن عمرو بن محمد السعدي عن عامر الشعبي قال: سألت ابن عباس عن هذه الأية فقال نزلت في اكثم بن صيفي فقلت أين الليثي؟ قال ان الليثي كان قبل ذلك بزمن وهي خاصة عامه. وروينا عن رشد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس أن الآية المذكورة نزلت فيه...

رواية اخرى

وفي رواية ثانية جاء: أنه لما بلغ أكثم بن صيفي مبعث النبي عليه الصلاة والسلام أراد ان يأتيه فأبى قومه وقالوا انت كبيرنا لم يكن لتخف اليه قال فليأت من يبلغه عنى فانتدب رجلان لرسالته فلما وصلا للنبي عليه الصلاة والسلام قالا له:نحن رسولا اكثم بن صيفي وهو يسألك من انت؟ وماأنت؟ وفيم جئت؟ فقال عليه الصلاة والسلام أنامحمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ثم تلا عليهما: (ان الله يأمر بالعدل والأحسان وايتائ ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) فأتيا أكثم :وقالا ابي ان يرفع نسبه فسألنا عنه فوجدناه زاكي النسب واسطا في مضر وقد رمى إلينا بكلمات حفظناها فلما سمعها اكثم قال: أي قوم اني أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا فبهذا الأمر رؤساً ولا تكوتون أذنابا وكونوا أولا ولا تكونوا فيه آخراً.. ولم يلبث ان حضرته الوفاة.

يحيى بن اكثم

قاضي القضاة، الفقيه العلاَّمة أبو محمد يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن التميمي المروزي، وُلد في خلافة المهدي العباسي وروى عنه الترمذي والبخاري وأبو حاتم وإسماعيل القاضي، وابراهيم بن محمد بن متويه، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن محمود المروزي، وكان من أئمة الاجتهادوله تصانيف أهمها كتاب «التنبيه»، وكان واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن المناظرة، ويقال أنه من ولد أكثم بن صفي الخطيب الشهير.

ولكثرة فضائله قرَّبه المأمون العباسي وعهد إليه بمنصب قاضي القضاة، فغلب يحيى على المأمون حتى لم يتقدمه عنده أحد، واستطاع يحيى أن يخفف من الآثار الضارة التي كان يتركها قاضي المحنة أحمد بن داود على الخليفة المأمون، وأن يصحح القرارات الخاطئة التي كان يأخذها المأمون مثل قرار إباحة نكاح المتعة وبعض شعائرالشيعة الإمامية فقد أقنع المأمون بخطأ هذه الأمور ومخالفتها للشرع حتى رجع عنها.

وولي قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه. وقيل: كم سن القاضي؟ قال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة، وأكبر من معاذ حين وجه به رسول الله على قضاء اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضياً على البصرة.

ولقد تعرض يحيى بن أكثم للرمي بالشناعات والأمور الباطلة والبدع الغليظة وهو منها براء فلقد نسبوه للاعتزال بسبب منزلته عند المأمون على الرغم من أن يحيى كان من أئمة السنة وقال: «القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه».

ورموه بسرقة الحديث ووضعه وكيف ذلك وقد روى عنه الترمذي والبخاري وقال عنه أحمد بن حنبل: «ما عرفناه ببدعة»، وأنكر بشدة على من يقول ذلك. ولو صح ذلك عنها ما صار في رتبة قاضي القضاة وأحد أئمة العلم. وقد مات في 22 من ذي الحجة سنة 242هـ بعدما جاوز الثمانين. قال ابن اخته: بلغ ثلاثاً وثمانين سنة.[1]

فهذا هو يحيى بن اكثم

 اما هارون الرشيد فهو عنى عن التعريف 

هو امير المؤمنين وخليفة المسلمين هارون الرشيد احد الخلفاء العباسيين

والقصة تبدا برواية عن اكثم بن صيف يقول فيها دخلت على امير المؤمنين هارون الرشيدوهو مطرق مفكر اى دخل عليه وهو شارد الذهن يفكر فقال لى من قائل هذه الابيات

الخير ابقى وان طال الزمان به والشر اخبث ما اوعيت من زاد 

فقال يحيى يا امير المؤمنين ان لهذا البيت شانا مع عبيد بن الابرص

وعبيد بن الابرص 
هو عبيد بن الابرص بن عوف بن جشم الاسدى المضرى وكنيته ابو زياد

شاعر من دهاة العرب فى الجاهلية  وحكمائها واهو اح اصحاب المجمهرات المعدودة فى الطبقة الثانية بعد المعلقات

عاصر امرؤ القيس بن حجر وله معه مناظرات ومناقضات وعمر طويلا حتى قتله النعمان بن المنذر

