سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 1 فبراير 2012

مقالات أدبية: يعنى إيه الانسان يحس بالماضى؟؟!! بقلم/ هانى مراد



يعنى ايه لما اسمع صوت سمعته زمان او اشم ريحة شمتها فى مكان ما وزمان ما ارجع باحساسى كله للورا واحس نفس الاحساس لدرجة انى بشم الريحة نفسها وكانى عايش فى الماضى
الموهبة دى والاحساس ده غير مكتسب لانه بيتولد مع الانسان من صغره افتكرت الان انى كنت زمان برتبط اوى بالاشياء يعنى مثلا كنت فى ابتدائى امر على شجرة ...جوافة فى طريقى للمدرسة وكنت كل يوم اشم ورقها وابوسه ..تخيلو انا لما بمر عليها الان بشم نفس الريحة وافتكر صورتى وانا بالمريلة تيل نادية اللى كانت الزى الرسمى للمدرسة وقتها
كمان افتكرت انا عمى كان معاه عربية نص نقل شيفورلية موديل 84 وفى نفس السنة رحت معاه لمشوار كانت هناك شجرة قطفت منها ورقتين وقلت احتفظ بيها ذكرى رغم ان عمرى ما كنش يتعدى تسع اعوام وقتها
عرفت الان ليه الواحد بيحن للماضى كتير وبيستمتع بيه لان الماضى كنا فيه كبار باحاسيس اللى حوالينا لانهم كانو بيفرحو بينا وبينمو عندنا الاحاسيس الجميلة دى
اتذكر ابى رحمة الله عليه لما كان يشوفنى وانا فى اعدادى بردد كلمات اغنية الاطلال معها بصوت عالى وكان اخى الكبير يقولى اسمع عشان نسمع كان ابى رحمة الله عليه ينهره ويبتسم ابتسامة رضا وفخر لانى تلميذ فى اولى اعدادى وحافظ الاطلال وكان يشجعنى على كل الحاجات الجميلة اللى تنمى جوايا احاسيس لا يمكن انساها او افتقدها..رحمة الله عليك ابى ايها العظيم الجميل كم اشتاق لابتسامة عينك اللى بشوفها فى ابتسامة احمد ابنى

مقالات أدبية: خير جليس في الزمان (كتاب )... رؤية : عماد الدين منسي1


 15 نوفمبر 2011

 الحقيقه اني قرأت كثيرا من الكتب في شتي العلوم والاداب وتمتلأ مكتبة منزلي بالكثير من الكتب القيمه والنادره ...منها الادبيه والعلميه والدينيه وكثرها في كتب الهندسه الميكانيكيه وخصوصا تكييف الهواء تخصص ابني الوحيد في عمله .

 ورغم كل ذلك احسست بانني بعد لم انهل من بحر العلم الا مقدار كوب ماء لايهم ان كان كبيرا أو صغيرا ولكنه اعطاني القدره علي التفكير وحسن الاختيار والقدره علي فهم الاشياء ..ورغم ذلك ماذلت احنو الي هذا الكتاب الذي قراته مره واحده علي فترات متباعده اثناء عملي هناك وكان الكتاب الصديق الصدوق الذي تعلمت منه الكثير ...وكنت في كل باب من ابوابه ..او فصل من فصوله ..أو ركن من اركانه اجدني في اشد السعاده لما فهمت من معني وماتعلمته من ادب وسلوك معرفيه .

 ولعلي من شدة اعجابي بهذا الكتاب سوف ابين لكم فيما يلي بعض ماجاء به وانقل لكم مااردت ان اوصله لكم ...ولأعطيكم نبذة عنه دون ان اشير الي اسمه لأنكم سوف تفهمونه وتعلمونه وتذكرونه فور الانتهاء مما اريد الاشارة اليه .

 فالكتاب الذي اتحدث عنه هو مما وضعه علماء تلك الدوله من الامثال والاحاديث التي الهموا أن يدخلوا فيها أبلغ ماوجدوا من القول في النحو ( أي القصد والنهج ) الذي أرادوا . ولم تزل العلماء من أهل كل مله يلتمسون أن يعقل ( أي يؤخذ ويفهم ) عنهم ، ويحتالون في ذلك بصنوف الحيل ، ويبتغون اخراج ماعندهم من العلل ، حتي كان من تلك العلل ( أي الاسباب ) وضع هذا الكتاب علي أفواه البهائم والطير . فاجتمع لهم بذلك خلال ( أي فضائل ) . أما هم فوجدوا متصرفا ( أي مذهبا ينصرفون اليه ) في القول وشعابا يأخذون منها . وأما الكتاب فجمع حكمه ولهوا : فاختاره الحكماء لحكمته . والاغرار ( أي من لاتجربه لهم )للهوه ، والمتعلم من الاحداث ناشط في حفظ ماصار اليه من أمر يربط في صدره ولايدري ماهو ، بل عرف أنه قد ظفر من ذلك بمكتوي مرقوم ( أي موشي ومزين ) . وكان كالرجل الذي لما استكمل الرجوليه وجد ابويه قد كترا له كنوزا وعقدا له عقودا استغني بها عن الكدح فيما يعمله من امر معيشته ، فأغناه ما أشرف ( أي وصل ) عليه من الحكمه عن الحاجه لي غيرها من وجوه الادب .

 فأول ماينبغي لمن قرأ هذا الكتاب أن يعرف الوجوه التي وضعت له ، والي أي غايه جري مؤلفه فيه عندما نسبه الي البهائم واضافه الي غير مفصح ( أي غير ناطق ) وغير ذلك من الاوضاع التي جعلها امثالا . فان قارئه متي لم يفعل ذلك لم يدر ما أريد بتلك المعاني ، ولا أي ثمره يجتني منها ، ولا أي نتيجه تحصل له من مقدمات ماتضمنه هذا الكتاب . وانه وان كان غايته استتمام قراءته الي أخره دون معرفة مايقرأ منه لم يعد عليه شئ يرجع اليه نفعه .

 ومن استكثر من جمع العلوم وقراءة الكتب من غير اعمال الرويه ( اي التمهل ) فيما يقرؤه ، كان خليقا الا يصيبه الا ماأصاب الرجل الذي زعمت العلماء أنه اجتاز ببعض المفاوز ( أي الفلاه التي لاماء فيها ) فظهر له موضع أثار كتر ، فجعل يحفر ويطلب فوقع علي شئ من عين ( أي نقود ذهبيه ) وورق ( اي نقود فضيه ) فقال في نفسه : ان انا اخذت في نقل هذا المال قليلا قليلا طال علي ، وقطعني ( أي منعني ) الاشتغال بنقله واحرازه عن اللذه بما اصبت منه ، ولكن سأستأجر أقواما يحملونه الي منزلي ، واكون انا اخرهم ، ولايكون بقي ورائي شئ يشغل فكري بنقله ، واكون قد استظهرت ( أي استعنت ) لنفسي في أراحة بدني عن الكد بيسير اجره اعطيهم اياها . ثم جاء بالحمالين ، فجعل يحمل كل واحد منهم مايطيق ، فينطلق به الي منزله فيفوز به ، حتي لم يبق من الكتر شئ ، فلم يجد فيه من المال شيئا ، لاقليلا ولاكثيرا . واذا كل واحد من الحمالين قد فاز بماحمله لنفسه . ولم يكن له من ذلك الا العناء والتعب لانه لم يفكر في اخر امره .

 وكذلك من قرأ هذا الكتاب ولم يفهم مافيه ولم يعلم غرضه ظاهرا وباطنا ، لم ينتفع بما بدا له من خطه ونقشه ، كما لو أن رجلا قدم له جوز صحيح لم ينتفع به الا أن يكسره ويستخرج مافيه .

 وكان أيضا كالرجل الذي طلب علم الفصيح من كلام الناس ، فأتي صديقا له من العلماء ، له علم بالفصاحه ، فأعلمه حاجته الي علم الفصيح ، فرسم له صديقه في صحيفه صفراء فصيح الكلام وتصاريفه ووجوهه ، فانصرف المتعلم الي منزله فجعل يكثر قراءتها ولايقف علي معانيها
 ثم انه جلس ذات يوم في محفل من اهل العلم والادب ، فأخذ في محاورتهم ، فجرت له كلمه أخطأ فيها ، فقال له بعض الجماعه : انك قد أخطأت ، والوجه غير ماتكلمت به فقال وكيف أخطئ وقد قرأت الصحيفه الصفراء وهي في منزلي ؟ فكانت مقالته لهم أوجب للحجه عليه وزاده ذلك قربا من الجهل وبعدامن الادب .

 ثم ان العاقل اذا فهم هذا الكتاب وبلغ نهاية علمه فيه ، ينبغي له أن يعمل بما علم منه لينتفع به ، ويجعله مثالا لايحيد عنه . فاذا لم يفعل ذلك ، كان مثله كالرجل الذين زعموا ان سارقا تسور ( اي دخل عليه واثبا من فوق سور بيته ) عليه وهو نائم في منزله ، فعلم به فقال : والله لأسكتن حتي انظر ماذا يصنع ولا أذعره ( أي لاأخيفه ) ولا أعلمه أني قد علمت به . فاذا بلغ مراده قمت اليه ، فنغصت ذلك عليه ، ثم انه امسك عنه .

 وجعل السارق يتردد وطال تردده في جمعه مايجده ، فغلب الرجل النعاس فنام ، وفرغ اللص مما اراد وامكنه الذهاب واستيقظ الرجل فوجد اللص قد اخذ المتاع وفاز به ، فأقبل علي نفسه يلومها ، وعرف انه لم ينتفع بعلمه باللص ، اذلم يستعمل في امره مايجب . فالعلم لايتم الا بالعمل وهو كالشجره والعمل به كالثمره . وانما صاحب العلم يقوم بالعمل لينتفع به ، وان لم يستعمل مايعلم لايسمي عالما . ولو أن رجلا كان عالما بطريق مخوف ثم سلكه علي علم به سمي جاهلا ، ولعله ان حاسب نفسه وجدها قد ركبت اهواء هجمت بها فيما هو اعرف بضررها فيه واذاها من ذلك السالك في الطريق المخوف الذي قد جهله . ومن ركب هواه ورفض ماينبغي ان يعمل بما جربه هو او اعلمه به غيره ، كان كالمريض العالم بردئ الطعام والشراب وجيده وخفيفه وثقيله ، ثم يحمله الشره ( أي الطمع والجشع ) علي اكل رديئه وترك ماهو اقرب الي النجاه والتخلص من علته .

 واقل الناس عذرا في اجتناب محمود الافعال وارتكاب مذمومها من ابصر ذلك مبيزة عرف فضل بعضه علي بعض كما انه لو ان رجلين احدهما بصير والاخر اعمي ساقهما الاجل الي حفره فوقعا فيها ، كانا اذا صارا في قاعها بمنزلة واحده ، غير ان البصير اقل عذرا عند الناس من الضرير : اذكانت له عينان يبصر بهما ، وذاك بما صار اليه جاهل غير عارف .

 وعلي العالم ان يبدأ بنفسه ويؤدبها بعلمه ، ولاتكن غايته اقتناؤه العلم لمعاونة غيره ويكون كالعين التي يشرب الناس ماءها وليس لها في ذلك شئ من المنفعه، وكدودة القز التي تحكم صنعته ولاتنتفع به . فينبغي لمن طلب العلم ان يبدأ بعظة نفسه ، ثم عليه بعد ذلك ان يستفيدمنه ، فان خصالا ينبغي لصاحب الدنيا ان يقتنيها ويستفيد منها العلم والمال ، ومنها اتخاذ المعروف . وليس لعالم ان يعيب امرا بشئ فيه مثله ، ويكون كالاعمي الذي يعير الاعمي بعماه .