فى يوم بؤسه 

المراجع

اعلام النبلاء للذهبى

موسوعة بنى تميم للامام الذهبى

الشعروالشعراء ص 84

الاغانى 19/84

خزانة الادب ولب لباب لسان العرب 1/323

سمط اللالى فى شرح الامالى 439

ورغبة الامل فى كتاب الكامل2/62

والاعلام 4/188

الاعانى19/86 

المستطرف فى كل فن مستظرف1/44

المختار من نوادر الاخبار مخطوط

قصص العرب4/369

ادب الجن49/54

مقالات أدبية: ذكريات الخريف بقلم/ هانى مراد



الحلقة الأولى

تهل نسماتك يا خريف فاذكر الماضى الجميل ,تهل النسمات فاسبح فى بحور الذكريات
،اشتاق لدخول الشتاء فى قريتى ،اتذكر العابنا سويا انا واصدقائى فى ايام الطفولة،اشتم
رائحة قش الارز ولكن دون ان يحترق اشتم رائحته حينما كان يرص الارز بعد حصاده وهو فى
سنبلاته بعيدان القش اتذكر حينما كان يجمعه الفلاح على شكل قرص الشمس ولذلك
كانو يطلقون عليه قرص الارز، اتذكر الجرار وهو يلف ويدور بالساعات فوق هذا القرص حتى
تنزلق حباته من سنابلها كان يدور الجرار فوق قرص الارز قبل ان تظهر مكاينة حصاد الارز
الاليه ..اشتحم رائحة هذا القش مع نسمات الخريف العليلة الرائعة ، اتذكر كيف كنا نلهو
فوق قرص القش بعد هرسه بالجرار واتذكر كيف كنا نعد الى بيوتنا غير مدركين للتعب الذى
حل بنا من كثرة اللعب وكيف كانت امى اعطاها الله الصحة والعافية تدخلنى للحمام رغما
عنى وبعد خناقة طويلة ..كانت اعزها الله تنتظرنى كل يوم بالماء الساخن وتغسل عنى كل
همومى واوجاعى حتى اننى كنت بعد هذا الحمام الرائع ادخل فى ثبات عميق مع الاحلام
ولا افوق منه الا على صوت امى صباحا وهى توقظنا وقد اعددت الفول والبيض المسلوك
وحتى الخبز قد خبزته واعددته بالمنزل ونقوم على رائحة السمن البلدى مع الفول والبيض
وبعض المخللات التى كانت تصنعها امى بنفسها ولا انسى اننى كنت اطلب دائما فى
صغرى بصلة الى جوار كل ذلك بصلة اقوم بهرسها بيدى فلا استطيع فاطلب من ابى رحمة
الله عليه ان يعطيها ضربته القاضية فتنفجر وابدأ بقضمها وكانها تقاحة هههههههه لا
تستغربون ضحكتى فانا اتخيل ابنى محمد الان وهو يطلب منى البصل كما كنت افعل مع
ابى وامى وانا صغير مع فارق وحيد هو ان ابى وامى لم يعترضا يوما على اكلى للبصل الا
يوم الجمعة اما زوجتى فتعترض على اكل محمد للبصل
 
الحلقة الثانية
 
غبت عنكم كثيرا منذ كتبت الحلقة الاولى لذكرياتى عن الخريف واعود لكم اليوم متحدثا فى الحلقة الثانية عن اجمل الذكريات واروعها واحبها الى نفسى
قد تلامس تلك الذكريات كثيرا من اوتار قلوب من يقرأها معى وذلك للاسباب الاتية
السبب الاول ..اما لان من يقرأها من ابناء الريف وحرم من تلك الذكريات مثلى تماما اما لهجرته خارج الريف كحالتى او لتحول بلدته الى جزء مطموس من المدينة فلا اصبحت ريف ولا اصبحت مدينة كما هو حال اغلب القرى المصرية حاليا الا القليل القليل القليل
السبب الثانى ...وهو ربما يتعلق بابناء المدن القريبة جدا من الريف ولهم علاقات باهل الريف ولهم بها بعض الذكريات من خلال زيارتهم القليلة لاصدقائهم او اقربائهم بتلك القرى
او لانهم من اصول ريفية ويزورون بلداتهم مع ابويهم بين الحين والاخر فى فترة صباهم
السبب الثالث ..قد يتعلق باهل المدينة ايضا الذين لم يعيشوا بالريف ولا يوم ولكنهم من الاحياء الشعبية نشأوا وترعرعو بها وفى اغلب الاحيان تكون تلك الاحياء اما نتاج لهجرة اهل الريف او بها الكثير من العادات الاصيلة التى تشبه عادات اهل الريف ولان اغلب العاب شباب المدينة تنتقل تدريجيا لصبية الريف خلال عشرة سنوات او اكثر ( ذلك قطعا فى الماضى) فقد تتشابه نشأتى وابناء جيلى مع من يبكرونا من شباب المدينة بعشرة سنوات او اكثر
تلك مقدمة طويلة كان يجب ان ابدأ بها فى الحلقة الاولى ولكن هكذا دارت الحلقتان وبناء عليه ساكتفى اليوم بالعاب التزلج على مياة المطر فى تلك الفترة
كانت الامطار فى الماضى وحتى تسيعينات القرن الماضى تهطل فى نهايات شهر سبتمبر وبدايات شهر اكتوبر اكثر من مرة كل عام وكان ذلك يسبب الكثير من المتعة والابتهاج لصبية القرى لان الارض بعد ذلك كانت تأخذ شكلا صلبا املس يشبه الارض التى رصفت بالمدينة وتقريبا بعد المرة الاولى لنزول المطر تكون الارض على هذا النحو وفى المرة الثانية عندما يأتى المطر خفيفا كنا نتزلج على تلك الارضية المبللة بالمطر لمسافات بعيدة ونتسابق من منا يستطيع ان يتزلج لمسافة اطول من الاخر وكنا نستعد للتزلج من خلال العودة للخلف ثم الجرى باقصى سرعة ونترك العنان لاحذيتنا البلاستيكية لكى تسرح فوق الارض المبللة لمسافة قد تزيد على الثلاثة امتار كما نرى المتزلجون على الجليد يفعلون ..وهكذا كانت العابنا بسيطة ممتعة شيقة وتحمل الكثير من الخطورة فى بدايات فصل الخريف وخواتيم فصل الشتاء الرائع

 
الحلقة الثالثة

تماشيا مع احداث ماسبيرو اليوم وما حدث من فوضى واراقة لدماء مصرية شريفة وما حدث لنا من انفعالات ومشاحنات وسلبية وايجابية مفرطة احكى لكم الحلقة الثالثة من ذكرياتى مع الخريف علها تكون رسالة مهمة لكل مصرى

اتذكر اليوم وفى نفس هذا الوقت من السنة واثناء احتفالات اكتوبر المجيد
اتذكر اننى كنت سهران فى مكان بالبلد مع صديقى سليمان دعبس الشقيق الاصغر للاستاذ احمد دعبس زميلنا المميز بمجموعتنا المحببة لقلوبنا جميعا ( اقلام منسية)
اتذكر اننا كنا جالسين بمكان ما فى احدى بيوتنا الريفية وكان المكان فعلا ملىْ بالبراغيث ( هذه ليست نكتة ولكنها حقيقة فعلا ) وقتها كنا بالثانوية العامة كنا شباب مقبل على الحياة كنا بنحب مصر اوووى
اقسم بالله اننا كنا نتابع فيلم ( الطريق الى ايلات) ولا استطيع ان اصف لكم قمة الانفعال والتركيز اللذان اعترانا من جراء المتابعة الحثيثة لكل احداث الفيلم وتقريبا كان الفيلم قد عرض قبل ذلك مرات عديدة فى مناسبات النصر ولكنى اردت ان اخرج من كلماتى البسيطة معكم الان والغير مرتبة والتى قد لا ترضينى لا صياغة ولا تسلسلا للاحداث الى اننا كنا شباب فعلا مرفه ومعنى ان يوجد باى مكان نتواجد فيه تلك الحشرات الغريبة ( براغيث ) كان يقلق راحتنا ويجعلنا نغادر المكان فورا ولكنى اتذكر والله اننا ما برحنا مكاننا الا بعد انتهاء الفيلم واتذكر وقتها ردود الفعل التى اعترتنا انا وسليمان بعد الاحداث ...كيف صبرنا على القرص والهرش الذى حدث لنا طيلة احداث الفيلم؟؟؟
لا اريد ان يأخذ كلامى على محمل من التهريج او السخافة وعدم الاكتراث لما حدث لنا وقتها وهو امر فعلا بسيط
لكنى اريد ان استخلص من هذا الموقف شىء بسيط الا وهو اين ذهبت وطنيتنا التى كانت تسيطر علينا ونحن صبية فى ريعان الشباب ؟ ! اين ذهب حبنا لمصر ؟؟! اين ذهب الانتماء؟! لهذا البلد الجميل؟!
لماذا كانت الاغانى الوطنية تجعلنا نشعر بالقشعريرة والاحساس بحب الوطن والاستعداد للتضحية بارواحنا من اجله ولا نشعر بذلك الان
هل قتل فينا مبارك وفلول النظام نخوة الغيرة والخوف على امن ومستقبل مصر
هل استطاع ما يسمى بالفلول ان يقسم مصر فعلا
هل فعلا يفعلها الان المجلس العسكرى كما كان يفعلها مبارك واعوانه
افيدونى افادكم الله فقد فقدت صوابى وتركيزى ...متى تعود لنا مصر او متى تكون لنا بالاساس لانها ما كانت معنا فى يوم من الايام الا شعارات وكلام ؟؟؟