 وينبغي لمن طلب امرا أن يكون له فيه غايه ونهايه ، ويعمل بها ، ويقف عندها ، ولايتمادي في الطلب ، فانه يقال : من سار الي غير غايه يوشك ان تنقطع به مطيته ، وانه كان حقيقا الايعني نفسه في طلب مالاحد له ، ومالم ينله احد قبله ، ولايتأسف عليه ، ولايكون لدنياه مفضلا علي اخرته ، فان من لم يعلق قلبه بالغايات قلت حسرته عند مفارقتها . وقد يقال في امرين انهما يجملان بكل احد : احدهما النسك ( اي التعبد والتقوي ) والاخر المال الحلال ولايليق بالعاقل ان يؤنب نفسه علي مافاته وليس في مقدوره ، فربما اتاح الله له مايهنأ به ولم يكن في حسبانه . وللحديث بقيه باذن الله

مقالات أدبية: الأدب بلغة الأديب بقلم/ مروان محمد



شر لابد منه

الكلام حول الادب و تعريفه و تصنيفه و كل مؤامرات التنظير التى وضعت من اجل تعريف ما هو الادب هى اشبه بمن يحاول ان يشبه الماء بالنيتروجين السائل و لا يفوتنى حينما حضرت واحدة من مؤتمرات او مؤامرات الشعر و هو التعبير الادق بأتيلية الاسكندرية, تبوء دكتور ما مقعده و استرسل فى وصف الشعر و تطوره و الحق يقال لم افهم اى كلمة من كل ما قيل غير ان ما علق بذهنى كلمات تلفظ بها على وزن السنكرونى و الفهم الدنكرونى و دارون و الاعيبه فى شعر التفعيلة و المؤامرة الكبيرة المسماه بقصيدة النثر و تأثيرها على القضية الفلسطينية بوجه خاص و ايضا ابداعات غيره من رواد المدرسة المقولبة اذا جاز هذا التعبير الذى يعطى الاولوية للمفاهيم الغريبة و الشاذة و الغير مفهومة و المنفرة.
الذين انحازوا لهذه المدرسة المقولبة مجموعة من النقاد الذين لم يمارسوا الكتابة يوما و لكن احترفوا مهنة المفاهيم الشاذة فى نقد القصة او الرواية او حتى فى مدحها و اصبحت مدرسة لا يضطلع بمهامها الا من كان بمرتبة دكتوراة فى العبارات المركبة و المنبسطة و المتحزلقة و المتفككة و تحول النقد الادبى الى كهنوت و علم قائم بذاته يضاهى فى تعقيده علم الحديث و علم النحو و الصرف.
و يتمادى هؤلاء النقاد فى الوصف و اذا امكن القول تأخذهم الجلالة فيسترسلون فى ارسال عبارات غير مفهومة على الاطلاق تابى على اى عبقرى حقيقى و ليس عبقرى مقولب على مقاسهم ان يفهم ما يريدونه, حتى اننى اشك انهم انفسهم يفهمون ما يكتبون, فتكثر عبارات على وزن " واهتما بالمواضعات الشكلية أو المظهرية التي لا تندغم في منهج من مناهجه", عبارة اخرى مقولبة " وأعادا الفكرة الشائعة عن تضافر ركني الشكل والمضمون. ودعيا إلى «استقلالية مطلقة للنص»، وتراجعا عن لوازم النقد النصي بالتقليل، دون تسويغ معرفي أو نقدي، من المنهج البنيوي", هل من الممكن ان يكون الركن الثالث لهذه الفقرة مفهوما, دعونا نستطلع معا: " وتخليا مجدداً عن تحليل أنظمة النص الداخلية ما لم تعتمد على الخارج، و«أخذ الواقع الذي ولدت فيه اللغة أو النص بعين الاعتبار"
اتحدى اى عبقرى غير مقولب طبعا ان يستنتج ماذا اراد هذا الناقد ان يقول؟!!

كهنوت النقد الادبى

فلسفة الكهنوت هى اكبر فكرة تلقى رواج فى عالمنا العربى حيث ان للكهنوت قدسية كبيرة, فهى فكرة الصفوة و النخبة و التفرد و التميز و الاستكبار و الاستعلاء و الانفراد بالحقيقة و المعرفة و فى مجال النقد الادبى من الممكن ان يتبلور ذلك من خلال مفاهيم و مصطلحات غريبة و متكلفة لم ينزل الله بها من سلطان تجعل القارىء الغير متخصص( كما يدعون) فى مجالهم يعجز عن فهم تحليلاتهم و نقدهم الادبى مما يدفع الغير متخصص( من وجهة نظرهم) الى الانتقال الى المربع الثانى و هو الحاجة الى فهم ما استغلق عليه, مما يعطى انطباع بالفوقية لمن كتب هذه التخاريف و الدونية لمن يحاول ان يفهم و اصبح هناك حاجة ملحة للفهم فيبدا الدور الكهنوتى فى فرض السيطرة و الزعامة و رسم الحدود و سن القوانين للعب وفق قواعد اللعبة التى ارسوها و التى هى غير مفهومة و غير واضحة و اعتمدت معارف اغلب هؤلاء النقاد على النقد الغربى المترجم بشكل مشوه الى حد كبير الى العربية فانتج بنيان مشوه و قمىء من النقد الادبى الغير مفهوم و اصبح مصدر للتباهى و التفاخر و الاستعلاء على الغير و كل من خالفهم فى خطهم النقدى تكون هناك قائمة من الاتهامات مجهزة سلفا بوصم هذا الشخص بالجهل الادبى و باساليب النقد الادبى العلمية و المعترف بها و الموثقة من الحكومة و اليونسكو ايضا.
و كيف يكتسب هؤلاء اهميتهم, يكتسبون اهميتهم من خلال تعقيد النقد الادبى و ارساء نظريات غريبة عن كيفية النقد الادبى و كيف تنقد و منهم تاخذ صك المعرفة او صك الغفران لمزاولة مهنة النقد الادبى بشكلها المشوه هذا و هى فى نفس الوقت سلاح مهم جدا لسلخ الكتاب الغير معترفين بامثال هؤلاء من خلال اسقاط روايته او قصته فى براثن نقدهم الترللى التى لا تغنى و لا تسمن من جوع, و اصبح لدينا تابو جديد و دين جديد على الراغب فى دخول هذا الدين ان يعترف بالتبعية و بالعلم لهؤلاء الكهنوتية الذين افتعلوا علم معقد بدون الداعى الى ذلك و ربنا يتولانا برحمته.

الاديب فى فخ النقد الكهنوتى

طبعا كل الكتاب الذين ارتضوا هؤلاء ان يكونوا كهنتهم سقطوا فى فخ التخريب و العمل الادبى المشوه بدرجة امتياز لانهم تخلوا عن موهبتهم من اجل الرقص على مسطرة النظريات الادبية المتآمرة على اى اديب او شاعر و اصبحت هناك تصنيفات و تفريعات و مواسير و مجارى و حوارى لكل عمل ادبى و ربنا يغفر لنا و لا يسامحهم .
و اصبح الكاتب يعلم جيدا ان هناك ناقد حاقد مسلط على عنقه يترصده بمرصاد الكلمات المفزعة و التى هى فى حقيقة امرها جوفاء على وزن التشىء و التمظهر و المحايثة و التموضع و يجد ان قصته او عمله الادبى سقط فى فخ المصطلحات الرنانة التى لا يفهمها احد و لكنها تعطى الانطباع الدائم بالسلبية و العجز الكلى عن الفهم.

الذئب عندما يدعى انه حمل وديع

تجد صنف من الشعراء و الادباء ادعوا انهم كذلك و هم فى حقيقة الامر احترفوا حرفة النقد الادبى المقولب و المعلب و من ثم بداوا فى انتاج اعمال ادبية مشوهة لا يفهموها هم اولا فلا يفهمها الجمهور القارىء و يشعر بالنفور حيالها و صنف أخر من الادباء و الشعراء يبنى رسالة فى عمله الادبى او الشعرى من اجل تحسين جودة عمله الادبى حتى يتسنى له الحصول على شهادة الايزو!!
فاصبحت هناك رسائل سخيفة و واضحة و مباشرة و فجة و مبتذلة تهين فهم القارىء و تستخف بعقولنا المريضة اصلا, انا اتخيل ان بعض الكتاب يجلسون و هم يضعون امامهم قوالب العمل الدبى و من ثم يبدأوا فى صب اعمالهم الادبية فى هذه القوالب و ينتظرونها حتى تنضج و من ثم يقدمونها للنقاد الذين بيديهم الخير كله فيمنحون ذلك جائزة تشجيعية و ذاك جائزة تنويرية و الاخر جائزة سفسطائية و لله الامر من قبل و من بعد

خاتمة

من السهل ان تكون ناقد ادبى تطلع بوز من تنتقده و تتعالى عليه بمخزون مصطلحات مشوه تحفظه و تستمتع بعجز المستمعين اليك مرجئا ذلك لقلة علمهم و غزارة تفاهتك و لكن من الصعب جدا ان تكون كاتب قادر على ان تسد اذنيك عن هؤلاء المتحذلقين و لا تنجرف الى تيار العبودية التى تسحر البعض بكهنوت هؤلاء المدعين الذين افسر فذلكتهم الأدبية على انها قصر ديل و ليس اكثر و اما انا فقررت انا لا التفت الى ما يقولون و لا اولى اهتمام لهم و اعلنت الحرب عليهم بدون ان يتم دعوتى لهذه الحرب اساسا حتى لا اتحول فى يوم من الايام لوغد مسئول عن بنك مصطلحات فاسدة مثل اكياس الدم الفاسدة

مقالات أدبية: و لا عزاء لموت الأدب العربى بقلم/ مروان محمد


 
إن موت الأدب العربى فى بلادنا العربية ليست قضية مستحدثة و ليست رهن اللحظة و لكن الأدب العربى قرر الانتحار منذ عقود طويلة بدءا من العهد الستينى الذى وأد نمو الأدب العربى حتى احتضرت أخيرا فى ذلك العهد الحالى و ما نراه الأن على ساحة الأدب العربى هو سكرات الموت و صحوة ما قبل الموت أن جاز هذا التعبير , تباعيات و تداعيات طبيعية لموت الأدب العربى فلا عزاء للأدب العربى فى موته الحالى الغير مشرف على الأطلاق.

 يتصور الكثيرون أن موت الأدب العربى مرتهن بظهور الفضائيات و نمو العصر المعلوماتى المرئى و لكن الغرب أبو التكنولوجيا الرقمية و مخترعها لازال يكن الكثير من التقدير و الاحترام لقيمة الكتاب و لازال يعلى من شأن أدبه الغربى و الكتاب و لكننا فى أوطاننا العربية التى تزخر بكل عجائب الدنيا التى تعدت العجائب السبعة إلى عجائب لا منتهية الحصر فأن الأدب العربى قدم استقالته و قرر الانتحار بدون شرف أو احتفاليه تليق بموته و لا يجب أن نرجع ذلك لقصور فى جمهور القارئين و لا تغريب الكتاب فى كتابتهم و لا ضياع المعنى و اضمحلال المضمون فى ظل ظهور الشكل و لا كل تلك السفسطة النقدية العربية التى هى إفراز سىء لموت الأدب العربى و مسببات انقطاع التواصل بين الحركة الأدبية العربية و جمهور القراء, هى ليست نتيجة لتراكمات لنقد سفسطائى جدلى افتعله جمهور النقاد و بعض الأدباء ذات الأدب القزمى مسطح النشأة و التكوين الأدبى و لكن لمسببات أعمق و أكثر تعايشا مع أرض الواقع فى ظل سيطرة نظرية الفشل الإبداعى على كافة نواحى حياتنا العربية التى برعت أنظمتنا العربية فى إنتاجها و هى التى من الممكن أن أن نحيل إليها كل أسباب الفشل و موت الأدب العربى

 يمكنك أن تدرك إن آخر تواصل لجمهور القراء مع الأدب العربى يقف عند حد عناوين رئيسية أخذت حظها فى الظهور و تجمدت و تجمد معها جمهور القراء و أصبحت بضاعة أدبية مستهلكة على صفحات الكتب كانت لها الحظ من الرواج حتى انقضت و ذهبت ريحها فى هذين العقدين الأخيرين و انقطعت معرفة الجمهور مع أجيال الأدباء الذين ظهروا بعد الجيل الأدبى الأول أمثال يوسف أدريس و أحسان عبد القدوس و توفيق الحكيم و نجيب محفوظ و غيرهم مما لا تسعهم الذاكرة و تحولوا فى أدبنا العربى إلى تابوه مقدس فقد شرعيته من الداخل و تآكل حتى أنصرف عنه أيضا جمهور القراء و قرر أدباء العصر الستينى و السبعينى و الثمانينى و التسعينى و الألفينى الآن المضى قدما فى عالم موازى لعالم الواقع العربى غير مكترثين لهذا الانقطاع فى التواصل فى ظل هيمنة ثقافة الفشل الإبداعى و التحطيم الإبداعى و كسر الأرجل و شنق المواهب و إخضاع العملية الأدبية لحسابات المحسوبية و الوثب فوق روؤس الإبداع الحقيقية لتحقيق مكاسب براجماتية خالية من أى قشرة أدبية حقيقية فظهر أقزام الأدب كما أطلق عليهم الكاتب الراحل محمد مستجاب و ظهر محمد حافظ رجب ليطلق صيحة نحن جيل بلا أساتذة و أقول نحن تحولنا إلى أبناء غير شرعين للأدب و كأننا جيل سفاح قبل هيمنة سياسة الفشل و التعجيز التى اطلقتها الأنظمة العربية المعاصرة و قبلنا بسيادة طبقة الفاشلين فى ظل ضمور أى فكرة تنويرية فخرجت كتابات تترجم فعل العمل الأدبى لمجرد أرقام مبيعات و كتابات مطروحة فى السوق تروج لمبدأ خالف تعرف فظهر على سطح الحركة الأدبية أعمال وليمة لاعشاب البحر لحيدر حيدر ذلك الكاتب السورى لتحدث فرقعة أدبية أفرغت من المضمون فى ظل اللعب على منشتات الصحف الصفراء و اللعب على خبر الرجل الذى عض الكلب فى مقابل أنزواء خبر لماذا عض الكلب الرجل؟ و ظهر أحمد الشهاوى يطرح كتابة صفراء أسماها الوصايا العشر فى عشق النساء مضمنا لمحتواه الأدبى الذى هو مفرغ من كل معنى أدبى فى ظل صب سياقات قرآنية و أحاديث نبوية و اللعب على موضة الفرقعات الأدبية و الشهرة السطحية فتحول الكتاب بذلك إلى شرائط كاسيت تخدم على موسم طرحها و تتآكل بعد نزول شريط آخر يخدم على الموسم القادم و حسبنا ذلك من الشهرة و العمل الأدبى و ظهرت كتابات أدبية تروج لفكرة البورنو بدون توظيف و لكن من أجل اللعب على مبدأ الكتابات الصفراء و عطش الجمهور الحالى لثقافة الفشل المهيمنة فخرجت روايات أحلام محرمة و أبناء الرومانسية لتحدث قدر من الفرقعة المزعومة بغرض ترجمة الحدث إلى أرقام تضاف فى خانة المبيعات و هكذا دواليك و نتيجة للاوضاع الاقتصادية الخائبة و الانتحار السياسى فى أنظمتنا العربية و شيخوخة الأنظمة و تركيعها أمام الضغوط الغربية فمن الطبيعى أن ينصرف الجمهور عن إفرازات أدبية مرتهنة بأوضاع تنحو نحو ثقافة الأموات, ثقافة أكلتها الفئران و لكن من يتابعها لا يعرف أن الفأر أنما يأكل فى رأسه هو قبل أن ياكل أوراق أعماله !!