مقالات أدبية: هو أكل عيش و لا بنرضى مزاجنا!! بقلم: مروان محمد




أنا ناوى أتكلم فى هذا المقال ببساطة شديدة و حتى قررت أن تكون لغتى عامية, عشان أنا عايز أوصل كلامى ده لكل الناس, الناس العادية و الناس المثقفة و الناس المتفزلكة و للنقاد و لأصحاب دور النشر و مدعى الكتابة و اللى بيكتبوا بجد, هدفى هو الجميع.
السؤال المشهور اللى بيقول" هو البيضة قبل الفرخة لا الفرخة قبل البيضة؟" مش سؤال جدلى و عامل زى البحث فى دائرة مغلقة لا طائل من ورائها, طيب و السؤال اللى شبهه و كلنا بنردده" هو الفن من أجل الفن و لا من أجل الاتجار بيه؟" سؤال جدلى فرض نفسه لفترات طويلة و لازال إلى يومنا هذا بيفرض نفسه و أصبح مسار جدل ما بين كتاب و نقاد و مثقفين و عوام و بياعين خضار كمان, و لو هو فن من أجل الفن فهو موجه لمين و ده معناه أن الكاتب يطلق لخياله العنان و مزاجيته أنها تتحكم فيما يكتب و يولع القارىء و لا معناها فن راقى و جاد ( كلام مطاطى غير مفهوم بالمرة), و لا هو تجارة و أسفاف و ربحية بصرف النظر عن القيمة و الموضوع و الرسالة و الفكرة, و هو لازم يكون العمل الإبداعى صاحب رسالة و هدف  و قضية و لا ممكن يكون أبسط من كده بكتير!!
طيب ليه ميكنش خليط ما بين أنه يكون الدافع من وارئه تربح و قيمة فنية برضه, هما الأتنين من طايفتين مختلفتين و كلا له دينه يعنى و لا إيه الموضوع بالضبط؟!!
أكيد الموضوع مش بالسطحية دى و لا هو أبيض يا أما أسود و مفيش أبعاد تانية, لأ الموضوع فيه ألوان تانية كتير هو بمزج اللون الأبيض و الأسود نوصل للمساحة الرمادى, يعنى مش شرط كل عمل فنى أو أدبى يكون صاحب رسالة أو قضية و تبقى معيبة لو العمل ده مفهوش كده, و مش معناه أنه يبقى سطحى و تافه و ملوش قصة أو مضمون حتى, مش يا أما أقصى اليمين أو أقصى الشمال يعنى, طيب أصحاب دور النشر دول بينشروا و بيطبعوا و بيوزعوا لمين؟ و تعابين نفسهم ليه قوى كده, هل هما بيبحثوا عن فئة معينة من القارىء على مستوى ثقافى معين و لا على مستوى مادى معين و لا على الأتنين دول مع بعض طيب و بقية القراء و الشعب الغلبان يولع يعنى.
طيب يا جماعة عشان المواضيع متوهش مننا يبقى لازم الأول نرتب أفكارنا و اتجاهات كلامنا رايحة لفين و جاية منين, عشان نفهم كل موضوع على حدة و نوصل لنتيجة أو حل أو فهم على الأقل للمواضيع الكبيرة قوى دى و لا أنتوا مش متفقين معايا فى الطرح ده... طيب الحمد لله أنها موافقة !!!
خلينا نمسك فى موضوع شعار " الفن من أجل الفن" يعنى هو السؤال مش أصبح شعار مبتذل و سخيف فى زمن لا يتسق معه شعارات زى دى و شعار زى ده يعتبر من الكلاسيكيات البالية اللى أصبحت لا تواكب العصر, و شعار أثبت فشله لأن ممارسة الفن من دون أى دافع ربحى أو بدون أقبال جماهيرى أثبت فشله مائة بالمائة و العمل الذى لا يرى النور لا يستحق أن يكون عمل فنى يلتفت إليه, طيب إلى أى مدى ممكن نزاوج بين الربحية و بمعنى تانى العلاقة المادية مع العلاقة الفنية, هو أمر ممكن و لا يقلل من شأن الفن و الأدب بأى حال من الأحوال, مش زى ما بيدعوا بعض المتفذلكين و المتفلسفين لأن دى سوفسطائية أصبحت مش بتتهضم, الفنان دايمن محتاج لدافع و محفز يخليه دايمن شغوف بالعمل الفنى اللى بيقوم بيه سواء كان فن رسم أو شعر أو غناء أو تمثيل أو إخراج او كتابة, كل مجالات الفن, لازم يكون للفنان جمهور بيحبه و بيقبل على عمله و مهتم بيه و منتظر إبداعاته, الفنان ميقدرش يحبس نفسه جوا قمقم الفن من أجل الفن مدعى أنه بيمارس أعلى حالات الإبداع إذا كان مفيش أى اهتمام من المحيطين بعمله الفنى ده, الفنان أزاى يقيس مدى تطوره و مدى موهبته و إبداعه بدون الحاجة إلى آخرين يقوما بالحكم عليه و يرسموا مكانه على الخريطة الإبداعية و الفنية .... هو مش الموضوع بالعافية و لا ضرب راس و لا حتدخل فيه بصدرك و جمهور النقاد مع احترامى ليهم و المثقفين مش كافى أبدا للحكم, الحكم    يا أخوانى المبدعين و الفنانين للناس أولا و برضه أخيرا.
أنك تتربح من عملك الأدبى أو الفنى ده بيديك دافع للتطوير و التحسين و الارتقاء و التنويع مش ممكن أبدا يحبسك فى أطار معين متسهجن أو تجارى بحت, دى نظرية غلط أوهمونا بيها بعض المتفذلكين و اعتبروها قاعدة مسلم بيها و هى فخ كبير قوى....
أحنا ممكن نشتغل فى خط معين بنحبه و بنرتاح إليه و ممكن أن أحنا لا نتنازل عنه و تصور أن تحكم المادة فى العملية الابداعية بيبعدنا عن الهدف ده أكبر مؤامرة علينا, خلينا ناخد أمثلة من الواقع الموجود قدامنا, خالد يوسف قدر يحقق المعادلة الصعبة دى بيقدم الفن اللى بيحبه و ووسمه بطابعه الشخصى و حقق فيه طموحاته الفنية و رؤيته الإبداعية و فى نفس الوقت حقق الاقبال الجماهيرى و هو مش مسف و لا تاف و لا بيبيع علينا أفلام تجارية بحتة و السلام و فيها رسالة و قضية كمان و لا أيه؟!
و عندنا مثال أخر الشاعر الغنائى بهاء الدين محمد ليه أغانى كتير حملت التجديد فى الطرح و الموضوعات و لاقت نجاح كبير برضه, بصرف النظر عن بعض انحرافاته اللى ممكن لا ترقى إلى المستوى المطلوب و لكن أحنا بنحكم بشكل عام و اجمالى, يبقى يا أخوانى الشعار ده مكانه بصراحة مزبلة التاريخ لأنه عتيق و غير واقعى و افلاطونى جدا.