 و مع ظهور حركة الإبداع الظهورى فى عالم الأدب العربى أمثال محمد المغربى و انتشار سيرته الذاتية الخبز الحافى فلا يمكن أن ندعى أكثر من ذلك أن الأدب العربى يمر بأزمة و أكثر وصف ينطبق على حالة الإبداع الأدبى فى عالمنا العربى هو موت الأدب العربى و لكن هناك صحوات أدبية لمرحلة ما بعد موت الثقافة العربية مثل عمل مريد البرغوثى فى كتابه الرائع " رأيت رام الله " و أعمال ابراهيم أصلان و يوسف القعيد و إبراهيم عبد المجيد و فؤاد حداد و السيد حجاب و بعض أعمال عبد الرحمن الابنودى الذى أطلق عليه قلم السلطة المتحلل و المهضموين حقهم أمثال أمل دنقل و غيرهم مما لا تسعهم الذاكرة للحصر و القطيعة المعرفية بين جمهور المتلقى و بين جمهور الأدباء نتيجة للغلاء المعيشى و انتهازية الأسعار فى ظل تدنى الأجور لدى المواطن العربى و تأتى مكتبة الأسرة كخير دليل على تعطش جمهور القراء للمعرفة الأدبية و غيرها من خلال معقولية الأسعار فى ظل أعداد طيبة من سلاسل مكتبة الأسرة المختلفة و قد كانت هذه حسنة سوزان مبارك الوحيدة, أذن فنحن بحاجة إلى ترشيد أسعار الكتب و رفع هيكل أجور المواطنين و البعد عن تذويب أذهان المواطنين فى قضايا زائفة مثل تسخين الموقد لشوى قضية فلسطين و العراق و قضايا الكرة المصرية و سفاحين مصر الذين يظهرون بين الفينة و الأخرى و عراقيل التعليم المصرى التى تستنزف موارد الأسر المصرية و استنزاف لطاقة العقول    و طرح محتويات فنية فى السوق تسلب إرادة المواطنين الاحترام للذات و تفعيل دورهم كآدمين فى الحياة و أيضا هناك آفة اللعب على صحة المواطنين و تنشيط دور النهب و الاحتيال على المواطنين بالتلويح بورقة رفع أسعار الأدوية و نضوبها فى سوق الصحة العربى و إعطاء الفرصة كاملة لعالم الفضائيات الذى يغازل إرهاصات محطمة لدى عقول مواطنين أرهقتهم لعبة تلك الأنظمة الحاكمة و هى كلها مشاكل حلها خارجة عن سيطرة الأدباء و جمهور القراء و تبقى الكرة فى ملعب الأنظمة العربية المتعفنة و تسويقهم لثقافة الفشل و وأد الإبداع و ذلك لتعطيل فرص تشغيل الدماغ مما يعنى استفاقة المواطنين العرب على حقيقة الوضع المتعفن لتلك الأنظمة الفاشستية النازية التى أكلها الزمن و بال عليها.

مقالات دينية: الحكم في الإسلام بقلم \ محمد عزوز



  (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) 144 ) سورة آل عمران

قال البخاري : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن عقيل عن ابن شهاب ، أخبرني أبو سلمة ، أن عائشة ، رضي الله عنها ، أخبرته أن أبا بكر ، رضي الله عنه ، أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد ، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 129 ] وهو مغشى بثوب حبرة ، فكشف عن وجهه [ صلى الله عليه وسلم ] ثم أكب عليه وقبله وبكى ، ثم قال : بأبي أنت وأمي . والله لا يجمع الله

عليك موتتين ، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها . 



وخرج أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – وقال : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت

هكذا ينظر الإسلام إلى الدولة فإن الدولة في الإسلام دولة مؤسسات لا دولة أفراد ولو كان الفرد هو من هو وهذا القول التاريخي المدوي عبر التاريخ الذي قاله الله تبارك وتعالى في كتابه يتلى إلى يوم القيامة وفسرها أبو بكر الصديق ومن قبله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين جاءته امرأة وقالت له إن جئت ولم أجدك كي أسأل ماذا أفعل قال لها تجدين أبا بكر إشارة منه صلى الله عليه وسلم أن الأمر لايتوقف بزوال الفرد فديننا لا يعتمد على أفراد وكذلك دولتنا لا تعتمد على الأفراد ومن هذا المنطلق نقول لليبراليين في كل مكان وزمان اسمع وتفكر وتعرف على الفرق ثم اعط لنفسك فرصة للحكم وتحكيم العقل والمنطق

قبل الثورة الفرنسية لم تكن أوروبا تدرك الفوارق بين شخص الحاكم والنظام السياسي للدولة.. حيث كان الملك أو الأمير يفعل ببلاده ورعاياه ما يحلو له دون معقب..  وكانت الكنيسة طليقة النفوذ في كل الممالك.. ينفذ أمرها في حق الملوك والرعايا على حدٍ سواء. 

وحين أعلنت الثورة الفرنسية مبادئها وبدأت في محاولاتها لتغيير النظم السياسية في كل أوروبا.. وقالوا اشنقوا آخر إقطاعي بأمعاء آخر قسيس.. فنشأت بعدها النظم الجمهورية وتروضت الممالك الأوروبية لتهذب من تسلطها وتصبح ملكية دستورية وعرفوا في معظم دول أوروبا ما أسموه المؤسسات الحاكمة ونظم وأساليب الحكم .. وقلصوا من نفوذ البابا والكنيسة. 

وقد ظنوا- كما يظن كثيرٌ من العلمانيين في بلادنا- أنهم أول من عرفوا هذه المفاهيم وراحوا يصدرونها لشعوبٍ افترضوا سلفاً أنها أقل منهم رقيا وفهماً..  وتوافدت عليها البعثات التعليمية من بلاد الشرق ليجدوا في دهماء طلابها من يروجون لهذه المزاعم..  ويكونّون رأس الحربة للتبشير بالاستعمار. 

وحين دست أوروبا أنفها في بلادنا باسم الاستعمار- فرنسياً كان أو بريطانياً - وهم يطنطنون حول العلمانية وجمالها وضرورة الفصل التام بين الدولة والسياسة من ناحية..  وبين الدين والعبادة..  وجدوا من ببغاواتنا من يكرر على أسماعنا إلى اليوم هذه الترهات دون أدنى تقدير للفوارق الكثيرة بين شريعة الإسلام والديانة المسيحية. 

 واعتبروا أن سلطة الكنيسة في أوروبا القرون الوسطى هي أخت علماء الإسلام وخلفاء الدولة الإسلامية.. وشنوا الحرب على كل من يدعو للإسلام وشبهوا دعاتنا المدنيين بأساقفة أوروبا.. مع أن القارئ لتاريخ أوروبا يعرف ما كان من استبداد الملوك عموما ً.. ورجال الدين على وجه الخصوص. 

 فقد كان للبابا في أوروبا نفوذه المذل لكل الملوك.. حتى أنه كان يعاقب الملوك، فقد عوقب ملك ألمانيا بالحج سيرا على الأقدام حافيا حاسر الرأس.. وقضوا عقودا ً عديدة منذ القرن الماضي وحتى اليوم يكررون على مسامعنا ومعهم جوقة من صنائعهم في بلادنا عيوب الدولة الدينية، وفداحة حكم رجال الدين – كما يسمونهم- واضعين كل تاريخهم المخزي وتعصبهم وجهلهم كخلفية لأحوالنا..  متصورين أنهم يعالجون بلادنا نحن من خطاياهم هم.

 ليس ذلك في النظم السياسية فحسب.. بل وفي الموقف من المرأة ومن العلم ومن كل مخالف لهم في دين أو مذهب أو لون.. مع أن الإسلام وتاريخه براء من كل أفعالهم الشنيعة وماضيهم الملوث..  ذلك أن الخطاب الإسلامي منذ الأيام الأولى للتشريع وهو يربي المسلمين على الفهم المؤسساتي للدين والدولة كنسقٍ واحد متمازج.

فالخطاب الإسلامي الذي بيّن العقيدة الصحيحة ودلهم على التوحيد.. هو نفسه الذي تناول أحكام العبادات .

 فتراه يتحدث عن تارك الصلاة وحبسه ثلاثة أيام حتى يصلي وإلا قتل حداً.. أما إذا جحدها فيقتل ردةً.

 كما يتحدث في الصيام عن ثبوت رؤية الهلال ونظامه وعن تأديب المجاهر بالفطر وتقدير زكاة الفطر .

ويتحدث عن مصارف الزكاة ونصابها ووجوب مقاتلة الممتنع عنها.

ناهيك عن أحكام القضاء: كالشهادة وثبوت البينة والحدود والكفارات والديات والنكاح والطلاق والنفقات واللعان، والحسبة، والجهاد.

 وكلها أحكام لا تقوم إلا في وجود نظام يحكم بالإسلام في العقيدة والعبادة.. كما في سائر الأحكام.

 فالدولة إذاً هي حتمية فقهية تشريعية لازمة لإتمام أخص العبادات.

وللقرآن الكريم آياته البينات في الاقتصاد والاجتماع والمعاملات..  بل والعلاقات الدولية وكلها بآيات قطعية الثبوت.

 فكيف يقصي المسلم جزء ً كبيراً من كتابه المقدس.. وأين تقام هذه الأحكام إذاً إن لم تضعها دولة ما بما يليق بها من تصديق وانصياع المؤمنين بها موضع التطبيق في حياة عملية ؟

ومثلما وضع البشر نظريات في الاقتصاد والسياسة.. ثم وجدت هذه الأفكار من يناضل لكي يطبقها في حياة البشر .. حتى صارت لهذه النظريات أنظمة حكم على الأرض.

 فمن باب أولى ينبغي لأحكام السماء أن  تجد من يجاهد لإقامتها إن الزعم بانتهاء الحاجة للدولة الإسلامية معناه إسقاط كل هذه الآيات  - حاشا لله – التي تنظم المعاملات والحدود والجهاد والسياسة والاجتماع وغيرها كثير.

 وهذا بدوره يعني تفريغ الإسلام من معظم أحكامه العملية .. وهو إسهام عمدي أو غير عمدي في الحرب على الإسلام.

ودولة الإسلام التي يتخوفون من وجودها..  دولة مؤسسات كأرقى وأعظم ما تكون .. ولا أثر في نظامها السياسي لما يسمى بالثيوقراطية:

فالحاكم تختاره الأمة – وقد جرت تطبيقات السلف الصالح على أكثر من نظام انتخابي .. لئلا يكون للناس حجةً علينا.. ثم يحكم وفق شريعة مدونة محفوظة بما فيها من نصوص وشروح وتفاسير بحسب معطيات متفق عليها حال كونها أسباب النزول في نظام بديع ودقيق يعرفه أهل أصول الفقه.

والحاكم لا يعلو على بقية أفراد الأمة في شيء ولا يتميز عنهم بمزية.. فهو مخاطب شرعاً بكل الأوامر والنواهي التي يكلف بها المؤمنون.

 بل الأعباء والأحكام أشد عليه مما هي على الناس إذ هو المخاطب بآيات الحاكمية والشورى والجهاد وقد وعى التاريخ مشاهد وقوف الخلفاء إلى جوار العامة أمام القضاء .. بل إلى جوار يهودي.

فقد جاء في سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه اختصم مع يهودي في درع ضاع منه ورآه بيد اليهودي واحتكما إلى القاضي المسلم.

 فسأل القاضي أمير المؤمنين عن بينة هذا الدرع.. فلما لم يجد سوى شهادة ولده قضى لصالح اليهودي فأخذ الدرع بحكمالقاضي المسلم.

 كما حكت لنا كتب السير كيف راجعت امرأة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال: "أصابت امرأة .. وأخطأ عمر "

وليس لرأي الحاكم أي مزية على غيره ما لم يرتكز على قال الله.. قال الرسول وهو أشد افتقاراً لأهل الرأي - إن كان تقياً- من احتياجهم إليه.

 ثم تطبق الأحكام على الناس سواسية بلا فرق بين ابن وزير وابن فقير والناس حين يقبلون على حكم الله يعرفون أنه يطبق عليهم بضوابط وشروط معينة.. فتستسلم لها أفئدتهم وقد قال تعالى:

" فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً "(النساء:65).

علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أنه لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها".

 فهانت بعدها كل فاطمة.. ورفضت شفاعة حب رسول الله في حدٍ من الحدود، وصار للعدل آيات وأحكام وشواهد نفاخر بها الأمم على مرّ الزمان.

وليس هذا من إشراقات النبوة وخصوصياتها ولا من بركات الخلافة الراشدة فحسب .. بل تكرر في الأمة على فترات متباعدة ما بين القرن الثالث الهجري وحتى القرن الثاني عشر الهجري.. وفي أماكن متفرقة ما بين بلاد ما وراء النهر شرقا والمغرب الأقصى غربا.. وذلك لأنها مستمدة من منهج محفوظ " لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ".

وقد استفاضت عليه الشروح والتفاسير فلا يزال الحكام ينهلون منه كلما أرادوا بأنفسهم وأمتهم رشداً..  فعرفت الأمة عبر عمرها المديد أمثال عمر بن عبد العزيز وصلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز ويوسف بن تاشفين، ومحمد بن عبد الوهاب، وغيرهم كثيرون..