النقطة التانية و المهمة فى موضوعنا, دور النشر دى اللى عمالة بسم الله ما شاء الله كل يوم تطلع لنا واحدة من تحت الأرض و كان فيه ماسورة دور نشر ضربت و كل يوم ترمى لنا دور نشر مع احترامى ليهم كلهم, إيه الاختلاف بين كل دور النشر دى و إيه امكانياتها و قدرتها على النشر المكثف و بكميات ضخمة و القدرة العالية على التوزيع فى شتى اقطار مصر و العالم العربى و أيضا أساليب الدعاية و الاعلان و الترويج لمنشوراتها, يعنى أحنا قدام عقبة و مشكلة حقيقية بتواجهة دور النشر, هى فقر إمكانيات دور النشر بشكل عام فى عالمنا العربى و المصرى بشكل خاص فأفضل دار نشر تطبع ما بين ثلاثة الاف و خمسة الاف للكتاب الواحد فى الطبعة الواحدة و أفضل كتاب تم طبعه 15 مرة, يعنى لو ضربنا العدد 15 * 5000 طبعة على أقصى تقدير, نلاقى اقصى طاقة اشتغلت بيها أفضل دور نشر هى 75000 ألف نسخة, يعنى رقم محزن و مخزى!!
طبعا بتتنوع أسباب أصحاب دور النشر ما بين قلة الامكانيات و ضعف الموارد المادية و تقلص أعداد الجمهور القارىء ... الضغوطات الاقتصادية, الأزمة الراهنة للثقافة العربية و غلو أسعار الخامات... الضرائب, مش عارف بس بامانة مش حاسس بنعاطف و لو اعتبرنا دى عوامل لأسباب الأزمة فسأقول عليها دى عوامل فرعية و مش هى المسببة للأزمة المفتعلة دى أساسا, المشكلة من وجهة نظرى تكمن فى سياسات دور النشر اللى بتهتم بنشر الأعمال الفنية و الإبداعية, الإدارات اللى بتدير دور النشر دى بروقراطية و روتينية جدا و معندهاش فكر إبداعى أصلا فى عالم التسويق و الدعاية و أضف إلى ذلك بخل معظم أصحاب دور النشر و أضف إلى ذلك الجشع و الطمع لدى صنف آخر من أصحاب دور النشر.
طيب أصحاب دور النشر حيقولوا مهو أنت عمال تتكلم و تبجح و أنت مش عارف حاجة و لا عمرك كنت صاحب دار نشر عشان تقولنا إيه الغلط و إيه الصح, طيب ماشى, أنا حاخد مثال برضه من الواقع يا سادة يا أفاضل, جميع دور النشر الإسلامية المرترتة لو ينفع نقول كده, عددهم زى الرز و بيكسبوا مكاسب فلكية و مش بيخسروا بل بالعكس عليهم أقبال كبير جدا و هامش أرباح عالى جدا, حتقولى ده بسبب الصحوة الدينية و اهتمام الناس بالدين هو اللى بيدفعهم لشراء هذه الكتب و البحث عن الثواب.
اسمح لى أقولك مهما كان الدافع الدينى لدى الإنسان لو مش معاه فلوس عمره ما حيشترى مهما كان الدافع الدينى عنده, أحنا شعب غلبان بيحصل قوت يومه بالعافية, ساعتها لا دين و لا فن ممكن يحمسوه أنه يدفع فى كتاب خمسين جنيه و خمسة و عشرين جنيه و المبالغ الفلكية اللى بتبيعوا بيها كتبكم.
لازم دايمن نربط ما بين هيكل الأجور فى مصر للطبقة المتوسطة كمؤشر و مقياس و ما بين أسعار الكتب, طبعا السياسة دى ناجحة فيها جدا دور النشر الإسلامى أولا بيقدروا يطبعوا كميات كبيرة جدا من الكتب بأسعار فى متناول الجميع و بيركزوا على الموضوعات اللى تهم الناس و كمان قدرتهم عالية جدا على التوزيع فى كل مكان فى مصر و بيقدروا من خلال عملية التوزيع أنهم يوصلوا لكل أيد و ده كل دور النشر اللى بتعنى بالاعمال الفنية و الإبداعية فاشلة فيه تماما فضلا عن آله إعلامية جبارة فيها ألحاح على الناس و تواصل معاهم على طول بيخلى الناس لازم تتحمس أنها تشترى كتب الدعاة السلف, طب ليه لأن فيه منبر أعلامى بيظهروا فيه و بيتكلموا منه و ده بيشجع عملية بيع الكتب كمان و فيه تواصل بينهم و بين الناس عن طريق الدروس الدينية و الخطب فى الجامع, أنتم إيه بقى أدواركم عشان تعملوا كده, أنتم قافلين عليكم بابكم و اللى عايز يجينى يجينى أنا مبروحش لحد و كل الندوات الاجتماعات و اللقاءات اللى بتعملوها بتكون لمبدعين تانيين أو ناس من نفس الوسط بتاعكم ليه متقفوش توزعوا ورق على الناس الالف نسخة بستين جنيه طباعة اسمها كولكشن لندوة بتعملوها أو حفلة لتوقيع كتاب و الحضور للجميع, أعملوا شادر .و ادعوا فيه الناس أنهم يجوا يسمعوكم و مفيش مانع لو وزعتم  عليهم شيكولاته ... أى حاجة يعنى تشغلوا بيها دماغكم عشان تروجوا لنفسيكم.
ليه متنزلوش أسعار الكتب لحد ما يبقى الكتاب بتلاتة جنيه و بأتنين و نص و تعملوا منافذ بيع تكتبوا عليها كتبنا باتنين و نص, فكرة ساخرة أكنى بتريق عليكم أبدا و الله مش تريقة و لا حاجة بس أنتوا تترفعوا عن أنكم تعملوا كده و اعملوا طبعات شعبية و اطبعوا بكثافة عالية و خلوا هامش الربح صغير بس كبير بكتر الطبع و البيع و أعملوا الدعاية اللازمة للكتب اللى بتنشروها يعنى اشتروا حق ظهور صاحب العمل الأدبى لمدة ساعة أو نص ساعة فى برنامج مشهور من البرامج الفضائية اللى عليه أقبال جماهيرى زى القاهرة اليوم و تسعين دقيقة و برنامج العاشرة مساءا, اشتروا حق نص ساعة ظهور فى البرامج دى و اعملوا ترويج دعائى للكاتب اللى بتنشروا ليه و ركزوا على فرد واحد فى كل موسم كأنكم بتعدوا لشريط غنائى أو فيلم حيتطرح الموسم اللى جاى و هكذا و اعملوا أعلانات طرق فى شوارع القاهرة على طريق المحور و كوبرى ستة أكتوبر و خمسة و عشرين مايو حتقولوا ده أبتدى يسخر و يتريق تانى أو فين الموارد اللى ممكن تسع كل المصاريف دى, لأ فيه , اتكاتفوا و اعملوا مشاريع موحدة أنتم كدور نشر مختلفة زى شركات الإنتاج السينمائى لما بنلاقى أكتر من شركة سينمائية بتدخل فى عمل واحد و يتقاسموا الأرباح فى النهاية, هو كل شىء ممكن بس كل دار نشر متصورة نفسها هى الأحسن و الأفضل و صاحبة الرسالة و الريادة و الهبالة و عك كتير يعنى من الآخر.
سمعنا عن عشرات دور النشر و لم نسمع عن أى كاتب واحد أشتهر على أديكم فين فكر صناعة النجوم عندكم ليه متصنعوش كاتب و يتسيط فى السوق و يعمل ضجة و لما يفرقع بالمصطلح الدارج تبدأوا نفس السكة مع مبدع جديد و هكذا و ترشوا على شوية برامج مشهورة فلوس عشان تستضيف فلان و علان.
و خلوا وشوش معروفة للناس العوام تتكلم عن بعض كتبكم و المبدعين اللى عندكم كأنكم شركة إنتاج فنى غنائى , كل ده مش عيب و لا إقلال بالفن بس هى الشعارات الخايبة اللى أنتوا متمسكين بيها هى أكبر دليل على أنكم بتستخدموها عشان تداروا بيها عيوبكم و فشلكم الزريع, اللهم أنى بلغت اللهم فأشهد

مقالات أدبية: ليلة بكى فيها القمر بقلم عماد الدين منسي

قصة حقيقية 

27 اكتوبر 2011

حينما اتممنا دراستنا الجامعيه لم يكن يشغل بالنا سوي الاقتران بفتاه اختارها انا وتوافق عليها العائله أو تختارها العائله واوافق عليها أنا ... كان ذلك قبل ثلاثون عاما او يقل قليلا ... ولكن وقفت تلك الامنيات امام الالتحاق بالجيش وتأدية الخدمه الالزاميه عائقا لبعض الوقت.

وفي عام 1977 ومع انطلاق المباريات التمهيديه لدوري القسم الثالث لكرة القدم وحيث ان فريق مدينتنا مرفق مياه شربين هو من احد تلك الفرق ... فقد تم اختياري واخي الاكبر رحمه الله وابن عمي للأنضمام لهذا الفريق حيث اننا كنا نجيد فن اللعب بالكره .

ومع اول مباريات الدوري للقسم الثالث ووسط جماهير وحكام دوليون ومراقبين لتلك المباريات توكلنا علي الله وسافرنا للمنصوره لملاقاة فريق عمال المنصوره والذي تم تغييره فيما بعد لشباب مبارك ... المهم اختار الدير الفني الكابتن نادر شندي والمدرب العام الكابتن يسري احمد ثلاثتنا للأشتراك في تلك المباراه ( أنا حارس مرمي وابن عمي باك يمين واخي قلب هجوم ) ولسوء حظنا أو حسنه لانعرف تم اختيار نصف الملعب الذي علي يمين المقصوره ليكن ملعبنا في هذا الشوط ... وماهي الا لحظات وهبت ريح شديده ساعدت الفريق المضيف في امتلاك الكره والتسديد القوي .

وفي النصف الاول من الشوط الاول احتسب الحكم ضربة جزاء ... ولم اكن قد تدربت بعد علي صد ضربات الجزاء ... الا أن اخي الاكبر جاء الي وهمس في اذني بأن ارتمي في الزاويه اليمني مهما حدث فاللاعب مشهور عنه انه يضع الكره في هذا المكان ... وصفر الحكم ودخل اللاعب علي الكره ومعه الهواء وقذف بالكره ناحية الزاويه التي اخبرني بها اخي وتمكنت من صدها ... الا انها ذهبت علي رأس منطقة الجزاء من ناحية الشمال فأعادها لاعب اخر قاصدا احراز هدف ... الا أنني اسطعت ان الم شتات تفكيري وامسك بالكره ... ومن وقتها ودب الحماس في جسمي ولم يدخل مرماي اي هدف في تلك المباراه ... الا ان اخي الاكبر قد تمكن من احراز هدف الفوز لنا من كره ثابته علي بعد 30 يارده سكنت الزاويه اليسري للحارس ... 

ويومها كانت سعادتنا غامره فقد اشاد الجميع بثلاثتنا ... وقرروا مكافآتنا ... واثناء ركوبنا الاتوبيس في طريق العوده ...تقدم المهندس محمد عبد الفتاح رحمه الله المدير الاداري للفريق واعطاني جنيها لاني قمت بصد ضربة الجزاء واعطي لأبن عمي 25 قرشا لبلاؤه الحسن جهة اليمن واخي الكبير محرز هدف الفوز حصل ايضا علي جنيه واحد مكأفأه ... 
الان وانا اتذكر ذلك انظر لحال لاعبي الكره الان وحالنا قبل 30 عاما او يقل قليلا .