فليس للناس إذاً من أعذار إن هم أخذوا بشرائع أعدائهم وتركوا منهاجهم الرشيد والله يقول لنا في القرآن: 

" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " المائدة

مقالات دينية: لماذا لا نعطى شيوخنا و رجال الدين المسلمين الوقار و التبجيل الذى يستحقونه؟ بقلم : عماد الدين منسي





 الجمعه 6/5/2011

مع الاعتذار للآخوه المسيحيين أصدقائي والذين اعتز بهم وبصداقتهم ..اكتب هذه الكلمات لكل مسلم علي ظهر االبسيطه وفي مصرنا الغاليه علي وجه الخصوص متسائلا ... لماذا لايعطي الواحد منا الاحترام والوقار والتبجيل المستحق لأي رجل دين مسلم مهما كانت وظيفته ودرجته؟ . فمن الملاحظ أن رجل الدين المسلم لايلقي الوقار والاحترام والتبجيل مثلما يلقاه رجل الدين المسيحي من المسيحيين انفسهم... نحن هنا لانعد مقارنه بين الديانتين او بين الوقار والتبجيل الذي يلقاه رجل االدين هنا أو هناك ..ولكن هذا االموضوع ظل عالقا بذهني عدة سنوات اريد أن اطرحه للنقاش بين جميع الاصدقاء المسلمين واي صديق مسيحي .. يري له وجهة نظر خاصه في هذا الموضوع .. نريد ان نعيد لرجل الدين المسلم هيبته ووقاره .. فلم يعد يحتفظ احد بوقاره من كل رجالات الدين المسلمين سوي االشيخ فضل او الشخ عبدالفتاح .. شيخ الكتاب في قري ونجوع مصر ... هذا الرجل الذي يعلم النشء من 3سنوات الي 6 سنوات اصول الدين ويحفظه القرأن .. اما رجالات الدين في المعاهد الازهريه بجميع درجاتها الابتدائيه والاعداديه والازهريه فلم يعد يعيرهم التلاميذ اي اهتمام او وقار او تبجيل .. ومن السهل ان تجد اي كوميديان في مصر يطلق النكات علي رجل الدين المسلم او المأذون وهو رجل دين ايضا دون ان يزجره من يستمع له .. فالنكت لاتشتمل الاعلي رجل الدين المسلم .. فلماذا يخاف مطلقي النكات من اطلاقها علي رجل الدين المسيحي مثلما يطلقونها علي رجل الدين المسلم ؟ اعتذر لجميع الاخوه المسلمين لطرحي هذا التساؤل .. لان منهم من سيهاجمني ... وهم يعلمون صحة ماأتحدث عنه !!!ولكن فضولي يجعلني اريد معرفة اراء اصدقائي القراء حول هذا الموضوع ... وسنتقابل في النهايه لنشرح ونفند جميع الاراء ..فللحديث بقيه ان كان في العمر بقيه

مقالات دينية: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ؟ بقلم \ محمد عزوز

 
كادت عقوبات الحدود الشرعية تلتهم مفهوم "تطبيق الشريعة"، لكثرة ما ألح الكثيرون-من مؤيدين ومعارضين- على الحدود، وحجم النقاشات التي دارت حولها، ومدى صلاحيتها والفوارق بينها وبين القوانين الوضعية إلى غير ذلك ، بحجة أن هذه الحدود مخالفة لحقوق الإنسان التي ابتدعوها، لاسيما وأن احترام حقوق الإنسان مقررة قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، فهي مقررة بتقرير الله سبحانه وتعالى لها، ليست وليدة ثورة أو انقلابات سياسية فقد قال الله تعالى: ﴿ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا﴾ [الإسراء: 70], وقال رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»صحيحالبخاري, وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ؟كما أن مبادئ حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية السمحة، ووفق المفهوم الإلهي لهذه الحقوق وهو ذلك المفهوم الذي يقوم على أسس الدين والأخلاق لا الفردية المطلقة غير المنضبطة. كانت العقوبة من الأمور التي رافقت الإنسان منذ وجوده وأصبحت مغروسة في فطرته التي تؤكد على مبدأ الثواب والعقاب، فالعمل الحسن يقابل بمقابل أو جزاء حسن والعمل السيئ يقابل بمقابل أو جزاء سيئ.وعلى هذا الأساس فإن مبدأ العقوبة موجود في كل مراحل الوجود الإنساني، سواء كان الذي أقرها دين سماوي أو فلسفة وضعية أو قانون بشري، فالكل أجمع على ضرورة وحتمية مبدأ العقوبة.ولذلك كانت الآية القرآنية الكريمة: [ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب] تعبيرًا عن هذه الحتمية والضرورة.وإذا كانت العقوبة، في القانون الوضعي، قدر مقصود من الألم يقرره المجتمع ممثلاً بمشرّعه ليوقع كرهاً على من يرتكب جريمة في القانون، بمقتضى حكم يصدره القضاء، إلا أن هذا التعريف القانوني الوضعي لم يحدد بدقة مقدار ذلك الألم، كما أن قدر الألم المذكور قد لا يشمل عقوبة إزهاق الروح (الإعدام).لكن هذا الخلل تستدركه الشريعة الإسلامية بتقريرها جزاء في حق كل من يخالف أحكامها، أو يعين آخر على مخالفة تلك الأحكام، وتختلف طبيعة ذلك الجزاء باختلاف درجة الجرم.فالشريعة تعرّف العقوبة بأنها (الجزاء المقرر لمصلحة الجماعة على عصيان أمر الشارع والمقصود من فرض عقوبة على عصيان أمر الشارع هو إصلاح حال البشر وحمايتهم من المفاسد).وبالتالي حافظت الشريعة على التوازن الذي يجب أن تقوم عليه العقوبة من خلال حفظها للنسبة بين الجرم والجزاء وهذا ما لم تلتفت إليه القوانين الوضعية.إن من العيوب الأساسية للقوانين الوضعية هو أنها تشرّع لأجل حفظ النظام الحاكم في البلاد، ولذلك نجد أن العقوبات المقررة لبعض ما ينال من النظام الحاكم لا تتناسب مع ما يقترفه الإنسان، فهي تبالغ في العقوبة ولا تحقق التوازن، فبعض الدول تعاقب بالإعدام كل من ينال شخص قائد البلد ولو بكلمة واحدة، وهذا الجزاء لا يتناسب أبداً مع الجرم الذي قرر له، فشخص ذلك القائد لا يرتبط مع الحق بحيث يكون النيل منه نيلاً من الحق ولذلك يجب أن تحفظ هذه النسبة في العقوبات.والمفترض أن العقوبة تشّرع من أجل حفظ وحماية واحترام حياة الإنسان، وممتلكاته، وعرضه، أما أن يتم ترك الإنسان الذي يتعرض لهذه الأمور دون أن ينال العقوبة كما في كثير من البلاد التي تحكم بالقوانين الوضعية، فإن في ذلك إجحافاً في حقوق الناس وتشجيعاً للجناة على ارتكاب الجرائم.والمفترض أن تكون الوظيفة الأساسية للعقوبة هي تحقيق الردع العام للعقوبة بإنذار الجماعة بشرها إذا ما ارتكب أحد أفرادها فعلاً يعد جريمة، أو بمثل العقوبة التي تصدر ضد الجاني إذا ارتكب فعلاً مجرماً وتثبت مسؤوليته، فوظيفة العقوبة هنا إذن تهديدية موضوعها نفسية أفراد المجتمع، ولا سيما أولئك الذين تتوافر لديهم دوافع إجرامية، ويساعد على تخفيف حدة هذه الوظيفة إحساس الأفراد بأن يد العدالة ستلاحقهم، وأن عقوبة ما ستوقع بهم حتماً إذا ما وقعوا في هاوية الجريمةكما أنه من الضروري أن تحقق العقوبة الردع الخاص فيما يتركه ألمها من أثر نفسي في المحكوم عليه يحول بينه وبين العودة إلى الإجرام مرة ثانية.لكن الملاحظ أن البشر يتحايلون على القوانين الوضعية ويغشون ويدلسون لضمان الهروب منها وعدم تطبيقها عليهم، رغم إتيانهم للجرم المجرم قانونًا والذي يحتوي على الإضرار بالفرد والمجتمع، بينما من الصعب التحايل على أحكام الشريعة لوجود الردع والزجر الداخلي للفرد تجاه الحكم الرباني.ومما تهدف إليه العقوبة إصلاح الجاني، لا الانتقام والتشفي منه، فالمجرم إذا شعر بالألم وأحس به فإنه سيشعر حتماً بمقدار ما تسبب به للآخرين من الألم فيمتنع عن إيلام غيره، وفي كثير من أحكام القانون الوضعي عدم مراعاة لظروف المتهم الذي ربما شعر بالظلم فتمرد أكثر، وبالتالي تكون العقوبة غير مجدية وغير مؤثرة.إن من مقاصد الشريعة حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ النسل، وحفظ المال، وحفظ العقل، وفي كثير من الأحيان لا تحقق القوانين الوضعية هذه المقاصد.والشريعة الإسلامية تختلف عن غيرها في طريقة التجريم فهي لا تضع الإجراءات الاعتباطية في طريقة تجريم الإنسان كما فعلت القوانين الوضعية، وإنما كانت أحرص على تبرئة ساحة المتهم قبل أن يدان بالجرم الذي اتهم فيه، إعمالاً لقاعدة العدل الكبرى: (ادرؤوا الحدود بالشبهات)، و(ادرؤوا الحد عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجاً فخلّوا سبيله، فإن الإمام لئن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة ( والعقوبة في الإسلام مقررة لفرض عقوبة على عصيان أمر الشارع، واعتبار ذلك إصلاحًا لحال البشر وحمايتهم من المفاسد، واستنقاذهم من الجهالة، وإرشادهم من الضلالة، وكفهم عن المعاصي وبعثهم على الطاعةفالعقاب إذن في الشريعة هو لإصلاح الفرد، ولحماية المجتمع وصيانة نظامه من الانهدام، أما القانون الوضعي فهو لا يرى إلا بعين واحدة.وتختلف فلسفة العقوبة في الشريعة عن نظيراتها في القوانين الوضعية في أن القوانين الوضعية تقوم على أساس الجزاء الدنيوي فحسب، أما الجزاء في الشريعة فإنه إنما يكون في الدنيا والآخرة كذلك، بل يعد الجزاء الأخروي الجزاء الأعظم أثراً في طبيعته من الجزاء الدنيوي، وهذا يشجع الإنسان على طاعة أحكام الشريعة ، وخصوصاً إذا عرف أن العذاب الأخروي هو من الأمور المهولة، فمن لا يرتدع رغبة منه في طاعة أحكام الشريعة فإن الأحكام الإسلامية الخاصة بالعقوبة الأخروية قد أعدت لأن يطيع الإنسان رهبة.وقد سبقت الشريعة الإسلامية أفكار المدارس الجنائية التي سعت لتحديد أغراض العقوبة وأساليب تطبيقها، وحيث أن الخالق العظيم هو من خلق الإنسان ويعرف تكوينه فهو الأقدر على أن يقرر العقوبة الملائمة لصالح البشرية، فهو سبحانه أقدر على تحقيق العدل من خلال شريعته السمحاء، والعدل اسم من أسماء الله الحسنى، وهو يأمر عباده بتحقيق العدل، فيقول تعالى: }إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ{والعقوبة في الشريعة تمثل رد فعل المجتمع تجاه العدوان الذي وقع عليه، وحيث تعيد العقوبة التوازن إلى ميزان الحقوق والواجبات في المجتمع، تحقق في نفس الوقت العدالة وتمنع ردود الفعل العشوائية الانتقامية تجاه الجاني على نحو قد يتجاوز كثيراً من الضرر الذي لحق بالمجني عليه.وتؤيد الأحاديث الشريفة فكرة تحقيق العدالة لاسيما حديث المرأة المخزومية، وهي التي توسط أسامة لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم توقيع حد السرقة عليها فقال له الرسول الكريم " أتشفع في حد من حدود الله " ثم خطب في الناس قائلاً " إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد, وأيم الله لو أن قاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".إن العدالة تتحقق عندما يتساوى الناس في العقاب أمام نفس الجريمة ولهذا حرص الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقرر قطع يد ابنته إذا سرقت وذلك يبين أنه لا فرق بين بنت الرسول وغيرها من الناس.إن بعض الناس يتصورون أن بعض العقوبات قاسية من جهة أن الأفضل مثلاً في القاتل أن يسجن أو تؤخذ منه الدية لا أن يقتل، لكن هذه المزاعم غير تامة، فإن الإنسان إذا علم أن جزاء القتل هو السجن والغرامة، لا القصاص بالمثل، فإنه عادة لا يعدل عن الجريمة، وخاصة إذا كان قادراً على التحايل والتلاعب بالقانون، من خلال دفع الرشوة، واتخاذ المحامي بالباطل، وتخفيف مدة العقوبة وغير ذلك

مقالات دينية: يرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ الله بقلم \ محمد عزوز