وفي العام 1984 تم عقدقراني وزواجي وسافرت انا وزوجتي الي السعوديه للاقامه بها ... وانتظرنا بعد تسعة اشهر مولودنا الاول (هيثم ) الذي جاء في شهر مايو 85 ثم تبعته اخته في العام 87 واتفقت انا وزوجتي ان نتوقف عند هذا العدد من الاولاد وحتي نؤمن لهم حياة سعيده ...وادخلناهم مدارس خاصة حتي المرحله الاعداديه ... وكنت قد عدت انا وزوجتي للقاهره بعد انتهاء تعاقدي بناء علي طلبي لمرافقة اخي المريض ( رحمه الله ) في رحلته العلاجيه بمصر ...وذلك في عام 1995 ...

وللحقيقه فقد وهب الله في ولداي ذكاءا منقطع النظير ... وقبولا من الجميع ... وحتي القدر كان رحيما بهما في كثير من المواقف لأنه يعلم ماتضمره ضمائرنا من حب للجميع ...الا أن ابني الاكبر هيثم كان له مع القدر ثلاث مواقف اراد الله ان يعطينا في كل موقف منها درسانتعلم منه عظة وعبره .

فهو وكان وقتها ابن الخامسه ... سقط سهوا من يدي امه من الدور الاول علي الرمال وذلك في احد ليالي صيف عام 1990وكنت انا وقتها في القاهرة لمقابلة زملاء من السعوديه جاءوا للفسحه بالقاهره ... وتم اصابته باصابات متفرقه في الجسم والوجه والرأس ولكن الله سلم .

وهو ابن السادسه عشر ويزيد قليلا وبالتحديد في يوم عيد العمال من عام 2001 واثناء ذهابه الي احد الاساتذه للحصول علي درس في اللغه الفرنسيه ....وعند نزوله من الميني باص علق الكوتشي الخاص به في سلم النزول من الميني باص وسقط علي الدرج الخاص بالميني باص نصفه الامامي يرتطم بالاسفلت والماره ونصفه الاخر داخل الباص ..ولولا صرخات الركاب لكان ابني الان عند ربه ..

حملته سيارة الاسعاف الي المستشفي لانقاذه وحمدلله علي كل شئ فقد كان قويا رغم ان تلك الحادثه قد نتج عنها كسور بالترقوه والحوض والزند وقطع في اللسان وكسر في الركبه واصابات مختلفه بالرأس والوجه واليد نتج عنها انني قدمت له اوراق امتحانه للثانويه العامه المرحله الاولي في لجنه خاصه بلجنته الاصليه وكنت كل يوم احمله في سيارة اسعاف الي اللجنه وكل جسمه تم تجبيسه ماعدا وجهه ورأسه ويده اليسري ..

المهم اكرمنا الله واثبت ابني تفوقه وحصل علي 97% في مجمل المرحلتين الحقاه بكلية الهندسه جامعة القاهره وبناء علي رغبته التحق بقسم الهندسه الميكانيكيه وتخرج منها بتقدير جيد عام 2008 .....وحيث انه وحيد والداه لم يلتحق بالجيش والتحق في بعض المشاريع التي كانت بمجرد انتهائها يستغنون عن خدماته .

وفكرنا غي حل يرضي الجميع هو الصبر الي ان يحلها الله من عنده وتم بالفعل قبول دعواتنا من قبل المولي واتصل احد زملائه في مشروع التخرج ووفر له فرصة عمل معه باحدي الدول العربيه سافراليها معتمدا علي الله منذ اربعة شهور وبدأ العمل فيها ولاقي استحسان القائمين عليها لجده ومثابرته ومنحوه سيارة وسكنا خاصا ...الا ان القدر كان بالمرصاد لولدي ليختبره للمره الثالثه في حياته وبأشد من الاختبارين السابقين .

لبي ابني دعوة زملائه لتمضية ليلة الخميس في احدي المدن الساحليه خلال الاسبوع الاخير من سبتمبر الماضي ... واستقل سيارته وتوكل علي الله طيلة 350 كيلو هي المسافه بين مدينته علي الحدود ومدينة اصدقائه وعند الثالثه صباحا ... استأذن منهم في العوده وحيدا بعربته ... وقبل الوصول لمدينته بثلاثون كيلو ... لاحظ ان النعاس بدأ يدب في عينية فقام بتموين سيارته ... واثر ان ينام قليلا بالمحطة ولحين العوده الا أن الشيطان قد اشار عليه بأن المسافه قليله وعليه بالعوده والنوم في البيت بدلا من النوم في محطة البنزين ... 

وادار ابني مفتاح سيارته وتوكل علي الله ليكمل مشوار رحلته وقبل الوصول بعشرين كيلو وفي مكان ليس به اضاءه او سيارات مقابله او قادمه غلب ولدي النعاس وسقطت سيارته من ارتفاع 5 امتار في ارض جعلت كمخر سيل وانقلبت حسب تقرير الشرطه اربع مرات ... ولم تعد لناظرها سياره ... ولكن ماذا كان مصير ولدي ... الذي انقلبت به السياره من هذا الارتفاع وانقلبت عدة مرات به ... اقول لكم الحقيقه لو سألوني هذا السؤال مليون مره لقلت ان ولدي هالك لامحاله !!! ولكن القدر كان رحيما بنا !!! واعاده لنا الا من بعض الاصابات والكسور التي ستشفي باذن الله عما قريب.