يتهجم المنصرون والمستشرقون وجهلة اللغة العربية على بعض الصور النحوية أو البلاغية التى لا يفهمونها فى القرآن الكريم ، سواء أكان هذا عن عمد أم عن جهل، فهو نفس حال    الذى يريد أن يخبأ نور الشمس بمنديل يمسكه فى يديه.   رفع المعطوف على المنصوب: 
سؤال يقول : جاء في سورة المائدة 5: 69 (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17.الجواب :  لو كان في الجملة اسم موصول واحد لحق لك أن تنكر ذلك ، لكن لا يلزم للاسم الموصول الثاني أن يكون تابعا لإنَّ. فالواو هنا استئنافية من باب إضافة الجُملة للجملة ، وليست عطفا على الجملة الأولى.لذلك رُفِعَ ( والصابئون ) للإستئناف ( اسم مبتدأ ) وخبره محذوف تقديره والصابئون كذلك أى فى حكمهم. والفائدة من عدم عطفهم على مَن قبلهم هو أن الصابئين أشد الفرق المذكورين فى هذه الآية ضلالاً ، فكأنه قيل: كل هؤلاء الفرق إن آمنوا وعملوا الصالحات قَبِلَ اللهُ تَوْبتهم وأزال ذنبهم ، حتى الصابئون فإنهم إن آمنوا كانوا أيضاً كذلك.و هذا التعبير ليس غريبا في اللغة العربية، بل هو مستعمل فيها كقول بشر بن أبي خازم الأسدي الذي قال  :إذا جزت نواصي آل بدر فأدوها وأسرى في الوثاق *** وإلا فاعلموا أنــا وأنـتم بغـاة ، ما بقـينا في شـقاقوالشاهد في البيت الثاني ، حيث ( أن ) حرف مشبه بالفعل، ( نا ) اسمها في محل نصب، و( أنتم ) الواو عاطفة وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وبغاة خبر أن ( أو أنتم ) مرفوع، والخبر الثاني محذوف، وكان يمكن أن يقول فاعلموا أنا بغاة وأنتم بغاة، لكنه عطف مع التقديم وحذف الخبر ، تنبيها على أن المخاطبين أكثر اتصافا بالبغي من قومه هو ، فقدم ذكرهم قبل إتمام الخبر لئلا يدخل قومه في البغي ــ وهم الأقل فيه ــ قبل الآخرين و نظيره أيضا الشاهد المشهور لضابئ  بن الحارث البرجمي  :فمن يك أمسى في المدينة رحله ***  فإني وقـيار بها لغريبوقيار هو جمله ، معطوف على اسم إن منصوب بهاأراد ان يقول : إني بها لغريب ، وقيار كذلك غريبومثله أيضا قول قيس بن الخطيم: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضِ والرأي مختلفوقيل فيه أيضاً: إنَّ لفظ إنَّ ينصب المبتدأ لفظا ويبقى مرفوعا محلا، فيصح لغة أن تكون ( والصابئون ) معطوفة على محل اسم إن سواء كان ذلك قبل مجيء الخبر أو بعده ، أو هي معطوفة على المضمر في ( هادوا)

مقالات دينية: مناظرات إسلامية: الرأى و الرأى الأخر بقلم/ محمد السماك و محمد عزوز






فى أطار المبادرات المتعددة التى تطرحها على موقعها  إدراة موقع حروف منثورة , نقدم لكم المبادرة الثانية على الموقع و هى المناظرات الاسلامية التى تحمل الرأى والرأى الأخر ايضا و تقوم أدراة الموقع بعرض الرأيين بدون اى حذف أو تعديل او اضافة من عندها و تترك للقارىء الحرية الكاملة دون تأثير من جانبها للحكم بين كلا الرأيين و نؤكد على ان الأراء الواردة فى المقاليين تعبر عن رأى اصحابها و ما 
نحن ألا ساحة ثقافية تستمتع بالمناقشات العلمية الجادة 


نص العهد النبوي لنصارى نجران ملزم للمسلمين في كلّ مكان وزمان
بقلم/ محمد السماك

أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي

عن رابطة أدباء الشام

نصّ العهد النبوي لنصارى نجران

ملزم للمسلمين في كلّ مكان وزمان

في قراءة متأنية لنص العهد النبوي لنصارى نجران استوقفني امران شكليان. الامر الاول هو ان العهد لم يكن لنصارى نجران حصراً. انما للمسيحيين عموما. والامر الثاني هو ان الالتزام الاسلامي بنص العهد لم يكن محددا بمسلمي الفترة الزمنية التي صدر فيها، ولكنه نص ملزم لكل المسلمين في كل زمان ومكان وحتى قيام الساعة.

يؤكد الامر الاول ما ورد في مقدمة العهد حيث يقول "هذا كتاب امان من الله ورسوله، اللذين اوتوا الكتاب من النصارى، من كان منهم على دين نجران، وان على شيء من نحل النصرانية، كتبه لهم محمد بن عبدالله، رسول الله الى الناس كافة؛ ذمة لهم من الله ورسوله".

ويؤكد الامر الثاني قوله "انه عهد عهده الى المسلمين من بعده. عليهم ان يعوه ويعرفوه ويؤمنوا به ويحفظوه لهم، ليس لاحد من الولاة، ولا لذي شيعة من السلطان وغيره نقضه، ولا تعديه الى غيره، ولا حمل مؤونة من المؤمنين، سوى الشروط المشروطة في هذا الكتاب. فمن حفظه ورعاه ووفى بما فيه، فهو على العهد المستقيم والوفاء بذمة رسول الله. ومن نكثه وخالفه الى غيره وبدله فعليه وزره؛ وقد خان امان الله، ونكث عهده وعصاه، وخالف رسوله، وهو عند الله من الكاذبين".

في ضوء العهد النبوي الى المسلميين عامة، وفي ضوء الالزام النبوي بنص العهد للمسلمين عامة، وفي ضوء اعتبار من يخالفه او ينكثه او يبدله عاصياً لله ولرسوله، من المهم التوقف اولا امام بنود العهد، ومن ثم مقارنتها بواقع العلاقات الاسلامية – المسيحية وبدور المرجعيات الدينية الاسلامية في التعامل مع هذا الواقع.

ينص العهد في ما ينص عليه(1):

أولا، "ان احمي جانبهم – اي النصارى – وأذبّ عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح، حيث كانوا من جبل او واد او مغار او عمران او سهل او رمل".

ثانيا، "ان احرس دينهم وملتهم اين كانوا؛ من بر او بحر، شرقا وغرباً، بما احفظ به نفسي وخاصتي، واهل الاسلام من ملتي".

ثالثا، "ان ادخلهم في ذمتي وميثاقي واماني، من كل اذى ومكروه او مؤونة او تبعة. وان اكون من ورائهم، ذابا عنهم كل عدو يريدني واياهم بسوء، بنفسي واعواني واتباعي واهل ملتي".

رابعا، "ان اعزل عنهم الاذى في المؤن التي حملها اهل الجهاد من الغارة والخراج، الا ما طابت به انفسهم. وليس عليهم اجبار ولا اكراه على شيء من ذلك".

خامسا، "لا تغيير لأسقف عن اسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعهم، ولا ادخال شيء من بنائهم في شيء من ابنية المساجد، ولا منازل المسلمين. فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله".

سادسا، "ان لا يحمل الرهبان والاساقفة، ولا من تعبد منهم، او لبس الصوف، او توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الامصار شيئا من الجزية او الخراج...".

سابعا، "لا يجبر احد ممن كان على ملة النصرانية كرها على الاسلام. "ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن". ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم اذى المكروه حيث كانوا، واين كانوا من البلاد".

ثامنا، "ان اجرم واحد من النصارى او جنى جناية، فعلى المسلمين نصره والمنع والذب عنه والغرم عن جريرته، والدخول في الصلح بينه وبين من جنى عليه. فإما مُنّ عليه، او يفادي به".

تاسعا، "لا يرفضوا ولا يخذلوا ولا يتركوا هملا، لأني اعطيتهم عهد الله على ان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين".

عاشرا، "على المسلمين ما عليهم بالعهد الذي استوجبوا حق الذمام، والذب عن الحرمة، واستوجبوا ان يذب عنهم كل مكروه، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم، وفيما عليهم".

حادي عشر، "لهم ان احتاجوا في مرمة – ترميم - بيعهم وصوامعهم، او شيء من مصالح امورهم ودينهم، الى رفد من المسلمين وتقوية لهم على مرمتها – ترميمها -، ان يرفدوا على ذلك ويعاونوا، ولا يكون ذلك دينا عليهم، بل تقوية لهم على مصلحة دينهم ووفاء بعهد رسول الله موهبة لهم ومنة لله ورسوله عليه