مقالات أدبية: (1): خوف و عربى و عك بقلم: مروان محمد



مرة أخرى فى سلسلة مقالات ميكانو الكلمات نقوم بتشريح بعض الكلمات التى أتخيل أن هناك روابط تجمعها و اتفاق بين رسم الحروف و مدلولات الكلمة و لذلك أول ما مر بخاطرى هو كلمة الخوف و عندما تلاعبت بالكلمة بعض الشىء و اضفت حرف الراء قبل الواو انقلبت على الفور الى الخروف و الخروف لدينا مرتبط بعيد الاضحى و اللحمة الضانى و ايضا الخروف من اهم سماته الخوف فهو يجفل بسرعة و من الممكن ان يصاب بالهلع بمنتهى السهولة, فهناك متلازمة خفية بين كلمة الخوف و الخروف و لذلك تجد كثير من الناس الذين يستبد بهم الاحساس بالخوف دائما حيوانهم المفضل هو الخروف !!
و ايضا باستعراض كلمة عربى, نجد ان اى مواطن عربى تحيط به علامات استفهام كثيرة و لكنى اثرت هنا التركيز على التعرض لواحدة من اهم علامات الاستفهام و ذلك بان ابدلت مكان الحروف فى كلمة عربى بان وضعت حرف الراء قبل حرف العين فتكون الكلمة الجديدة هى اكثر كلمة معبرة عن وضع اى مواطن عربى و هى رعبى فاى مواطن عربى يشعر بالرعب و لا يشعر بالامان, دائما ما يشعر بان كيانه مهدد و ذلك نتيجة للاوضاع العربية الراهنة المتردية جدا !!
و الكلمات المتلازمة فى الحروف و المعنى نجدها كثيرا جدا باضافة حرف او حذف حرف او ابدال اماكن الحروف فى الكلمة لتتحول الى كلمة اخرى تماما, تقريبا قريبة فى المعنى و الصفة من الكلمة التى حرفت منها و ايضا التشكيل فى اللغة العربية قادر على احداث التغيير فى المعنى و الكلمة و ان اتفقت رسم كل الحروف فى الكلمة و من هنا عندما تفحصت كلمة عك و هو الذى احدث شيئا افسد به شيئا اخر او حاول اصلاح ما خربه فزاد الطين بلى و اذا اضفنا حرف الراء بعد حرف الكاف تتحول بقدرة قادر الى عكر و ايضا من المدهش ان نرى و لو ترابط واهى بين الكلمتين فدائما الشخص العكاك الذى يعك كل شىء فيعكه عكا هو شخص عكر المزاج لذلك دائما يفسد كل فعل يقوم به و لو صلحت نواياه و تخلص من ذلك الوجه العكر العابس لما عك ابدا!!
و الاسترسال فى مجال ايجاد الروابط الخفية بين الكلمات التتى تتشابه فى رسمها او تتطابق سنجدها كثيرة جدا و مجال التخيل و التلاعب بالكلمة هى من الالعاب المفضلة لدى و التى تكشف عن روابط قلما نجد مثيلتها فى اللغات الاخرى و هذه ميزة من مميزات اللغة العربية التى اراها لم تنل حظا من الشرح و التفصيل الى يومنا هذا!!

مقالات أدبية: الأربعينى الخمسينى بقلم/ مروان محمد


22 / 12 / 2005 

أهداء إلى/ قهوة البورصة التجارية – المنشية – الإسكندرية

لأنى أحب هذا المكان, لأنى أحب ذلك الزمن الأربعينى الخمسينى, قررت أن أنزوى فى ركن هذا المكان الذى يتميز بجفرافية تاريخية فريدة, يجعلنى أعيش كما عاش السابقون فى تلك الأزمنة الماضية , اليوم استشعر ذلك الماضى بكل معطياته و قد تجلى كل ذلك فى الزى الرسمى للقهوجية , أعمدة المكان,أبواب القهوة الضخمة و المتعددة ذات المساحات الزجاجية الكثيرة و الكبيرة, يختلط مع ذلك الجو القديم رائحة اليود المنبعثة من البحر القابع على بعد أمتار تفصله عن القهوة و المساحة الضيقة التى يجلس فيها صاحب القهوة المحصورة بين عمودين ضخمين .أتعرف على ذلك التاريخ و أعيشه بكل تفاصيله على تلك الموائد الرخامية و بين ادخنة الشيشة المنتمية لكل مفردات ذلك الزمن , أنا ابن الثمانينات و زمن الواقع الرقمى الذى لم يتنفس رحيق ذلك الزمن و لو من بعيد, التى لم يراها ألا فى المسلسلات و عرفها إلى حد ما بين صفحات الكتب من روايات و تاريخ , أدعى اليوم و بكل سعادة أنى استطعت اليوم أن أشم رائحة ذلك الزمن الماضى.و لأنى ابن الواقع الرقمى فانى طوعت برامج الرسم الاليكترونى لهواجسى الشخصية و اعدت تشكيل ملامح وجهى من جديد لتنتمى إلى ذلك الزمن بالتحديد فلبست الطربوش و الصقت شارب تخين فوق شفتى مستدير الاطراف إلى اعلى و أضفت بعض الشيب إلى رأسى و التجاعيد دقيقة التصميم أسفل عينى و حولها و لمسات أخرى رقمية على وجهى احالتنى إلى ذلك الزمن لرجل فى الستين من عمره , منحت نفسى بذلك حق الانتماء إلى ذلك الماضى بكل سخافته و حلاوته و سذاجته, ذلك الزمن الغبى المعقول الرائع الباهت!!و لأنى اعلم أن هذا الأنتقال الزمكانى ذو محدودية زمنية مكانية تنتهى بمجرد ان اخطو خارج مساحة القهوة متحولا مرة أخرى إلى واقعى الرقمى ألا أننى اعلم ان الاجيال القادمة ستحمل نفس الشعور بالاشتياق إلى الواقع الرقمى الذى احياه حاليا باعتباره ماضى جميل و غبى و رائع و باهت و واقع بكل الألوان و ماضى يعتز بلونين الأبيض و الأسود.