رداً على محمد السماك ..... لو كان حقاً لاشتهر                                  


بقلم/ محمد عزوز

خرج لنا في مقال له بعنوان :نص العهد النبوي لنصاري نجران ملزم للمسلمين في كل زمان ومكان"محمد السمّاك"أمين عام اللجنة الوطنية (اللبنانية) للحوار الإسلامي المسيحي
ومن صيغتها شككت بها ..لانها طويلة وفيها تكلّف وجزى الله  خيرا شيخنا الفاضل الشيخ عبد الرحمن السحيم ان تبيّن لنا الحقيقة 
لا شكّ أن دِين الإسلام هو دِين العَدْل والرحمة .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرا على جيش أو سرية أوْصَاه في خاصَّتِه بتقوى الله ، ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغْزُوا باسم الله في سبيل الله ، قَاتِلوا مَن كَفَر بالله ، اغزوا ولا تَغُلُّوا ، ولا تَغْدُروا ، ولا تُمَثِّلوا ، ولا تَقْتُلوا وَليدا ، وإذا لَقيت عدوك من المشركين فادْعُهم إلى ثلاث خصال أو خلال ، فأيّتهنّ ما أجابوك فاقْبَل منهم وكُفّ عنهم :
ادْعُهم إلى الإسلام ، فإن أجابوك فاقْبَل منهم وكُفّ عنهم ، ثم ادْعُهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فَلَهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين ، فإن أبَوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعْرَاب المسلمين يَجْرِي عليهم حُكم الله الذي يَجْري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلاَّ أن يُجَاهِدوا مع المسلمين ، فإن هُم أبَوا فَسَلْهُم الجزية ، فإن هُم أجابوك فاقْبَل منهم وكُفّ عنهم ، فإن هُم أبَوا فاسْتَعِن بالله وقاتِلهم . رواه مسلم .
وما في تلك الوثيقة المزعومة كثير مِنه مُخَالِف لِما عُرِف مِن دِين الإسلام ، ومما جاء في الشروط العُمرية . 
بل ما زُعِم مِن إيواء " مُجْرِم النصارى " باطِل وكذِب لا يأتي به دِين الإسلام ! فإن العلماء نَصُّوا على أن الذّمّي ينقض عهده بمثل ذلك .
روى الطبراني والبيهقي مِن طريق كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَنَّ غَرفَةَ بْنَ الْحَارِثِ الْكِنْدِىَّ مَرَّ بِهِ نَصْرَانِىٌّ فَدَعَاهُ إِلَى الإِسْلاَمِ ، فَتَنَاوَلَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَهُ فَرَفَعَ غَرَفَةُ يَدَهُ فَدَقَّ أَنْفَهُ فَرُفِعَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ عَمْرٌو أَعْطَيْنَاهُمُ الْعَهْدَ فَقَالَ غَرَفَةُ : مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَكُونَ أَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى أَنْ يُظْهِرُوا شَتْمَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِنَّمَا أَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى أَنْ نُخَلِّىَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ كَنَائِسِهِمْ يَقُولُونَ فِيهَا مَا بَدَا لَهُمْ وَأَنْ لاَ نُحَمِّلَهُمْ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَإِنْ أَرَادَهُمْ عَدُوٌّ قَاتَلْنَاهُمْ مِنْ وَرَائِهِمْ وَنُخَلِّىَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَحْكَامِهِمْ إِلاَّ أَنْ يَأْتُونَا رَاضِينَ بِأَحْكَامِنَا فَنَحْكُمَ بَيْنَهُمْ بِحُكْمِ اللَّهِ وَحُكْمِ رَسُولِهِ وَإِنْ غَيَّبُوا عَنَّا لَمْ نَعْرِضْ لَهُمْ فِيهَا . قَالَ عَمْرٌو : صَدَقْتَ .
قال البيهقي : وَكَانَ غَرفَةُ لَهُ صُحْبَةٌ .
وما زُعِم فيه مِن تَرميم كنائس النصارى وصوامعهم ، فإنه باطِل وكذب .
فقد جَرَى عَمَل الخلفاء الراشدين على أنه لا يُجدَّد ما انهدم مِن كنائس النصارى .
ففي الشروط العُمرية التي وضَعها عمر رضي الله عنه : ولا يُجَدَّد ما خَرَب مِن كَنائسِنا .
قال ابن قدامة : 
أَمْصَارُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ثَلاثَةِ أَقْسَامٍ : 
أَحَدُهَا : مَا مَصَّرَهُ الْمُسْلِمُونَ ، كَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ وَبَغْدَادَ وَوَاسِطَ ، فَلا يَجُوزُ فِيهِ إحْدَاثُ كَنِيسَةٍ وَلا بِيعَةٍ وَلا مُجْتَمَعٍ لِصَلاتِهِمْ ، وَلا يَجُوزُ صُلْحُهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، بِدَلِيلِ مَا رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَيُّمَا مِصْرٍ مَصَّرَتْهُ الْعَرَبُ ، فَلَيْسَ لِلْعَجَمِ أَنْ يَبْنُوا فِيهِ بِيعَةً ، وَلا يَضْرِبُوا فِيهِ نَاقُوسًا ، وَلا يُشْرِبُوا فِيهِ خَمْرًا ، وَلا يَتَّخِذُوا فِيهِ خِنْزِيرًا . رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ ، وَاحْتَجَّ بِهِ .
وَلأَنَّ هَذَا الْبَلَدَ مِلْكٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَلا يَجُوزُ أَنْ يَبْنُوا فِيهِ مَجَامِعَ لِلْكُفْرِ .
وَمَا وُجِدَ فِي هَذِهِ الْبِلادِ مِنْ الْبِيَعِ وَالْكَنَائِسِ ، مِثْلُ كَنِيسَةِ الرُّومِ فِي بَغْدَادَ ، فَهَذِهِ كَانَتْ فِي قُرَى أَهْلِ الذِّمَّةِ ، فَأُقِرَّتْ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : مَا فَتَحَهُ الْمُسْلِمُونَ عَنْوَةً ، فَلا يَجُوزُ إحْدَاثُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فِيهِ ؛ لأَنَّهَا صَارَتْ مِلْكًا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ فَفِيهِ وَجْهَانِ : 
أَحَدُهُمَا : يَجِبُ هَدْمُهُ ، وَتَحْرُمُ تَبْقِيَتُهُ ؛ لأَنَّهَا بِلادٌ مَمْلُوكَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَلَمْ يَجُزْ أَنْ تَكُونَ فِيهَا بِيعَةٌ ، كَالْبِلادِ الَّتِي اخْتَطَّهَا الْمُسْلِمُونَ .
وَالثَّانِي : يَجُوزُ ؛ لأَنَّ فِي حَدِيثِ ابْنَ عَبَّاسٍ : أَيُّمَا مِصْرٍ مَصَّرَتْهُ الْعَجَمُ ، فَفَتَحَهُ اللَّهُ عَلَى الْعَرَبِ ، فَنَزَلُوهُ ، فَإِنَّ لِلْعَجَمِ مَا فِي عَهْدِهِمْ .
وَلأَنَّ الصَّحَابَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَتَحُوا كَثِيرًا مِنْ الْبِلادِ عَنْوَةً ، فَلَمْ يَهْدِمُوا شَيْئًا مِنْ الْكَنَائِسِ .
وَيَشْهَدُ لِصِحَّةِ هَذَا ، وُجُودُ الْكَنَائِسِ وَالْبِيَعِ فِي الْبِلادِ الَّتِي فُتِحَتْ عَنْوَةً ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهَا مَا أَحْدَثَتْ ، فَيَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ مَوْجُودَةً فَأُبْقِيَتْ .
وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلَى عُمَّالِهِ : أَنْ لا يَهْدِمُوا بِيعَةً وَلا كَنِيسَةً وَلا بَيْت نَارٍ .
وَلأَنَّ الإِجْمَاعَ قَدْ حَصَلَ عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنَّهَا مَوْجُودَةٌ فِي بِلادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ غَيْرِ نَكِيرٍ .
الْقِسْمُ الثَّالِثُ : مَا فُتِحَ صُلْحًا ، وَهُوَ نَوْعَانِ : 
أَحَدُهُمَا : أَنْ يُصَالِحَهُمْ عَلَى أَنَّ الأَرْضَ لَهُمْ ، وَلَنَا الْخَرَاجُ عَنْهَا ، فَلَهُمْ إحْدَاثُ مَا يَحْتَاجُونَ فِيهَا ؛ لأَنَّ الدَّارَ لَهُمْ .
وَالثَّانِي : أَنْ يُصَالِحَهُمْ عَلَى أَنَّ الدَّارَ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَيُؤَدُّونَ الْجِزْيَةَ إلَيْنَا ، فَالْحُكْمُ فِي الْبِيَعِ وَالْكَنَائِسِ عَلَى مَا يَقَعُ عَلَيْهِ الصُّلْحُ مَعَهُمْ ، مِنْ إحْدَاثِ ذَلِكَ ، وَعِمَارَتِهِ ؛ لأَنَّهُ إذَا جَازَ أَنْ يَقَعَ الصُّلْحُ مَعَهُمْ عَلَى أَنَّ الْكُلَّ لَهُمْ ، جَازَ أَنْ يُصَالَحُوا عَلَى أَنْ يَكُونَ بَعْضُ الْبَلَدِ لَهُمْ ، وَيَكُونَ مَوْضِعُ الْكَنَائِسِ وَالْبِيَعِ مُعَيَّنًا ، وَالأَوْلَى أَنْ يُصَالِحَهُمْ عَلَى مَا صَالَحَهُمْ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَيَشْتَرِطَ عَلَيْهِمْ الشُّرُوطَ الْمَذْكُورَةَ فِي كِتَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، أَنْ لا يُحْدِثُوا بِيعَةً ، وَلا كَنِيسَةً ، وَلا صَوْمَعَةَ رَاهِبٍ ، وَلا قلاية .
وَإِنْ وَقَعَ الصُّلْحُ مُطْلَقًا مِنْ غَيْرِ شَرْطٍ ، حُمِلَ عَلَى مَا وَقَعَ عَلَيْهِ صُلْحُ عُمَرَ ، وَأُخِذُوا بِشُرُوطِهِ .
فَأَمَّا الَّذِينَ صَالَحَهُمْ عُمَرُ ، وَعَقَدَ مَعَهُمْ الذِّمَّةَ ، فَهُمْ عَلَى مَا فِي كِتَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، مَأْخُوذُونَ بِشُرُوطِهِ كُلِّهَا ، وَمَا وُجِدَ فِي بِلادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْكَنَائِسِ وَالْبِيَعِ ، فَهِيَ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي زَمَنِ فَاتِحِيهَا وَمَنْ بَعْدَهُمْ .
وَكُلُّ مَوْضِعٍ قُلْنَا : يَجُوزُ إقْرَارُهَا لمْ يَجُزْ هَدْمُهَا ، وَلَهُمْ رَمُّ مَا تَشَعَّثَ مِنْهَا ، وَإِصْلاحُهَا ؛ لأَنَّ الْمَنْعَ مِنْ ذَلِكَ يُفْضِي إلَى خَرَابِهَا وَذَهَابِهَا ، فَجَرَى مَجْرَى هَدْمِهَا .
وَإِنْ وَقَعَتْ كُلُّهَا ، لَمْ يَجُزْ بِنَاؤُهَا ...
وَحَمَلَ الْخَلاّلُ قَوْلَ أَحْمَدَ : لَهُمْ أَنْ يَبْنُوا مَا انْهَدَمَ مِنْهَا . أَيْ : إذَا انْهَدَمَ بَعْضُهَا ، وَمَنْعَهُ مِنْ بِنَاءِ مَا انْهَدَمَ ، عَلَى مَا إذَا انْهَدَمَتْ كُلُّهَا ، فَجَمَعَ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ .
وَلَنَا ، أَنَّ فِي كِتَابِ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ لِعِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ : وَلا نُجَدِّدَ مَا خَرِبَ مِنْ كَنَائِسِنَا ... وَلأَنَّ هَذَا بِنَاءُ كَنِيسَةٍ فِي دَارِ الإِسْلامِ ، فَلَمْ يَجُزْ ، كَمَا لَوْ اُبْتُدِئَ بِنَاؤُهَا .
وَفَارَقَ رَمَّ شَعْثِهَا ؛ فَإِنَّهُ إبْقَاءٌ وَاسْتِدَامَةٌ ، وَهَذَا إحْدَاثٌ . اهـ .

مقالات دينية: وضع الفعل المضارع بدل الماضي بقلم / محمد عزوز






6 \6 \ 2011

يرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

سؤال : جاء في سورة آل عمران 3: 59 (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُون) . وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان .

الجواب : وفي النقطة السادسة قال (فيكون) للإشارة إلى أن قدرة الله على إيجاد شيء ممكن وإعدامه لم تنقض، بل هي مستمرة في الحال والاستقبال في كل زمان ومكان ، فالذي خلق آدم من تراب فقال له (كن) فكان ، قادر على خلق غيره في الحال والاستقبال (فيكون) بقوله تعالى (كن).

وقد نقل المنصرون هذا من كتب التفسير: أي إن المعنى : فكان، فظنوا لجهلهم بفن التفسير أن قول المفسرين بذلك لتصحيح خطأ وقع في القرآن، وأن الصواب : فكان ، بصيغة الماضي . قال القرطبي : "فكان . والمستقبل يكون في موضع الماضي إذا عرف المعنى"

وهل نقول: إذا أمرتك بشيء فعلت؟ أم أن الأصح أن تقول: إذا أمرتك بشيء تفعله؟ وتقدير السياق في الآية فإذا أراد الله شيئا فيكون ما

مقالات دينية: تجليات نورانية لامامنا الامير عبد القادر الجزائرى بقلم/ حسن البرسيجى






 *

قال امامنا الجليل رحمه الله 

(قال تعالى ( وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون

اى ليعرفون باجماع المحققين من اهل الله تعالى  ويؤيده الخبر الوارد فى بعض الكتب المنزلة(كنت كنزا مخفيا لم اعرف فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق خلقا وتعرفت اليهم فبى عرفون
(وقال وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه)

اى حكم فما خلقهم الا ليعرفوه فلابد ان يعرفوه المعرفة الفطرية التى فطر الناس عليها فالحق ما جهله احد من هذا الوجه  وحكم ان لايعبدوا الا اياه فلا يعبدوا ابدا سواه  لان حكمه نافذ لايرد ولا بعالب وانما  لتفاوت عقولهم  وتفاوتت عقولهم لتفاوت استعداداتهم والاستعدادات لا تعلل  لانها قديمة غير مجعولة فهى فيض قدسى ذاتى ما تخللته صفة من الصفات ولما تعددت ظهورات المقصود بالعباده تعددت الملل والنحل  لان المقصود بالعباده التعظيم والذله والخضوع من كل عابد نحو من يملك الضر والنفع والعطاء والمنع والرزق والخفض والرفع  وهذه الصفات فى نفس الامر ليست الا فردا واحدا وهو الحق تعالى وهو غيب مطلق فكل عابد صورة من شمس وكوكب ونار ونور وظلمه وطبيعة وصنم وصورة خيالية وجن وغير ذلك يقول فى الصورة التى عبدها انها المقصود بالعبادة ويصفها بصفات الاله من الضر والنفع ونحو ذلك وهو محق من وجه لولا انه حصره وقيده فما قصد عابد بعبادته الصورة التى يعبدها الا الحقيقة المستحقة للعبادة وهو الله تعالى وهو الذى قضى به الله وحكم ولكنهم جهلوا ظهورها المطلق الذى لايشوبه تقييد ولا حصر فجهلوها على التحقيق وعرفوها فى الجملة وهى المعرفة الفطرية فكل من عبد الحق تعالى ماعدا الطائفة المرحومة طائفة العارفين  انما عبده مقيدا محصورا محكوما عليه لانه عرفه هكذا حتى طوائف المتكلمين فانهم حكموا عليه بانه على كذا ولا يصح ان يكون على كذا وينبغى ان يكون على كذا وليس هو هكذا  فحكموا عقولهم فى الحق والعقل ليس عنده شئ الا التنزيه الصرف وتوحيد الشرع الذى جاءت به الكتب والرسل عليهم الصلاة والسلام  تنزيه وتشبيه ولا شك ان المتكلمين من سنى ومعتزلى ماحكموا على الحق تعالى بما حكموا من اثبات وسلب الا بعد تصوره بصورة عقلية خيالية  فان الحكم فرع التصور ضرورة وان قال المتكلم ليس للحق تعالى فى عقلى صورة فهو اما جاهل بالتصور ماهو واما مغالط مباهت ولذلك تجدهم بعد حكمهم بما حكموا به يقولون كل ما يخطر ببالك فالله تعالى مخالف لذلك  مقصودهم من الكلام تبرؤهم مما قالوا وقولهم هذا ايضا حكم تلزمهم بالتبرئة منه  فكل طائفة من الطوائف تحصر الحق تعالى فى معتفدها وتنفى ان يكون للحق تعالى تجل وظهور على خلاف عقيدتها فيه  وهذا هو سبب انكار المنكرين للحق تعالى وتعوذهم منه يوم القيامة  فقد ورد فى 

الصحيح ان الله تعالى (يامر بان تتبع كل امة ما كانت تعبد وتبقى هذه الامة فيها منافقوها فياتيهم الله تعالى فى صورة لايعرفونها فيقول لهم انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى ياتينا ربنا فاذا جاء ربنا عرفناه  فيتحول لهم فى صورة اخرى فيعرفونها فيقولون انت ربنا )

الحديث بمعناه والصورة المذكورة فى الحديث والتحول انما هى ظهورها ات للحق تعالى بما يريد ان يظهر به وهى اعدام لاحقيقة لها ولا وجود الا فى ادراك الناظر والحق تعالى  على ماهو عليه قبل الظهور والنجلى لا يلحقه تغيير عما هو عليه كسائر تجلياته فى الدنيا والاخرة ولقد صدقوا فى انكارهم له اولا وفى اقرارهم له ثانيا والمتجلى واحد اولا وثانيا ولكن تجلى لهم فى صورة ماكانوا عرفوه عليها فى الدنيا ولا اعتقدوها ولا تخيلوها وما عرفه كل واحد من المنكرين الا محصورا مقيدا بالصورة التى تخيله عليها فى الدنيا وحكم عليه بانه لابد ان يكون كذا  ولا يكون كذا وما عرفه احد مطلقا غير محصور فى معتقد ولامقيد بصورة لايتجلى بغيرها فلما تجلى بالصورة اى الصورة التى كانوا يتخيلوه عليها فى الدنيا اقروا به انه ربهم وهو تعالى المتجلى اولا وثانيا   فما عرف احد من المنكرين المتعوذين الحق تعالى من حيث الاطلاق  وانما عرفه من حيث تقييده بصورة معتقده  صور تلك الصورة بعقله  لكن الشارع اذن فى الصورة الخيالية ومنع الصورة الحسية وهو الصادق الامين قال فى حديث الاحسان  

ان تعبد الله كانك تراه اى تتخيله كانه فى قبلتك مثلا وانت بين يديه حتى تتادب فى عبادته ويحضر قلبك فيها  فالامر ورد بهذا التخيل  ربطا للقلوب فى الباطن عن الخوض والتشتيت  كما ربطت الاجسام باستقبال القبلة فى الظاهر  ربطا للاجسام  عن الالتفات والحركات وما امر هذا المتخيل للحق  تعالى ان يقيده عنده ولا يكون عند غيره وانه محصور فى قبلته ولا يكون فى قبلة غيرهولا ان يحصره ذلك المتخيل دون غيره من الصور المتخيلات فانه تعالى مطلق فى حالة التخيل عن التخيل فهو المطلق والمقيد لانه عين المطلق والمقيد  فهو عين الضدين والعارفون رضوان الله تعالى عليهم عند هذا التجلى والتحول فى الصور فى الاخرة  ساكتون لايتكلمون ولا يعرفونه لاحد  كما هم اليوم فى الدنيا لانهم عرفوه فى الدنيا  بالاطلاق الحقيقى حتى عن الاطلاق لان الاطلاق قيد وعلموا انه تعالى المتجلى الظاهر بكل صورة حسية او عقلية او روحانية او خيالية وانه الظاهر الباطن الاول الاخر فما انكروه فى الدنيا ولا ينكروه فى الاخرة فى اى تجل ظهر ولهذا قال بعض العارفين هم غدا كما هم اليوم ان شاء الله  

وللحديث بقية

رد الأستاذ محمد عزوز على هذا المقال: أضغط هنا
* ·         هذا المقال لا يعبر عن راى إدارة الموقع بالضرورة و لكنه يعبر عن رأى صاحبه و للجميع الحق للرد عليه او تأييده, فمن سياسة الموقع ألا تصادر حرية التعبير عن الرأى طالما لا تهدف إلى أزدراء الاديان او مهاجمة ثوابتها و الله ولى التوفيق

مقالات دينية: و للرجال عليهن درجة تحقيق و تقديم: محمد عزوز




7/6/2011

 { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا } .  : 

المسألة الأولى : في سبب نزولها : ثبت عن الحسن أنه قال : { جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن زوجي لطم وجهي . قال : بينكما القصاص . فأنزل الله عز وجل : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } . قال حجاج في الحديث عنه : فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله تعالى : { الرجال قوامون على النساء } . قال جرير بن حازم سمعت الحسن يقرؤها : من قبل أن نقضي إليك وحيه ، بالنون ونصب الياء من " وحيه " . المسألة الثانية : قوله : { قوامون } : يقال قوام وقيم ، وهو فعال وفيعل من قام ، المعنى هو أمين عليها يتولى أمرها ، ويصلحها في حالها ; قاله ابن عباس ، وعليها له الطاعة وهي . المسألة الثالثة : الزوجان مشتركان في الحقوق ، كما قدمنا في سورة البقرة : { وللرجال عليهن درجة بفضل القوامية ; فعليه أن يبذل المهر والنفقة ، ويحسن العشرة ويحجبها ، ويأمرها بطاعة الله ، وينهي إليها شعائر الإسلام من صلاة وصيام إذا وجبا على المسلمين ، وعليها الحفظ لماله ، والإحسان إلى أهله ، والالتزام لأمره في الحجبة وغيرها إلا بإذنه ، وقبول قوله في الطاعات . [ ص: 531 ] المسألة الرابعة : قوله : { بما فضل الله بعضهم على بعض } : المعنى إني جعلت القوامية على المرأة للرجل لأجل تفضيلي له عليها ، وذلك لثلاثة أشياء : الأول : كمال العقل والتمييز . الثاني : كمال الدين والطاعة في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على العموم ، وغير ذلك . وهذا الذي بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : { ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم منكن . قلن : وما ذلك يا رسول الله ؟ قال : أليس إحداكن تمكث الليالي لا تصلي ولا تصوم ; فذلك من نقصان دينها . وشهادة إحداكن على النصف من شهادة الرجل ، فذلك من نقصان عقلها } . وقد نص الله سبحانه على ذلك بالنقص ، فقال : { أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } . الثالث : بذله المال من الصداق والنفقة ، وقد نص الله عليها هاهنا 

وهذا ليس معناه أن المرأة مخلوق من درجة ثانية فقد نص الحديث على أن النساء شقائق الرجال كما أوضح القرآن أن كلا من المرأة والرجل لهما حقوق وعليهما واجبات وهذا التقسيم والترتيب الرباني هو تقسيم للأدوار حتى لا يحدث النزاع الذي نراه الآن وذلك بسبب الجهل والبعد عن الفهم الحقيقي سواء من متعصبي الرجال لبني جنسهم أو لمتعصبي النساء لبني جنسهم أيضا وهذه دراسة قام بها الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي تناول فيها الجانب السيكولوجي لكل من 
المرأة والرجل نسأل الله أن ينتفع بها الجميع 


سيكولوجية الرجل                                                  
دكتور / محمد المهدي

استشاري الطب النفسي

* هل هناك صفات مشتركة بين جنس الرجال تميزهم كما أن هناك صفات مشتركة بين جنس النساء تميزهن ؟ .. أم أن كل رجل هو بمثابة حالة خاصة له صفاته المميزة له وحده وبالتالي يصبح التعميم خاطئاً ؟ وهل هناك مفاتيح لفهم الرجل تساعد المرأة حين تتعامل معه على الدخول لعالمه وفك أسراره وفهم مواقفه ؟!

*هل الرجل إنسان والمرأة أيضاً إنسانة ولا توجد فروق قائمة على النوع وإنما الفروق قائمة على طبيعة كل إنسان أو إنسانة وعلى البيئة المحيطة به أو بها ، أو كما يقولون أن الإنسان هو الوراثة مضروبة في البيئة ؟

من متابعة الدراسات والأبحاث والملاحظات وتاريخ الرجل عبر العصور نجد أن هناك سمات مشتركة ومفاتيح محددة تميز جنس الرجال وتسهل فهم طريقة تفكيرهم وسلوكهم . ويبدو أن هذه السمات المشتركة لها جذور بيولوجية ( التركيب التشريحي والوظائف الفسيولوجية وخاصة نشاط الغدد الصماء ) , وجذور تتصل بدور الرجل في المجتمعات المختلفة ، فمما لا شك فيه أن التركيبة الجسمانية العضلية للرجل وما يحويه جسده من هرمونات ذكورة وما قام به من أدوار عبر التاريخ مثل العمل الشاق , وحماية الأسرة , والقتال ، وممارسة أعمال الفكر والإدارة ، وقيادة أسرته ورعايتها ، كل هذا جعله يكتسب صفات مميزة يمكن الحديث عنها كسمات رجولية تميزه عن عالم النساء . وهذا لا ينفي وجود فروق فردية بين الرجال ( كما هي بين النساء ) تستدعي الانتباه .

والآن نحاول استعراض أهم السمات العامة ومفاتيح شخصية الرجل :

1- التميز الذكوري :

في بداية التاريخ الإنساني كانت الآلهة غالباً تأخذ الشكل الأنثوي في التماثيل التي كانوا يصنعونها ، وكان هذا التقديس للأنثى قائم على قدرتها على الإنجاب وإمداد الحياة بأجيال جديدة ، ولكن مع الزمن اكتشف الرجل أن الأنثى لا تستطيع الإنجاب بدونه ، إضافة إلى أنه هو الأقدر على دفع الحيوانات والوحوش عنها وعن أسرته , وهو الأقدر على قتال الأعداء لذلك بدأ التحول تدريجياً ففي بعض المراحل التاريخية نجد أن تمثال الرجل يساوي تقريباً تمثال المرأة ، ثم تحول الأمر بعد ذلك ليعلو تمثال الرجل على تمثال المرأة حيث اكتشف الرجل أدواره المتعددة وقدرته على السيطرة والتحكم وتغيير الأحداث في حين انشغلت المرأة بأمور البيت وتربية الأبناء .

ومن هذه المرحلة بدأت فكرة التميز الذكوري وترسخت مع الزمن ، وكان يسعد بها الرجل السوي وتسعد بها المرأة السوية والتي تعرف أنها تمتلك هي الأخرى في المقابل تميزاً أنثوياً من نوع آخر يناسب تكوينها ودورها . ولكن الرجل في بعض المراحل التاريخية وخاصة في فترات الاضمحلال الحضاري راح يبالغ في " تميزه الذكوري " حتى وصل إلى حالة من " الاستعلاء الذكوري " وفي المقابل حاول وأد المرأة نفسياً واجتماعياً وأحياناً جسدياً فحط من شأنها واعتبرها مخلوقاً " من الدرجة الثانية " وأنها مخلوق " مساعد " جاء لخدمته ومتعته وأنها مخلوق " تابع " له . وهذا التصور العنصري المخالف لقواعد العدل والأخلاق والمخالف لتعاليم السماء في الدين الصحيح دفع المرأة لأن تهب دفاعاً عن كيانها ضد محاولات السحق من الرجل ، 

ومن هنا نشأت حركات التحرر في البداية لتعيد للمرأة كرامتها وحقوقها من أيدي الرجال المستبدين ، ولكن بعض هذه الحركات بالغت في حركتها ومطالبها وسعت عن قصد أو عن غير قصد لأن تجعل المرأة رجلاً ظناً منها أن هذه هي المساواة ، وقد أفقد هذا التوجه المرأة تميزها الأنثوي الذي هو سر وجودها ، وأصبح الأمر معركة وجود وندية مع الرجل ، وخسر الاثنان ( الرجل والمرأة ) تميزهما الذي منحهما الله إياه ليقوم كل بدوره ، وبما أن المرأة والرجل مخلوقان لله سبحانه وتعالى فلا نتصور أن يتحيز الخالق لأحد مخلوقاته ضد الآخر ، ولكنها الأدوار والمهام والواجبات ، والعدالة في توزيع التميز في جوانب مختلفة لكي تعمر الحياة . والرجل يكمن في داخله الشعور بالتميز الذكوري ، وهذا الشعور يجعله حريصاً على القيام بدور القيادة والرعاية للمرأة وللأسرة وينبني على هذا الشعور مفهوم القوامة ، وهو مفهوم عميق في نفس الرجل.

وجاءت الأديان السماوية تؤكده كشيء فطري لازم للحياة ، فما من مشروع أو مؤسسة إلا وتحتاج لقيادة حكيمة وخبيرة وناضجة ، ولما كانت مؤسسة الأسرة هي أهم المؤسسات الاجتماعية عبر التاريخ الإنساني كان لابد من الاهتمام بقيادتها ، وقد ثبت عملياً أن الرجل ( في معظم الأحيان ) جدير بهذه القيادة بما تميز به من صفات القوة الجسدية والقدرة على العمل الشاق وكسب المال ورعاية الأسرة والتأني في اتخاذ القرارات .

مقالات دينية: الخرافات الشركية لعبد القادر الجزائري بقلم \ محمد عزوز





10\6\2011


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

فيعلم الله أن هذا المقال لا يراد به الا الحق أسأل الله العظيم أن يجعل عملنا كله خالص لوجه الله  والمؤمن مرآة أخيه والدين النصيحة وانطلاقا من هذا وذاك وددت أن أنبه أخي الكريم الأستاذ حسن على أن هذا الكلام ليس طعنا فيه وفيما يكتب ولكن هو واجب ديني لوجه الله تعالى وتنبيها للقارئ الكريم لخطورة هذا المعتقد الحلولي والذي كان ينطق به عبد القادر الجزائري ولم لا وهو متأثر بشيخه  ابن عربي والذي أوصى أن يدفن إلى جواره

هذا المعتقد الحلولي الذي سيكون شغلي الشاغل في المقالات القادمة بإذن الله تعالى هذا المعتقد الذي يخرج عن ملة الإسلام نسأل الله لنا ولكم الثبات على هذا الدين هذا المقال الغرض منه التنبيه فقط من خلال كلام الرجل وكتاباته ولكن أحب أن أخرج من نطاق الكلام عن الرجل وأرتقي للرد على الكلام  سواء كان الكلام منسوبا اليه حقا أو كذبا كل ما يهمني هو الكلام والفكر بصرف النظر عن الأسماء فقد نسب اليه كتابا يسمى (المواقف )و اليكم  ما جاء في الكتاب والرد عليه


      التنبيه على شركيات وطوام عقدية  عند  الأمير عبد القادر الجزائري

الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدأخي الفاضل؛   لا يخفى عليك ما لهذه الشخصية من ظهور و بروز ضمن الساحة التاريخية، وما تحتله من صدارة ومكانة، وليس في أوساط المسلمين فحسب بل الكثير من الكفار يعتبرون شخصية الأمير عبد القادر الجزائري شخصية متميزة ومثالية، لما حواه من فكر التسامح الديني والأخوة الإنسانية في زعمهم.ولطالما صوروا له الصور و شيدوا له التماثيل و النصب التذكارية، وسميت باسمه الثانويات و المدارس و الجامعات، وكذا المساجد والله المستعان و قد كنت فيما مضى ممن اغتر بزيه العربي الإسلامي إلى حين سماعي كلمة سريعة لأحد الدعاة قال عن هذا الأمير بأنه صوفي أو شيء من هذا، فقررت البحث عن ترجمته و التنقيب عن صحة معتقده على قلة في اليد و المراجع، وبعد مضي فترة من الزمن ليست بالقليلة يسر الله-جل في علاه- لي بعضها فتصفحته على وجه السرعة؛ لأن غايتي النصح و التنبيه والوقت ثمين وأشرف من أن يبذل في تتبع أفكار المدسوسين من قبل أعداء الإسلام و المنحرفين فكريا عن عقيدة السلف الصالح، اللهم إلا من باب النصيحة      و التحذير إن كان ممن له شهرة ويخشى من التأثر به مثل هذا الأمير الجزائري، خاصة مع الترويج له ضمن المقررات المدرسية في مادة التاريخ وغيرها وهذا يكفي في تأكيد التحذير وإلى بيان بعض انحرافات العقيدة عنده –باختصار-:[دعوته للأخوة مع النصارى الكفار] ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري:(( لو أصغى إلي المسلمون و النصارى، لرفعت الخلاف بينهم، ولصاروا إخوانا، ظاهرا و باطنا، ولكن لا يصغون إلي)).اهـ من [ذكرى العاقل و تنبيه الغافل:ص/107وكلام الأمير عبد القادر هذا فيه مخالفة صريحة لقول الله سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء. الآية وقوله سبحانه: لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله.الآية.
[تنقل الأمير من الإسلام إلى دين اليهود و النصارى وهذه ردة صريحة] ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري كما في [المواقف:م1/ص20فطورا تراني مسلما أي مسلم//زهودا نسوكا خاضعا طالبا مدا وطورا تراني للكنائس مسرعا//وفي وسطي الزنار أحكمته شدا وطورا بمدارس اليهود مدرسا//أقرر توراة و أبدي لهم رشدا  و هذه الأبيات فيها ردة صريحة عن دين الإسلام بالتنقل منه إلى سائر الأديان المحرفة من يهودية و نصرانية.قال الله سبحانه وتعالى: إن الدين عند الله الإسلام.الآية وقال سبحانه: ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.الآية وقال جل في علاه:و من يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم وساءت مصيرا.الآية وقال تعالى: أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات و الأرض طوعا وكرها و إليه يرجعون. الآية.
[الأمير يشرك بالله العظيم شركا واضحا جليا] 
ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري مستغيثا و مناديا و داعيا غير الله جل وعلا مشركا به كما في[الديوان:ص152، والمواقف:م2/ص942
يا سيدي رسول الله يا سندي//ويا رجائي ويا حضني ويا مددي ويا ذخيرة فقري يا عياذي يا//غوثي ويا عدتي للخطب و النكد يا كهف ذلي ويا حامي الدمار ويا//شفيعنا في غد أرجوك يا سندي إن أنت راض فيا فخري ويا شرفي//ماذا علي إذا واليت من أحدوفي هذه الأبيات يظهر الشرك الظاهر الجلي من هذا الأمير الجزائري، بصرفه دعاء الاستغاثة و رجاء العبادة لغير الله جل وعلا مناديا رسول الله-صلى الله عليه و سلم- بهما وقد وصف الله جل وعلا في محكم التنزيل فاعل ذلك بالكفر فقال جل في علاه: ومن يدعوا مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون. الآية.
[الأمير يشيد بشيخه الملحد الزنديق محي الدين بن عربي ويجعله خاتم ورثة النبي صلى الله عليه و سلم] 
ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري في[المواقف:م2/ص872
((فمن الأقطاب من يكون على قدم عيسى و موسى و نوح و إبراهيم و صالح وغيرهم من الأنبياء، وليس في الأقطاب من هو على قدم محمد-صلى الله عليه سلم-بأن يكون وارثا له-صلى الله عليه و سلم-وإنما يكون على قدمه بعض الأفراد، والشيخ الأكبر محي الدين منهم، وهو خاتمهم، فليس بعده وارث محمدي)).اهـومن المعلوم أن بن عربي محي الدين كافر زنديق لما تفوه به و خطه في كتبه من كفريات و شركيات واضحة لدى كل موحد مسلم سلفي، وحتى في عصر الأمير انتشر تكفيره وتبري علماء أهل السنة و الجماعة منه وممن والاه فكان هذا الأمير يحرق كتب شيخ الإسلام ابن تيمية -كما تواتر عنه ذلك- بسبب الإختلاف العقدي بينه وبينهم وكذا رد شيخ الإسلام على هذا الزنديق الملحد بن عربي.ثم إن الأمير عبد القادر متأثر به إلى النخاع فكيف لا يحرق كتب من ردة عنه وهو المستفيد منه إما من روحانياته، وإما من كتبه في الكتب، كما خرف وذكر في مواقفه.فاللهم عفوك وغفرانك من تسطيري لهذه الكفريات و الخرافات.وبك وحدك أستعين.
[الأمير يبالغ في مدح شيخه محمد الفاسي الصوفي بأوصاف لا تليق إلا بذي الجلال و الإكرام كالمنقذ و المغيث و المجير و المحيي-تعالى الله عما يقوله -] 
ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري في[الديوان/ص201
عيادي ملاذي وعمدتي ثم عدتي//وكهفي إذا أبدى نواجذه الدهر غياثي من أيدي العداة و منقذي//منيري مجيري عندما غمني الغمر ومحي رفاتي بعد أن كنت رمة//وأكسبني عمرا لعمري هو العمروهذه الأوصاف التي مدح بها شيخه الصوفي محمد الفاسي كلها مستمدة-عند الأمير-من رسول الله -صلى الله عليه و سلم- تعالى الله عما يقوله هذا الخرافي المشرك، حيث قال كذلك في [الديوان/ص203-204]:حريص على هدي الخلائق جاهدا // رحيم بهم خبير له القدر كساه رسول الله ثوب خلافة // له الحكم و التصريف و النهي و الأمر وقيل له:إن شئت قل: قدمي علا // على كل فضل أحاط به 
العصر 


مقالات دينية: الرد على مقال تجليات نورانية لعبد القادر الجزائرى بقلم \ محمد عزوز




                                                12\6\2011
فى إطار تفنيد المغالطات التي احتواها مقال (التجليات النورانية لاميرنا عبد القادر الجزائرى)  والتي بنيت على باطل ولا يخفى على ذي عقل سليم أن ما بني على باطل فهو باطل فقد كان الرجل كمن يضع السم في العسل بدأ بآية من كتاب الله تعالى من سورة الذاريات يقول الله تبارك وتعالى فيها {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
ثم اعتمد في تفسيرها بقوله :
(اى ليعرفون باجماع المحققين من اهل الله تعالى  ويؤيده الخبر الوارد فى بعض الكتب المنزلة(كنت كنزا مخفيا لم اعرف فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق خلقا وتعرفت اليهم فبى عرفون )
ومما لا يخفى على ذو نظر وعقل سليم أن هذا هو أسلوب الغير محققين فحين يأخذ من أهل التفسير كان من الأمانة العلمية أن يذكر من هم هؤلاء المحققين من أهل الله تعالى الذي يزعم إجماعهم على هذا التفسير وأنا بدوري سأذكر أقوال المفسرين الذين يجمعون على عكس زعمه ولكن بطريقة علمية ارجع فيها القول لصاحبه للأمانة العلمية التي يراد بها الحق لمن أراد الاطلاع والمراجعة وإليكم أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى في تفسير الأية الكريمة :
تفسير الجلالين ج1 ص696 الذاريات : ( 56 ) وما خلقت الجن . . . . .وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( ولا ينافي ذلك عدم عبادة الكافرين لأن الغاية لا يلزم وجودها كما في قولك بريت هذا القلم لأكتب به فإنك قد لا تكتب بهتفسير الجلالين ، اسم المؤلف: محمد بن أحمد + عبدالرحمن بن أبي بكر المحلي + السيوطي ، دار النشر : دار الحديث - القاهرة ، الطبعة : الأولى
تفسير القرآن 
تفسير الطبري
محمد بن جرير الطبري
دار المعارف
عدد الأجزاء: أربعة وعشرون جزءا
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَمَا خَلَقْتُ السُّعَدَاءَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِلَّا لِعِبَادَتِي ، وَالْأَشْقِيَاءَ مِنْهُمْ لِمَعْصِيَتِي .  وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ . وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيُذْعِنُوا لِي بِالْعُبُودَةِ . 
تفسير القرآن 
تفسير القرطبي
محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
الجزء السابع عشر
قوله تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون قيل : إن هذا خاص فيمن سبق في علم الله أنه يعبده ، فجاء بلفظ العموم ومعناه الخصوص . والمعنى : وما خلقت أهل السعادة من الجن والإنس إلا ليوحدون . قال القشيري : والآية دخلها التخصيص على القطع ; لأن المجانين والصبيان ما أمروا بالعبادة حتى يقال أراد منهم العبادة ، وقد قال الله تعالى : [ ص: 52 ] ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ومن خلق لجهنم لا يكون ممن خلق للعبادة ، فالآية محمولة على المؤمنين منهم ; وهو كقوله تعالى : قالت الأعراب آمنا وإنما قال فريق منهم . ذكره الضحاك والكلبيوالفراء والقتبي . وفي قراءة عبد الله : " وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين إلا ليعبدون " وقال علي رضي الله عنه : أي وما خلقت الجن والإنس إلا لآمرهم بالعبادة . واعتمد الزجاج على هذا القول ، ويدل عليه قوله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا . فإن قيل : كيف كفروا وقد خلقهم للإقرار بربوبيته والتذلل لأمره ومشيئته
تفسير القرآن 
تفسير ابن كثير
إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
) وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) أي : إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي ، لا لاحتياجي إليهم .  وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( إلا ليعبدون ) أي : إلا ليقروا بعبادتي طوعا أو كرها وهذا اختيار ابن جرير . تفسير الواحدي ج2 ص1032 الذاريات : ( 56 ) وما خلقت الجن . . . . .وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( أي الا لآمرهم بعبادتي وأدعوهم اليها وقيل أراد المؤمنين منهم وكذا هو في قراءة ابن عباس وما خلفت الجن والانس الا ليعبدونالوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، اسم المؤلف: علي بن أحمد الواحدي أبو الحسن ، دار النشر : دار القلم , الدار الشامية - دمشق , بيروت - 1415 ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : صفوان عدنان داووديهذا كله على سبيل المثال لا الحصر وأحب أن أذكر أسماء كل من وافق هذا التفسير فقد قال بهذا ( الطبري والقرطبي وابن كثير والسيوطي والفيروز آبادي والواحدي والصنعاني والبغوي والنسفي والزمخشري والبيضاوي والشوكاني والسمعاني والشنقيطي وأبو السعود  ) كل هؤلاء يجمعون على هذا التفسير الواضح الصحيح وهذا ما يسمى إجماع وللأمانة العلمية لابد أن أذكر الموضع الذي ذكر فيه هذا التفسير الواهي والذي أخذه هذا الرجل المسمى بعبد القادر الجزائري
فقد ورد هذا القول المرجوح في تفسير اسمه ( روح المعاني ) وهو لـ (أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي ) وسأنقل بالتفصيل ما ورد فيه لا أختزل فيه نصا ولا آخذ منه ما يوافق هوى نفسي وأترك ما عاداه قال المفسر :
ليعبدون ( ليعرفون وهو مجاز مرسل أيضا من إطلاق اسم السبب على المسبب على ما في الإرشاد ولعل السرفيه التنبيه أن المعتبر هب المعرفة الحاصلة بعبادته تعالى لا ما يحصل بغيرها كمعرفة الفلاسفة قيل : وهو حسن لأنهم لو لم يخلقهم عز وجل لم يعرف وجوده وتوحيده سبحانه وتعالى وقد جاء كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف وتعقب بأن المعرفة الصحيحة لم تتحقق في كل بل بعض قد أنكر وجوده عز وجل كالطبيعيين اليوم فلا بد من القول السابق في توجيه التعليل ثم الخبر بهذا اللفظ ذكره سعد الدين سعيد الفرغاني في منتهى المدارك وذكر غيره كالشيخ الأكبر في الباب المائة والثامنية والتسعين من الفتوحات بلفظ آخر وتعقبه الحفاظ فقال ابن تيمية : إنه ليس من كلام النبي e ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف وكذا قال الزركشي والحافظ ابن حجر وغيرهما : ومن يرويه من الصوفية معترف بعدم ثبوته نقلا لكن يقول : إنه ثابت كشفا وقد نص على ذلك الشيخ الأكبر قدس سره في الباب المذكور والتصحيح الكشفي شنشنة لهم ومعذلك فيه إشكال معنى إلا أنه أجيب عنه ثلاث أجوبة ستأتي إن شاء الله تعالى وقيل : أل في ) الجن والإنس ( للعهد والمراد بهم المؤمنون لقوله تعالى : ) ولقد ذرأنا ( الآية أي بناءا على أن اللازم فيها ليست للعاقبة ونسب هذا القول لزيد بن أسلم وسفيان وأيد بقوله تعالى قبل : ) فإن الذكرى تنفع المؤمنين ( وأيده في البحر برواية ابن عباس عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين ورواها بعضهم قراءة لابن عباس رضي الله عنهما انتهى قول المفسر
هذا عن الآية والحديث الذي بنى عليهم عبد القادر الجزائري كلامه وما بني على باطل فهو باطل ثم تطرق الرجل في القول بما نقله عن محي الدين ابن عربي وهو من الصوفية الحلولية, أسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق هذا وما كان من توفيق فمن الله تعالى وما كان من تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان غفر الله لي ولكم .